اعادة ترتيب المصحف
اعادة ترتيب المصحف
من المسائل التى اهتم بها الغربيون فى دراساتهم للمصحف :
اعادة ترتيب المصحف زمنيا
ويبدو أن المرتكز فى هذا الأمر عندهم هو:
ان العهدين القديم والجديد مرتبين زمنيا فى الأحداث التى يحكونها
وقد لا يكون الأمر هكذا ولكنه افتراض
جرب العديد منهم اعادة ترتيب المصحف زمنيا واعتمدوا فى ذلك على أساس أسباب النزول سواء فى التفاسير أو فى كتب الحديث أو فى كتب أسباب النزول والتى تم تأليفها فى مراحل متأخرة فى التراث كما هو معروف فى التاريخ الحالى الذى أغلبه كذب ظاهر
فى كتاب تاريخ القرآن لثيودور نولدكه والذى عدله فريدريش شفالى وكلاهما من ألمانيا نجد أن من كتب الكتاب أعلن أنه لا يمكن له أن يرتب السور وألآيات ترتيبا زمنيا يقينيا فقال :
" كلما طالت دراستى للقرآن وتعمقت انجلى لى بوضوح أكبر أن من بين السور المكية مجموعات متفرقة يمكن الفصل بينها وذلك مع انعدام امكانية القيام بأى ترتيب تأريخى دقيق للسور وكم من دليل وجدته من قبل مناسبا لهذا الغرض بدا لى لاحقا غير موثوق به وكم من زعم أبديته قبلا بقدر كبير من الثقة بدا لى من بعد فحص متكرر وأدق أنه زعم غير أكيد "ص68
وقد اعتمد الرجل منهج يقوم على أسس متعددة منها :
موضوعات المرحلة المكية ترتكز على الموضوعات العقيدية كما فى قوله:
"إن الهدف الكبير الوحيد الذى يتبعه محمد فى السور المكية هو دعوة الناس إلى الايمان بالإله الواحد الحق ... لكنه لا يسعى إلى اقناع عقل سامعيه بذلك بواسطة البرهان المنطقى بل بالعرض الخطابى المؤثر على الشعور بواسطة المخيلة"ص 65
السور القصيرة السريعة الايقاع مكية والطويلة مدنية كما فى القول :
"هذه الوسيلة هى المراقبة الدقيقة لمعنى القرآن ولغته ما يلاحظه القارىء السطحى من أن القطع ذات اللغة والأفكار المتأججة لابد من أنها أقدم من القطع التى تعتبر هادئة وطويلة يزداد ترسخه ويكتسب قدرا أكبر من الدقة لدى التمعن بها "ص 58
وجود عبارات تتكرر فى الوحى المكى مثل يا أيها الناس أو تتكرر فى الوحى المدنى مثل يا أيها الذين آمنوا كما فى القول :
" تتميز لغة محمد المستعملة فى فترات مختلفة بواسطة عبارات متفق عليها وكلمات معينة مستحبة ومصطلحات تسعفنا على ترتيب السور ترتيبا زمنيا ""وأظن أن الآية السادسة من سورة التين 95 قد أضيفت إليها لاحقا أن طولها يفوق طول أى من الآيات الأخرى ومعناها يضعف الانطباع الذى يولده السياق ولأن عبارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا تستعمل إلا لاحقا فى الفترة المكية المتأخرة" ص87
تراجع قوة الايقاع يعنى أقرب من الفترة المدنية وعنها قال كما فى القول :
" سور الفترة الثالثة ما تكون فى الفترة الثانية تدريجا من أسلوب ولغة ومعالجة للمواضيع يبرز فى الفترة الثالثة بشكله النهائى اللغة تصبح مطنبة واهية نثرية التكرار الذى لا نهاية له ولا يتورع النبى عن ترداد الكلمات نفسها تقريبا البراهين التى تفتقر إلى الوضوح والحدة ولا تقنع إلا من يؤمن سلفا بالنتيجة النهائية "ص128
وكلها مرتكزات واهية فالسور القصيرة بعضها مكى وبعضها مدنى وكذلك السور الطويلة ليس كلها مدنى فبعضها مكى كسورة يوسف
العبارات القصيرة المتتالية ليست حكرا على السور المكية وإنما نجدها فى السور المدنية أيضا وإن كان بصورة أقل
ويقول المؤلف لكتاب تاريخ القرآن الجزء الأول أن هناك ست سور فقط من اجمالى 114 سورة فى ترتيبها الأساسى
وقد قام البعض منهم باعادة ترتيب سور المصحف زمنيا دون كتابته بالآيات بمعنى أن الترتيب كذا وكذا حيث بدئوا بسورة العلق
وقد ظل هذا الترتيب موجودا فى كتب القوم لا يعرف به المسلمون حتى أخرجه إلى النور سامى عوض الديب أبو ساحلية النصرانى فى كتابه :
القرآن حسب التسلسل التاريخى
وفى الحقيقة أن كل ما فعله هو :
قلب المصحف فالسور الأولى أصبحت الأخيرة ولأنه يؤمن بأن القرآن هو نسخة من إنجيل توما الآرامى أو السريانى وضع القرآن مكتوبا بالكتابة السريانية
قطعا اعادة ترتيب المصحف تاريخيا اأو زمنيا لا يمكن من خلال قلب السور لأن السور الحالية يحتوى بعضها على المكى والمدنى فى الكثير من السور ومن ثم من يريد الترتيب عليه :
ترتيب الآيات
ولكن يبدو ذلك حلا فاشلا كترتيب السور
الأسباب :
وجود أحداث فى غير عهد النبى (ص) مثل قصص الرسل ومن ثم لا يمكن معرفة أى قصة نزلت فى مكة أو فى المدينة
الآيات التى فيها حكم واحد معظمها لا يمكن معرفة زمن نزولها بينما الآيات التى فيها حكمين سيعرف ترتيب نزولها زمنيا لأن أحدها مختص بالحياة فى مجتمع كافر والثانى مختص بالحياة فى مجتمع مسلم ومن أمثلتها :
أن الحق المعلوم وهو ما نطلق عليه الزكاة للسائل والمحروم فى الآيات المكية بينما فى المرحلة المدنية تحول لتقسميها لثمانية أصناف
وتقدم بعض آيات القرآن شكل ترتيب القرآن مثل :
قوله تعالى :
" وكل شىء فصلناه تفصيلا "
والمراد :
أن كل سورة تختص بموضوع واحد يتم شرحه شرحا مفصلا خلف بعضه البعض
|