الويل في القرآن
الويل في القرآن
الويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم:
قال الله "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله "وهو ما فسره قوله بسورة آل عمران"وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب "وقوله بسورة المائدة "يحرفون الكلم من بعد مواضعه"فكتابة الكتاب هى لى الألسن بالكتاب حتى نحسبه كلام الله هى تحريف الكلام من بعد مواضعه والمعنى فالعذاب للذين يحرفون الوحى بكلامهم ثم يقولون هذا وحى الله
وفى هذا قال تعالى
"فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله
الويل للكتبة المفترين مما كسبت أيديهم:
قال الله"فويل لهم مما كسبت أيديهم "وهو ما فسره قوله بعده"وويل لهم مما يكسبون"فما كتبت الأيدى هو ما كسبت النفوس والمعنى فعذاب الله لهم بسبب ما عملت أنفسهم أى عقاب الله لهم بما يفعلون من السيئات
وفى هذا قال تعالى
"فويل لهم مما كسبت أيديهم"
الأخ القاتل يقول:يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب
وضح الله لنبيه(ص)أنه بعث أى أرسل غرابا يبحث فى الأرض والمراد يحفر بأرجله فى التراب والسبب ليريه كيف يوارى سوءة أخيه أى ليعلمه كيف يدفن جثة أخيه فقال القاتل:يا ويلتى أى يا عذابى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى والمراد هل فشلت أن أصبح شبه هذا الغراب فأخفى جثة أخى فى التراب ، وأصبح من النادمين أى الخاسرين وهم المعذبين فى النار
وفى هذا قال تعالى
"فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين
قول امرأة إبراهيم(ص):يا ويلتى أألد وأنا عجوز
وضح الله أن امرأة أى زوجة إبراهيم (ص)كانت قائمة أى موجودة لخدمة الضيوف فضحكت أى فقهقهت بسبب الموقف فبشرتها الملائكة والمراد فأخبرتها الملائكة بخبر سعيد هو ولادتها لإسحاق(ص)ومن وراء إسحاق يعقوب والمراد ومن بعد ولادة إسحاق ينجب إسحاق(ص)يعقوب(ص)فقالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز والمراد يا خيبتى هل أنجب وأنا شيخة وهذا بعلى شيخا أى وهذا زوجى عجوز إن هذا لشىء عجيب والمراد إن هذا أمر غريب؟
وفى هذا قال تعالى
"وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب"
الويل للكافرين من عذاب شديد
وضح الله أن الويل وهو الألم نصيب الكافرين أى الظالمين من العذاب الشديد وهو العقاب الأليم مصداق لقوله بسورة الزخرف"فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم "والكفار يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة أى يفضلون متاع المعيشة الأولى على متاع القيامة أى يفضلون الكفر على الإيمان
وفى هذا قال تعالى
"وويل للكافرين من عذاب شديد الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة "
قول المجرمين يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها:
وضح الله لنبيه(ص)أنه يحدث فى القيامة أن يوضع الكتاب أى يسلم أى يؤتى سجل الأعمال لكل واحد وترى المجرمين مشفقين مما فيه والمراد وتشاهد الكافرين خائفين من الموجود فى سجل كل واحد منهم فيقولون :يا ويلنا أى يا عذابنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها والمراد ما يترك من قليل ولا كثير إلا سجله
وفى هذا قال تعالى
"ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "
الويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم
وضح الله أن الويل العظيم وهو الألم الكبير للذين كفروا أى ظلموا من مشهد يوم عظيم أى من عذاب يوم أليم
وفى هذا قال تعالى
"فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم "
قول الظالمين :قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين
سأل الله وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة أى وكم أهلكنا من قرن كانوا كافرين ووضح للناس أنه أنشأ من بعدهم قوما أخرين والمراد أنه أتى أى خلق من بعد هلاكهم ناسا جدد ووضح لنا أنهم لما أحسوا بأس الله والمراد لما شاهدوا عذاب الله إذا هم منها يركضون أى يهربون من القرية فقيل لهم لا تركضوا أى لا تهربوا فلا فائدة إنكم هالكون وارجعوا إلى ما أترفتم فيه والمراد وعودوا إلى الذى تمتعتم فيه وهو مساكنكم أى منازلكم وهى أراضيكم التى عشتم فيها لعلكم تسئلون أى لعلكم تحاسبون والمراد لعلكم تعاقبون على ما فعلتم ،فقال الكفار يا ويلنا أى يا عذابنا إنا كنا ظالمين أى كافرين بآيات الله ،فما زالت تلك دعواهم أى فما برحت تلك دعوتهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين أى حتى حولناهم موتى جاثمين أى راقدين
وفى هذا قال تعالى
"وكم قصمنا من قرية وأنشأنا من بعدهم قوما أخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين "
الويل للكفار مما يصفون
وضح الله للكفار أنه يقذف بالحق على الباطل والمراد يأتى بالعدل وهو آيات الله لينسخ أى ليمحو به الظلم وهو الكذب فتكون النتيجة أن يدمغه فإذا هو زاهق أى يزيله من نفس الخلق فإذا هو زائل والمراد لا وجود له،ووضح لهم أن الويل وهو العذاب لهم والسبب ما يصفون أى ما يكسبون وهو ما يعملون
وفى هذا قال تعالى
"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون "
قول الظالمين يا ويلنا إنا كنا ظالمين
وضح الله أن الكفار إن مستهم نفحة من عذاب الرب والمراد إن نزل بهم بعض من عقاب الله فيقول الكفار :يا ويلنا أى يا عذابنا إنا كنا ظالمين أى وهذا يعنى أنهم لا يعترفون بكفرهم إلا ساعة نزول العذاب عليه
وفى هذا قال تعالى
"ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين "
قول الظالمين يا ويلنا قد كنا فى غفلة من هذا
وضح الله أن الوعد الحق وهو الخبر الصادق قد اقترب أى وقع فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا والمراد فإذا هى مذلولة نفوس الذين كذبوا يقولون يا ويلنا أى يا عذابنا قد كنا فى غفلة أى سهوة أى غمرة من هذا والمراد قد كنا فى تكذيب بالقيامة بل كنا ظالمين أى كافرين أى ضالين وهذا اعتراف منهم بكفرهم فى الدنيا
وفى هذا قال تعالى
"واقترب الوعد الحق فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا فى غفلة من هذا بل كنا ظالمين "
قول الظالم يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا
وضح الله أن يوم القيامة يعض الظالم على يديه أى يضغط الكافر بأسنانه على لحم كفيه من الندم فيقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا والمراد يا ليتنى اتبعت مع النبى إسلاما ويقول يا ويلتى أى يا عذابى أى يا خسارتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا والمراد ليتنى لم أطع فلانا صاحبا وهو يقصد الشيطان لقد أضلنى بعد إذ جاءنى الذكر والمراد لقد أبعدنى بعد إذ أتانى الحق وهذا يعنى أنه يلقى المسئولية على غيره وهو الفلان الخليل
وفى هذا قال تعالى
"ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى "
قول العقلاء ويلكم ثواب الله خير لمن أمن
|