الضعف فى القرآن
الضعف فى القرآن
مضاعفة القرض
سأل الله من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا والمراد من ذا الذى يتبع حكم الله اتباعا مخلصا فيضاعفه له أى فيديم ثوابه له وفسر هذا بأنه له أجر كريم أى ثواب كبير والغرض من السؤال إخبار الناس بوجوب قرض وهو طاعة حكم الله للحصول على الأجر الكريم
وفى هذا قال تعالى :
"من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم"
بين الله لنبيه(ص) أن المصدقين والمصدقات وهم المؤمنين والمؤمنات بحكم الله وأقرضوا الله قرضا حسنا والمراد واتبعوا حكم الرب اتباعا أمينا يضاعف لهم أى يزاد لهم الثواب وفسر هذا بأن لهم أجر كريم والمراد ثواب كبير
وفى هذا قال تعالى :
"إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم"
مضاعفة الأجر
بين الله لنا أن من يقرض الله قرضا حسنا والمراد من يعمل عملا صالحا أى من يقترف حسنة يضاعفه الله له والمراد يزيده الله إلى عشر أمثاله أو سبعمائة حسنة أو ألف وأربعمائة حسنة ،وبين لنا أن الله يقبض أى يقلل الرزق لمن يريد ويبسط أى ويزيد لمن يريد ،وبين لنا أننا إليه نرجع أى نعود إلى جزاء الله فى الأخرة
وفى هذا قال تعالى :
"من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون"
بين الله للمؤمنين أن الله لا يظلم مثقال ذرة والمراد أن الله لا ينقص من حقوق الخلق قدر ذرة لأنه عادل وإن كان لمخلوق حسنة أى عمل صالح يضاعفه له والمراد يزيد له ثوابه عليه وفى هذا قال تعالى :
"إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما"
مضاعفة العذاب فى الدنيا
خاطب الله نساء وهن زوجات النبى (ص)فيقول من تأت منكن بفاحشة مبينة والمراد من تفعل منكن زنى مشهود عليه يضاعف لها العذاب ضعفين والمراد ينفذ فيها العقاب مرتين وهذا يعنى أن تجلد مائتين جلدة بدلا من مائة مصداق لقوله "الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة"وتفسير الفاحشة بأنها الزنى هو تصديق لقوله "ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة "وكان ذلك على الله يسيرا والمراد وكان العذاب المضاعف على الرب هينا سهلا .
وفى هذا قال تعالى :
"يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا "
مضاعفة العذاب
بين الله لنبيه(ص)أن الكفار لم يكونوا معجزين فى الأرض والمراد لم يصبحوا منتصرين فى البلاد مصداق لقوله "وما كانوا منتصرين"وهذا يعنى أنهم لا يقدرون على الهرب من عقاب الله وما كان لديهم من دون الله أولياء والمراد وما كان عندهم من سوى الله أنصار ينقذونهم من العقاب ،ويبين له أنه يضاعف لهم العذاب والمراد يزاد لهم العقاب مصداق لقوله "وزدناهم عذابا فوق العذاب "
وفى هذا قال تعالى :
"أولئك لم يكونوا معجزين فى الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب "
بين الله أن عباد الرحمن هم الذين لا يدعون مع الله إلها آخر والمراد الذين لا يطيعون مع دين الله دين رب آخر مزعوم وهم لا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق والمراد ولا يذبحون النفس التى منع الرب ذبحها إلا بالعدل وهو قتلها لآخر وإفسادها وهو ردتها بعد إسلامها وهم لا يزنون أى لا يرتكبون الفاحشة وهى جماع من ليس بزوج ويبين لنا أن من يفعل أى من يصنع الجرائم يلق آثاما أى يدخل نارا أى يصلى نارا مصداق لقوله "ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا "ويضاعف له العذاب أى ويزاد أى ويدام له العقاب مصداق لقوله "وزدناهم عذابا فوق العذاب "وهو يخلد فيها مهانا والمراد ويقيم فى النار مذلولا .
وفى هذا قال تعالى :
"والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا "
بين الله لنا أنه قال للكفار على لسان الملائكة:ادخلوا فى أمم قد خلت قبلكم من الجن والإنس فى النار والمراد اذهبوا مع فرق قد خلت من قبلكم من الجن والبشر إلى الجحيم وهذا يعنى أن الكفار يدخلون النار زمر أى جماعات كل أمة تدخل مع بعضها وكل أمة أى فرقة إذا دخلت أى ولجت أى أقامت فى النار لعنت أختها والمراد ذمت سابقتها وهذا يعنى أنهم يشتمون بعضهم على اعتبار أن كل واحدة منها أضلت السابقة عليها ،وإذا اداركوا فيها جميعا والمراد حتى إذا حشروا أى دخلوا فيها كلهم قالت أخراهم وهى المتأخرة زمنيا فى الدنيا لأولاهم وهى أسبق الفرق زمنيا :ربنا أى إلهنا هؤلاء أضلونا والمراد هؤلاء صدونا عن الحق فأتهم عذابا ضعفا فى النار والمراد فزدهم عقابا كثيرا فى السعير مصداق لقوله "فزدهم عذابا ضعفا فى النار" وهذا يعنى أن الأمة الأخرى تعتبر الأولى سبب ضلالها وليس هى ولذا يطلبون من الله زيادة العذاب للأمة الأولى فيرد الله عليهم على لسان الملائكة:لكل ضعف والمراد لكل زيادة والمراد استمرارية فى العقاب ولكن لا تعلمون أى ولكن لا تعرفون هذا وهذا يعنى أن الله حكم على الجميع بعذاب مضاعف أى مستمر.
وفى هذا قال تعالى :
"قال ادخلوا فى أمم من قبلكم من الجن والإنس فى النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فأتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون"
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار المتأخرين فى الدخول قالوا ربنا من قدم لنا هذه والمراد خالقنا من كان سببا فى دخولنا النار فزده عذابا ضعفا فى النار والمراد فأعطه عقابا زائدا فى جهنم وهذا يعنى أنهم يطلبون عقاب زائد للسابقين لإعتقادهم أنهم السبب فى دخولهم النار وهو قول خاطىء
وفى هذا قال تعالى :
"قالوا ربنا من قدم لنا هذه فزده عذابا ضعفا فى النار "
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار يقولون إنا أطعنا سادتنا أى كبراءنا والمراد إنا اتبعنا حكم أغنياءنا أى مترفينا فأضلونا السبيلا أى فأبعدونا عن دين الله الموصل لرحمته وهذا هو تفسير السبب السابق ربنا آتهم ضعفين من العذاب أى إلهنا أعطهم عقابا زائدا فى النار أى إلعنهم لعنا كبيرا أى عذبهم عذابا شديدا وفى هذا قال تعالى :
" وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب وإلعنهم لعنا كبيرا"
الضعف الانسانى
بين الله للمؤمنين أنه يريد أن يخفف عنهم أى ييسر عليهم أى يرحمهم ويبين لهم أن الإنسان خلق ضعيفا والمراد أنه أنشأ وهو واهن صغير وفى هذا قال تعالى :
"يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا"
بين الله لنبيه (ص)أن الله وهو الرب الذى خلق أى أبدع الناس من ضعف أى وهن أى طفولة ثم جعل أى خلق من بعد ضعف أى طفولة قوة أى شدة هى الشباب ثم جعل أى خلق من بعد قوة أى شدة ضعفا أى وهنا أى شيخوخة وشيبة أى ابيضاض للشعر مصداق لقوله "ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا "
وفى هذا قال تعالى :
"الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة "
الاستضعاف
مستضعفوا قوم صالح(ص)
بين الله لنا أن الملأ وهم السادة الذين استكبروا أى استعظموا على طاعة حكم الله من قوم صالح(ص)قالوا للذين استضعفوا أى استصغروا والمراد من يظنون أنهم حقراء لمن أمن أى صدق من المستضعفين :أتعلمون أى هل تصدقون أى صالح مرسل من ربه أى مبعوث بالوحى من خالقه؟فقال من آمن منهم:إنا بما أرسل به مؤمنون والمراد إنا بالذى بعثه الله به مصدقون
وفى هذا قال تعالى :
"قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن أمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون"
مستضعفو قوم فرعون
بين الله لنبيه (ص)أن فرعون علا فى الأرض والمراد طغى فى البلاد مصداق لقوله "إنه طغى "وهذا يعنى أنه حكم البلاد بالظلم حيث جعل أهلها شيعا والمراد قسم ناسها فرقا يستضعف طائفة والمراد يستعبد جماعة منهم يذبح أبنائهم أى يقتل أولادهم مصداق لقوله "يقتلون أبناءكم "ويستحى نساءهم والمراد ويستخدم إناثهم أى يجعلهم خدم أى إماء لقومه إنه كان من المفسدين وهم المجرمين أى المسرفين
|