العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 14-01-2008, 04:55 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي عصر الفلسفة الإسلامية وتكوين الفكر النظري

[FRAME="11 70"]عصر الفلسفة الإسلامية وتكوين الفكر النظري
٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧ ، بقلم الدكتور ناظم عودة


لاشك في أنّ الفلسفة بوصفها خطاباً معرفياً، تُمثِّل رأس الهرم في بداية التفكير النظري، وفطن العرب إلى حاجتهم الملحّة إلى هذه المعرفة منذ نهايات القرن الأول الهجري، في نفس الوقت الذي تنبهوا فيه إلى حاجتهم إلى المنهج بوصفه الآلة التي يستعملونها في الوصول إلى حقائق الأشياء، بعد أن تيقنوا أنّ لهم رسالة ذات بعد عالمي وإنساني يريدون أن يوصلوها إلى أبعد بقعة في العالم. وجاء الكنديّ (252هـ) ليسرَّهم بهذا السرّ الذي بيده مقاليد صياغة تلك الرسالة في قالب مقبول ومقنع ومتقنِّع بقناع العلم، فأخبرهم بأنّ: أعلى الصناعات الإنسانية منزلة، وأشرفها مرتبة صناعة الفلسفة(16)، وفي ذلك العصر، أي القرن الثالث الهجريّ، كان اصطلاح الصناعة يعني: العلم. ولعلّ غبطة الكندي في هذا الاكتشاف، توضح لنا مقدار حاجة الفكر العربي إلى المقدمات النظرية، لضمان الكيفية العلمية لدراسة الظواهر. لقد ملّ العرب من موقع الانبهار والتصديق بالوجود والجمال وسواهما، وأرادوا أن ينتقلوا إلى موقع معرفة جزيئات ماهية الأشياء طراً، التي كانوا عاجزين عن إثباتها بالعلم. وكان المنطق، والفلسفة، وما فيهما من غطاء نظريّ دقيق، يكفلان كيفية الحصول على تلك المعرفة، التي كانت الثقافة تفتقر إليها من قبل، ولهذا السبب بادر عبد الله بن المقفَّع (143هـ) منذ مطلع القرن الثاني إلى ترجمة أجزاء من منطق أرسطو كما سنبيّن.

ولأنّ العرب، كما يقول صاعد الأندلسي ( 462هـ- 1070م ): لم يمنحهم الله عزّ وجل شيئاً منه [ أي علم الفلسفة]، ولا هيأ طباعهم للعناية به، ولا أعلم أحداً من صميم العرب اشتهر به إلا أبا يوسف يعقوب بن إسحاق الكنديّ(17)، فهذا يعني أنّ البداية الثالثة المنظمة للتفكير النظري في الحضارة العربية الإسلامية، تبدأ مع اشتغال الكندي ( ت252هـ- 867م ) بالفلسفة في جوانبها الوضعية والعقلانية الصرف. البداية الثالثة، كانت مهمة لتأسيس العلوم المستقلة في الثقافة العربية، ومن بينها علم: النقد الأدبي، وكان ثمة طبقة ممن اشتغلوا به يمكن أن نطلق عليهم تسمية: النقاد النظريون، كـ: ابن طباطبا ( 227هـ)، وقدامة بن جعفر ( 337هـ)، وابن سينا (370هـ/980م – 428هـ/ 1038م )، وحازم القرطاجني ( 684هـ)، وسواهم من النقاد الذين اكتشفوا أهمية النظرية في العمل النقدي، وهو ما سنتطرق إليه لاحقاً.

ولكن ما هذه البدايات الثلاث، التي نعتقد أنها مهمة في نقل العرب إلى ميدان الاشتغال بالنظرية ومفاهيمها ومشكلاتها، حتى استطاعوا أن ينتجوا جملة من النظريات النابعة من واقع الفكر العربي، والواقع الجديد الذي وضعهم الإسلام فيه؟. نستنتج من هذا، أنّ النظرية ساهمت في حلّ المشكل الحضاري الجديد الذي واجه العرب، باعتبارهم أمة خلعت عنها ثياب البداوة، وارتدت ثياب الفكر الجديد، والحياة المادية الجديدة، ومن هنا جاءت العلوم لكي تلبّي حاجة معرفية أساسية، تضاهي ذلك التطور المادي في الحياة العراقية آنذاك.

وفعلاً اشتهرت مدرسة العراق الفقهية على سبيل المثال بالأخذ بالرأي؛ لأنّ طبيعة تلك الحياة الحضرية تحتاج إلى الاجتهاد، لعدم كفاية النصّ في الإجابة عن الأسئلة المتولدة من ظواهر ومشكلات تلك الحياة، بخلاف الحياة الصحراوية البدائية وغير المعقدة. وفي ميدان علم الأدب،لم يكن مقبولاً النظر إلى الشعر في حواضر بغداد والبصرة والكوفة بنفس المعايير التي كان النابغة الذبياني الناقد، ينظر فيها إليه، بعد أنْ تسرّبت كلّ هذه المعارف والثقافات إلى داخل الثقافة العربية. فدراسة الأدب، اتجهت وجهة أخرى، تتمثل في الانتقال إلى الحديث عن الأدب حديثاً عن طريق المفاهيم المتضمنة دلالات محددة، وعن طريق إثارة معضلة نظرية كالجدل الذي دار بين الجاحظ ومجموعة من العلماء والنقاد حول جماليات التعبير الأدبي، هل هي في اللفظ وحده أم في المعنى وحده، أم في كليهما؟ وهو ما اصطلح عليه في أدبيات النقد القديم: قضية اللفظ والمعنى، التي شطرت النقاد والعلماء شطرين أحدهما يناصر، والآخر يناهض طريقة دون أخرى.

