أمريكا ستتخلى عن أكرانيا قريبا
في فيديو نشرناه سابقا على اليوتيوب بتاريخ: 26 مارس سنة: 2022م تحت عنوان: الحرب في أكرانيا إلى أين؟ فشل الغرب في هزيمة روسيا واقع،
https://www.youtube.com/watch?v=JlPsQaye7RQ&t=22sتحدثنا فيه عن أن روسيا دولة وطنية لن تسمح بتهديد قريب منها في أكرانيا أو أوروبا الشرقية وذلك تأمينا لمصالحها الوطنية وليس المصالح القومية لأنها دولة غير قومية، ولا هي دولة مبدئية كما كانت على عهد الاتحاد السوفييتي.
واليوم ظهر تصعيد لافت في العمليات العسكرية الروسية بسبب جسر القرم الشي الذي يعتبر تصرفا من ردة الفعل، وهذا سياسيا يدل على تقصير كبير في الرؤية القيادية لإدارة الحرب، فالمبادرة العسكرية والسياسية الناجحة لا تأتي من ردة الفعل، وظهر الدعم الكبير من الغرب لأكرانيا، وانتشرت أخبار تحتاج إلى إعادة لنظر في مصداقيتها، ظهرت أخبار تفتت من عضد روسيا وتروج لبروبكندة هزيمتها في أكرانيا، والواقع غير ذلك تماما، ولو أن الغرب ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكية قد فهم الرسالة جيدا لما استمر في دعم أكرانيا، ولتركها لمصيرها غير أنه يخشى على الزعامة ويركب الغرور والتفوق للإبقاء على الهيمنة العالمية والقطب الواحد، وللإشارة فإن روسيا لا يهمها القطب الواحد، بل يهمها الحفاظ على مصالحها الوطنية الشيء الذي لا تراعيه أمريكا، بل وتستهين به، ولذلك اتخذت روسيا إجراء الحياة أو الموت وقد نجحت في ذلك واستطاعت إيصال الرسالة إلى الدول الداعمة لأكرانيا، الدول الأوروبية طبعا وليس الدول العربية لأن هذه الأخيرة عميلة فإذا ظهر منها ما يشير إلى تمردها على سيدها فذلك دور أنيط بالعميل وليس هو تمرد حقيقي، وينطبق ذلك على إيران، ويغبى بوتين إذا لم يفطن للعبة القذرة التي تلعبها معه بالعملاء؛ أمريكا.
والنتيجة المتوقعة في نظري أنه لا حرب عالمية ستقوم، بل السيناريو الذي أتوقعه هو تخلى أمريكا عن أكرانيا والقبول بالوضع الجديد الذي يؤكد اعتبار أكرانيا حديقة خلفية لروسيا تكون أكرانيا منزوعة السلاح ممنوعة من الصناعة الحربية، ويكون إنتاجها الفلاحي والزراعي تحت يد روسيا تستعمله لتأمين مصالحها عبر العالم وذلك عن طريق التحكم في الأمن الغذائي العالمي، ولا يقال بهذا الصدد أن هناك دولا في منأى عن الأزمة الغذائية ككندا وأمريكا مثلا، لا يقال ذلك لأن من يأخذ بزمام المبادرة ويكون له ضحايا ينجح في إخضاع من يريد إلى إرادته، أما الصين فقد تنجح إذا ضمت تايوان في نفس الظروف وربما تخفق علما بأن النجاح حليفها الآن وليس غدا بشرط أن تسرع وتحسن الضم دون النظر إلى نتائج ذلك التي تخشاها كالعقوبات الاقتصادية الغربية.
وأخيرا سيأتي الحزب الجمهوري ليعدل من سياسة أمريكا تجاه أكرانيا وينتهي عهد بايدن والدعم لأكرانيا فيفيق العالم على وضع جديد لا حرب عالمية قامت فيه وإنما قامت فيه أوضاع جديدة تؤهل للمنافسة الاقتصادية من جديد وتنشئ مناطق صراع جديدة بأدوات غير غربية ولا روسية أو صينية فتكون الدول صاحبة الاقتصاد الرائد والمنافس هي التي تستعمل غيرها ولو ألا يكونوا عملاء لها وذلك إلى حين.
إن الدعم الأمريكي لأكرانيا حصل من أجل منع تعدد الأقطاب خصوصا وأن الصين وروسيا قد أعلنتا سابقا أنه لا يجب الإبقاء على القطب الواحد، والنتيجة هي أن الحرب الروسية الأكرانية بإقاعها الحالي لن توصل العالم إلى تعدد الأقطاب وذلك راجع للنهج الذي تنتهجه روسيا والصين من أجل نفس الغاية، ولكنه سيؤدي إلى السكوت عن ضم روسيا لأكرانيا أو وضعها في وضع تابع لها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وأما ضم الصين لتايوان فيحتاج إلى مخاض سياسي واقتصادي غير هذا، ميلاده مرهون بضم الصين لتايوان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة بتاريخ: 17 أكتوبر 2022م