قراءة فى محاضرة أربع عشرة وسيلة للتضليل الفني
قراءة فى محاضرة أربع عشرة وسيلة للتضليل الفني
المحاضر وجدي غنيم والمحاضرة تدور حول استخدام الفن فى اضلال الناس عن الحق وتزيين الكفر لهم وقد استهلها بتعريف الفن فقال :
"الفن هو الابتكار والإبداع وبه يتم نقل المشاعر والأحاسيس إلى الناس بوسائل مختلفة وأشكال متنوعة ( التمثيل .. الغناء .. الرسم ......) . وهو وسيلة خطيرة تقتحم علينا بيوتنا وتشاركنا تفاصيل حياتنا ، وحتى أنها تتحكم بأوقاتنا في بعض الأحيان "
والحقيقة أن ما يطلق عليه الفن هو تدريب الفرد على أداء معين سواء من قبل غيره أو من قبل نفسه لتأدية رسالة ما
وقد اعتبر المحاضر الفن نعمة وفى الحقيقة هو ليس نعمة وإنما أداة محايدة يمكن استعمالها لتكون نعمة ويمكن استعمالها نقمة وهو الغالب فى الاستعمال وفى كونه نعمة قال :
"والفن نعمة عظيمة ووسيلة رائعة لبناء جيل مسلم ، ولكن التضليل الفني -أو العفن الفني–الذي يتعاظم ويربو في أحضان إحدى أكثر وسائل الإعلام انتشارا وتأثيرا ألا وهو ( التلفاز ) بما يعرض فيه من مسلسلات وأفلام ومسرحيات وبرامج مختلفة .. مكر الليل والنهار ... حول النعمة إلى نقمة ، وبدل أن تكون وسيلة يتعبد بها الله أصبحت وسيلة من وسائل الشيطان ، وحبلا من حباله لنشر الفسوق والانحلال وقلة الأدب "
والنتيجة التى وصل لها المحاضر وهو تحول الفن لنقمة يؤكده الواقع من خلال وسائل الإعلام وهو قوله:
"إننا لا نتكلم من خيال إنه من الواقع ، ويستطيع الأخ القارئ أن يفتح الصحيفة –ليقرأ تحت عنوان ( أين تذهب هذا المساء ؟ ) عناوين أفلام أو تمثيليات أو حفلات ماجنة لراقصة ...وكأن الأصل فينا الفساد والانحلال ، ولا تجد صحيفة أو تلفاز تدلك على محاضرة في مسجد مثلا. تقرأ عنوان ( العالم يغني ! ) لم لا يكون ( العالم يصلي ! )"
وتحدث الرجل عن تحويل نعمة الفن لنقمة من خلال ما سماه التضليل الفنى فقال :
"كيف بدلنا النعمة بنقمة وما هي وسائل التضليل الفني ؟
1: تشجيع الناس على النظر إلى الحرام :وترك أمر الله تعالى بغض البصر ، حيث اعتاد الناس على مشاهدة العري في الأفلام والمسلسلات وحتى نشرات الأخبار حيث تخرج المذيعة بأبهى زينة ( وكأنها راقصة ) والرجال ينظرون إليها متجاهلين قول الله تبارك وتعالى في سورة النور : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم } تقول لأحدهم : غض بصرك ، يقول لك وهو قد أدمن النظر : اغسل عينيك بذاك الجمال !! ويقول أن الله جميل يحب الجمال ....
عن جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة ( وليس من لا يدع شاشة التلفاز وهو يحدق بالمذيعة )، قال: اصرف بصرك رواه مسلم. . وقال صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي رضي الله عنه - تحذيرا مما يوقع في الفتنة ويورث الحسرة - لا تتبع النظرة النظرة . أما سمعت قول العقلاء : من سرح ناظره أتعب خاطره ، ومن كثرت لحظاته دامت حسراته وضاعت أوقاته ؟"
إذا الوسيلة ألأكثر نفاذا وهى التلفاز تحولت لعرض أجساد النساء بالذات من خلال عمل المذيعات والذى تناساه الرجل هو أن ظهور الرجال كظهور النساء كلاهما محرم لأنه تشجيع على الفاحشة ممثلة فى النظر المحرم فقد قال تعالى :
" وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن"
كما قال :
" قل للمكؤمنين يغضوا من أبصارهم"
فالظهور الإنسانى على الشاشات ايا كان نوعها هو ظهور محرم لأنه يؤدى حتما للنظر المحرم
وتحدث عن تزيين الحرام فقال :
"2: تزيين الحرام وتجميله : وذلك بطريقتين :
أ- تجميل الأسماء المحرمة : الكفر والأفكار الإلحادية والفسوق باتت فنا وإبداعا فعلى سبيل المثال يستبدلون اسم الخمر بالمشروبات الروحية .. والربا بالعائد الاستثماري .. والعري بالموضة والفن ، حتى أصبح للعري أربع مواسم في السنة وأصبحت قلة الأدب ( الانحلال ) تسمى حرية شخصية ، ، أما إذا تحللت المرأة وغنت أمام الأجانب فيدعونها كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي .
ب- تقبيح اسم الحلال : فمثلا يستبدلون اسم الأخوة الإسلامية بالفتنة الطائفية .. والشهادة في سبيل الله بالخسائر في الأرواح .. والفدائي الشهيد بالانتحاري .. حجاب المرأة بالخيمة والكفن .."
إذا تغيير الأسماء سواء كانت محرمة أو محللة هو تضليل للناس حيث يؤدى بهم إلى إبعادهم عن معرفة الحكم الحقيقى للموضوع وجعل الحرام حلال والحلال حرام
وتحدث عن أن تكرار الشىء الواحد عشرات المرات فى الليل والنهار يجعل من يشاهده أو يسمعه يستسهل عمله من خلال سياسة السير خلف القطيع دون النظر لكونه حرام أو حلال وفى هذا قال :
"3: تيسير الحرام وتسهيل الوقوع فيه : فتكرار رؤية الإنسان للأفعال المحرمة وكأنها أمرا عاديا ، مرافقا لنوع من الكوميديا يدفعه إلى التفكير فيها ومن ثم فعلها ..( الزنا- السرقة- التدخين- علاقات العشق والغرام ....) فعلى سبيل المثال : ترى في الأفلام مشهد الممثل وهو يفتح شباك غرفته ،فيرى جارته بالصدفة أمامه فينشأ بينهما قصة حب أو قصة معصية . مثال آخر : ترى مشهد يتكرر كثيرا فيه المدرس الخصوصي مع تلميذته في خلوة أو دخول أخت الطالب وهي سافرة متبرجة وكأنه أمرا عاديا "
وتحدث عن أن تخيلات المؤلفين ومعدى البرامج وغيرها تعلم الناس أساليب جديدة لارتكاب المحرمات فقال :
"4: طرح وسائل جديدة لفعل الحرام :
بعرض أساليب متعددة للسرقة وأخرى لإقامة العلاقات الغرامية وعقوق الوالدين ...) ."
وتحدث عن غرس الفاحشة وهى الزنى فى النفوس من خلال مشاهد التقبيل او الاحتضان أو مسك جسم المرأة الغريبة من اليد أو الوسط أو وضع اليد على الكتف او حتى ممارسة الجماع فى الأفلام والمسلسلات وعرضها واذاعته يشجع القطيع المتفرج على ارتكاب الذنوب باعتباره أمر عادى وهو قوله :
"5: غرس حب الفاحشة في النفوس :حيث أن أمثال هؤلاء من الفنانين والفنانات يعملون على غرس الحرام في النفوس وجعل الناس يحبون فعله وقد نسوا قول الله تبارك وتعالى في سورة النور : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} . فعلى سبيل المثال : تجد المخرج يركز بعدسة الكاميرا على ساقي الممثلة في مشهد بوليسي مثير ، ولكن المشاهد لا يثبت في ذهنه و يعشش في ذاكرته ولا يسترجع إلا منظر الحرام .
مثال آخر : يصور الفيلم قصة حب تنتهي كالعادة بهرب الممثل والممثلة ، ترى مشاهد الهرب وترى والد الممثلة يصوره لك المخرج بصورة فظة غليظة (مع أنه هو الحق ) ولكنك تتعاطف مع الممثلة وتتمنى لها النجاح في الهرب ، فأنت من حيث لا تدري أحببت الحرام وشجعت الزنى "
ونسى المحاضر أن أول من ساعد على شيوع الفاحشة فى المجتمع هم الفقهاء أنفسهم فعرفوه بأنه وضع المفتاح فى القفل بينما هو ممارسة أى فعل من افعال الجماع تقبيل احتضان لمس تحسيس ....وشاع بين الناس أن ممارسة الجماع حلال طالما لا يوضع المفتاح فى القفل ألمامى واستباحت النساء التى تدعى الشرف وضعه فى القفل الخلفى حتى اصبحن يقلن أو غشاء البكارة هو دليل الشرف
وكرر تكرار أمر رؤية وسماه الفواحش فقال :
|