إذن، هذه البدايات في الثقافة العربية، إنما تتمثل في:

1- البداية الأولى، وأسميها: طريق المثاقفة، وتبدأ منذ نهايات القرن السادس الميلادي؛ أي في المدة التي أسس فيها كسرى أنو شروان مدرسة جُنْدَيْسابور، وتستمر حتى سنة 81 هجرية؛ سنة الفتوحات الإسلامية، واكتشاف العوالم والثقافات والعلوم الأخرى من لدن المسلمين الفاتحين بالسيف والفكرة.

2- البداية الثانية، وأسميها: طريق الفتوحات والترجمة، وتبدأ منذ سنة 81 هجرية، حتى النصف الأول من القرن الثالث الهجري؛ المدة المفترضة التي تفلسف فيها أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكنديّ.

3- البداية الثالثة، وأسميها: طريق الفلسفة، وتبدأ مع الكنديّ منذ النصف الأول من القرن ثالث الهجريّ، حتى وفاة ابن خلدون ( 808هـ) آخر الفلاسفة العرب القدامى.

وبعد ذلك يتقهقر التفكير الفلسفيّ، حتى العصر الحديث إذ تبدأ مرحلة أسميها مرحلة: الاستئناف الحديث، ولا أسميها: بداية؛ لأن الفكر العربي قد مرّ بمرحلة التأسيس مع الكنديّ، ونضج التأسيس وأسفر عن ميلاد نظريات وأفكار جديدة، بيد أنّ المخاض الفلسفيّ توقف نتيجة ظروف تاريخية صعبة أحاطت بالمجتمع العربي.

التبادل الثقافي مع الفكر الأجنبي

يتعيّن أولاً، أن نقرّ بوجود تأثير لقناة من قنوات العلاقة الثقافية مع حضارات العالم غير العربي في أطوارها الأولى، ونقرّ كذلك بأهمية هذه القناة في إحداث نَقْلَة للثقافة العربية وعلومها الناشئة آنذاك. هذه حقيقة من الحقائق المعروفة في تاريخ الثقافة العربية، يندر أن تجد من يؤرخ لها لا يعرّج على الوقوف عند تلك القناة المهمة. وعلى الرغم من أنّ العرب، هم الذين بادروا إلى الأخذ من تلك الثقافات والعلوم الخارجية، فإنهم طوّعوا مفاهيم العلم، وزوّدوا تلك الثقافات بأفكار جديدة طيلة استمرار تلك العلاقة الثقافية التفاعلية.

والتثاقف، أو المثاقفة، اصطلاح عرفه العرب وأطلقوه على: المطارحة في العلم والأدب ومذاكرتهما، قال أبو حيان التوحيدي ( 360، أو 380، أو 400، 414هـ): فلعلّ هذه المثاقفة تبقى وتروى، ويكون في ذلك حسن الذكرى(1). بيد أنّ تلك، كانت صورة أولية للمثاقفة، التي ستتعقد من خلال الانفتاح على تراث العالم الخارجي وعلومه، وأفكاره ونظرياته الأشدّ خطورة، كما هو الحال في نقل بعض الأفكار الفلسفية الخطيرة إلى داخل الثقافة العربية، مثل قول الفلاسفة بقدم العالم وأزليته، وقولهم كذلك بأنّ الله يعلم الكليّات دون الجزئيات، وقولهم بأنّ الأجساد لا تُحشر. وهو ما أثار حفيظة فلاسفة الإسلام كأبي حامد الغزاليّ (505هـ)، الذي ردّ عليهم مفنداً حججهم بكتابه الشهير: التهافت، الذي خلق نوعاً من الجدل في الفكر الإسلامي بين مدرستين في الفكر الإسلامي: المدرسة السلفية، والمدرسة العقلانية، الأولى فتح بابها الفلسفيّ أبو حامد الغزالي، والثانية فتح بابها ابن رشد الذي دبّج كتاباً ضخماً ردّ فيه على موقف الغزاليّ من الفلسفة والنظريات الفلسفية.

ومع أننا صرنا الآن نضمِّن مصطلح المثاقفة معنى آخر، لعله من نتاج الدراسات الحديثة، وهو العلاقة الثقافية المتبادلة مع الحضارات الأجنبية في عصر النهضة العربية، فإنّ الاصطلاح القديم ينطوي على طرفين يتبادلان المعرفة والثقافة في ما بينهما داخل حضارة واحدة، وفي إطار لغة مشتركة، وفي مواضعات ثقافية يعرفها الطرفان المتثاقفان. والحقّ، أنّ العرب في ما تركوه من إرث ثقافيّ، لم يقفوا بإزاء هذا المصطلح، كما نقف نحن اليوم في قسم من المواقف المتطرفة بخصوص المثاقفة مع الغرب الآن، فالشريعة الإسلامية كما يذهب إلى ذلك الدكتور ماكس مايرهوف في دراسته المهمة حول تاريخ علم الطب عند العرب،لم تكن بهذا التطرّف الأصوليّ، وكانت في:

أول ظهورها تبيح دراسة العلوم مطلقاً، ويمكننا القول بأنه من وقت المعلّم الديني الشهير الغزالي 1111م [عاش أبو حامد الغزالي ما بين 450هـ - 505 هـ] فصاعداً حلّ الاضطهاد الديني لهذه الدراسات محلّ السماح بها بزعم أنها تؤدي إلى فقدان الاعتقاد بأصل العالم والشك بوجود الخلاق(2).

).
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .