الاختيال في الإسلام
الاختيال في الإسلام
الاختيال في القرآن :
ذكر الاختيال في القرآن مرة واحدو في قوله تعالى:
"إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا "
وفسره الله بأقوال متعددة منها :
قوله تعالى :
"والله لا يحب كل كفار أثيم"
وقوله تعالى :
"إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما"
وقوله:
" إن الله لا يحب كل خوان كفور"
فالمختال الفخور هو الكفار الأثيم هو الخوان الكفار
والمعنى أنه لا يحب من كان مختالا فخورا والمراد :
لا يرحم من كان كافرا عاصيا لحكمه
والاختيال يطلق على التبختر وهو الاعجاب بالنفس وهو الزهو بالنفس وهو نفسه الكبر
قطعا الناس يقصدون به تباهى الإنسان بقوته أو ماله أو غير هذا كما فعل قارون عندما خرج في زينته في قوله تعالى :
"فخرج على قومه فى زينته"
وهو ما يفعله الحكام حاليا عندما يستعرضون بعض قواتهم المسلحة وأسلحتها أو عندما تخرج مواكب سيارتهم
والمعنى المعروف حاليا هو :
أن يمشى الإنسان نافخا صدره ناظرا إلى أعلى أو ناظرا بطرف عينه وأذرعه منفرجة أكثر من اللازم أو يمشى بعصا ويحركها بطريقة معينة
وقد تحدث الفقهاء عن الاختيال محرمين إياه وقد نقلت الموسوعة الفقهية الكويتية التالى عنهم :
"صفة الاختيال حكمه التكليفي :
6 - الأصل في الاختيال أنه حرام، وهو من الكبائر، لنهي الله ورسوله (ص) عنه، وسيأتي دليل كل مظهر من مظاهر الاختيال عند بيانه. ومظاهر الاختيال كثيرة، منها الاختيال في المشي والركوب، ومنها الاختيال في اللباس، ومنها الاختيال في البنيان."
ثم فصلت الكلام فذكرت الاختيال في المشى فقالت :
"أ - الاختيال في المشي:
7 - الاختيال في المشي يحدث بتجاوز الإنسان حد القصد والاعتدال في مشيته والقصد في المشي يكون بين الإسراع والبطء والمعنى أن الإنسان لا يسرع في مشيته بأن يثب وثب الشطار، لقوله عليه السلام: سرعة المشي مذهب بهاء المؤمن كما أنه لا يبطئ في مشيته بحيث يدب على الأرض دبيب المتماوتين المتثاقلين.
ولهذا أمر الله بالقصد في المشي، فقال تعالى: {واقصد في مشيك} ، كما امتدح الله تعالى من يقتصد في مشيته ولا يتجاوز الاعتدال بقوله: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} .
ومن ثم إذا تجاوز الإنسان حد الاعتدال والقصد في المشي يكون قد وقع في المحظور، وهو الاختيال. والأصل في تحريم الاختيال في المشي وأنه من الكبائر قوله تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها}
والمراد بالمرح المنهي عنه في الآية الكريمة هو الخيلاء في المشي. والمعنى أن الله نهى عن الخيلاء وأمر بالتواضع. وقد استدل العلماء بالآية على ذم الاختيال. ووجه الاستدلال أن الله تعالى قد أعقب النهي عن المرح بأن ذلك عمل سيئ مكروه، في: {كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها} فهذا يدل على حظره وتحريمه، كما أنه قرنه بالزنا والقتل وسائر الكبائر، فدل على أنه من جملة هذه الكبائر . ومن معاني المرح: الكبر، وتجاوز الإنسان قدره، وذلك مذموم ، ومن أدلة تحريمه أيضا ما روي أنه عليه السلام قال: " من تعظم في نفسه، واختال في مشيته، لقي الله وهو عليه غضبان "."
وما ذكروه في تفسير الآيات يخالف تفسير القرآن لبعضه فالقصد في المشى معناه :
العدل وهو الإصلاح في الأرض بدليل أن الله حرم المرح وهو نفسه الأفساد كما قال تعالى :
" ولا تعثوا في الأرض مفسدين "
وقال :
"ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"
وهو نفسه المشى هونا أى عدلا والمراد العمل بالوحى
قطعا المشيات التى يتحرك فيها الجسم معروف فيها مشيات التكبر فالسرعة والبطء لا تدخل فيهما فالسرعة مطلوبة في أحوال والبطء مطلوب في أحوال وقد بينا بعضا منها وهى :
اظهار مدى غنى الإنسان عند السير من خلال الملابس ومنها الحلى
نفخ الصدر والنظر لأعلى عند السير
تحريك العصا عند المشى بطرق معينة ليسمنها مشية المرضى الذين يعتمدون على العصا عند نقل أجسامهم
وتحدثت الموسوعة عن الاختيال في الملابس فقالت :
"ب - الاختيال في اللباس:
8 - الاختيال في اللباس يحدث بسبب تجاوز حد الاعتدال والقصد فيه، مع عدم وجود الداعية إلى ذلك . والنية والقصد هما الأصل في ذلك.
وحد الاعتدال والقصد في اللباس يكون باتباع ما ورد في صفة اللباس من آثار صحيحة، واجتناب ما ورد النهي عنه وللعرف مدخل في ذلك، ما لم يلغه الشرع.
وفي المواهب: ما كان من ذلك على سبيل الخيلاء فلا شك في تحريمه، وما كان على طريق العادة فلا تحريم فيه، ما لم يصل إلى جر الذيل الممنوع منه. ونقل القاضي عياض عن العلماء كراهة كل ما زاد على العادة في اللباس لمثل لابسه في الطول والسعة لا يحل من ثياب الزينة ولا يعتبر اختيالا:
9 - الأصل في لبس الثياب الجميلة للتزين بها الإباحة، لقوله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } ، ولما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: يا رسول الله إن الرجل منا يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنة قال عليه الصلاة والسلام: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس رواه مسلم.
|