فرح امى فرح فلسطين :الخلافة
كان الخليفة سليم الاول والخليفة عبد الحميد الثانى فى طريقهما الى فيينا لتفقد القطعات العسكرية المرابطة هناك والمتهيئة لفتح جنوب فرنسا.
فقال الخليفة سليم الاول للخليفة عبد الحميد الثانى " ان جيش الخلافة الفاتح جاء لاوربا لا من أجل دنيا ولا مال ولا أرض ولا سلطان ولا من أجل سلب أو نهب أو استعمار وإنما من أجل هدف أسمى وغاية أرقى. جاء من أجل إعلاء كلمة الله سبحانه في الأرض والقضاء على الطواغيت التي عبّدت الناس لها ، ولتحرير الأرقاء والشعوب وإخراجها من عبادة القياصرة إلى عبادة الله الواحد المعبود ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه ، فمن قبله منا قبلناه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه ، ومن أبى قاتلناه حتى نفضى إلى موعود الله ، الجنة أو الظفر".
فرد الخليفة عبد الحميد قائلا" سمعا وطاعة يا خليفة المسلمين" . واضاف الخليفة عبد الحميد قائلا:" انه دعا جميع مسلمي العالم في آسيا الوسطى وفي الهند والصين وأواسط أفريقيا واوربا إلى الوحدة الإسلامية والانضواء تحت لواء الخلافة الإسلامية".
ونشر شعاره المعروف "يا مسلمي العالم اتحدوا"، وأنشأ مدرسة للدعاة المسلمين سرعان ما أنتشر خريجوها في كل أطراف العالم الإسلامي الذي لقى منه السلطان كل القبول والتعاطف والتأييد لتلك الدعوة. مما جعل الغرب الصليبى مناهضا لتلك الدعوة ومهاجمتها بكل الطرق ولا سيما إنجلترا، التى قادت العدوان انذاك عن طريق زرع البلبلة والشقاق الداخلى والفتن والتحريض الخارجى ، فقامت بانشاء جمعيات نصرانية مناهضة للاسلام فى بقاع الخلافة ومنها جمعيات بيروت والتي كان من مؤسسيها بطرس البستاني (1819م-1883م) وناصيف اليازجي (1800-1817م) ، وكان لليهود دورا كبيرا خاصة يهود الدَوْنَمة، ومن أشهر جمعياتهم فى اسطنبول "جمعية تركيا الفتاة" وتلك الجمعيات كان باطنها يدعوا الى اسقاط الخلافة وظاهرها تعديل الدستور وكانت تدعمهما النصرانية الصليبية الاوربية .
وقد حاولت عصابات الأرمن و اليهود اغتيال الخليفة عبد الحميد أثناء خروجه لصلاة الجمعة ، غير انه صفح عنهم وفقا لسماحة الاسلام وعدله . علما ان "الذين ماتوا من الأرمن في الحوادث الأرمنية إنما ماتوا فريسة الدسائس الإنكليزية".
عندئذ أدرك الغرب الصليبى أنهم أمام قائد ورجل دين ذو قوة وارادة وعزم وعنيد ولم يتنازل عن شبر من ارض المسلمين ، وأنه ليس من السهولة بمكان اى شخص استمالته ، ولايمكن إغراؤه ، وأنه مادام على عرش الخلافة فإنه لا يمكن للنصرانية الصليبية أن تحقق أطماعها في فلسطين ، ولا يمكن للصليبية الأوروبية أن تحقق أطماعها في تقسيم الخلافه الاسلامية والسيطرة على أملاكها، اوتهزم الخلافة عن طريق إقامة دويلات صغيرة متناحرة وتنصيب حكام طوائف لخدمة الصليبية فى احتلال فلسطين واستغلال الأرمن لاحتلال اليونان.
كانت فلسطين بالنسبة للخليفة احد ثوابت الخلافة الاسلامية التى لايمكن التغافل عنها ، ولهذا استرعى انتباه المسلمين وقد بين رحمه الله" ان فلسطين مستهدفة من الصليبين قبل اليهود (الصهاينة) وان الصليبين عازمين على ترتيب دسائس ومنها اقامة مستوطنات لليهود تحت حماية صليبية فى حال سقوط الخلافة لغرض تثبيت نفوذ اوربا الصليبية فى بلاد العرب والمسلمين وادارة العالم بدون منافس وهذا ماحدث بالفعل.
توفي السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله في المنفى في 10 فبراير من عام 1918 م.
قا ل أ حمد شوقى:
ضجت عليك مآذن ومنابر - وبكت عليك ممالك ونواح
الهندوالهة ومصر حزينة - تبكي عليك بمدمع سحاح
والشامتسأل والعراقوفارس - أمحا من الأرض الخلافة ماح؟
نزعوا عن الأعناق خير قلادة - ونضوا عن الأعطاف خير وشاح
من قائل للمسلمين مقالة - لم يوحها غير النصيحة واح
عهد الخلافة فيه أول ذائد - عن حوضها بيراعه نضاح
إني أنا المصباح لست بضائع - حتى أكون فراشة المصباح
كما رثاه الزهاوى قائلا :
وقد بعث الله الخليفة رحمة - إلى الناس إن الله للناس يرحم
أقام به الديان أركان دينه - فليست على رغم العدى تتهدم
وصاغ النهى منه سوار عدالة - به إزدان من خود الحكومةمعصم
وكم لأمير المؤمنين مآثر - بهن صنوف الناس تدري وتعلم
ويشهد حتى الأجنبي بفضله - فكيف يسيء الظن من هومسلم
سلام على العهد الحميدي إنه - لأسعد عهد في الزمان وأنعم
فرح امى فرح فلسطين :الخلافة
النمط المتطور