ماتا هاري
تم في مثل هذا اليوم تنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص بماتا هاري، رمز التجسس الإنثوي ، بتهمة التجسس.
لقد قصدت باريس لأول مرة عام 1905 حيث وجدت الشهرة كمؤدية رقص مدهش آسيوي الأصول. وسرعان ما بدأت بجولة في جميع أنحاء أوروبا، تروي قصة كيف أنها ولدت في معبد هندي مقدس في الملايو وكيف علمتها كاهنة الرقصات القديمة وأطلقت عليها ا اسم ماتا هاري، الذي يعني "عين النهار". في الواقع، ولدت ماتا هاري في بلدة صغيرة في شمال هولندا في عام 1876، وكان اسمها الحقيقي مارغريتا جيرترويدا زيللي . حصلت على معرفة سطحية عن الرقصات الهندية والجاوية عندما عاشت لعدة سنوات في ماليزيا مع زوجها السابق، الذي كان اسكتلنديا في الجيش الاستعماري الهولندي. وبغض النظر عن أصالتها ، فقد امتلأت المراقص ودور الأوبرا من روسيا إلى فرنسا لمشاهدتها، ومعظمها بسبب برنامجها الذي تتجرد فيه ببطء من ملابسها.
أصبحت مومسا شهيرة، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى شملت قائمة عشاقها الضباط العسكريين رفيعي المستوى من مختلف الجنسيات. وفي فبراير 1917، اعتقلتها السلطات الفرنسية بتهمة التجسس وسجنتها في سجن سانت لازار في باريس.وخلال المحاكمة العسكرية التي أجريت في يوليو، اتهمت بالكشف عن تفاصيل سلاح الحلفاء الجديد، الدبابات، مما أدى إلى مقتل الآلاف من الجنود. أدينت وحكم عليه بالإعدام، وفي يوم 15 أكتوبر رفضت أن تعصب عينيها ونفذ بها الحكم رميا بالرصاص في فينسين.
هناك بعض الأدلة على أن ماتا هاري كانت جاسوسة ألمانية، وعملت لفترة كعميل مزدوج للفرنسيين، إلا أن الألمان استغنوا عنها كعميل غير فعال لم تكن المعلومات القليلة التي كانت تحصل عليها من عشاقها ذات قيمة تذكر. لقد كانت محاكمتها العسكرية حافلة بالتحيز والقرائن المسهبة، وقيل أنه من المرجح أن السلطات الفرنسية قد لفقت التهمة بأنها " أشهر جاسوسة في القرن الحديث" للإلهاء عن خسائر الجيش الفرنسي الفادحة التي كان يعاني منها على الجبهة الغربية. قد تكون جرائمها الحقيقية الوحيدة مغالطة مسرحية معقدة وضعفا تجاه الرجال يالذين رتدون الزي العسكري. أيا تكن الحقيقة فإن ماتا هاري هي الوحيدة التي يذكرها تاريخ الجاسوسية رغم أن العديد من الحكومات ومن بينها الفرنسية قد أعدمت أعدادا كبيرة من الجواسيس أنذاك.
|