العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: The world centre (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: التراب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرواسى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرغب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اسم فرعون بين القرآن والعهدين القديم والجديد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 31-05-2011, 03:58 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(84)

الفصل الثالث
(الرمز)
الرمز
-1 مفهوم الرمز الشعري :
الرمز وسلة إيحائية من أبرز وسائل التصوير الشعرية التي ابتدعها الشاعر المعاصر عبر سعيه الدائب
وراء اكتشاف وسائل تعبير لغوية ، ثري بها لغته الشعرية ويجعلها قادرة على الإيحاء بما يستعصي على
التحديد والوصف من مشاعهر وأحاسيسه وابعاد رؤيته الشعرية المختلفة ، فالرمز إذًا اكتشاف شعري حديث
عفلى الرغم من أن مصطلح الرمز ذاته (بمعنى التوحيد بين حدين أو طرفين) مصطلح قديم ، فنحن لم تكن لدينا
فكرة واضحة عن حقيقة الرمز إلا منذ وقت قريب .(78)
وقد أصبح الرمز منذ ذلك الحين موضع اهتمام وبحث في مجال مجموعة من العلوم المخلتفة ، كعلم النفس ، وعلوم اللغة وعلم الأدب والأساطير ..
وغير ذلك من مجالات المعارف والعلوم والفنون . وكان طبيعيًا أن ينظر إلى الرمز في كل مجال من هذه المجالات
من وجهة نظر مختلفة عن النوجهة التي ينظر إليه منها في المجالات الأخرى ، وأ، يحدد مفهومه ووظيفته نتيجة
لذلك على أساس مختلف ، بحيث يأتي هذا المفهوم في كل مجال مغايرًا قليلاً أو كثيرًا لبقة المجالات ، وإن كانت هذه المفهومات المختلفة تنطلق في مجملها
من المفهوم العام للرمز ، وهو "محاولة تقديم حقيقة مجردة او شعور أو فكرة غير مدركة بالحواس في هيئة صور وأشكال محسوسة.(79)

________________
(78):Olivier Beigbedr :La Symbloique.Presses Universitaires de France 1986.p.5
(79)Ibid
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-05-2011, 04:00 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(85)
ونحن لا يهمنا بالطبع إلا تحديد مفهوم الرمز في المجال الأديب ، أو الشعري على وجه الخصوص ، وقد حاول
كثير من النقاد والعلماء تحديد مفهوم الرمز الشعري (80) ، وكل محاولاتهم لا تبتعد كثيرًا عن المدلول العام للرمز إلا بمقدار ما تقتضيه طبيعة
إلا بمقدار ما تقتضيه طبيعة الأداة المستخدمة في بناء الرمز الشعري وهي اللغة ، فالمرز الشعري والأدبي عمومًا "عبارة عن إشارة حسية مجازية لشيء لا يقع
تحت الحواس ".(81) أي أن الرمز ببساطة "يستلزم مستويين :مستوى الأشياء الحسية أو الصور الحسية التي
قالبًا للرمز ومستوى الحالات المعنوية المرموز إليها ، وحين يندمج المستويان نحصل على الرمز .(82)
وعلى هذا الأساس فإننا في الرمز الشعري لا نستطيع أ، نستغنى بالرمز عن المرموز إليه ، أو بعبارة أخرى لا
نستطيع أن أن نستغني بالمعطيا ت اللاحسية -التي تخذ رموزًا- عن الحالات المعنوية التجريدية - التي يرمز إليها
بهذه المعطيات- كما لا يمكن بالمقابل أن نستغنى بالمرموز إليه عن الرمز ، لأن" الرمز كل غير قابل
للتجزئة "83" تفنى فيه الحالات المعنوية التجريدية في المعطيات الحسية التي تتخذ رموزًا لها ، كما تفقد المعطيات
الحسية ماديتها وتتحول إلى دلالات تجريدية ، والشاعر الذي يستخدم الرمز "لا يقصد إلى معنى يخفيه ثم يحاول أن
يعبر عنه بطريقة أخى تنوب عنه ، فإذا وجدنا المعنى المقصود استغنينا به عن العمل نفسه ، إن الرموز لا تصنع
بهذه الطريقة ..وبعبارة أخرى إن المستوا الحرفي أو الظاهر لا يُسخّرطريقة مصطنعة واضحة للتعبير عن معنى آخر ، المعنى الثاني ينمو نموًا باطنيًا من المعنى الأول .(84)
_____________________________
(80)انظر : د.أنظون غطاس كرم:الرمزية والشعر العربي الحديث.ص8-14.ود.محمد فتوح أحمد الرمز والرمزية في الشعر المعاصر.ص33-43
(81). Grand Larousse Encyclopediaque.Paris1964.ART.Symbole,
(82) : الرمز والمرزية في الشعر المعاصر ص 40
(83)La symoblique p.5.
(84) د.مصطفى ناصف: مشكلة المعنى في النقد الحديث .ص91

آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 31-05-2011 الساعة 04:09 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-05-2011, 04:03 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(86)
وإذا كانت محاولة الاكتفاء بالمرموز إليه عن الرمز تمثل مثل هذه الخطورة على العملية الرمزية ، فإن العملية المقابلة وهي الوقوف عند الدلالات المادية للرموز ليست أقل خطورة على الرمز ، فترجمة الرمز إلى دلالات مادية محسوسة عملية خاوية من المعنى ، لأن الصور الرمزية
وإن كانت تشتمل بالتأكيد على كل الإشارات إلى المحسوس ، فإن عطاءها لا يمكن أن يستنفد في مثل هذه الإحالات إلى المحسوس ، وإلا لما كانت رموزًا ، لأن معنى كونها رموزًا أدبية أنها لا تشير إلى أشياء محددة محسوسة في الخارج وإنما تشير إلى حالات نفسية غامضة تند عن التحديد .
ومن هنا فإن الرمز الشعري يختلف عن الرمز اللغوي المتمثل في الألفاظ اللغوية باعتبارها رموزًا ،لمعان محددة والرمز الرياضي وسواهما من الرموز الإشارة ذات المدلول المحدد ، فالرمز الشعري -خلافًا لهذه الرموز - لا يشير إلى شيء محدد معين يتفق الجميع
عليه ، وإنما يوحي بحالة معنوية تجريدية غامضة لا يمكن تحديدها ، ومن ثم فإن الناس يختلفون
اختلافًا بينًا في فهم الرموز الشعرية-والأدبية عمومًا- على حين يتفقون أو يكادون على فهم الرموز اللعغوية- من حيث هي ألفاظ تشير إلى مدلولات محددة-والرموز الإشارية من ناحية أخرى
وهو أن دلالة الرموز الإشارية دلالة اتفاقية غير حتمية ، تكتسبها هذه الرموز نتيجة لاتفاق بين مستعملي هذه الرموز ، بينما دلالة الرمز الشعري دلالة داخلية حتمية ، ونتيجة لهذا -وهذا فرق ثالث بين الرمز الشعري والرموز الإشارية-فإن مدلول الرمز الشعري لاينفك عن الرمز ، بل يفني فيه ويتلاشى ، ويذوب كلاً الطرفين في الآخر ، أما في الرموز الأخرى فإن الصلة بين الرمز
والمرموز إليه تكون قابلة للانفكاك ، ومن الممكن أن يعبر عن نفس المدلول برموز أخرى ، ونحن نجد بالفعل أن رموز المدلول الواحد في اللغات المختلفة تختلف من لغة إلى أخرى ، بل نجد في اللغة الواحدةبعض المدلولات يرمز إليها أكثر من رمز ، بينما في العملية الرمزية
الشعرية لا يمكن أن نعبرعن المرموز إليه بغير هذا الرمز المعين ، بل إننا لا نستطع من الأساس أن نفصل بين ما هو رمز وما هو مرموز إليه .

آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 31-05-2011 الساعة 04:08 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-05-2011, 04:14 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(87)
الرمز الشعري إذن يبدأ من الواقع المادي المحسوس ليحول هذا الواقع إلى واقع نفسي وشعوري تجريدي يند عن
التحديد الصرام فحين تريد شاعرة كناز الملائكة أن تعبر عن ذلك الإحساس الغريب والوديع بالحزن الذي اعتراها بعد وفاة أمها -التي كانت بها بمثابة صديقة- فإنها تلتقط رمزًا من الواقع الملموس المادي -وهو رمز الطفل- وتمضي
تجرد هذ االمرز شيئًا فشيئًا على امتدا القصيدة لتحوله في النهايةإلى معنى تجردي خالص لا نستطيع أن نقول إنه أي شيء آخر غير ما قالته الشاعرة في القصيدة ، وإن كان هذا ل ايمنعنا من محاولة فهم الرمز دون ترجمته
، وفهم الرمز يتم عن طريق التقاط إيحاءاته واستيعابها ، على حين تعني ترجتمه تقديم مقابل دقيق له .
تقول الشاعرة في هذ ه القصيدة(85):
أفسحوا الدرب له ، للقاد م الصاف يالشعور
للغلام المرهف السابح في بحر أريج
ذي الجبين الأبيض السارق أسرار الثلوج
إنه جاء إلينا عابرًا خصب المرور
إنه أهدأ من ماء الغدير
فاحذروا أن تجرحوه بالضجيج

