الأخت الفاضلة / الشامخة
أعتذر لأنني لم أقرأ هذا الموضوع إلا الآن ، مع أنه هنا منذ مدة
ولن أستطيع أن أزيد حرفا واحدا على ما كتبه من سبقوني إليه
فقد سطروا بحروفهم ( إيجازا وإطنابا ) ما يجعلني أتوقف عن الإسهاب في الرد
فإبداع ما كتبتيه يجعل كل من يحاول الرد حائرا ( ماذا يكتب ؟ )
ولكنني مع كل هذا أجدني مدفوعا إلى أن أترك لي أثرا فيه
لأتشرف أنني قرأته ذات يوم
فما كتبه يراعك هنا لا أجد تعليقا يناسبه إلا السكوت
أو لعلك تسمحين لي أن أهمس هنا بصوت خافت
لأقـــــــــول :
خلق الله هذه الدنيا وجعل فيها الأمور على طرفين
ونادرا ما نجد شيئا واحدا متفردا لا طرف ثان له
فكما هناك الليل فهناك النهار ، وكما هناك الجمال فهناك القبح
وكما هناك السماء هناك الأرض ، وكما هناك الحياة فهناك الموت
ثنائيات بعضها يرتبط بالآخر إرتباطا وثيقا لا يمكن فصلهما عن بعض
حتى وإن فلسفنا الأمور وأدخلناها إلى مدارج التحليل والتأويل
ففي النهاية يبقى الأمر مرتبط ( بطرفين )
هذا يسوقني إلى أن أصل إلى أن ما كتبتيه عن ذلك الرجل ( الحلم )
لم يأتي من فراغ أو من صدفة عابرة
بل لأنه هو وجد فيك تلك المرأة التي لن تتكرر ...
وليسمح لي أخي / محمد العاني أن أكسر ( الفصحى ) هنا
ليستقيم لي المراد ، فأورد بيتين من قصيدة لشاعر شعبي
بهما أستشهد على ما ذكرته آنفا ، فيقول :
لا تحسبن النور يازين منّي ... وجهي ترى يعكس لك النور منّك
مثل القمر والشمس كنك وكني ... أعكس شعاعك وأسهر الليل عنّك
وقد اختصر هذا الشاعر المبدع عبارات كثيرة كانت ستسطر هنا بما قاله
وأغلب الظن أن منطق هذا الشاعر
هو ذاته منطق ذلك " الرجل " الذي تتحدثين عنه تجاهك
وأنا بالتأكيد لا أنظر إلى ما جاء في البيتين أعلاه نظرة سطحية
بل إنني أنظر إلى الفكرة الأكبر والأعم فيهما
والتي جاءت من خلال تشبيهات وأوصاف لا يعنيها بذاتها
ختاما
أسأل الله أن يوفقكما إلى كل خير
وأن يكتب لكما السعادة والفرح في الدارين
إنه ولي ذلك والقادر عليه
تحياتي
النمط الخطي
