اليوم العالمي للمرأة....!!

[الشــــامخه]

اليوم العالمي للمرأة!!
د. نورة خالد السعد


كما نشر في الصحف والقنوات الفضائية منذ أيام عن (يوم المرأة العالمي) الذي يوافق 8مارس من كل عام ميلادي..
وبالطبع كان الحديث في معظم التغطيات الصحفية والتلفازية عن حقوق المرأة وكيفية وصول المرأة إلى القيادات السياسية كما جاء في احتفال الرئيس الأمريكي وزوجته بهذا اليوم بلقاء حضرته قيادات نسائية كما قيل من العراق وأفغانستان!! إضافة الى وجوه نسائية أمريكية في حكومة بوش.. وكان المعيار الذي أشاد من خلاله بوش على مكانة المرأة في عدد من الدول مثل ألمانيا وتشيلي والفلبين هو وصولها إلى الرئاسة في هذه الدول ووضح أن النساء في العراق سوف تشغل ربع مقاعد البرلمان على الأقل!! ولم يذكر في السياق أعداد من قتل من النساء في العراق منذ احتلال جيشه للعراق!! وأعداد من اعتقلن!! وأعداد من عذب ومن اغتصب ومن تم تجريدهن من ملابسهن أمام أزواجهن المتهمين بعدم استقبال المحتل ومقاومته!!ويبدو أن هذه الأعداد من النساء لا يدخلن ضمن منظومة من يتم (الإشادة بهن في يوم المرأة العالمي) وكذلك من يتم الاحتفاء بهن ..

وليس مهماً عندي إشادة بوش بدور النساء في بلده ومن تحتل منهن موقعاً قيادياً مثل كونداليزا رايس، أو كارين هيوز، طالما أن التركيز هو على عدد قليل من النساء تم تعيينهن في هذه المواقع وهناك ملايين من النساء في مختلف ولايات بلده يعانين من العنف الأسري والاغتصاب وهن أطفال!! ولست أذكر هذه الحقائق إلا من واقع سجلاتهم وآخرها ما نشر في الصحيفة نفسها التي نشرت احتفاله بيوم المرأة العالمي وهي الشرق الأوسط في عددها 3699في 9/صفر/ 7241ه عن ممثلة تستعيد ذكرى اغتصابها وهي طفلة من قبل زوج خالتها!! الذي كرر اعتداءه على سواها إلى أن تم اعتقاله مؤخراً بعد انتحار الفتاة التي اعتدى عليها وعمرها 41عاما!!


هذه الجزئية المرعبة في عدم النظر الى مساحات الأمن النفسي والاجتماعي والأسري على وجه الخصوص للنساء في أي مجتمع عندما يتم (تلميع بعضهن) والحديث عن (معايير التقدم) من خلال وصول هذه المرأة أو تلك إلى مواقع قيادية في مؤسسات المجتمع المدني.. هي التي ينبغي أن لا نتجاوزها ونحن نتحدث عن الأبعاد التنموية في أي مجتمع وليس فقط فيما يخص النساء..


فهذه الاحتفالات موسمية.. ووصول بعض النساء سواء في الغرب أو في الدول العربية أو الخليجية إلى البرلمان أو عضوية الغرف التجارية كما هي لدينا أهميتها تكمن في الدائرة الأصغر التي تتعلق بمن حصلت على هذه المكانة ولم تستفد منها (النساء جميعا) في ذلك المجتمع هذا إذا (افترضنا أن وجودها في هذا الموقع يعود إلى أنها الأقدر على تلمس احتياجاتهن والحديث بصوتهن) فها هي المرأة الأوروبية رغم وصولها إلى مواقع قيادية إلا أن مشكلات عديدة تواجه مساحات كبرى من النساء في تلك المجتمعات لا تزال معاناتهن مستمرة سواء من حيث تحمل مسؤولية إعالة أسرهن أو العنف الأسري.. بالطبع هناك (نسبية) في عمق ونوع هذه الاحتياجات ترتبط بنوعية ومستوى معايير التنمية في بقية الدول الأخرى..


@@ والعالم يحتفي بيوم المرأة العالمي والأصوات تسأل أين دور المرأة في السعودية؟؟ وهل هي تعلم ماذا يعني (يوم المرأة العالمي)؟؟ هناك وفود نسائية تشارك في ملتقيات عن سيدات الأعمال في دول الخليج وسواها تتحدث بلغة علمية مهمة.. وهناك من يرصد هذا في جانب النقاط لصالح دور المرأة السعودية.. وهناك من لا يراها وفق هذا الجانب لأن المنظور الشرعي لدور المرأة المسلمة هو (المعيار) وليس اتفاقيات المرأة في الأمم المتحدة.. فهل تحقق في هذه النشاطات هذا المعيار؟؟


من جانب آخر ومهم هو ما الذي تحقق لهذه المرأة في الداخل من ايجابيات سواء على مستوى المواقع التعليمية ونوعيات التخصص وفرص العمل البعيدة عن الاختلاط بالرجال..؟ هذا هو الرصد الحقيقي لما ينبغي أن تكون عليه عملية الرصد الانتاجي الإيجابي..


وفي هذا السياق ينبغي أن نعيد النظر في تحقيق الأمن الوظيفي للنساء العاملات إذا كنا نرغب أن نرصد (موقفاً تنموياً حقيقياً لدور المرأة في بناء المجتمع) ومنها على سبيل المثال لا الحصر ضرورة إيقاف مسلسل (حوادث الطرق) وآخرها الحادث المروع الذي استيقظت عليه مدينة عرعر في 1/صفر الحالي من جراء وفاة معلمتين واصابة السائق والمعلمة الأخرى بعد اصطدام (وايت شفط) بالسيارة التي كانت تنقلهن من مقر سكنهن إلى مقر عملهن والمسافة التي تقطعها يومياً هي ( 002كيلومتر)!! والسبب قيل أنه بسبب إزالة الإشارة المرورية لتحسينات انشائية في الطريق.. والنتيجة أشلاء متناثرة لجسديء المعلمتين!!


ليست هذه الحادثة هي الأولى بل هناك (ملف ضخم) من حوادث مماثلة وأعداد المعلمات يزيد على معلمتين أو ثلاث!! وبعضهن توفي وبعضهن معوقات!! وأتمنى مثل غيري أن يكون هذا الحادث هوالأخير فإسهام النساء في الدور التنموي أهميته لا تكمن في أرقام ونسب يتم استعراضها كي نبرهن أننا نحقق (تقدماً) في قضايا عمل المرأة ويكون معياراً للتقدم!! بل في (ضرورة) هذا العمل و(توفير الأمن الاجتماعي) كي يتم تأديته وفق مقاييس تنموية حقيقية..


@@ هذه جزئية فقط في عملية المقارنة بين ما الذي تحقق للمرأة من بعد تنموي وما الذي ينقصها بصفتها (عضواً في أسرة) وليس (فرداً) يتم تجريده من دوائره التنموية ويتم الحديث عنها (منفصلا) عن دورها مع الرجل كي يتحقق البعد التنموي الحقيقي الذي يبدأ من الأسرة ويعود إليها.. وفق سياقات التشريع الرباني وليس التشريعات الوضعية التي لم تحقق السعادة والأمن للنساء ولا للرجال أيضاً في العالم..





مقال رائـــع لافض فوكِ ياد.نورة السعد وكثر الله ما امثالك..
امرأة تناقش وتجاادل وتتفهم عقلية النساء بفكر نيير مثقف وواعي متحضر راقي ومحافظ بنفس الوقت.
من خلال مقالاتها تعلمنا ان المرأة القائدة تحمل قوة تذهل الرجال تتحمل الصعاب
وتحمل الهموم .. معها تحمل السعادة والحب والحياة،، حريتها تنبع من إيمانها وثقافتها
وشعورها بماتحمله من مسؤلية ملقاه على عاتقها اتجاه امتها ومجتمعها
(نشر الخير والفضيله) كلاً في مجاال تخصصه..

اسال الله ان يجعلنا واياها صوت حق يرتفع عالياً بمايليق بشخصية المرأة المسلمة
في مجتمع يركض وراء الغرب دون تروي ولا رؤية "تقليد اعمى".. آميــــن




على الخير دائماً
نلتقي لنرتقي..