الإقامة فى الإسلام
الإقامة فى الإسلام
عرفت الموسوعة الفقهية الكويتية معانى الاقامة فى الإسلام فقالت :
"التّعريف :
تطلق الإقامة في الشّرع بمعنيين :
الأوّل : الثّبوت في المكان ، فيكون ضدّ السّفر .
الثّاني : إعلام الحاضرين المتأهّبين للصّلاة بالقيام إليها ، بألفاظٍ مخصوصةٍ وصفةٍ مخصوصةٍ ."
وكل المعنيين ليسا فى القرآن فمعانى الاقامة فى القرآن مناقضة وقد وردت الكلمة بالمعانى التالية فى القرآن :
الأول مقيم الصلاة بمعنى :
مطيع الدين كما فى قوله تعالى " رب اجعلنى مقيم الصلاة "
وقد فسر الله الصلاة بالدين حيث قال :
" أَقِمِ الصَّلَاةَ"
فقال " أن أقم وجهك للدين حنيفا "
الثانى : إمامة الصلاة بمعنى أن يكون أحد المسلمين هو من يقود الصلاة ويتبع ما يعمله بقية المصلين كما فى قوله تعالى :
" وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ"
الثالث الاقامة بمعنى الوقوف وهى فى الآية الوقوف عند القبر للدعاء وهو الصلاة على الميت كما فى قوله تعالى :
" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره "
الرابع الاستمرارية كما فى قوله تعالى :
"وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا"
فهنا العبد استمر يدعوا الله والمقصود يطيع الله وحده ثار القوم عليه
الخامس الخلود كما فى قوله تعالى :
"إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ"
فدار المقامة دار الخلود هى دار السكن الأبدى
السادس النار كما فى قوله تعالى :
" ولمن خاف مقام ربه جنتان"
والمراد ولمن خشى عذاب وهو نار الله جنتان
وقد اخترع الفقهاء الاقامة بمعنى السكن فى مكان ما وبنوا عليه الأحكام مع أن الله ذكر ما فى معناها وهو الاسكان كما فى قوله تعالى :
"إنى اسكنت من ذريتى "
وذكرت الموسوعة أحكام الاقامة وهى السكن فقالت :
"أوّلاً : أحكام الإقامة الّتي بمعنى الثّبوت في المكان
أ - إقامة المسافر :
2 - يصبح المسافر مقيماً إذا دخل وطنه ، أو نوى الإقامة في مكان ما بالشّروط الّتي ذكرها الفقهاء ، وينقطع بذلك عنه حكم السّفر ، وتنطبق عليه أحكام المقيم ، كامتناع القصر في الصّلاة ، وعدم جواز الفطر في رمضان . وإقامة الآفاقيّ داخل المواقيت المكانيّة ، أو في الحرم تعطيه حكم المقيم داخل المواقيت أو داخل الحرم من حيث الإحرام ، وطواف الوداع ، والقدوم ، والقران ، والتّمتّع .
ب-إقامة المسلم في دار الحرب :
3 - إقامة المسلم في دار الحرب لا تقدح في إسلامه ، إلاّ أنّه إذا كان يخشى على دينه ، بحيث لا يمكنه إظهاره ، تجب عليه الهجرة إلى دار الإسلام ، لقول اللّه تعالى : « إنّ الّذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ، قالوا : فيم كنتم ؟ قالوا : كنّا مستضعفين في الأرض . قالوا : ألم تكن أرض اللّه واسعةً فتهاجروا فيها » ، وهذا إذا كان يمكنه الهجرة ولم يكن به عجز ، لمرضٍ أو إكراهٍ على الإقامة "
وهذه المعانى هى تفسير لبعض آيات القرآن فالله سمى المقيمين الحاضرين كما قال تعالى فى سكان مكة :
"مَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ"
وتحدثت الموسوعة عن اقامة الصلاة فقالت :
"ثانياً : الإقامة للصّلاة
حكم الإقامة التّكليفيّ :
5 - في حكم الإقامة التّكليفيّ رأيان :
الأوّل : أنّ الإقامة فرض كفايةٍ إذا قام به البعض سقط عن الآخرين
الثّاني : أنّ الإقامة سنّة مؤكّدة ، ..واحتجّوا للسّنّيّة « بقوله صلى الله عليه وسلم للأعرابيّ المسيء صلاته : افعل كذا وكذا» . ولم يذكر الأذان ولا الإقامة مع أنّه صلى الله عليه وسلم ذكر الوضوء واستقبال القبلة وأركان الصّلاة ولو كانت الإقامة واجبةً لذكرها ."
وفى القرآن إقامة الصلاة لا تعنى ما يقال من قول ألفاظ الآذان مفردة وإنما تعنى إمامة الصلاة كما فى قوله تعالى :
" وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ"
وليس للصلاة إقامة فى القرآن وإنما نداء كما قال تعالى :
"إذا نودى للصلاة"
واقامة الصلاة فى المساجد العامة جماعة واجبة فقط فى يوم الجمعة لقوله تعالى " إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله"
وتحدثت عن أن الاقامة بمعنى قول الآذان مفردا مع زيادة قد قامت الصلاة لها تاريخ قالت فيه :
|