8ـ باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، وأن له الأكل وغيره حتى يطلع الفجر.
وبيان صفة الفجر الذي تتعلق به الأحكام من الدخول في الصوم، ودخول وقت صلاة الصبح، وغير ذلك*1
*1وغير ذلك: وهو الفجر الثاني ويسمى الصادق والمستطير وأنه لا أثر للفجر الأول في الأحكام وهو الكاذب المستطيل (باللام) كذنب السرحان وهو الذئب.
الحديث (1090) حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا عبد الله ابن إدريس، عن حُصين، عن الشعبي:
عن عُدي ابن حاتم، قال: لما نزلت { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجرْ} [البقرة 187] قال له عدي ابن حاتم: يا رسول الله! إني أجعل تحت وسادتي عقالين: عقالاً أبيض وعقالاً أسود، أعرف الليل من النهار، فقال صلى الله عليه وسلم ((إن وسادتك لعريض*2، إنما هو سواد الليل وبياض النهار)) [أخرجه البخاري: 1916؛ 4509؛ 4510].
*2ـ قوله صلى الله عليه وسلم: (إن وسادك لعريض) قال القاضي: معناه إن جعلت تحت وسادك الخيطين الذين أرادهما الله تعالى وهما الليل والنهار فوسادك يعلوهما ويغطيهما وحينئذ يكون عريض وهو معنى الرواية الأخرى في صحيح البخاري (إنك لعريض القفا) لأن من يكون هذا وساده يكون عظم قفاه من نسبته بقدره وهو معنى الرواية الأخرى (إنك لضخم). وأنكر القاضي عياض قول من قال: إنه كناية عن الغباوة أو عن السمن لكثرة أكله الى بيان الخيطين. وقال بعضهم: المراد بالوساد النوم أي أن نومك كثير وقيل أراد به الليل أي من لم يكن النهار عنده إلا إذا بان له العقالان طال ليله وكثر نومه والصواب ما اختاره القاضي عياض والله أعلم.
وهناك الأحاديث (1091ـ 1094) كلها تقريباً بنفس المعنى، وسنذكرها بإيجاز:
الحديث (1091) حدثنا عُبيد الله ابن عمر القواريري، حدثنا فُضيل ابن سليمان، حدثنا أبو حازم.
حدثنا سهل ابن سعد، قال: لما نزلت الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} قال: كان الرجل يأخذ خيطاً أبيض وخيطا أسود، فيأكل حتى يستبينهما، حتى أنزل عز وجل {من الفجر} فبين ذلك [أخرجه البخاري 1917؛ 4511].
الحديث (1092) حدثنا يحيى ابن يحيى ومحمد ابن رمح قالا: أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله
عن عبد الله، عن رسول الله صلوات الله وتسليمه عليه، أنه قال: (( إن بلال يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين ابن أم كلثوم))*1
*1ـ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم (الأعمى)، فيبدأ بلال بأذان يفصله عن ابن أم مكتوم وقت الصعود والنزول من على مكان رفع الأذان.
الحديث (1093) حدثنا زهير ابن حرب، حدثنا إسماعيل عن إبراهيم عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان.
عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يمنعن أحداً منكم أذان بلال (أو قال نداء بلال) من سحوره فإنه يؤذن (أو قال ينادي) بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم)).
المقصود هنا ( قائمكم) أي من كان يقوم الليل، ليذهب للراحة قليلاً وتناول السحور والوضوء استعدادا للصلاة، وهي مدة يمكن تقديرها. ويوقظ نائمكم: أيضاً المدة الواجبة ليستعيد النائم نشاطه ووضوءه وإعداد أو تناول سحوره.
الحديث (1094) حدثنا شيبان ابن فروخ، حدثنا عبد الوارث، عن عبد الله ابن سوادة القشيري، حدثني والدي أنه سمع سمرة ابن جندب يقول:
سمعت محمداً صلى الله عليه وسلم يقول: (( لا يغرن أحدكم نداء بلال من السحور، ولا هذا البياض حتى يستطير))
المصدر: نفس المصدر صفحات 686 و687
__________________
ابن حوران
|