أهمية التحالف العريض للقضاء على داعش
تثبت أهمية وجود جهد مشترك واسع لمواجهة التهديدات التي يشكلها الإرهاب قيمتها بشكل مضطرد .
ففي العام الماضي، اقتصرت معظم العمليات التي يقوم بها أكثر من 60 بلدا في ائتلاف يشارك في القتال ضد داعش من خلال عملية العزم الصلب على العراق، ولكن الأمور تغيرت تدريجيا. لقد كانت الهجمات في تونس، وتركيا، ولبنان، وضد روسيا، وعلى وجه الخصوص في باريس دليلا واضحا على أن داعش ليست فقط تهديدا في المناطق التي تسيطر عليها حاليا في سوريا والعراق، ولكنها في الحقيقة تهديد عالمي للسلام والأمن.
وفي الوقت عينه ، لا تعترف داعش بالحدود بين سوريا والعراق. بل إنها تعمل في مساحات غير محكومة تمتد في كلا البلدين. مقرها العملي والأيديولوجي هو الرقة في شرق سوريا حيث تقوم بتخطيط هجماتها وعملياتها وبالتجنيد. من هنا برزت أهمية ضرب التحالف لداعش في سوريا. لذلك شهدنا زيادة مستوى كثافة الهجمات ضد داعش ، وبذل المزيد من الجهود المنسقة بين مختلف أعضاء التحالف. مع تواصل نمو الحملة والائتلاف في الحجم والقدرة.
لقد سارعت فرنسا إلى تصعيد العمليات ضد داعش في الجو والبحر. ومع تزايد الضغوط على داعش في العراق ، وبسبب التهديد الذي تشكله داعش على بريطانيا وبقية التحالف، قررت المملكة المتحدة توسيع الضربات الجوية البريطانية ضد داعش إلى سوريا، كجزء لا يتجزأ من جهد التحالف المتكامل الشامل و استراتيجية الحكومات التي تهدف إلى إضعاف داعش والحد من التهديد الذي تشكله.
عضو آخر افي الائتلاف قرر تعزيز التحالف بقدرات إضافية هو ألمانيا. ففي الأسبوع الماضي، اتخذ البرلمان الألماني قرارا بنشر قوات مسلحة ألمانية لمنع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها داعش ومكافحتها .
ويستند نشرهذه القوات لدعم فرنسا والعراق والتحالف الدولي في قتالهم ضد داعش على القانون الدولي والحق في الدفاع عن النفس الجماعي كما هو مكفول في ميثاق الأمم المتحدة ومن خلال القرارات 2170 (2014)، 2199 (2015) و2249 (2015) الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
مع تزايد الدول المشاركة في هذا الجهد، أصبحت حرية داعش في الحركة أكثر تقييدا ، وبالتالي أكثر ضعفا. الجهود المشتركة هي بلا شك أكثر فعالية؛ فتزايد الضغوط من عمليات قوات التحالف بالتزامن مع عمليات القوات السورية الجديدة والقوى الديمقراطية السورية في سوريا، ومع قوات البيشمركة في شمال العراق، وقوات الأمن العراقية في وسط العراق، يشكل مفعولا تراكميا يساهم في إضعاف داعش عمليانيا في تلك المناطق.
|