ما هو الفرق بين كوريا الشمالية واسرائيل?

[العنود النبطيه]

طاهر العدوان
صحيفة العرب اليوم الاردنية

تملك الولايات المتحدة وروسيا 23 ألف رأس نووي. وتملك الدول النووية الاخرى ألف رأس; هي بريطانيا والصين وباكستان والهند واسرائيل. واذا كانت المعلومات جميعها تؤكد ان اسرائيل تملك, ما بين 200 الى 400 رأس نووي, فهذا يعني ان لديها ثلث المخزون, خارج امريكا وروسيا.

كوريا الشمالية اجرت حتى الآن تجربتين نوويتين, ولديها صواريخ محدودة المدى, وسبق ان اطلق عليها بوش وصف الدولة المارقة والشريرة. لكن كوريا الشمالية لم يظهر منها شر خارج اطار ما يمارسه النظام الديكتاتوري على شعبها. فهي دولة لم تحتل دولة اخرى, بينما اسرائيل تحتل اراضي سورية ولبنانية وتسيطر على كل فلسطين وتخضع الشعب الفلسطيني لجميع اشكال العنف والاضطهاد.

يقولون اليوم في وسائل الاعلام الغربية, ان كوريا تتحدى مجلس الامن الدولي, وكأن اسرائيل لم تفعل ذلك عشرات المرات. واذا ما اردت ان تسأل عن سرّ »الكيل بمكيالين« عندما يتعلق الامر باسرائيل يقولون لك في الدول الغربية وامريكا »لان اسرائيل دولة ديمقراطية, وهي واحة الحرية الوحيدة في الشرق الاوسط!«.

ومثل هذا التبرير ليس باطلا فقط, انما ينضح بالنفاق والانتهازية. فاسرائيل هي الدولة الوحيدة الباقية في العالم التي تحتل شعبا آخر, واراضي غيرها منذ اكثر من 61 عاما, اقصد منذ عام 1948 وليس عام 67 فقط, لان اسرائيل أنشئت في عام النكبة على مساحات اوسع مما اعطاها قرار التقسيم الدولي, لقد احتلت مساحات واسعة من اراضي الدولة الفلسطينية التي رسمها قرار التقسيم الشهير.

بيونغ يانغ, لم تحتل احدا, انما تحكمها زُمرة ديكتاتورية تتقمص دور الآلهة من اجل استعباد الشعب الكوري. اما اسرائيل »الديمقراطية« فهي بالفعل واحة للحرية والقانون لكن فقط على اساس الفرز العنصري, فاليهودي حر, اما الفلسطيني الذي يعيش في الجليل والمثلث غير حر ومواطن من الدرجة العاشرة.

بيونغ يانغ, رغم ديكتاتوريتها البشعة, لم تشن حربا وتدمر مُدنا كما فعلت اسرائيل ببيروت وغزة وباقي مدن لبنان والضفة, هذا اضافة الى قائمة حروبها منذ عام 48 وحتى اليوم. اكثر من ذلك, بينما لم تفكر اي دولة نووية, حسب الوقائع والحقائق التاريخية, في استعمال سلاحها النووي ضد خصمها »باستثناء ابادة ناجازاكي وهيروشيما« فان اسرائيل, كما ورد في مذكرات وزير الدفاع الاسبق الجنرال دايان فكرت في استخدام سلاحها النووي ضد سورية ومصر في الايام الاولى لحرب تشرين عام ,73 عندما اقتحمت الجيوش العربية خطوط الاحتلال الاسرائيلية في الجولان وقناة السويس.

بيونغ يانغ, تهدد وتتوعد وتصر على امتلاك الاسلحة النووية لاسباب تتعلق بوضعها الاقتصادي المُزري ومن باب رد الفعل, وبالتالي من المستبعد ان تلجأ لاي حرب تدميرية تكون النتيجة تدمير كوريا الشمالية نفسها. ربما ببعض المساعدات المالية والاقتصادية يهدأ الدكتاتور. وفي الواقع, فعل ذلك اكثر من مرة وذهب الى حد السماح بتفكيك مفاعلات بلاده النووية باشراف خبراء امريكيين ودوليين.

اما اسرائيل التي تملك ترسانة متخمة من اسلحة الدمار الشامل, ترفض باصرار فتح ابواب مفاعلاتها لاحد. وترفض الاعتراف بامتلاكها اسلحة نووية فمن هي الدولة المارقة اذن?! ان لم تكن تلك التي تحتل شعبا كاملا, وتشرد نصفه ثم تتمسك بمقولة ان هذا الشعب لا حق له بالوجود فوق ارضه!!

بالتأكيد هناك فروق كبيرة بين بيونغ يانغ وتل ابيب, لكنها من النوع الذي يميل لجانب كوريا الشمالية رغم سوء وتعاسة نظام الحكم فيها, وليس الى جانب قصر الاكاذيب الذي اسمه اسرائيل الديمقراطية واحة الحريات!!.0

[transcendant]

مقارنة رائعة ..

الضغط على كوريا الشمالية ما هو إلا ابتزاز أمريكي لإيقاف الصين و روسيا ..

و استماتة كوريا .. هي إصرار للصين و روسيا على إبعاد أمريكا عن ساحتهما الغربية ..

[محمود راجي]

....شريعة الغاب....