ومن الملاحظ أن في نفوس هؤلاء حقدا لايوصف على قريش خاصّة ، نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى قال قائل منهم : إنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم ـ حاشاه عليه الصلاة والسلام ، ولعن الله من لمـز مقام النبوة ـ (كزهرة وسط مزبلة ) !!
وهـو يقصـد بذلك قريش كلَّها ، وعلى رأسهم خيرة الصحابة ، ثم حقدهم بعد قريش ينصـب على العـرب أيضـا !
ولا ريب أنَّ هدفهم طمس معالم الإسلام ، تمهيدا لغـزو صفوي ، سوَّلت لهم عقولهم المأفونة أنه قد أزف وقته ، ودنا زمنـه ، وغرتهم شياطينهم أنَّ مهديهـم سيظهر وشيكا ، فيكون خاصة أتباعه من العجم ، ويكون أكثر من يصطلي حر سيفه ، من العـرب ، كما يروون في كتبهم المليئة بالافتراءات و الأكاذيـب !
حتى حُدثت عن رجل صالح أفغاني ، أنه استمع لمتحدثين من هذه الفئة ، جالسيْن في ساحة الحرم في حضـرة بيت الله المعظم ، يتحدَّثان بالفارسية ، ويظنُّان هذا السامع منهم ، وهو يتكلَّم لسانهم ، لكنَّه من أهل التوحيد والسنة ، فسمع أحدهم يقول للآخر : ألم تر كيف أخذت إيران جنوب العراق ، فعادت إلينـا ، وسنأخذ العراق كلَّه ، فردَّ على الآخـر : لن يوقفنا شيء حتى نأخذ ما تحت قدميـك.
وهيهات لهم ، ولكنهـم تلاعب الشيطان بعقولهم ، ( يعدُهم ويمنِّيهم وما يعدهم الشيطان إلاَّ غرورا ) .
غير أنهم يسعون في كثير من البلاد ، لاسيما في سوريا، وفلسطين ، والأردن ، والخليج ، ومصر ، والسودان ، والمغرب العربي ، لترويج زندقتهـم .
وهـم يشترون الفقراء بالمال ليلبسوا شعار الرفض ، كما يستأجرون بعض الإعلاميين الذين يبيعون دينهم بعرض من الدنيا ، ليروجوا ـ بإسم السنة وأهل السنة بريئون من كل من يطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ التشنيع على سيرة الصحابة الكرام.
وينفقون على هذا المشروع الخبيث أموال طائلة :
حتى إنَّ الحكومة الإيرانية رصدت ميزانية ضخمة جداً ، لتبليغ التشيع وإرسال مبلغين والفعاليات المذهبية لعام 1387هـ ـ التقويم الإيراني يبدأ من مقتل علي بن أبي طالب ـ بلغت قيمتها 215.620 مليار تومان إيراني (حوالي 2.3 مليار دولار)، بزيادة قدرها سبعة أضعاف ميزانية العام الماضي 1386هـ ش.
بل إن خمس عائدات النفط الإيرانية ، تنفـق على نشر الرفض في العالم .
ولاريب أن هذا الخطـر الأسود الزاحف ، أعظـم من كلِّ خطـر ، وشره أعظـم من كلِّ شـر ، ذلك أن مذهبهم قائم على :
1ـ تحريف القرآن لإبطاله .
2ـ الطعن في الصحابة لإسقاط السنّة ، وطيِّ بساط الشريعة المحمدية .
3ـ الطعن في بيت النبوة بالإفتراء على أمهات المؤمنين كما افترت اليهود على مريم عليها السلام ، وقصدهم الطعن الخفي في النبي صلى الله عليه وسلم .
4ـ نشر الشرك والخرافة في أمِّة التوحيد .
5ـ تشويه كلِّ التاريخ الإسلامي ، وإلغاءه ، وتحريفه ، وإسقاط ثقة المسلمين بتاريخهم وحضارتهم ، تمهيدا لمحوها من الوجـود .
ولاريب أنَّه من أعظم الفرائض الدينية ، على أمة الإسلام ، بقيادة العلماء ، فضح هذه المؤامـرة ، والتصدِّي لها ، وردِّهـا على أعقابهـا ، وإطفاء نار بغيهـا .
حماية للملَّة ، وحفظا للشريعة .
ونقتـرح ـ فضلا عن تكثيف النشاط الدعوي للرد على الرافضة ـ تأسيس وسائل إعلامية عامة ، مختصة بمتابعة نشاطهم في نشر ضلالاتهم في بلاد الإسلام ، أولاً بأوَّل ، لتفضح كلِّ التفاصيل ، من أقصى شرق العالم الإسلام ، إلى أزقة فقراء الجزائر .
ليطلع علماء المسلمين على هذا الزحف الأسود ، وليهبُّوا هبَّة رجل واحـد ، لقطع رأس الحيـة قبل أن تبيض وتفرخ ، فتنهـا ، في أمِّة محمد صلى الله عليه وسلم .
والله وحده هو حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكلـون
|