العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 18-11-2009, 12:13 AM   #1
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي الكرة أفيون الشعوب.. أمبرتو إيكو

على الرغم من أن هذا الاستجواب مر عليه الآن حوالي عقدين من الزمن، إلا أنه لا يزال يكتسي أهمية بالغة، بالنظر إلى قيمة الأفكار التي طرحها، ووجاهة الآراء التي عبر عنها، وعمق الطرح الذي ميزه.. سيما وأن المستجوَب مفكر معروف بكتاباته المتفردة وإضافاته الفكرية التي تجعله اليوم واحدا من كبار المفكرين الإيطاليين المعاصرين...

تستأثر الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص، باهتمام عدد كبير من الناس، غير أن الناقد الإيطالي الكبير أمبرتو إيكو umberto ecoيعتبرها، على العكس، طريقة ماكرة لإلهاء الناس عن الحياة الاجتماعية والسياسية. وفي الاستجواب التالي الذي أجرته معه مجلة globeيعرض إيكو آراءه ويحدد موقفه. وما تتميز به هذه الآراء وهذا الموقف من جرأة في الطرح وعمق في التحليل، يسترعي الانتباه ويفتح شهية النقاش.



المجلة : يبدو أنكم تؤيدون فكرة أن كرة القدم - أفيون الشعوب- على غرار المقولة الروسية، هل أصبحت المنافسة الرياضية إذن وسيلة لتجميد الحركة؟
إيكو: اذا كنا، حتى الآن، قد تحدثنا عن "الرياضة المربعة" التي تمارس عليها المضاربات والمساومات والاستهلاك القسري، فإنه الآن ينبغي الحديث عن "الرياضة المكعبة"، بمعنى أن هناك "الرياضيين" الذين يمارسون الرياضة، و"المشاهدين" الذين يشاهدون الرياضة، وأخيرا الملايين من الذين لم يحضروا المباراة، ولكنهم يتحدثون عنها، مبددين بذلك طاقات، كان يجدر بهم توظيفها في مناقشة مشاكل المجتمع: كيفية إدارة الاقتصاد، أو محاربة الإرهاب... إنها حقا طريقة ماكرة لصرف الناس عن الحياة الاجتماعية والسياسية.

*المجلة : هذه "الثرثرةالرياضية" هل هي وسيلة تستعملها السلطة لحجب الرهانات السوسيو- سياسية؟
إيكو: منذ "فوكو" لم نعد نؤمن بسلطة مركزية يمثلها شخص ذو شاربين ونظارتين يصمم ويخطط، ولكن نؤمن بنوع من التوازن الاجتماعي العام. وحتى إن كان من بين قياصرة الرومان من يقدم عروضا رياضية للشعب عندما يريدون تحقيق بعض التوازنات الاجتماعية،فإنه لم يبق في المجتمع المعاصر من يقول "غدا سنخطط..." ليست هناك مؤامرة؛ فالمجتمع يحقق توازنه رغم تشجيع ملايين الأشخاص للحديث عن "الرياضة" شرط ألا يتحدثوا في أمور أخرى. وتلك مسألة مريحة.. إن المجتمع كان دائما في حاجة إلى إيجاد قنوات أخرى توجه إليها الطاقات السياسية. وحتى إذا ادعينا الرغبة في إشراك الجميع في الحياة العامة، فإن ذلك،في الحقيقة، سيكون مزعجا، مع وجود أربعة ملايير من البشر. وهكذا، فالطاقات التي من المفروض أن تكون سياسية، وجهت بالأحرى نحو الرياضة.

*المجلة: إذا كانت الرياضة قد استقطبت كل الاهتمامات، فهل أصبحت لها سلطة على المجتمع؟
إيكو: لو حدث ذات يوم أن شخصا استولى على ملعب، فعلاوة على ردود الفعل المباشرة التي سيثيرها الحدث، فإن العالم كله سيعلن استنكاره: الكنيسة والدولة والصينيون والفوضويون... كلهم سينددون بالمجرم. هناك إذن منطقة عميقة من الإحساس الجمعي لا يجوز أن تمس، إما عن اعتقاد أو عن ديماغوجية. هناك بنية اجتماعية لا يمكن تفكيك لحمتها دون الإخلال بمبدإ الترابط في الحياة، وبالتالي بحقيقة الوجود الإنساني على وجه الأرض. إن الرياضة هي الإنسان، وإن الرياضة هي المجتمع.

