الشهر الذى يقع فيه عاشوراء
الشهر الذى يقع فيه عاشوراء
عندما يدرس المسلم قضية عاشوراء سيتفاجىء بـأن 99 % من الروايات سواء عند السنة أو عند الشيعة ليس فيها تحديد للشهر الذى فيه عاشوراء أو تاسوعاء فرغم كل تلك الشهرة لموضوع لا وجود له فى كتاب الله إلا أن المعارك بسببه كثيرة
وبمراجعة الروايات وجدت حديث واحدة فى كتب أهل السنة وحديث واحدة فى كتب الشيعة تحددان الشهر الذى فيه تاسوعاء وعاشوراء بأنه شهر المحرم وهما :
الرواية السنية:
"- عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِى زَمْزَمَ فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِى عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ إِذَا رَأَيْتَ هِلاَلَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا قُلْتُ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)يَصُومُهُ قَالَ نَعَمْ صحيح مسلم"
الغريب فى الحديث أنها تقول بصوم اليوم التاسع وليس اليوم العاشر الذى يسمونه عاشوراء
الرواية الشيعية تقول:
"روي الشيخ الصدوق عن جبلة المكية قولها : سمعت ميثم التمار يقول : والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشرة تمضي منه ، وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم بركة وإن ذلك لكائن ، قد سبق في علم الله تعالى ، أعلم ذلك بعهد عهده إلي مولاي أمير المؤمنين إلى أن قالت جبلة : فقلت : يا ميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين يوم بركة ؟ فبكى ميثم ثم قال : سيزعمون لحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم (ص)وإنما تاب الله على آدم (ص) في ذي الحجة ، ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس(ص) من جوف الحوت وإنما كان ذلك في ذي القعدة ، ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح(ص) على الجودي وإنما استوت في العاشر من ذي الحجة ، ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى (ص) وإنما كان ذلك في ربيع الأول "وسائل الشيعة ج10
الرواية الشيعية تنفى الصوم فى ذلك اليوم وتعتبره بدعة اخترعها الأمويون
والروايتان كلتيهما لا تصح ففى الأولى نجدها تجعل ابن عباس مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِى زَمْزَمَ وهذا يعنى أن الرجل كان نائم على وجه الماء فى البير حيث فرش ثوبه على الماء وهى عبارة استغفال وضحك علينا فأى رجل هذا الذى ينام على وجه الماء
إنها آية معجزة تتناقض مع كتاب الله الذى أخبرنا فيه بمنعه الآيات فى قوله تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وأما الرواية الشيعية فالخطأ الأول فيها أن الحسين ابن النبى(ص) وهى كلمة لو عقلها من قالها لعلم أنها اتهام للرسول(ص)والعياذ بالله بالزنى مع ابنته والمفترض هو نسبته لوالده كما قال سبحانه " ادعوهم لآباءهم" والمعروف أنه ابن على والخطأ الثانى أن النبى(ص) يعلم الغيب ممثل فى مقتل الحسين ابن على قبل مقتله بعشرات السنوات وهو ما لا يعلمه النبى(ص) كما قال الله على لسانه:
" ولا أعلم الغيب"
وعلى من يقرأ المقال أن يلاحظ أثناء قراءة الأحاديث القادمة أنه لا توجد كلمة المحرم فى أى حديث مما يدل على أن كل تلك الروايات لا يصح منها أى واحدة لأنه لا يوجد تحديد لعاشوراء أو تاسوعاء فى أى شهر فمن المحال أن ينسى الرسول(ص) والصحابة فى كل الروايات أن يحدد فى أى شهر يكون عاشوراء
والتناقضات بين أحاديث عاشوراء كثيرة منها :
التناقض الأول :
من أمروا بصوم عاشوراء:
الأول أمر أهل العروض كما فى حديث :
1807 - عنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِىٍّ قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص)يَوْمَ عَاشُورَاءَ « مِنْكُمْ أَحَدٌ طَعِمَ الْيَوْمَ » قُلْنَا مِنَّا طَعِمَ وَمِنَّا مَنْ لَمْ يَطْعَمْ قَالَ « فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ مَنْ كَانَ طَعِمَ وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْ فَأَرْسِلُوا إِلَى أَهْلِ الْعَرُوضِ فَلْيُتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ » قَالَ يَعْنِى أَهْلَ الْعَرُوضِ حَوْلَ الْمَدِينَةِ سنن ابن ماجه