إنه ذاك الغلام الدائم الحزن الخجول
ساكن الأمسية الغرقى بأحزان خفية
والزوايا الغيهبيات السكون الشفقية
أبدًا يجرحه النوح ، ويضينه العيول
فليكن من صمتنا ظل ظليل
يتلقاه ، وأحضان خفية
***
وهو يحيا في الدموع الخرس في بعض العيون
وله كوخ خفي ، شيد في عمق سحيق
ضائع يعرفه الباكون في صمت عميق
وسدى يبحث عنه الألم الخشن الرنين
إنه يقتات أسرار السكون
وأسى مختبئًا خلف العروق
***
نحن هيأنا له حبًا ، وتقديسًا ونجوى
وتهيأنا للقياه .. عيونًا ، وشفاها
وسنهديه انفجار الأدمع العذبة سلوى
وسنحبوه أسى أقوى . وأقوى
وسنعطيه عيونًا ، وجباها
***
إنه أجمل من أفراحنا ، من كل حب
إنه زنبقة ، ألقى بها الموت علينا
لم تزل دافئة ترعش في شوق يدينا
وسنعطيها مكانًا عطرًا في كل قلب
وشذى حزن عميق القعر خصب
إنه منا ، وقد عاد إلينا
___________
(85) انظر Mircea Eliade :Images et symboles.p.16
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-05-2011, 04:15 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


(88)

قد يشعر القارئ للوهلة الأولى أن الشاعرة تتحدث عن طفل حقيقي ، يتسم بالرهافة والوداعة ، ونصاعة الجبين والسريرة ، فأبيا ت المقاطع الأولى كلها لا تناقض هذا التصور ، ولكن القارئ لا يلبث أن يدرك –ابتداء من المقطع الثاني – أن هذ االطفل لم يعد هو الطفل الواقعي المادي ، وإنما ابتدأ يتخلى عن دلالته المادية ليتحول إلى معنى تجريدي،إلى نوع من الإحساس الغامض العميق والوديع بالحزن ، فالشاعرة لا تتحدث هنا عن مطلق الحزن ، وإنما عن حالة خاص ةمن الحزن ،أو عن تلك الحالة الغريبة التي يمتزج فيها الحزن بالطفل ليأخذ كل منهما من الآخر ويعطيه ،وليتفاعل كل منهما مع الآخر ، ومن خلال هذا التفاعل ينمو المعنى الرمزي في ا لقصيدة ،و على القارئ أن يتابع في إخلاص كيف يمتزج طرفا الرمز وكيف يتفاعلان .

