الأنصاب فى القرآن
الأنصاب فى القرآن
عرفت الموسوعة الفقهية الكويتية فى موضوع أنصاب الكلمة فقالت :
"التّعريف :
الصّنم ما كان على صورة حيوانٍ .
وقيل : كلّ ما عبد من دون اللّه تعالى يقال له صنم
والفرق بين الأنصاب والأصنام ، أنّ الأصنام مصوّرة منقوشة ، وليس كذلك الأنصاب لأنّها حجارة منصوبة .
وفي أحكام القرآن للجصّاص : الوثن كالنّصب سواء ، ويدلّ على أنّ الوثن اسم يقع على ما ليس بمصوّرٍ ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعديّ بن حاتمٍ حين جاءه وفي عنقه صليب : « ألق هذا الوثن من عنقك » فسمّى الصّليب وثناً ، فدلّ ذلك على أنّ النّصب والوثن اسم لما نصب للعبادة ، وإن لم يكن مصوّراً ولا منقوشاً ، فعلى هذا الرّأي تكون الأنصاب كالأوثان في أنّها غير مصوّرةٍ وعلى الرّأي الأوّل يكون الفرق بين الأنصاب والأوثان أنّ الأنصاب غير مصوّرةٍ ، والأوثان مصوّرة ."
هنا معنى الأنصاب مختلف فيه فالبعض جعل معناها الأصنام والبعض الأخر فرق بين الاثنين بأن هذه صورة والنصب حجر
والحقيقة أن كلمة الأوثان تطلق على الأديان الضالة فهى التى تعبد أى تطاع وليس الصور والحجارة
وقد طلب الله اجتنباها فقال :
"فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ"
والمراد :
فاتركوا الضال من الأديان وفسره بأنه اجتناب طاعة قول الباطل والمراد :
اجتناب طاعة أقوال الباطل التى ألفها الناس وجعلوها أديان أى أوثان تطاع
وقد فسر الله الأوثان بأنها المعبودين وهم المطاعين من الخلق فقال :
"إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"
فالأوثان المعبودة هى الناس الذين يطيعونهم من خلال الأديان التى اخترعوها وليس صورة شمس او بقرة أو غير ذلك لأنهم هؤلاء لا يكلمون الناس حتى يطيعونهم ولذا قال تعالى أن المعبودين عباد أمثالهم والمقصود أنهم ناس فى الحقيقة شبههم وليس مخلوقات أخرى كالشمس والقمر والحيوانات والحجارة وغيرها فقال :
"إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم "
وقد ذكرت الأنصاب فى قوله تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
والأنصاب هنا :
المؤذيات المتعبات الممرضات وهى أمور متعددة كالألعاب المؤذية كالمصارعة والملاكمة وتناول أو شم النباتات التى تتسبب فى التوهان وتعب الجسم كالداتورة والياسمين
وذكر الله النصب فقال :
"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ"
والمراد :
النصب هو التعب وهو الألم وبلفظ أخر المرض كما فى قوله تعالى :
" لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا "
وأيضا قوله :
" وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية "
تعنى متوجعة متألمة فى النار
ومن ثم يكون المراد :
وما ذبح مع المرض فيحرم ذبح البهيمة المريضة
والكلمة التى تستعمل بمعنى الأشياء المنحوتة أو المصورة أو المصبوبة فى قوالب أو المصاغة أيضا هى التماثيل وعنها قالت الموسوعة :
"التّماثيل :
3 - التّماثيل : جمع تمثالٍ ، وهو الصّورة من حجرٍ أو غيره سواء عبد من دون اللّه أم لم يعبد ."
والمقصود بالتماثيل فى القرآن أمرين :
المعبودات المصنوعة كما فى قول إبراهيم (ص) :
" ما هذا التماثيل التى أنتم لها عاكفون "
المنارات وهى الأعمدة التى تضىء وهى التى صنعها الجن لسليمان لإنارة المدن والقرى والطرقات وفيها قال تعالى :
" ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات "
ثم تحدثت عن أنصاب الحرم فقالت:
"أنصاب الحرم :
4 - حرم مكّة هو ما أحاط بها من جوانبها ، جعل اللّه حكمه حكمها في الحرمة . وللحرم علامات مبيّنة ، وهي أنصاب مبنيّة في جميع جوانبه قيل أوّل من نصبها إبراهيم الخليل عليه السلام بدلالة جبريل له ، فقيل نصبها إسماعيل عليه السلام . ثمّ تتابع ذلك حتّى نصبها النّبيّ صلى الله عليه وسلم عام الفتح ، ثمّ الخلفاء من بعده ..
والفرق بينها وبين أنصاب الكفّار :
أنّ أعلام الحرم علامات تبيّن حدود الحرم دون تقديسٍ أو عبادةٍ ، أمّا أنصاب الكفّار فكانت تقدّس ويتقرّب بها لغير اللّه ويذبح عليها ."
قطعا لا وجود لما يسمى أنصاب الحرم ولو كان لها وجود كما يقول فلماذا تمت توسعة ما يسمونه الحرم الحالى مرات كثيرة ؟
إذا كان لها وجود - والموجود حاليا لها صورة من أحد الأفلام السينمائية فى القرن الماضى – فلا يمكن توسعة المسجد على الإطلاق لأنه لا يجوز نقل تلك الأنصاب التى يسمونها علامات حدود الحرم
كعبة الله الحقيقية لا يمكن توسعتها ولا تضييقها ولا اضافة شىء لها ولا إزالته لأنها حرم آمن معروف ( عرفات ) الحدود فعرفات هو حد الكعبة الخارجى الذى يتم الافاضة وهو الدخول والخروج منه كما قال تعالى :
" فإذا أفضتم من عرفات "
|