الثانى أمر قرى الأنصار كما فى حديث :
1960 - عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ أَرْسَلَ النَّبِىُّ (ص)غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ « مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ ، وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيَصُمْ » تحفة 15833 - 48/3 صحيح البخارى
الثالث أمر الناس دون تعيين لقوم كما فى حديث :
1924 - عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ أَنَّ النَّبِىَّ (ص)بَعَثَ رَجُلاً يُنَادِى فِى النَّاسِ ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ « أَنْ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلاَ يَأْكُلْ » طرفاه 2007 ، 7265 - تحفة 4538 صحيح البخارى
التناقض الثانى:
صوم يوم واحد أم صوم يومين:
الأول صيام عاشوراء فقط كما فى حديث :
2708 - عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ صحيح مسلم
ـ عن أبي الحسن قال : صام رسول الله (ص)يوم عاشوراء وسائل الشيعةج10
الثانى صوم تاسوعاء وعاشوراء معا كما فى حديث :
2447 - سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ حِينَ صَامَ النَّبِىُّ (ص)يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَنَا بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)« فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ صُمْنَا يَوْمَ التَّاسِعِ » فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)سنن أبى داود
[ 13839 ] 2 ـ عن أبي عبدالله عن أبيه ، أن عليا قال : صوموا العاشوراء التاسع والعاشر ، فانه يكفر ذنوب سنة وسائل الشيعة ج10
الثالث صوم التاسع فقط كما فى حديث :
- فَقَالَ إِذَا رَأَيْتَ هِلاَلَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا قُلْتُ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)يَصُومُهُ قَالَ نَعَمْ صحيح مسلم
التناقض الثالث:
السنة التى صام الرسول(ص) فيها عاشوراء:
الأول صامه قبل أن يبعثه الله وبعده كما فى حديث :
667 - عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ (ص)أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)يَصُومُهُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)الْمَدِينَةَ صَامَهُ موطأ مالك
الثانى صامه عقب الهجرة للمدينة عندما رأى اليهود يعظمونه كما فى حديث :
3942 - عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ دَخَلَ النَّبِىُّ (ص)الْمَدِينَةَ وَإِذَا أُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ يُعَظِّمُونَ عَاشُورَاءَ وَيَصُومُونَهُ فَقَالَ النَّبِىُّ (ص)« نَحْنُ أَحَقُّ بِصَوْمِهِ » فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ طرفه 2005 - تحفة 9009 صحيح البخارى
الثالث صامه قبل وفاته بسنة كما فى حديث :
2722 - سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)« فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ » قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)صحيح مسلم
الرابع صامه بعد فتح خيبر أى سنة 8 هـ كما فى حديث :
2717 - عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)« فَصُومُوهُ أَنْتُمْ » صحيح مسلم
التناقض الرابع:
- الصائمون عاشوراء قبل الإسلام :
الأول كانت تصومه قريش كما فى حديث : :
667 - عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ (ص)أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِى الْجَاهِلِيَّةِ موطأ مالك
1893 - عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، أطرافه 1592 ، 2001 ، 2002 ، 3831 ، 4502 ، 4504 – تحفة صحيح البخارى
الثانى اليهود فى المدينة كما فى حديث :
3942 - عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ دَخَلَ النَّبِىُّ (ص)الْمَدِينَةَ وَإِذَا أُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ يُعَظِّمُونَ عَاشُورَاءَ وَيَصُومُونَهُ فَقَالَ النَّبِىُّ (ص)« نَحْنُ أَحَقُّ بِصَوْمِهِ » فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ طرفه 2005 - تحفة 9009 صحيح البخارى
|