العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 11-09-2003, 05:16 PM   #51
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

لحظة غضب


سبق فيصل جولي ودخل الغرفة قبلها .. دخلت هي بعده والشرر يتسابق في عينها أيهم يخرج أولا .. دخلت وصفقت الباب خلفها ..
التفت إليها فيصل وقال ببرود : لا تغلقي الباب بهذه القوة ..الناس نيام وأنا أعاني من الصداع !!
بغضب بالغ قالت : تعاني من الصداع ؟؟ الآن جاءك الصداع .. بينما في السيارة.. أنت بأتم حال .. وبأحسن عافيه .. وعيناك !! لم تستقران في محلهما !!
نظر إليها بطرف عين : ماذا تقصدين ؟
- أقصد يا سيد يا متزوج .. أنك لم تشيح بناظريك عن الآنسة روز !! كدت تأكلها بعينيك .. ألم تشبع النظر إليها ؟؟ ألا تخجل من نفسك ؟؟ وأنا معك تفعل هذه الأمور فما الذي تفعله من وراء ظهري ؟؟
- لا أفعل شىء ..
- ألا تحترم وجودي ؟؟ ألا تفهم أنك متزوج الآن ؟
- جولي ماذا تريدين أنت الآن ؟
- الطفل !!
- وما باله الطفل ؟؟ ما مشكلته هو الآخر ؟؟
- لن تسميه روز !! أي اسم إلا روز !!
- وما دخلك أنت ؟ طفلي أنا .. وسأسميه كما أشاء أنا ..
- فيصل لا .. إنه طفلي أنا أيضا .. وليس طفلك وحدك .. لا يحق لك اختيار الاسم بنفسك ودون مشاورتي !!
تجاهل فيصل قولها واتجه نحو سريره .. فتح الغطاء ودس نفسه وقال متثائبا : جولي .. لا وقت لدي الآن .. إن كان لديك كلام تودين قوله ..فأرجئيه للغد ..
أتم كلامه وأسدل الغطاء على وجهه .. جاءته جولي وبحركة عصبيه سحبت الغطاء عن وجهه وقالت : لا بل ستسمعني الآن !!
تأفف فيصل وقال : ماذا تريدين أنت ؟ أريد أن أنام .. ألا تحملين ساعة ؟ أنظري إلى ساعتك لتري كم الساعة الآن !!
- أعلم كم الساعه .. ولكني لن أدعك تنام ..دعنا نتحدث أولا !!هيا قم وتحدث معي ..
جلس فيصل على السرير وقال: (اللهم طولك يا روح) .. ماذا تريدين .. هيا تكلمي ولا تطيلي حديثك ..
- فيصل .. لماذا تعمدت أن تحرجني أمام روز ؟؟
- لم أحرجك ولم أتعمد أي شيء !!
- بلى ..
- أخبريني متى ؟
- عندما أخبرتك أننا بانتظار حسن الصغير وأنت قلت لا روز الصغيرة ..
- حسنا وماذا في هذا ؟
قالت صارخه : وماذا في هذا ؟ انت بكلمتك هذه أثبت لروز أني لا أعرف شيء وأن لا كلمة لدي حتى في تسمية مولودي!!
قال ببرود : أولا أخفضي من حدة صوتك ولا تصرخي.. ثانيا أنا لم أثبت شيء لأحد .. الطفله سيكون اسمها روز وانتهى الموضوع والآن دعيني أنام ..
عادت جولي تصرخ وتسحب الغطاء من فوق فيصل إلا أنه سحبه بقوة أكبر .. ظلت جولي تتكلم وتنوح وتنتحب وفيصل يحاول أن ينام..ولكن من أين يأتي النوم في ظروف مماثله ؟؟
قذف الفراش بعيدا ونهض من السرير .. وقال: سأذهب لأنام مع يوسف !!
- توقف يا فيصل .. أخبرني ..
التفت عليها وقال بنفاذ صبر : ماذا تريدين ؟؟
- قلها .. قل أنك لازلت تحب روز .. قل أنك لازلت تحب تلك الحمقاء !!
ودون ادنى شعور .. رفع فيصل يده إلى الأعلى وهوى بها بقوة على خد جولي مما قذف بها إلى الأرض .. قال بألم : لا تنعتي روز بالحمقاء مرة أخرى ..
عندما سقطت جولي على الأرض .. صادف حظها أن تسقط ويصيبها الكرسي في بطنها !! أمسكت بطنها بقوة تتألم بصمت ..
في حين استدار فيصل مغادرة الحجرة .. إلا أن جولي استوقفته بصرختها .. أخذت تصرخ وتنتحب .. بطني .. طفلي .. أنقذوني ...
عاد إليها فيصل راكضا وجلس بجانبها وقال: جولي ..مابك ؟؟ هل أنت بخير ؟؟
قالت باكية : طفلي .. لقد ضربني الكرسي ببطني .. أنقذني يا فيصل أرجوك !!
- حسنا .. حسنا يا جولي .. هيا هيا لآخذك للمستشفى !!
أمسك بيدها مساعدا أياها للنهوض .. وعندما مروا بحجرتي ..قال فيصل :انتظريني .. سأنادي روز لتذهب معنا ..
نظرت إليه بحده إنما تجاهل هو نظراتها ودق علي الباب ..
فزعت لدقات الباب .. فقفزت بسرعه من سريري حيث كنت جالسه سارحه أفكر .. وقفت عند الباب وقلت : من ؟
قال فيصل : روز هذا أنا ..
تعالت دقات قلبي وقلت في نفسي ..ما الذي يريده فيصل مني ؟ وفي هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
أجبته بخوف : فيصل ؟؟ ماذا تريد ؟
- روز .. أرجوك تعالي بسرعه .. جولي متعبه وسآخذها للمستشفى ..
- جولي ؟؟ما بها جولي ؟؟
- روز لا وقت للشرح الآن .. أرجوك تعالي معنا ..سآخذها للمشفى الآن !!
- حسنا يا فيصل .. ثوان وأكون معكم ..
- حسنا لا تتاخري أرجوك ..
- حسنا ..
ارتديت ملابسي بسرعه وتناولت عبائتي وحجابي .. وخرجت بسرعه تسبقني خطواتي..
فتحت باب السيارة الأمامي ولكن جولي قالت : لا ياروز .. بالخلف ..
ساعدتها على الدخول .. وهممت أن أركب بقربها إلا أن فيصل قال لي: روز ..اركبي في المقعد الأمامي .. فأنا لست السائق هنا !!
نظرت إلى جولي بعينين خائفتين إلا ان همها كان أكبر مني ..فلقد كان ألمها شديدا ..فتحت الباب وركبت السيارة .. وفي ثوان ..انطلقت السيارة وكنا في طريقنا الى المستشفى !!


