ما هو ذنب مجدي حسين الحقيقي الذي تحاكمه أجهزة نظام مصر عليه؟

[البدوي الشارد]

كنت في موضوع سابق نقلت أخبار الجرائد عن اعتقال المناضل مجدي حسين الذي تمكن بطرقه الخاصة (وعملياً بمغامرة) من الوصول إلى غزة بعد أن عملت أجهزة الأمن المصرية ما بوسعها لإثنائه عن زيارة أشقائه في الطرف الآخر من المعمورة!

لمن يريد المزيد من الأخبار الجديدة عن هذا الموضوع ليراجع مثلا هذا الرابط

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\03z45.htm&storytitle=ffإحالة %20مجدي%20حسين%20للمحكمة%20العسكرية%20بعد%20عبوره% 20نفقا%20إلى%20غزة%20fff&storytitleb=&storytitl ec=

لكني هنا أطرح السؤال: كيف تحاكم أجهزة النظام هناك مواطنا زار غزة وهو شخص فرد بل هو ليس من حيث الوضع الصحي بأحسن حال في الوقت الذي لا تحاكم دول الغرب المتطوعين الذين يقومون "بالجريمة" نفسها أي دخول حدود غزة المحاصرة بلا إذن (عن طريق البحر وغيره)؟
ما هو ذنب مجدي حسين الحقيقي؟
أعتقد أن ذنبه الفعلي عند أنظمتنا هو بالتحديد الذنب الذي لا يغتفر عندهم ألا وهو "حرية القرار"!
المواطن عند النظام المصري ليس مسموحاً له أن يتخذ قراراته بحرية.
لا توجد ثقة بين نظام نخبة صغيرة متسلطة على البلد وثرواته وتنظر إليه على أنه مزرعة وغالبية الشعب التي تراها الحكومة مصرا محتملا للتهديد في كل لحظة وهي نظرة اللص لأصحاب البيت.
لو شاهدنا منظر طلاب الجامعة المصرية خلف أسوار الجامعة وهم ممنوعون من الخروج إلى الشارع للتعبير عن تضامنهم مع إخوتهم في فلسطين فسنتذكر بالفعل منظر السجن وهذه هي حقيقة الأنظمة العربية..إنها سجون كبيرة لمواطنيها.
يبقى السؤال المهم: متى ينظر المواطن العربي إلى نفسه على أنه إنسان كرمه الله ويستحق الحرية؟ من السهل أن تستعبد إنساناً يرى نفسه عبداً أي هو مقتنع في أعماقه أن من حق حكومته أن تستعبده لكن من المستحيل أن تستعبد إنساناً هو مقتنع في أعماقه أنه حر ليس من حق أحد من البشر أن يستعبده فقد ولدته أمه حراً كما أخبرنا عمر رضي الله عنه.