أصبحت في بحر الهوى ملاحا
وقف الحزين على الطلول وناحا
والدمع فوق الخد سره باحا
فأتيته مستغربا وسألته
ماذا جنيت لتهدم الأفراحا
فأجابني أن الفراق غزا البلا
د وشتت الأحباب والأرواحا
قد قالها والوجه يبدو شاحبا
واليأس في عين المعذب لاحا
لما سمعت حديثه أيقنت أن
الهجر قد ملأ الفؤاد جراحا
فعذرته وتركته في شأنه
إن الجوى في عمره قد صاحا
ماذا سأرجو من عشيق تائه
قد بات عقله ينبش الأتراحا
فحمدت ربي أن صدر حبيبتي
بالوصل أصبح عطره فواحا
فركضت من خوف إلى حضن التي
تركت شراعي في الهوى سواحا
أسد أنا لكن جبنت أمامها
فغزالتي تستحضر الأرواحا
في حبها روحي تبيت أسيرة
تستنشق الرمان والتفاحا
أنا سيد العشاق دون منازع
وبعرش من كره الوفاء أطاحا
أبيات شعري غابة عربية
ونخيلها شمس تظل صباحا
كانت وما زالت حبيبة هيثم
إن طار حرفه بالغرام جناحا
سبحان ربك إن حبك جنة
تركت فؤادي يعشق الافصاحا
في ثغرك الدنيا تعوم وها أنا
أصبحت في بحر الهوى ملاحا
عاديت من حسدوك يا زيتونتي
وتركتهم لا يملكون سلاحا
ومضيت أطلب بالحلال خريدتي
لا أسمع العذال والنصاحا
|