قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد
قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد
صاحب المقال هو رامى باشا وهو يدور حول ظاهرة طبية تعرف بالتوأم المتلاشى وكلمة الكايميرا تطلق على مخلوق خرافى فى الأساطير الاغريقية مكون من رأس أسد وجسد ماعز وذيل على هيئة أفعى
المقال يرصد مظاهر وجود الظاهرة حيث يقول أنها تظهر أحيانا فى ولادة إنسان لكل عين من عينيه لون مختلف عن الأخرى أو يوجد لونين متجاورين فى جسده أو يوجد له فصيلتين دم مختلفتين وفى ذلك قال :
"الشخص الكاميرا يمكن ان تكون كل واحدة من عينيه بلون مختلف من الممكن ان يكون أي شخص منا كايميرا من دون أن يعلم، فهذه الحالة تحدث لدى تقريبا ثلث حالات الحمل متعدد الاجنة، وهي حالة أو ظاهرة غريبة فعلا، ربما لم يسمع عنها الكثيرون وقد يصدمون لمعرفة امكانية حدوثها"
واستهل رامى مقاله بحكاية حكاية غريبة يقول أنها حدثن فى المحاكم ألأمريكية حيث أثبتت فحوص الحمض النووى لأم أنها ليست الأم لاختلاف الحمض النووى لأطفالها عنها وما أنقذ هذه السيدة هو أنها كانت حامل بطفل أخر وأمر القاضى بحبسها فى المشفى لمعرفة هل الولد سيكون حمضه النووى كاخوته أم لا وبالفعل كان الفحص يقول أنه ليس ابنها كالطفلين الأولين مع أنهى أمهم التى ولدتهم ومن بويضاتها
يقول الكاتب حاكيا الحكاية:
"ولكي أوضح لكم مدى غرابة هذه الحالة الطبية دعوني اقص عليكم هذه الحادثة الحقيقية التي وقعت لامرأة امريكية تدعى ليديا فيرتشايلد.
في عام 2002 انفصلت ليديا عن زوجها، في ذلك الوقت كان لدى الزوجان طفلان، وكانت ليديا حامل بالطفل الثالث، وقد تقدمت للمحكمة بطلب للحصول على نفقة للأطفال، وكإجراء روتيني في المحاكم الامريكية يطلب من الوالدين ان يقدموا عينة من حمضهم النووي لمطابقتها مع الحمض النووي لأطفالهم، وذلك للتأكد من أنهم والدي الاطفال فعلا، وبمقارنة الحمض النووي تبين أن الزوج هو والد الطفلين فعلا، لكن الصدمة كانت في نتيجة الاختبار بالنسبة للأم، حيث اتت النتيجة غير مطابقة، أي انها عمليا ليست والدة الطفلين، مع ان جميع اوراق الميلاد، واقوال الشهود، تثبت انها هي من انجبتهم .. لكن هل يكذب الحمض النووي؟ .. بالطبع لا .. وعليه فقد وجهت المحكمة الى ليديا تهمة النصب والاحتيال وقامت باخذ طفليها منها ووضعتهم تحت الرعاية الاجتماعية ..
بالنسبة الى ليديا كان الامر اشبه بكابوس، كيف لا تكون هي ام الاطفال التي انجبتهم، أنه شيء لا يصدق؟ ..
وبما ان الحادثة غريبة بكل المعايير، فقد امر القاضي كأجراء احترازي ان يتواجد شاهد عيان منتدب من المحكمة اثناء ولادة ليديا لطفلها الثالث، وأن يتم اخذ عينة من الأم والطفل فور حصول الولادة من اجل مقارنة الحمض النووي، وبالفعل تم تنفيذ جميع طلبات وتوصيات المحكمة بحذافيرها، لتأتي النتيجة اغرب من الخيال، فالحمض النووي للطفل لا يتطابق ابدا مع الحمض النووي للام! ..
هذه النتيجة وضعت الجميع في حيرة، وجعلت المحكمة توجه بأجراء اختبار حمض نووي جديد .. وهذه المرة قرر الاطباء ان يأخذوا دما من مكان غير معتاد، فأخذوا العينة من رحم ليديا، واتت النتيجة مطابقة تماما للحمض النووي للطفل .. لكن كيف يمكن لهذا ان يحدث، كيف يكون لدى شخص نوعين من الدم؟! "
والتفسير الذى قدم هو أن المرأة كان معها توأم فى بطن أمها وان خلاياها امتصت خلايا التوأم الأخر وأن الأم هى أم وخاله فى نفس الوقت وفيه قال :
"التفسير ببساطة هو في ظاهرة الكاميرا (chimera)
في الحقيقة ليديا لم تكن والدة الطفلين بشكل كامل، صحيح هي انجبتهم، لكنهم أيضا اطفال شقيقتها التوأم التي ابتلعتها ليديا عندما كانوا اجنة في رحم امهم! .. وعليه فأن ليديا هي خالة الأطفال أيضا!! ..
لحظة ما هذا الهذيان .. كيف تكون امهم وخالتهم في نفس الوقت؟ .. واين هي خالتهم اصلا؟ هل تعيش في جسد ليديا؟!
نعم، صدق او لا تصدق، هذه هي الحقيقة، وانت ايضا يمكن ان يكون جسدك حاملا لأجزاء من جسد شقيق او شقيقة لك لا تعلم عنهم شيئا .. "
قطعا كلام لم يره أحد ولا يمكن أن يراه أحد علميا وهو مخالف لكون الأمومة تثبت بالولادة فقط وليس بأى اجراءات بشرية كفحص الحمض النووى كما قال تعالى :
"إن أمهاتهم إلا اللائى ولدنهم "
وقد قص ليونتين في كتابه البيولوجية كأيدلوجية أن الحمض النووى والمورثات كلها تستخدم لمن يدفع أكثر ومن أجل قضايا كثيرة قدم فيها الباحثون من الطرفين المتنازعين حول اثبات البنوة من عدمه وجهات نظر مختلفة قضت المحاكم الأمريكية برفض اجراءات فحص الحمض النووى لأنها لا تقبت شىء وعادت مرة أخرى للشهود وغير ذلك من ادلة الإثبات القديمة
وهذه القضية تثبت أنه لا يمكن الوثوق بفحوص الحمض النووى التى ألغتها المحاكم الأمريكية ومع هذا تستخدمها محاكم بعض البلاد العربية في مخالفة واضحة لوحى الله
تحدث الرجل عن الكايميرا وأسباب حدوثها فقال :
"ما هي الكايميرا وسبب حدوثها؟
الكاميرا هو انسان او حيوان يحمل نوعين من الخلايا او الحمض النووي في جسده، وتحدث هذه الحالة عند التوأم بينما هو ما يزال في الرحم، حيث يحدث ان يقوم احد التوآئم بأكل اخوه التوأم عن طريق امتصاص خلاياه دون أن يسبب أي مشاكل أو أعراض للأم فهي لا تشعر بهذه الحالة، وتعرف هذه الظاهرة بأسم متلازمة التوأم المتلاشي (Vanishing Twin Syndrome) واكتشفت اول مرة عام 1945."
|