*المجلة : هل هي إذن شيء مقدس؟ لو رأى سكان كوكب آخر هذا الحشد من الجماهيرالمتحمسة في الميادين، هل يعتقدون أنهم يقيمون قداسا بغير آلهة؟
إيكو: في 1958 كتبت نصا (لم يترجم إلى الفرنسية) وصفت فيه بالضبط المجتمع المعاصر، لا كما يراه واحد من سكان كوكب آخر، بل كما يراه أنثروبولوجي من غينيا الجديدة. وبما أنه لم يستطع الدخول إلى الملعب المكتظ،، فقد كان يحكم على مجرى اللعب من خلال ما كان يسمعه. فكر أنه في حضرة طقوس تؤدى وفق عادات آكلي اللحوم البشرية، ويذبح فيها أحد عشر شخصا. هذا الأنثروبولوجي قرأ كذلك قوائم اليانصيب الرياضي كما لو كانت وصفات من لحوم اللاعبين. إن شخصا قادما من المريخ سيفكر، في غالب الظن، بالطريقة ذاتها... ومع ذلك، فقد رأيت أحيانا خلال كأس العالم عروضا جيدة.. ولكن ما يغيظني حقا هو النفاق.فعندما قتل الهوليكانس القادمون من ليفربول عددا من الأشخاص في ملعب "هيزل"في بروكسيل، فإن الذين كانوا يصرخون"ياللمصيبة" هم الذين شجعوا هؤلاء المشاغبين على التصرف بتلك الطريقة. لنأخذ المسألة بجد، ولنفعل مثل "الأزتيك" الذين كانوا يقدمون عند نهاية كل مباراة، عميد الفريق قربانا للآلهة... العبوا مباراتكم، وإذا حدثت مذبحة بين الجمهور فأنتم المسؤولون عن ذلك.ولكن إذا انتهت البطولة، ينبغي إعدام ممول الألعاب، تكريما للآلهة. إنني أرفض أن يستمر تشجيع التهتك الذهني، بينما يتم، في نفاق، الاحتجاج ضد الهوليكانس: هؤلاء الوحوش الذين قتلوا أبرياء. غير أن هؤلاء"الوحوش"هم "نتاج" الصحافة الرياضية والتلفزيون.

*المجلة: تماما، دون سخرية، هل يمكن اعتبار الألعاب الأولمبية مجرد عرض وهمي، محض مشاهدة تلفزية؟
إيكو: بالتأكيد. مثل غزو القمر، في العمق لسنا متأكدين أن الأمريكيين قد نزلوا على سطح القمر، نحن نعلم فقط أن التلفزة روت القصة... كذلك ما هو الدليل الذي تملكونه على أن الألعاب الأولمبية كانت تقام فعلا في اليونان القديمة؟ ألأن الشعراء تحدثوا عنها؟ لقد كانت الألعاب الأولمبية توجد كحدث اجتماعي كبير، تماما ليتاح لتلفزة ذلك العصر- أي "بيندر"- الحديث عنها. إن مانعرفه عنها لا يأتينا إلا من آثار شعراء تلك المرحلة وفنانيها. وإذا لم يوجد كأس العالم إطلاقا؟ أنا أمزح، طبعا، كان"مالارمي" يقول: "وُجد الكون ليكون موضوع كتاب.." ولنقل: "وُجدت الرياضة لتكون موضوع برنامج تلفزيوني." ليس ضروريا أن يكون هذا هو موضوعنا. إنها الإشكالية الأزلية للعلاقة الموجودة بين التمثيل والواقع. لكننا هنا، نوشك أن نتيه في الفلسفة ذات المستوى العالي.
---


تعريب: المصطفى السهلي – المغرب -
عن مجلةglobe – ع. 58 – يونيو 91 – ص ص 84/85
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"

آخر تعديل بواسطة سيدي حرازم يطرونس ، 18-11-2009 الساعة 12:23 AM.
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-11-2009, 12:20 AM   #2
redhadjemai
غير متواجد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 3,723
إفتراضي

سيأتي من يتقد كلام امبرتو ايكو .
لأن فلسفته تلوح للفصل بين الدين والدولة ..
بل تحمل رغبة مبيتة لقتل الإله ...ومحو كل نصوص الوحي .

ولا أدري ألسوء حظه أنه عاش حتى عصر وادي السيليكون ...أم لحسن حظنا أنه لازال يوجد من يستطيع التفلسف بعمق حتى عن الصوان .
__________________

redhadjemai غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .