نظرات فى كتاب يوم قبل وفاة محمد(ص)
نظرات فى كتاب يوم قبل وفاة محمد(ص)
المؤلف محمد حسان المنير أو بطرس عبد المسيح المنير والكتاب يبدو أنه من نوعية كتاب قس ونبى حيث يتخفى المؤلف الحقيقى خلف اسم غير حقيقى والكثير من الكتاب مبنى على نفس القول وهو أن محمد(ص) كان نصرانيا ولكن مع تحوير وتبديل وحتى الكثير من الكلام هنا منقول من هناك
المنير نعى على أبو موسى الحريرى تخفيه خلف اسم مجهول ومع هذا فهذا الكتاب هو من نفس النوعية فالرجل يدس السم فى العسل فقد ابتدأ بنقد الدينين الإسلام والنصرانية والتى يؤثر عليها اسم المسيحية طوال الكتاب فقال :
"أعترف إننى لما بدأت بوضع أبحاث هذا الكتاب قبل نحو عشر سنوات كأنما زال فى نفسى أثر التحدى الذى طالعنى فى كتاب قس ونبى فالمؤلف أبو موسى الحريرى أعلن أسفه لأنه ما من مسلم متدين استطاع الافراج عن الحقيقة وليس من جرىء مغامر هانت عليه حياته ليعلن ما يضمر وألان وقد اكتمل هذا الجهد وخبرت الحية الإسلامية والمسيحية بفاعلية أود أن أقدم هذا الكتاب بملاحظة قصيرة إلى الاخوة المسيحيين هى أن صاحب التحدى فى كتاب قس ونبى لم يجرؤ هو نفسه أن يوقع الكتاب باسمه الحقيقى عندما حاول أن ينوب عن المسلم الاقرار عن الحقيقة ص 4
ولكى يزيد فى اقناع المغفلين طالب الفريقين بالامتناع عن الدعوة والتى يسمونها التبشير فى النصرانية فقال :
"وإذا كان كتابى هذا يشرح للمسلمين لماذا أطالبهم بوقف نشاطات الدعوة فى كل مجالاتها ريثما تتسنى اعادة النظر فى موروثهم الدينى والثقافى فإننى استبق ذلك بدعوة مماثلة لهيئات التبشير المسيحى "ص 4
وامعانا فى التضليل هاجم قس من مصر بتفضيله الكيان الصهيونى على بقية الناس فقال :
" وها هو أحد اكبر قساوسة المصريين يكاد يعطى شرعية للاحتلال الاسرائيلى أو أعطاها فعلا لأن " تفضيل إسرائيل على العالم ما زال قائما حتى ألان لأن الله لا يغير عهده الذى قطعه على نفسه مهما تغير الناس" ص4
قطعا الوعد الإلهى لا يتغير مع أحد ويهود العالم الحالى ليس من نسل إسرائيل(ص) إلا النادر منهم فتجده فى أشكالهم التنوع السكانى الذى لا يمكن رده إلى واحد أو حتى اثنين من أولاد إسرائيل (ص) والوعد إنما للمسلمين منهم كما قال تعالى :
"يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ"
فوصية إسرائيل(ص) لم تكن اليهودية الموجودة أو المتعددة فى مختلف العصور
والوصية تنص على أن من لا يلتزم بها يكون خارجها فى جهنم وهو قوله تعالى :
"أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"
ويستمر المنير فى الهجوم على الدينين ناعيا على أهلهما التمسك بالماضى فقال:
" إن مثل هذه الكنيسة شأنه شأن الجامع أو المسجد لا يقرأ الحاضر الواقع بل يقرأ ما يقال عن الماضى ويبنى للمسيحى والمسلم واقعا مسحورا" ص5
كما يقول هاجما النصرانية ولكنه ليس هجوما لأنه يهاجم تلك الحقبة فقط وليس الدين فيقول :
" وما حير ذهن المسيحى في تلك الحقبة أن المسيح نفسه في تعاليمه وإنجيله ينطق مرة بلسان الأب ينطق ثانية بلسان الإنسان"ص37
وهو يخص الكتاب بوقف الدعوة الإسلامية دون النصرانية فيقول :
" أما مطالبتى بوقف الدعوة الإسلامية وهو موضوع هذا الكتاب فلأن المسلمين يواجهون عصرا لم يولدوا فيه حتى ألان وقد آن الأوان ليحل التاريخ محل المأثور ذلك أن محل البناء الذى انتهى إلى المسلمين بدأ يتآكل ص6
ويصر المنير على أن الإسلام دين شفهى تم نقله بالشفاه ولم يكن دينا مكتوبا فقال :
" لقد حرص نبى المسلمين على التناقل الشفهى للخطاب القرآنى من جهة ولأحاديثه من جهة ثانية "ص6
وهو كلام يناقض حفظه فى كتاب كما قال تعالى :
" وأنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون"
فالرسالات كلها كانت مكتوبة ومحفوظة فى بيت الله فى الأرض وما زالت ولكن البيت الحرام ألان مجهول المكان وسيتبين البشر عندما يكتشفون موضعه الحقيقى أن الرسالات كلها موجودة فيه
اسم الكتاب نابع من الحديث المعروف باسم رزية الخميس وليس هدف الرجل هو بيان الحقيقة لأن الحديث لم يحدث أصلا وعنه قال :
" قرب ظهيرة يوم الاثنين أول الربيعين فى السنة الحادية عشرة للهجرة أى فىالسابع من حزيران / يونيو عام 632 توف نبى الإسلام عليه السلام دون أن يتمكن من كتابة ما طلب أن يكتب وبدأ اللغظ حول الكتاب الذى منعه بعض صحابته من تدوينه والذى تناولته تخمينات شتى معظمها يتعلق بالخلافة وشئونها "ص4
من يفقه الحديث سيعلم أن الحديث اتهام للنبى(ص) بأنه ظل يكذب على الناس طوال فترة دعوته ,ان ضميره لم يصحو من هذا إلا قبل وفاته بيوم حيث كان يريد أن يكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا
السؤال وماذا عن القرآن الذى بلغهم إياه طوال عقود هل كان كله كذب وتضليل ؟
الحديث مصيبة من المصائب الكبرى التى لم تحدث فهو اثبات لكذب محمد(ص) على الناس طوال دعوته
بالطبع المنير هنا يتباكى على عدم كتابة الكتاب ويتهم المؤمنون بالرسالة فى عهد محمد(ص) بأنهم منعوا الحق والهدف هو تكذيب الإسلام لأن من نقلوه هم الكفار الذى منعوا الحق من الظهور وهو قوله فى أخر الكتاب :
"لقد وصلنا الإسلام بقرآنه وسنة رسوله عن طريق هؤلاء الصحابة المتمردين على رسولهم فهل نقبل بما وصلنا عن طريقهم وهم غير ثقاة أم نقبل بهم ونرفض سلوك نبى العرب ص 161"
وهنا تطفح الكراهية من المنير فهو يسمى النبى الخاتم (ص)نبى المسلمين وليس نبى الله واخيرا فى أخر الكتاب نبى العرب
ومن ثم ظهر هدف النصرانى المتخفى
خلف اسم مسلم وهو رفض الإسلام لأن من نقلوه كفرة عصاة متمردين فكيف نصدقه ؟
قطعا فات على المنير أن الرسالات لا ينقلها البشر وإنما هى محفوظة حفظها الله فى بيته الأرضى للعودة إليها ولهذا هو من جمع القرآن وليس البشر كما قال تعالى :
" إنا علينا جمعه وقرآنه "
ويستمر المتخفى فى الحديث عن تمرد الصحابة المزعوم حيث لم ينفذوا بعث أسامة فيقول :
"وكالعادة عند قراءة مثل هذه ألأحاث التى تمس كرامة كبار الصحابة يحاول المسلم تكذيب مثل هذه القضايا وتجاهلها ولكن لا يمكن تكذيب ما أجمع عليه المؤرخون والمحدثون من علماء السنة والشيعة معا" ص10 ويحدثنا المنير حديث الكاذب فيقول :
"إن تاريخ الإسلام يصور لنا صحابة رسول المسلمين وكأنهم ملائكة لا يخطئون ولا يذنبون لأن القرآن والحديث وصل عن طريقهم .....ولكنى وجدت فى تاريخ الإسلام شواهد أكيدة تدل على أن قتلة عثمان بالدرجة ألأولى هم من الصحابة أنفسهم وفى مقدمتهم أم المؤمنين عائشة "ص 10و11
والغرض من هذه الاتهامات هو القول بان الإسلام دين كاذب نقله المتمردون العصاة فلا يمكن الثقة به وهذا هو نوع من دس السم فى العسل
ويستمر الرجل فى الدس فيقول أن الإسلام هو من اختراع الفقهاء ويتهمه بكونه من اصل يهودى فيقول :
" وهنا يتعمق المأزق إلى أقصى الحدود فالإسلام الذى ظهر وكأنه رسالة لتحرير الدين من هيمنة السحر والكهنوت تحول على أيدى الفقهاء إلى رسالة مسخرة لخدمة مذهب صوفى يهودى فقائم على الإيمان بالعلم السرى وتعدد مراتب المعانى فى الكتب المقدسة "ص11
ويزيد المنير أو المظلم الطين بلة بأن الإسلام ينافى تعاليم العلم والنصرانية فيقول :
" المأساة كما أراها تكمن فى أن الإسلام يحول آراء ومعتقدات تشكل جزء أساسيا منه وتتناول نشوء الكون وتركيبه وطبيعته وتاريخ الإنسان وأصله والرسل والأنبياء ومسيرة حياة كل منهم وهذه الآراء والمعتقدات تناقض ما تعلمناه "ص17
وزيادة فى التضليل لا يفرق بين الدين واتباع الدين فيقول :
" ودعونا لا نفرق بين الإسلام القرآنى وإسلام الناس حرصا على المنهج الفكرى الإسلامى نفسه "ص20
الرجل هنا يريد منا أن نقتنع بانه يدافع عن الإسلام مع أنه يضربه فى الأساس
وامعانا فى التضليل يذكر نصوصا ليست من القرآن مثل " وخفف على داود القرآن" على أنها دليل على وحدة الرسالات فيقول :
|