إن الحزن الذي تعبر عنه الشاعرة حزن وديع قرير ، ولكنه في الوقت نفسه حزن عميق وراسخ ، فهو حزن طفل مرهف ناصع ، ولكن هذا الحزن الطفل لا يسكن تلك الطبقة الخارجية من الإحساس ، وإنما هو يستقر في أعمق الأعماق في ذلك الصقع الغائر الغامض من أصقاع النفس الذي تختزن في كل ظلال الأسى والشجن ، والذي تتفنن الشاعرة في تصويره بكل عمقه ، وتنائيه وكل غرابته ، في أكثر من مقطع من مقاطع القصيدة ، فهو تارة" كوخ خفي شيد في عمق سحيق " لا تهتدي إليه إلا الأحاسيس الساكنة العميقة ، ولا يعرفه إلا الباكون في صمت عمق ، وهو تارة أخرى "امسية غرقى بأحزان خفية " وزوايا غيهبيات السكون شفقية"، ليس ثمة ما هو أخفى وأعمق من هذه الأمسية الغرقى بالأحزان الخفية اتي يسكنهاهذا الطفل ، حيث تزول الحدود بين الأشياء ، ويختلط الزمان بالمكان –الأمسية –مكانًا يسكنه هذا الحزن الطفل ، بكل ما تلقيه "الأمسية"من ظلال الحزن الشفيف الخفي ، وتقترن هذه الأمسية ، هذا المكان الغامض، بالزوايا الغيهبيات السكون لتزداد إيحاءات هذ االشجن الخفي الغامض الغريب رحابة وتعمقًا وتنوعًا.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-05-2011, 04:17 AM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(89)
وعلى هذا النحو تمضي الشاعرة في تطوير رمزها حريصة على إبراز بعدين من أبعاده ، وهما الوداعة والعمق ، ومحاولة أ، تعقد معه أواصر صداقة ومودة وألفى ، حيث تحنو عليه في حدب حفي ، وتدلله وتهش لمدقمه ، وعتتدعو الآخرين إلى مشاركتها حفاوتها بهذا القادم بتهيئة الجو الملائم له ، وعدم تنغيص هدوئه بالضجيج والعويل ، وستقبله بكل ما يستقبل به الأعزاء من حب واحتشاد ، بل إنها لتؤثره على كل عزيز-أليس هو طفلها المدلل الوديع؟!- فهو أجمل من الأفراح ومن كل حب ، وهو زنبقة نضيرة أهداها إليها الموت ، ومن ثم فستحتفظ بها دافئة في أعمق أعماقها .
هكذا ينمو الالرمز ويتطور من خلال هذا التفاعل الخلاق بين طرفيه- الشحزن والطفل - ومن خلال هذه العلاقة المعقدة بينهما ، حيث نراهما يندمجان في بعض الأحيان ، ونرى أحدهما يبرز ليتوارى خلفه الآخر في أحيان أخرى بالتبادل ، وبحيث لا يتسغني بأي من الطرفين عن الآخر في فهم الرمز واستيعاب دلالاته وإيحاءاته ، وإدراك تلك الحالة النفسية الغامضة التي لا يمكن أ، يعبر عنها بغير ما عبرت الشاعرة به عنها ، وهذا معنى أن دلالة المرز الشعري دلالة داخلية غير قابلة للانفكاك ، ولكن ليس معنى أن الدلالة الإيحائية للرمز غير قابلة للانفكاك أن رمز عًا معينًا يرتبط بمدلول معين ارتباطًا مطلقًا ، وإلا لما أصبح رمزًا شعريًا ، فالرمز والمرموز إليه غير قابلين للانفكاك في إطار القصية الواحدة ، أما خارج هذه القصيدة فليس ثمة ارتباط بين الرمز والمرموز إليه ، بل إنه خارج القصيدة لا يكون ثمة رمز من الأساس .
فالرمز مثلاً الذي رأينا كيف حولته ناز إلى مرز لتلك الحالة الخاصة من الحزن الشفيف الغامض ليس له أي معنى شعري خارج القصيدة لأن الشاعرة هي التي أكسبته دلالته الشعرية كرمز ، ومن ثم فهو خارج هذه القصيدة ليس أكثر من مجرد إمكانية لغوية غفل ، من الممكن أن يأتي شاعر آخر فيوظفه توظيفًا رمزيًا آخر ، ويكسبه دلالة رمزية أخرى ، وقد وجدنا بالفعل شعراء غير نازك يستخدمون رمز الطفل في التعبير عن جدالات نفسية ورؤى شعرية مختلفة ، فصلاح عبد الصبور مثلاث يستخدمه في قصيدتين رمزًا للحب ، بل رمزًا لحالتين مختلفتين من الحب ، الأولى حالة حب المحتضرالغارب وذلك في قصيدة "طفل " التي يقول في أولها:
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-05-2011, 04:19 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(90)
قولي ..أمات ؟!
جسيه ، جسي وجنتيه
هذ االبريق
ما زال ومض منه يفرش مقلتيه
ومض الشعاع بعينه الهدباء ومضته الأخيرة
ثم احترق
هذا الصبي ابن السنين الداميا ت العاريات من الفرح
هو فرحتي ن لا تلمسيه
أسكنته صدري فنام
وسدته قلبي الكسير
وجعلت حائطه الدموع
وأنرت من هدبي الشموع(86)
___________________
(86) صلاح عبد الصبور : الناس في بلادي . ص100.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-05-2011, 10:39 PM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(91)
وعلى هذ االنحو يمضي الشاعر يزاوج بني الطفل وبين هذ الحب المحتضر الغارب بكل ما كان
الشاعر يعلقه عليه من آمال ، وبكل ما كانت يحتله في نفسه من مكانة ، ومن ثم فإنه يدفته في صدره
في صمت حزين ، بعدمحاولة مخفقة لإيهام نفسه بأنه لا يزال حيًا ، وتتجسد هذه المحاولة في تساؤله
الذاهل :"قولي ..أمات؟!"،ثمفي ذلك الوهم الكاذب الذي يعلل به نفسه من أن "هذا البريق ما زال
اومض منه يفرش مقلتيه" ولكن الحقيقة ألأليمة كانت أنوضح من أن يستطيع تجاهلها ، ومن ثم فإنه يخضع للواقع ، ويدفن هذا الطفل الحب .
أما القصيدة الثانية فإن الشاعر يرمز بالطفل فيها مرة أخرى إلى هذا الحب ، وقد عادج بعد أن غاب
عن البيت سنينا ، وقد سمى هذه القصيدة "العائد " (87):
طفلنا الأول قد عاد إلينا
بعد أن غاب عن البيت سنينا
عاد خجلان ، حييًا ، وحزينا
فتلمسنا بكف نبضت فيها عروق الرعشة الأولى الجبينا
وتمزقنا عليه
وبكى لما بكينا في يديه
___________________
(87) ديوان صلاح عبد الصبور . دار العودة . بيروت 1972.ص133
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .