(84)
الفصل الثالث
(الرمز)
الرمز
-1 مفهوم الرمز الشعري :
الرمز وسلة إيحائية من أبرز وسائل التصوير الشعرية التي ابتدعها الشاعر المعاصر عبر سعيه الدائب
وراء اكتشاف وسائل تعبير لغوية ، ثري بها لغته الشعرية ويجعلها قادرة على الإيحاء بما يستعصي على
التحديد والوصف من مشاعهر وأحاسيسه وابعاد رؤيته الشعرية المختلفة ، فالرمز إذًا اكتشاف شعري حديث
عفلى الرغم من أن مصطلح الرمز ذاته (بمعنى التوحيد بين حدين أو طرفين) مصطلح قديم ، فنحن لم تكن لدينا
فكرة واضحة عن حقيقة الرمز إلا منذ وقت قريب .(78)
وقد أصبح الرمز منذ ذلك الحين موضع اهتمام وبحث في مجال مجموعة من العلوم المخلتفة ، كعلم النفس ، وعلوم اللغة وعلم الأدب والأساطير ..
وغير ذلك من مجالات المعارف والعلوم والفنون . وكان طبيعيًا أن ينظر إلى الرمز في كل مجال من هذه المجالات
من وجهة نظر مختلفة عن النوجهة التي ينظر إليه منها في المجالات الأخرى ، وأ، يحدد مفهومه ووظيفته نتيجة
لذلك على أساس مختلف ، بحيث يأتي هذا المفهوم في كل مجال مغايرًا قليلاً أو كثيرًا لبقة المجالات ، وإن كانت هذه المفهومات المختلفة تنطلق في مجملها
من المفهوم العام للرمز ، وهو "محاولة تقديم حقيقة مجردة او شعور أو فكرة غير مدركة بالحواس في هيئة صور وأشكال محسوسة.(79)
________________
(78):Olivier Beigbedr :La Symbloique.Presses Universitaires de France 1986.p.5
(79)Ibid