المشاكل الحقيقية للشعب المغربي
انها ليست الصحراء الغربية هي مشكلة الشعب، أعرف جيدا و الكثير عن الغاربة لأنه لدي أصدقاء مغاربة مثقفين سواء داخل أو خارج المغرب، إنهم متفقين مع أنه مشكل خلق من طرف السلطة المغربية، و ذلك للحفاظ على الملكية المطلقة و لتغيير انتباه الشعب المغربي عن مشاكله الحقيقية و أهداف نضاله، و التي تتجلى أساسا في الديمقراطية و العدل، نعم و كما في سنة 1975 فان مجموعة من الأحزاب السياسية التقليدية أدارت الإصبع في الدعاية الرسمية المغربية حول الصحراء الغربية، ولكن من يمثل حقيقة هذه الأحزاب؟ أكد إحصاء مؤخرا أجرته الأسبوعية المغربية " لوجورنال" أنه 87،6%من السكان هم خارج الحياة الساسية، الأحزاب السياسية التقليدية لا تمثل أبدا الشعب المغربي، و كما في سنة 1975، أنه اليوم تستغل قضية الصحراء الغربية للدخول في مزايدات مع القصر.
إن المشاكل الحقيقية للشعب المغربي تكمن في الديمقراطية و العدل، العالم كله يعرف أنه من الصعب على أي مغربي إبداء رأي مختلف حول قضية الصحراء الغربية، و لا يتماشى مع الدعاية الرسمية، و كما أكد ذلك آعتقال أبراهام السرفاتي و أصدقائه في اليسار الراديكالي المغربي لعدة سنوات لأنهم ساندوا علنا تقرير مصير الشعب الصحراوي، انها مشكلة حرية التعبير و حرية الاختيار، ان تاريخ المغرب عقب الاستقلال سنة 1956 تاريخ دموي، محزن، اغتيال المهدي بن بركة، عمر بن جلون، سعيدة لمنبهي، و معارضين آخرين ناهيك عن السجون في تازمامارت و قلعة مكونة، مئات آلاف المغاربة و الصحراويين، مدنيين و عسكر عانوا و قاسوا من القمع و التعذيب، مهما يكن فان تاريخ المغرب تاريخ ديكتاتور لا وجود الا لرأي واحد، هو رأي السلطة.
إن المشاكل الحقيقية للشعب المغربي، توجد في ملايين العاطلين عن العمل، رداءة الصحة العمومية، تعليم عام دون المستوى، عدالة مخترقة( في المغرب هناك مفهوم ستاليني في العدل، قالت " لاجازيت ذي ماروك" في عددها ل 28 فبراير 2001) المخدرات، الجرائم، ظاهرة قوارب الموت، هؤلاء الشباب يريدون الهروب من مجتمع متوقف التطور، فقط الرشوة و الوساطة هي الحل الوحيد للوصول، شهاداتهم لا تنفعهم في شئ لا أمل لهم الخيار في ملاجئ الحشيش و الذي يعتبر المغرب أول مصدر له، بل للاهنمام بمشاكلهم الحقيقية للموطن المغربي، السلطات أنفقت الكثير من الأموال في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية بذل الاهتمام بمناطق أخرى محتاجة.
منذ 27 سنة و المغرب يبذر أمولا طائلة في حرب الصحراء " لا يمكن التعبير بالصور و الكلمات، من أجل النسيان، انه يأيس المخزن" .
لقد اختار مستشارو الملك الشاب اعلاميا، اخفاء ما يعيشه المواطن المغربي من وضعية مزرية، بدل أن تعطي السلطة الخبز و الشغل يشتغلون بالتمثيل و توزيع الابتسامات ! .....الخبز أولا ثم التمثيل بعد ذلك، ان التقنوقراطيين الشباب، لا يعيرون اهنماما لدروس التاريخ، من يخدع من؟ من يحاول تضليلك في حملة اعلامية واسعة؟ الشباب اليأس الذي يبيع كل ما لديه و لعائلته ليشتري تذكرة نحو الموت، ان الشعب الأمي المحكوم من طرف طبقة من البوليس، ينتظر عقودا آجتماعية، و الشعب العاطل أصبح مصيره نحو المخدرات دون التطلع نحو أفق المستقبل.
إن عقبة الصحراء ما هي الا وصية فاسدة لعهد ماضي و سياسة سخرية و استخفافية للرجال، ان العقد الملزم للطرفين و المتمثل في البيعة تحول عبر التاريخ الاسلامي إلى شئ مؤلم و محزن و مضحك في نفس الوقت، الصحراويون رجال فخورين، و استقلاليين، و قد خضعوا لتجاوزات خطيرة من طرف المخزن، و لقد شاهدنا على الشاشات النبلاء و الشرفاء شيوخ القبائل يحنون الظهر أمام الجلالة الباطلة و المتعجرفة، ياله من إذلال !؟....
" إن الملايير التي انفقت بهدف التحديث لرمال الصحراء لا تخدم سوى افقار المغرب و إثقال كاهل مديونيته...."
و أخيرا عن مشكل الشعب المغربي في البداية هو المخزن " هذا الجهاز الاداري الطبقي الذي ادخل الرشوة و المحسوبية و يعمل على الرؤيا في ظل مملكة محمد السادس".
المخزن بمختلف مكوناته من جيش و مختلف أجهزة الأمن، هو كلي الوجود، و كل المؤسسات هي رهن اشارته و خدمته، و منها أيضا الملكية، انه هذا " النظام المتكتل" الذي تحدث عنه آبن عم الملك الأمير مولاي هشام و أعلن يجب مراجعته و إصلاحه.
أكيد أنه بعد وصول الملك محمد السادس، محاولات عدة للتغيير قد أجريت و لكن لم تكن سوى محاولات موجهة " لتغيير الكل من أجل تغيير لاشئ "، بعض الصحفيين المغاربة، و الذين لن أذكر أسماءهم، يغامرون اليوم، و يعلنون عن الخطر الذي يحدق بحياتهم، لنستمع لشهاداتهم " بعض الشباب المغربي، المتحمس لروح التغيير و جريئين في كسر بعض المحضورات، مناقشة المواضيع التي من شأنها أن ترشد و توجه، كمسألة الملكية، قضية الصحراء الغربية.... على مستوى الفلكات العليا للدولة، نحن نخاف من كل المواضيع التي من شأنها أن تفتح جدليات و آلية القمع متمثلة في " توقيفات، ملاحقات، اعتقالات، كل الحجج و الذرائع متوفرة للاضهاد، خاصة عندما نطالب بأن يقطع المغرب " انتقالا ديمقراطيا" و أن المسار ما زال ضعيفا، و أن آلية الصحفيين هي حاجتهم إلى قواعد و أدبيات"
" خلال السنتين الاخرتين شهد للمغرب بنمو قوي لجودة الصحافة....الكل مجسد على الواقع و كما أن السلطة لا تتمنى للمغرب أن يتوفر على صحافة الجودة، ربما أن في عمق هذه السلطات لا تريد أن تظهر صحف تعرقل عليهم صفوة أعمالهم".
" الصحافة هي مرآة المجتمع، و للقيام بعملها على أحسن وجه، يجب أن تراعي تطور المجتمع، و يجب أن تكون قبل كل شئ حرة، مستقلة، المشكل هو أن هناك، طبقة مغلقة هي التي تسيطر على المغرب تنتمي إلى ماضي رجعي، و الذي يريد احكام السيطرة عن طريق وصاية تمنح تسيير كل شئ وفقا لمصالحها و اذا كان هناك وجوبا للتعبير فانهم هم من يحددوا طبيعته و سرعته".
" الديمقراطية تشترط انتخابات شفافة، لقد أفسد الحسن الثاني كل الانتخابات منذ 1975، والذي نزع الثقة من الجو السياسي و بما أنه لا ديمقراطية إلا بانتخابات شفافة".
و أنا بدوري أخي، أدعوك إلى مصارعة كل هذا السوء الذي يؤخر وطتك عن قطار التنمية، بطبيعة الحال، كل شئ، باسم المخزن و شبكاته، الرشوة، الديكتاتورية بجميع أنواعها ظاهرة أم خفية، لا وجود لتنمية في مغرب المخزن، و لايمكن الخروج من ورطة المخزن بدون انسحاب المغرب من الصحراء الغربية، الديمقراطية هي حقيقة المستقبل الحقيقي، و الحل لمستقبل الشعب المغربي و أبنائه، و لكن هذا سيكون بالايفاق النهائي للنزاع، بحكم أنهم هم وحدهم الذين يستفيدون من الثروات الكبرى، استغنوا على حساب مواطنيكم ماتوا في الصحراء الغربية، السلطة المغربية تربط الصحراء الغربية بالمغاربة، و تربط المغاربة بالصحراء الغربية، و كما أنهم ملاحظين أجانب، إلى متى و أنت تستحمل هذه الوضعية الاستلابية ؟ يجب عليك رد الفعل و الآن، و أن لا تقبل خصوصا أنت تشعر رهن سياسة النظام المغربي في الصحراء الغربية، يجب أن لا يخبأ المشاكل الآنية، مشاكلك الحقيقية، ألا تلاحظ الوضعية في كل مرة تزداد سوءا نحو الكارثية، السلطة تدعي أن هناك خطر آتي من الخارج و تخاف منه، في الحقيقة هو لتغيير آنتباهك عن ما يحدث قي الداخل، و للفت آنتباهك عن الجيش وتقيده في الحرب و شغله بها، القصر لايثق في الجيش، ان الدرك الملكي هو الذي يؤمن أمن القصر " بعض الساسة و الجنرالات لا يخافون من أن يعزلوا عن السلطة بل من أن يحاكمون كالجنرال الشيلي اكوستو بينوتشي".
إستمع إلى ما تخاف منه السلطة اليوم " النجدة، لقد أرادوا أن يأخدوا صحراءنا"، أقول لك بصراحة، و أعرف أنك لن تقتنع آنيا : الهدف من هذا الاستفسار ليس في الحقيقة له علاقة " بالصحراء" ليس الا ذريعة، دوما حجب الرؤية عنك و عن ما يقع في المغرب نفسه : الركود الاقتصادي، السخط الاجتماعي، و الانقسامات في العائلة المالكة، الاستياء داخل الجيش، و الخلاف داخل مكونات المخزن ( جنرالات، مستشارين للملك، رجال الأعمال، رؤساء قبائل...) و الحرب الخفية بين القصر و الحكومة، فترات الجفاف، تأثيرات كل هذا على المواطن المغربي، و لايردونك أن تتدخل، و ان فعلت سيقولون لك :"ليست اللحظة المناسبة لأن البلد في خطر" هل تعرف اذن أن البلد تورط في رمال الصحراء الغربية، و هل يمكنه الخروج منها؟ ما الذي سيفعل؟ من الذي سيقدر؟ اليوم، هناك غموض حتى على مستوى المجتمع الدولي من الذي لا يعرف مع من سيتكلم و مع من سيفاوض.
__________________
ارادة الشعوب لا تقهر
ثارات الزهور
قطفوا الزهرة..
قالت:
من ورائي برعم سوف يثور.
قطعوا البرعم..
قالت:
غيره ينبض في رحم الجذور.
قلعوا الجذر من التربة..
قالت:
إنني من أجل هذا اليوم
خبأت البذور.
كامن ثأري بأعماق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلاد
من صمت القبور.
تبرد الشمس..
ولا تبرد ثارات الزهور!
أحمد مطر.
|