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-09-2003, 06:07 PM   #52
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي اعذرني ان وجد اخطاء في هذا الفصل فلقد كتبته الآن ولم اراجعه

روز الصغيره


كانت جولي تتألم وتصرخ .. وكنت أنا خائفة حائرة .. يكاد يتمزق قلبي لمنظرها..
كان فيصل أيضا متوترا .. خائفا مرتعبا .. كلما صرخت جولي كلما زاد في سرعته ..
وبسرعة جنونيه وصلنا للمستشفى ..
ركض فيصل بسرعه إلى الممرضات .. صرخ بهم بكلمات مبهمه غير مفهومه .. ولكنه عاد واستجمع قواه قائلا : زوجتي .. ساعدوا زوجتي ..
خرج بسرعه يقودهم إلى سيارته .. حيث كنت أنا مع جولي أساعدها على النزول ..
جاوا بسرعة البرق ووضعوها على الكرسي ودفعوها ركضا إلى الداخل .. وركضنا نحن معهم ..
أدخلوها غرفة العمليات لأنها كانت توشك على الولادة .. ولادة مبكره كما سماها الطبيب المناوب ..
أدخلوها الغرفة وهم فيصل بالدخول معها إلا أن الممرضة منعته وقالت : ممنوع.. انتظر خارجا ..
أغلقت الباب خلفها وظل فيصل واقفا بمكانه جامدا لا يتحرك ..
اقتربت منه .. كمحاولة مني على مواساته .. على التخفيف عنه.. قلت له : فيصل .. ستقوم جولي بالسلامه بإذن الله ..
التفت الي فصدمتك لما رأيت .. رأيت عيناه داميتان ..تسبح فيها الدموع .. وتترقرق داخلهما ..
قلت فزعه : فيصل .. أتبكي ؟؟ لا تبك يا ابن عمي .. جولي بخير ..والمولود أيضا بخير ..فلا تبك ولا تخف ..
ضرب بيده بقوه على الجدار وقال باكيا : أنا السبب .. أنا من فعل بها هذا أنا السبب ..
قلت باستغراب : لست السبب .. إنها ارادة الله !!
- لا .. لا ياروز ..انا السبب .. أنا من دفعها ورماها على الأرض .. أنا الذي ضربتها .. أنا الذي فعلت بها هذا ..
- أنت ؟؟ ولماذا ؟
- لأنها تطاولت على روحي !!
- ماذا تقصد ؟
- لا يهم أن تفهمي ولا أن تعرفي .. المهم أني السبب .. ولن أسامح نفسي أبدا إن حصل لها أو للطفل أي مكروه ..
- فيصل .. لا تخف .. لن يحصل إلا كل خير .. تحلى بالصبر ..
- آه يا روز .. لا أقدر .. أخاف أن أفقد الطفل .. الطفل هو كل حياتي .. أريده وبشده .. أريد روز الصغيره ..
سكت قليلا ثم اردف : لقد فقدت الكبيره ولا أريد أن أفقد ما بقي لي من أثرها !!
نكست رأسي فلم أجرؤ النظر في عينيه في تلك اللحظه .. استجمعت نفسي وقلت : فيصل .. لن تفقد طفلك .. وسيتربى تحت رعايتك وورعايه والدته ..
- لكم أتمنى أن تكون بخير .. أريدها أن تغفر لي .. لم أقصد أن اؤلمها .. لم أقصد أن أفعل بها كذلك .. أقسم أني لا أقصد أذيتها ..
قلت برقه : أعلم يابن عمي .. أعلم ذلك .. أدري أن قلبك الطاهر لا يقوى أن يجرح أحد أبدا .. تحلى بالصبر ..وانتظر .. حتى تقوم زوجتك بالسلامه ..
اذهب لها .. واعتذر لها .. وستجد أنها لا تحمل لك بقلبها أي شيء أبدا..
رفع رأسه ونظر إلي بحزن وقال: أتعتقدين هذا ؟
ابتست وقلت: أجل ..هذا ما اعتقده ..
تنهد بقوه ثم صمت ..وصمت أنا أيضا .. جلست على الكرسي أمام غرفة العمليات أنتظر خروج الطبيب .. كنت أدعو لها بالسلامه .. ففي ذلك الوقت..نسيت كل شيء..ولم أتذكر سوى أنها انسانه بحاجة للدعاء ..
وبعد ساعات كثيرة مرت .. خرج الطبيب ..
أسرعنا نحوه وسأل فيصل الطبيب بعينيه عن حال زوجته قبل لسانه ..
قال فيصل : دكتور .. طمني !!
قال الطبيب باسما : مبروك .. فتاة جميلة كفلقة القمر ..
ملأني الفرح وقلت بسرور : الحمدلله ..
همس فيصل فرحا وقال :روز الصغيرة ..
ولكأنه اتسدرك وعيه فقال مستطردا : وزوجتي ؟؟كيف حالها؟؟
- هي الأخرى بخير .. تستطيع أن تراها متى أحببت ..
أمسك فيصل بيد الطبيب وشد عليها بقوة وقال: أشكرك يادكتور..أشكرك..
- لا شكر على واجب ..
وبعد أن غادر الطبيب ..التفت إلي فيصل وقال بفرح: روز .. أتت روز الصغيرة ..روز بخير ..
قلت له بسرور: مبارك عليك الصغيرة يابن عمي .. والحمدلله على سلامة زوجك ..
- أشكرك يا روز .. أشكرك .. اسمحي لي سأذهب لأطمن على روز الصغيرة ..
ابتسمت وقلت: تفضل ..
استدار ذاهبا إلا أني استوقفته قائله : فيصل ..من هناك ..
ضحك وقال :اعذريني ..فلقد نسيت الاتجاهات من الفرحه ..
ذهب فيصل لرؤية ابنته وتنهدت أنا بارتياح وقلت : الحمدلله


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-09-2003, 11:19 AM   #53
يتيم الشعر
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 6,363
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أختي الكريمة

استمتعت كثيراً بقراءة لوحاتك الجميلة ولعل مما شدَّني إليها أنها ذكَّرتني بأسلوب إنسان عزيز علي ..

بانتظار ما يُتبع

تحياتي لك
__________________
يتيم الشعر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-10-2003, 10:09 PM   #54
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

الأحبة هنا
اشتقت اليكم
كل عام وانتم بخير
اتمنى ان تقبلوا خالص اسفي على تاخري
واعذروني فساتوقف عن الكتابه لظروف خاصة
لاتنسوني بالدعاء
ربما اعود ..وربما لا اعود
فتذكروني بالخير

دلوعه
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-02-2004, 12:33 AM   #55
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

لن أسرقه


استخدمت الهاتف الخاص بالمستشفى لاني ومن العجله لم يخطر ببالي ان اخذ محمولي معي.. طلبت والدتي على هاتف المنزل .. وبعد ان تعالت دقات الهاتف دون مجيب لفترة من الزمن .. جاءني صوتها الحنون المتثاقل:
الو .. السلام عليكم ..
- وعليكم السلام .. اهلا امي ..
- من معي ؟؟
- انا روز يا امي !!
وكاني بتعريفي عن نفسي قد سرقت النوم من عينها واعدتها لعالم الصحوه :
روز ابنتي ؟؟ اين انت يا روز ؟؟ طلع النهار منذ ساعتين فاين انت؟؟ومن اين تتصلين ؟؟بل كيف خرجتي ؟؟
- اجل انا روز يا امي .. انا في المستشفى مع ..
وقبل ان اتم جملتي قاطعتني صارخه : في المستشفى ؟ لم ؟ مابك؟هل انت بخير ؟؟ لم يكن بك شيء اليوم فما الذي حصل ؟ بنيتي طمنيني !!
- اماه لا تخافي .. انا بخير .. انا هنا مع فيصل وزوجته ..
- مابها جولي ؟؟ لا يمكن ان تكون ولاده لانها في الشهر السابع !!
- بلى يا امي .. جولي تعبت واضطررنا لنقلها الى المستشفى.. والحمدلله هي بخير الان .. وقد رزقت بحفيده يا ام فيصل ..
صاحت امي فرحه : حقا ؟؟ هل رزق فيصل بطفله ؟ الحمدلله يارب الحمدلله ..
سكتت ثم اردفت قائله: روز باي مشفى انتم ؟ ساتي اليكم حالا ..
- نحن بالمستشفى التخصصي .. بانتظارك يا امي ..
- حسنا الى اللقاء ..
- امي لا تنسي ان تخبري نوره واخوتي !!
- اجل اجل بالطبع ساخبرهم الان .. الى اللقاء ..
اغلقت السماعه وقد طفرت دمعة فرح من عيني ..وهمست في نفسي: هاقد كملت فرحتنا..
توجهت نحو غرفة جولي .. احببت ان اراها واطمئن عليها .. وبالوقت ذاته ابارك لها بالمولوده الصغيرة ..
اخذت ابحث عن غرفتها حتى وجدتها .. طرقت الباب ودخلت .. كان نور الصباح يملا الغرفة وينشر في الارجاء الدفء .. كانت جولي مغمضة العينين .. وعندما دخلت .. اصدر الباب صوتا مزعجا كان كفيلا بان يوقظ جولي ويعكر هدوء غرفتها ..
فتحت عيناها فنظرت الي .. ابتسمت لها فقطبت جبينها !!
اقتربت منها وقلت: مبروك يا جولي .. مبارك عليك الصغيرة .. تتربى في ظل والديها ..
اجابتني بلهجة حادة : روز ماذا تريدين ؟ لم انت هنا ؟
- انا هنا معك منذ ادخلت الى المستشفى .. ولقد جئت الان لابارك لك وارى ان كنت بحاجة لشيء !!
- انت كاذبه !! لا تكذبين .. مللت كذبك وسامت تزييفك ..
فتحت عيناي ذهولا وقلت : جولي .. انا لست بكاذبه .. لم تقولين هذا؟
وبنفس النبره الحاده قالت :
اتدرين لم انت هنا ؟ انت هنا لتسرقين ابنتي كما سرقت زوجي !! اخبريني يا روز .. ماذا تريدين مني ؟ الم يكن فيصل امامك ؟ لماذا لم تتزوجيه ؟ هو زوجي الان فلم تحاولين ان تخطفيه مني ؟ هل ازداد جمالا في عينك بعد ان اصبح زوجي ؟ هل عرفتي قيمته بعد ان فقدتيه ؟ لم يسيطر شبحك على حياتنا ؟؟ ويعكر صفو اجوائنا؟؟
ارجوك ارحلي عنا يا روز .. اتركينا بحالنا .. دعيني انا وزوجي وابنتي .. ابنتي التي لم يكن لي الحق في تسميتها حتى ..
كل شيء في حياتي لك .. زوجي .. قلبه .. عقله وحتى تفكيره .. ابنتي التي حملتها في بطني وتحملت الكثير لاجلها .. حتى ابنتي لك!! باسمك انت .. فماذا بقي لي انا ؟؟ اخبريني ؟؟ ويحك اخبريني!!
واجهشت جولي في البكاء ..
اقتربت منها اكثر ووضعت يدي على كتفها وقلت:
جولي .. انت تعلمين اني كنت مخطوبة لفيصل قبل رحيله للدراسه .. اي قبل معرفته بك .. كان مقررا ان نتزوج بعد عودته .. وكنت انتظره ..على امل تحقيق الحلم.. حلم زواجي بمن احب.. ولكنه عاد .. ولم يكن لوحده .. بل كنت معه ..
لك ان تتخيلي موقفي والشخص الذي احب متابطا ذراع امراة اخرى ويقول بملئ الفم انها زوجته !! جولي .. وقتها .. عندما دخلت مع فيصل وقدمك بانك زوجته .. مات كل ما بقلبي لفيصل .. كل شعور بالحب تجاهه مات وانتحر .. تلاشت كل المشاعر وضاعت ادراج الرياح .. لم يبقى له بقلبي سوى محبة اخويه .. احبه كما احب يوسف !! لم يعد الحبيب .. بل اصبح الاخ !!
فلا تحسبيني اريد ان اخطف زوجك منك ..ولا تعتقدي ذلك ابدا .. لست من هذا النوع ولن اكون .. ولا اريد ان انسب ابنتك الي.. فيصل ليس سوى ابن عمي وابن خالتي .. وابنتك هي ابنة عمي وابنة صديقتي .. جولي ..لا اريد فيصل .. ولا افكر فيه حتى .. فلا يساورك الشك باني قد اخطفه منك .. هو لك .. ملكك .. زوجك انت .. واعدك اني لن اتعدى على ملكيتك..
جولي انت ام ابنته .. ثقي انه لن يستبدلك انت والصغيرة باي مخلوق بالدنيا وخصوصا انا !!
كفكفت جولي دموعها وقالت :
روز .. اتعنين ان فيصل لي؟ وانك لا تريدينه ؟
اتعنين انك لا تريدين ان تخطفي زوجي مني فيطلقني واعود خاوية اليدين الى بلادي ؟
- لا ياجولي بالطبع لا ... اتحسبيني بلا قلب ؟؟ لا اقسم لك اني لم افكر في ذلك ابدا!!
جولي .. اعلم انك تكرهينني وانا لا اعتب عليك ..فاي امراة في مكانك ستشعر بالشعور ذاته .. ولكن ارجوك .. اتوسل اليك ..حاولي ان تحبيني.. لاني لا احمل لك في قلبي اي عداء او اي كره .. فلا تكرهيني .. حتى وان لم تريدي ان تحبيني فقط لا تكرهيني.. ارجوك..
- روز .. ليس من السهل علي ان انسى انك المراة التي يحبها زوجي.. ولكني ساحاول ان اذكر دائما انك انقى من رايت عيني ..
سامحيني يا روز .. سامحيني واعذري لي افعالي .. فانا لم اكن اتصرف بحكمه .. وانما تصرفت بغرائز المراة الطبيعيه .. حاولت ان ادافع عن زوجي وابنتي.. فلم اجد وسيلة خير من الهجوم .. خفت ان يضيع زوجي مني .. زوجي الذي احب ..
فاعذريني يا روز .. واغفري لي زلاتي ..
- لا تعتذري يا جولي .. فلا داعي للاعتذار ابدا ..
ايدت كلامي بابتسامة صادقة ارتسمت على شفتي.. ولاول مرة .. ابتسمت جولي في وجهي ابتسامة لا يشوبها حقد ولا شك ولا ضغينه..



يتبع..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-02-2004, 12:38 AM   #56
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

أحبك أنت وابنتي


ساد صمت قليل بعد حديثنا انا وجولي وقطع هذا الصمت .. صوت فيصل حيث دخل الغرفة مناديا جولي مبتسما.. وعندما راني .. ارتبك وتوتر .. وزالت ابتسامته .. فابتسمت لابدد مخاوفه .. لاني من نظراته فهمت انه خاف من حدوث اصطدام جديد بيني وبين جولي ..
قالت جولي متداركة الموقف : اهلا يا فيصل ..
عادت الابتسامة على شفتي فيصل عندما احس بان الوضع مستتب وان السماء صافية لا غيوم تعتريها ولا تشوبها فتعكر صفوها..
اقبل نحو جولي فافسحت له المجال للجلوس بجانبها .. جلس بقربها .. امسك بيدها وقال : حمدلله على سلامتك يا عزيزتي ..
ابتسمت له جولي بوهن وقالت بلكنة ناعمة متدللـه:اشكرك يا حبيبي.. هل رايت الطفله ؟
اجاب بفخر : اجل .. رايت روز الصغيرة ..
اردفت قالت : وهل تشبهني ؟؟
تصنع فيصل التفكير ثم قال بخفه : لا بل اجمل منك ..
ضحكت جولي بعذوبه ثم اخذ الاثنان يتحدثان ويتهامسان .. وقتها احسست باني اعيق راحتهم وان علي الانسحاب .. قلت معتذره : اسمحا لي .. ساذهب لارى امي لم تاخرت ..
لم يلتفت فيصل الي فلقد كان منشغلا بالنظر الى زوجته فقالت جولي مبتسمه : اذنك معك يا روز ..
خرجت من غرفتها واغلقت الباب خلفي .. مشيت قليلا في الممر ثم جلست على كرسي في اخر الممر .. اخذت الاكر بحالي .. بنفسي .. بحبيبي الذي لا ادري اين هو .. اي ارض تقله واي سماء تظلله ؟؟ هواء اي ارض يملا رئتيه ؟ ونور اي مكان يرى في عينيه ؟
اين انت يا عبدالعزيز ؟؟ الا تعلم ان بعدك يدمرني ؟؟ يهد كياني ؟ عندما عرفتك .. اي قبل سبعة شهور .. لم نكن كذلك .. كنا الاضل من ذلك بكثير .. كنت اقرب الي من نفسي .. اقرب الى ناظري مما امامها.. صوتك اقرب الى اذني من صوت هامسها ..
ولكن في هذه الشهور الاخيره لم تعد كذلك .. تغيرت .. تغيرت كثيرا يا حبيبي .. بعدت عني كبعد شحطات احلامنا عن واقعنا التعس !!
بعدت كثيرا .. فلم اعد اراك امامي ..لم يعد صوتك يداعب اذني ويلاطفها بهمساته .. لم اعد ارى سوى طيفك ...فمتى اراك انت ؟؟
وقطع حبل افكاري هزة احسستها في كتفي رفعت راسي فوجدت امي ويوسف .. ابتسمت لهم .. ونهضت وحضنت امي وقبلتها وقلت: مبروك يا اماه .. اصبحت جده .. مبروك يا يوسف ..يا عم يوسف !!
قبلتني امي وقالت: مبارك علينا وعليك يا حبيبتي ..
قال يوسف: وانت ايضا ..اصبحت عمه .. اليس كذلك ؟؟
ضحكت وقلت: اجل بالطبع .. انا العمه المميزه ..
قالت امي باسى:
متى ارى اولادك انت يا صغيرتي ؟؟
ابتسمت بخجل وقلت :
لازال الوقت مبكرا يا امي ..
وقبل ان ندخل في نقاشنا المعتاد قلت لامي مغيرة مجرى الحديث : امي هيا لندخل عند جولي .. نبارك لها ثم نذهب لنرى الصغيرة ..
فهمت امي قصدي فتنهدت وقالت داعية : يارب اهد ابنتي وبلغني في اولادها يارب ..
- هيا يا امي تفضلي ..
دخلت امي الغرفة وقبل ان ادخل ناداني يوسف وقال : ايتها الماكرة .. كيف استطعتي تغيير الموضوع بهذه السرعة ؟؟ وما باله الزواج ؟ ما اجمله من امر .. يالك من غبية ..
اجبته ناهره: وما دخلك انت ؟؟ انا لا اريد الزواج .. فان كان يعجبك انت فتزوج انت .. لم تريدني انا ان اتزوج ؟
- ساتزوج ولكن اين العروس ؟
- انت من ستتحملك ؟؟ هيا لندخل هيا ..
دفعني يوسف الى الامام وقال : ادخلي ساريك ..ساتزوج افضل بنات المنطقة وسترين ..
ضحكت وقلت : سنرى ..
اجتمعنا كلنا حول جولي نبارك لها ونضحك معها .. ولاول مرة كانت جولي تتجاوب معنا بكل عفويه ..بعكس السابق .. لم ارى فيها جمودها ولا عبوسها .. بل ولاول مرة ارى اسنانها .. فلقد كانت تبتسم من الاعماق وتضحك بكل صفاء ..
وبعد برهة حضرت العروس برفقة العريس .. كانت نورة قبل زواجها جميلة .. ولكنها اليوم اجمل واجمل بكثير .. دخلت نورة الغرفة متابطة ذراع فهد .. كلاهما يبتسم للاخر .. دخلا فتحولت الانظار اليهما وتحولت التباريك اليهما .. فلقد اصبحت فرحتنا فرحتين .. زواجهما وولادة زوج فيصل ..
قالت نورة : واخيرا جاء اليوم الذي رايتك فيه ابا يا اخي ..
رد عليها : ارايت ؟؟ من كان ليصدق ؟ ان شاء الله نرى اولادك واولاد فهد ..
احمرت وجنتا نورة ونظرت الى فهد الذي كان ينظر اليها مبتسما فازداد وجهها حمرة ..
قالت امي : دعونا نذهب لنرى الصغيرة .. اريد ان ارى حفيدتي ..
اتفق الجميع على رؤيتها .. وهممنا بالخروج ..وهم فيصل بالذهاب معنا.. الا ان جولي نادته : فيصل ..
- نعم يا جولي ..
- الى اين تذهب؟؟
- ساذهب لارى روز الصغيرة ..
- الم ترها قبل قليل؟ دعك معي قليلا .. اريدك بقربي .. ارجوك ..
ابتسم لها وقال : حسنا ..ساذهب لاحقا ..
عاد وجلس بقربها .. امسك يدها .. وقبل جبينها وقال : احبك انت وابنتي ..



يتبع..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-02-2004, 12:40 AM   #57
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

انها تشبهك


(( ما شاء الله كم هي جميلة ))
كلمة ترددت على افواهنا جميعا ما ان وقع ناظرنا عليها .. لانها بالفعل كانت جميلة .. فلقد جمعت بين جمال الشرق وجمال الغرب .. روز الصغيرة لا تشبه جولي .. رغم ان لها عينان كعينان جولي .. باتساعهما وبزرقتها التي تشبه زرقة البحر الهائج الذي لا يهدا ولا يستكين .. وبشعرها الاشقر كلون الشمس المشرقه في اول النهار ..
اما انفها .. شفتاها .. اذناها .. حاجباها واهدابها .. فكانت عربية بحته .. من يرى روز الصغيرة يهيا له انه يراني .. هذا ما همست به امي بصوت منخفض خشية ان تسمعه جولي فتبدا مشاكل كالزوبعه التي لا اول لها ولا اخر مع فيصل ..
وعندما اقبل الليل ..فاتحا ذراعيه ..ضم العالم باسره واطبق عليه قبضته.. فنشر ظلامه الدامس في كل الارجاء .. الا انه علق القمر والنجوم كمصابيح تخفف للناس ظلمته المخيفه.. وقتها استاذننا فهد ونوره لرحيل .. سلّما علينا وودعانا .. لانه وفي اليوم ذاته وقرابة منتصف الليل سيسافران بالطائرة الى احدى الجزر الهادئه حيث سيقضيان ( شهر عسل ) لوحدهما لا يعكر جوهما اي مخلوق كان ..
وبدموع وقبلات ودعوات ودعناهم .. وعند الساعه الثامنة والنصف كانا في منزلهما يعدان العدة للسفر .. وقد اتفقا مع يوسف وسعود ان ياخذانهم الى المطار عند تمام العاشرة ..
وبعد ذهابهم .. جلست امي على الكرسي عند باب حجرة جولي تذرف دمعها بصمت .. اقتربت منها ويوسف .. جلست امامها على الارض واطبقت بيدي على يدها .. ومن فوقها يوسف الذي طوقها بذراعيه .. فازدادت في البكاء .. قلت لها :
اماه .. اتمنى ان تكون هذه دموع فرح .. لاننا لا نقبل بغيرها ابدا !!
قال يوسف مؤيدا :
اجل يا امي .. لا نقبل بغير الفرح ابدا .. اخبرينا سبب بكائك لنقرر ..
رفعت عيناها الحمراوتين الممتلئة بالادمع وقالت :
اه يا احبتي .. فراق احدكم يقتلني .. بل يدمرني وينحرني حتى الوريد .. فكيف بفراق اثنين منكم ؟؟ لا اقدر انه الموت بعينه !!
اتمت كلامها ودفنت وجهها بين كفيها تبكي بلوعة ..
ابتلعت غصتي التي منعتني من الكلام في حين قال يوسف :
امـاه .. لا تبكي ولا تذرفي دمعك الغالي .. فهد ونورة بخير .. وهما معا ..يرعان بعضهما .. ويشد احدهما ازر الاخر .. يخاف كل منهما على الاخر اكثر مما يخاف على نفسه .. فلم البكاء ؟؟ ابناءك معا .. تجمعوا ولم يتفرقوا يا ام فيصل ..
امي .. ادعي الرحمن لهما بالتوفيق .. سلي من لا يرد سائليه ان يرزقهم بالذرية الصالحة التي تملا حياتهم سعادة وهناء .. ادعي الله ان تكون حياتهم هانئة هادئة يكون الحب والتفاهم اساسها ..
قلت مؤيدة : اجل يا امي .. ارجوك لا تبكي .. فدموعك ترهق قلوبنا بذرفها .. ويعذب اعيننا منظرها على خدك ..
رفعت امي يديها الى السماء وبعينين داميتين مدمعتين قالت بلكنة باكية :
- يــــــارب
قلت لها : اماه .. هيا لندخل عند جولي وفيصل .. افضل من الجلوس هنا امام الناس يا ام فيصل !
همت بالنهوض فساعدها يوسف وتقدمت انا عليهما لافتح الباب ..طرقت الباب وفتحته مفسحة لامي المجال للدخول قبلي .. دخلت امي ويوسف ممسكا بيدها وانا من خلفهم اسير ..
جلسنا حول سرير جولي .. امي على الكرسي وانا بقربها .. ويوسف واقفا بعيدا قليلا .. وفيصل بالطبع بقرب زوجته ..
اخذنا نتجاذب اطراف الحديث ..فتارة نتحدث واخرى نضحك ..وفجاة صاحت امي ضاربة بيدها على صدرها: ويـــحــــــي !
سالتها بهلع : امي مابك ؟
واعاد فيصل ويوسف السؤال ذاته بينما نظرت اليها جولي باستغراب ..
فقالت : ابني احمد !! بالاسفل منذ اتينا لانهم لم يسمحوا لنا بادخاله معنا .. لقد نسيته تماما .. نسيت ولم اذهب لاسال عنه .. اي ام انا؟؟
ابتسم فيصل وقال : اماه .. انت اغلى واعز ام بالوجود .. المسالة ان روز الصغيرة سلبت عقلك واسرت تفكيرك فما عدت تفكرين الا بها .. اما اخي ان شاء الله بخير .. ساذهب لاطمئن عليه .. واخذه الى البيت ..
قالت امي: اذهبي معه يا روز .. فانت تعبه ولم تنامي منذ الفجر واخاك احمد كذلك .. خذها يا فيصل الى المنزل
- ومن قال لكم اني اريد الذهاب.. لا اريد ان اذهب يا امي ..
- اذهبي يا عزيزتي ..هيا يا فيصل حتى لا تتاخروا ..
نظر فيصل الى زوجته وكانه يستاذنها .. فابتسمت له ابتسامة صفراء.. احسست منها انها لا تريده ان يذهب .. وخصوصا معي .. ويحها .. الا زالت تعتقد اني اريده ؟؟
قلت بحنق : فيصل هل ستذهب ام اذهب وحدي ؟؟
التفت الي وقال : لا لا ساذهب .. هيا ..
لم انتظره .. فلقد سبقته الى الخارج دون ان انتظره ان يخرج حتى .. توجهت قاصدة منطقة المصاعد .. سرت قليلا مبتعدة عن الحجرة واذا بي اسمع فيصل يناديني : روز .. روز ..
التفت اليه وقلت : اجل ؟
وصل الي فقال لاهثا : ما بالك تركضين هكذا ؟؟ اتحسبين انك في ماراثون ؟؟
ضحكت وقلت : انا لا اركض .. بل انت من يمشي كالسلحفاة !!
قال بغضب مصطنع : انا سلحفاة ؟؟ حسنا ايتها العجوز .. هيا لنذهب لاخي ...
قلت بغضب وانما حقيقي : انا عجوز ؟؟ اذا ماذا تكون انت ؟؟ شاب ام طفل ؟؟
ضحك بعمق ثم قال : روز ما بك ؟ انا امازحك ..هيا هيا لنذهب لاحمد ..
- حسنا هيا ..
وصلنا الى المصعد ولسوء حظي لم يكن بالمصعد سواي واياه ..
لا احب ان اكون مع فيصل في اماكن مغلقه .. ولوحدنا .. لا ادري ولكني اخاف ان يتكرر ما حصل في زواج نورة .. الا اني استبعده بحق ..
اخفضت راسي ولم اتكلم .. فقال قاطعا لجو الصمت : روز ..
رفعت راسي ونظرت اليه فقال : هل رايت ابنتي ؟
ابتسمت واجبته : اجل رايتها ..انها جميلة جدا .. حفظها الله لكم من كل مكروه ..
- اشكرك ..
اخفض فيصل ناظريه ثم قال : ابنتي تشبهك يا روز .. اني اراها انت .. لذلك بعيني هي جميله .. لان روز الصغيرة .. اصبحت صورة مصغرة لروز الكبيرة ..
تغيرت ملامح وجهي واحسست بالارتباك .. فقال فيصل وكانه قرا افكاري واحس بما في داخلي : روز لا تخافي .. لن يحدث مثلما حدث في المرة السابقة .. لم اكن في وعيي .. كنت ثملا .. ثملا من الحب .. اجري وراء سراب ..انما الان .. لدي واقع ملموس .. لدي حقيقة براقة .. لدي روز الصغيرة ولا اريد في حياتي شيء سواها ..
تنهدت بارتياح وعلت على شفتي شبح ابتسامة كانت كفيلة بان تدله باني اصدقه ..
فتح باب المصعد وخرجنا .. اخذنا نبحث عن غرفة الطبيبة التي اقترحت ان تعتني باحمد .. حتى وجدناها .. دخلنا فوجدنا منظرا اضحكنا حتى البكاء .. كان احمد جالسا على طاولة الطبيبة .. ومن امامه جلست الطبيبة على الكرسي ..
كان يرتدي سماعة الطبيب .. واضعا السماعة على قلب الطبيبة وقال بهلع : ما بالك انت وما بال دقات قلبك ؟؟
قالت ضاحكة: ما بالها يا دكتور احمد ؟؟
- ما بالها ؟؟ لم تجد من تتخاصم معه فتخاصمت مع نفسها ..اسمعي انهم يتخاصمون !!
ضحكت الطبيبة بعمق وقالت متظاهرة بالخوف : والحل يا دكتور ؟؟ ارجوك انقذني !
قال لها والجد يعلو قسمات وجهه : لا بد ان نجري عملية !
فتحت الدكتورة عيناها وقالت : عملية؟ عملية ماذا ؟
- عملية استئصال لاذنك اليمنى .. لانها هي التي تؤثر على حركة عينيك التي تؤثر على دقات قلبك فتحدث النزاع بينها ..
فردت مستغربه : وكيف اعيش باذن واحده يا دكتور ؟
اجابها بثقة : اشتري لك اذن اخرى .. فالسوق مليء بالاذان ..
- وما نسبة نجاح العملية ؟
- العملية فاشلة يا ابنتي ..
- فاشلة ؟ وكيف اجريها اذا ؟
- كما باقي العمليات .. ادخلك غرفة العمليات .. اعطيك (حقنة) ومن ثم ابحث عن اذنك واقطعها بالسكين .. وبعد ذلك اضع لك ضمادة حتى لا يخرج الدم كله ..
وبعد اسبوع ان لم تخرج لك اذن اخرى اذهبي واشتري غيرها ..
نهضت الدكتورة من مكانها وضمته بقوة وقالت ضاحكه : كم انت رائع يا احمد ..
ضربت الباب بعد ان كتمت ضحكي وقلت : السلام عليكم ..
التفت الي الطبيبة واحمد وقالت : وعليكم السلام ..
صاح احمد : فيـــــصــــل .. روز .. اهلا بكما في عيادتي !!
ضحكت وقلت : هل اصبحت عيادتك الان ؟؟
- اجل فلقد عالجت الدكتورة ..
نظر اليه فيصل وقال : مم كانت تشكو ؟؟
- من نزاع حاد في ضربات القلب ..
ضحك فيصل بقوة وقال : نزاع في ضربات القلب ؟ انت تستحق جائزة نوبل يا اخي .. هيا لنذهب ساخذك الى المنزل.. اشكرك يا دكتورة حصة .. واعذرينا على الازعاج ..
اجابت : لا شكر على واجب .. و بالعكس ..احمد امتعني معه واضحكني كما لم اضحك من قبل .. حفظه الله لكم ..
قال احمد مترجيا : فيصل ارجوكم دعوني هنا ..الدكتورة حصة قالت اني لم ازعجها .. فلماذا تريدون ان تاخذوني ؟ دعوني ..
قلت له : نريد ان ناخذك لانك اخانا الذي لا نستغني عنه ونحبه كثيرا ..
اخذ يفكر قليلا ثم قال : في هذه الحالة .. ساتي معكم .. فقط لما بيننا من العشرة ..
ضحكنا جميعا ثم استاذنا الدكتورة حصة بالخروج وخرجنا ...



يتبع..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-02-2004, 04:28 AM   #58
يتيم الشعر
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 6,363
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

الأخت دلوعة

حمداً لله على السلامة
هل هذه المشاركة ردة فعل لامتحانات الفصل الماضي أم ماذا ؟

أرجو ألا يطول نتظارنا لما يتبع
__________________
يتيم الشعر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-02-2004, 11:18 AM   #59
last_breath
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2004
الإقامة: jordan
المشاركات: 6
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى last_breath
إفتراضي

sorry just i wanna ask u when u can finish this story or can u add one part answer me please this story is very nice thank u
__________________
last_breath
last_breath غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-02-2004, 11:53 PM   #60
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي مجرد محاولة

إلى كل الأجساد المجردة من أرواحها
الملفات المرفقة
نوع الملف: txt çلى نçٍك çلملçوكé.txt (1.2 كيلو بايت, عدد مرات التحميل : 420)
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .