العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 13-07-2007, 05:51 PM   #1
محمد طه
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 31
إفتراضي عبادة بن الصامت

ان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبد الله وعلى أله وأصحابه الاجمعين وعلى من اتبع الهدى.أما بعد.
انه واحد من الانصار قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن الانصار سلكوا واديا أو شعبا لسلكت وادي الانصار وشعبهم ولولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار...
وعبادة بن الصامت بعد كونه من الانصار فهو واحد من زعمائهم الذين اتخذهم الرسول نقباء على أهليهم وعشائرهم..وحينما جاء وفد الانصار الأول الى مكة ليبايع الرسول على الاسلام تلك البيعة المشهورة ببيعة العقبة الاولى كان عبادة رضي الله عنه أحد الاثني عشر مؤمنا الذين سارعوا الى الاسلام وبسطوا أيمانهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مبايعين وشدوا على يمينه مؤازرين ومسلمين وحينما كان موسم الحج في العام التالي يشهد البيعة العقبة الثانية يبايعها وفد الانصار الثاني مكونا من سبعين مؤمنا ومؤمنة كان عبادة أيضا من زعماء الوفد ونقباء الانصار.......
وفيما بعد و المشاهد تتوالى ومواقف التضحية والبذل والفداء تتابع كان عبادة هناك لم يتخلف عن مشهد ولم يبخل بتضحية ...ومنذ اختار الله رسوله وهو يقوم على أفضل وجه بتبعات هذا الاختيار
كل ولائه لله..وكل طاعته لله..وكل علاقاته بأقربائه..وبحلفائه وبأعدائه انما يشكلها ايمانه ويشكلها السلوك الذي يفرضه هذا الايمان...كانت عائلة عبادة مرتبطة بحلف قديم مع يهود بني قنيقاع بالمدينة...ومنذ هاجر الرسول وأصحابه الى المدينة ويهودها يتظاهرون بمسالمته حتى كانت الايام التي تعقب غزوة بدر وتسبق غزوة أحد فشرع يهود المدينة يتنمرون وافتعلت احدى قبائلهم بنو قنيقاع أسبابا للفتنة وللشغب على المسلمين..ولا يكاد عبادة يرى موقفهم هذا حتى ينبذ اليهم عهدهم ويفسخ حلفهم قائلا انما أتولى الله ورسوله والمؤمنين.فيتنزل القرأن محييا موقفه وولاءه قائلا في أياته (ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فان حزب الله هم الغالبون) لقد أعلنت الاية الكريمة قيام حزب الله....وحزب الله هم اولئك المؤمنون الذين ينهضون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملين راية الهدى والحق والذين يشكلون امتدادا مباركا لصفوف المؤمنين الذين سبقوهم عبر التاريخ ناهضين هم الاخرين حول انبيائهم ورسلهم مبلغين في أزمانهم وأعصارهم كلمة الله الحي القيوم...ولن يقتصر حزب الله هذه المرة على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بل سيمتد عبر الاجيال الوافدة والأزمنة المقبلة حتى يرث الله الأرض ومن عليها ضاما الى صفوفه كل مؤمن بالله وبرسوله...وهكذا فان الرجل الذي نزلت هذه الاية الكريمة تحيي موقفه وتشيد بولائه وايمانه لن يظل مجرد نقيب من نقباء الانصار في المدينة بل سيصير نقيبا من نقباء الدين الذي ستزوى له أقطار الارض جميعا.أجل.لقد أصبح عبادة بن الصامت نقيب عشيرته من الخزرج رائدا من رواد الاسلام واماما من أئمة المسلمين يخفق اسمه كالراية في معظم أقطار الأرض لا في جيل أو في جيلين أو ثلاتة بل الى ماشاء الله من أجيال ..ومن أزمان..ومن اماد...
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يتحدث عن امراء عن مسؤولية الامراء والولاة..
سمعه يتحدث عليه الصلاة والسلام عن المصير الذي ينتظر من يفرط منهم في حق أو تعبث ذمته بمال فزلزل زلزلا وأقسم بالله الا يكون أميرا على اثنين أبدا...وفي خلافة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لم يستطيع الفاروق أن يحمله على قبول منصب ما اللهم الا تعليم الناس وتفقيههم في الدين...أجل هذا هو العمل الوحيد الذي اثره عبادة مبتعدا بنفسه عن الاعمال الأخرى المحفوفة بالزهو وبالسلطان وبالثراء والمحفوفة أيضا بالأخطار التي يخشاها على دينه ومصيره..وهكذا سافر الى الشام ثالث ثلاثة هو معاذبن جبل وأبو الدرداء حيث ملؤوا البلاد علما وفقها ونورا.وسافر عبادة الى فلسطين حيث ولي قضاءها بعض الوقت وكان يحكمها باسم الخليفة انذاك معاوية...كان عبادة بن الصامت وهو ثاو في الشام يرنو ببصره الى ماوراء الحدود الى المدينة المنورة عاصمة الاسلام ودار الخلافة فيرى فيها عمر بن الخطابرجل لم يخلق من طرازه سواه..ثم يرتد بصره الى حيث يقيم في فلسطين فيرى معاوية بن أبي سفيان رجل يحب الدنيا ويعشق السلطان...وعبادة من الرعيل الأول الذي عاش خير أيام حياته وأعظمها وأثراها مع الرسول الكريم الرعيل الذي صهره النضال وصقلته التضحية وعانق الاسلام رغبا لا رهبا وباع لله نفسه وماله...عبادة من الرعيل الذي رباه محمد بيديه وأفرغ عليه من روحه ونوره وعظمته...واذا كان هناك من الأحياء مثل اعلى للحاكم يملأ نفس عبادة روعة وقلبه ثقة فهو ذلك الرجل الشاهق الرابض هناك في المدينة عمر بن الخطاب...فاذا مضى عبادة يقيس تصرفات معاوية بهذا المقياس فستكون الشقة بين الاثنين واسعة وسيكون الصدام محترما وقد كان....يقول عبادة رضي الله عنه بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا نخاف في الله لومة لائم وعبادة خير من يفي بالبيعة واذن فهو لن يخشى معاوية بكل سلطان وسيقف بالمرصاد لكل أخطائه..ولقد شهد أهل فلسطين يومئذ عجبا وترامت أنباء المعارضة الجسورة التي يشنها عبادة على معاوية الى أقطار كثيرة من بلاد الاسلام فكانت قدوة ونبراسا..
وعلى الرغم من الحلم الواسع الرحيب الذي اشتهر به معاوية فقد ضاق صدره بمواقف عبادة ورأى فيها تهديدا مباشرا لهيبة سلطانه..
ورأى عبادة من جانبه أن مسافة الخلف بينه وبين معاوية تزداد وتتسع فقال لمعاوية والله لاأساكنك أرضا واحدة أبدا وغادر فلسطين الى المدينة..
كان أمير المؤمنين عمر أمير المؤمنين عظيم الفطنة بعيد النظر وكان حريصا الا يدع أمثال معاوية من الولاة الذين يعتمدون على ذكائهم ويستعملونه بغير حساب دون أن يحيطهم بنفر من الصحابة الورعين الزاهدين والنصحاء المخلصين كي يكبحوا جماح الطموح والرغبة لدى أولئك الولاة وكي يكونوا لهم وللناس تذكرة دائمة بأيام الرسول وعهده..ومن أجل هذا لم يكد أمير المؤمنين يبصر عبادة بن الصامت وقد عاد الى المدينة حتى سأله ماالذي جاء بك ياعبادة ولما قص عليه ما كان بينه وبين معاوية قال له عمر ارجع الى مكانك فقبح الله أرضا ليس فيها مثلك...ثم أرسل عمر الى معاوية كتابا يقول فيه لا امرأة لك على عبادة..أجل ان عبادة أمير نفسه...وحين يكرم عمر الفاروق رجلا مثل هذا التكريم فانه يكون عظيما ولقد كان عبادة عظيما في ايمانه وفي استقامة ضميره وحياته..
وفي العام الهجري الرابع والثلاثين توفي بالرملة في أرض فلسطين هذا النقيب الراشد من نقباء الانصار والا سلام تاركا في الحياة عبيره وشذاه.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد طه غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .