إذا سرق فيهم الشريف تركوه .! ©
بسم الله المقسط العادل ،
أحمده سبحانه القوي الجبار المتعال ،
و أصلي و أسلم و أبارك على سيدنا و مولانا محمد من أخرج بهديه أقواما و شعوبا من ظلم و ظلمات الجاهلية إلى رحاب العدل و أنوار الرسالة الحقة الإسلامية و على جميع الصحب و الأزواج و الأشياع و المحبين و السائرين على دربهم و الآل .
----*----
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
و بعد ،
كثيرا ما كنتُ أبحثُ عن أسباب رفاهية و تقدم شعوب لا تدين بدين الإسلام في مقابل حياة بائسة و تخلف الشعوب المسلمة ...!!!
سافرت مرارا لدول غربية و وقفت على حقائق أذهلتني عند إحتكاكي القريب مع شعوبهم : تراحم بينهم و تكاتف ، احترام متبادل ، نظام دقيق في المعاملات في جل الأصعدة ، تقديس للوقت و للقانون ، وجوه تعلوها البسمة عادة ، سمة التسامح غالبة بينهم ، حقائبهم الخاصة ملآنة بالصحف و المجلات و الكتب يفتحونها و يقرأونها في كل الأماكن العامة ...!
و سافرت كذلك مرارا لدول عربية مسلمة و وقفت كذلك على حقائق زادت في حيرتي على ما هو متوفر منه في وطني : فوضى عارمة ، ظلم كبير في العلاقات المجتمعية ، محسوبية ، عقلية إستهلاكية ، شعوب متخاذلة في ما بين أفرادها و ليس فقط فيما بينها ، الإحساس بقيمة الوقت شبه منعدم ، تلاعب على القانون ، صخب رهيب ، أمة إقرأ لا تقرأ ...!
في بعض الأحيان ، أشعر أن أولئك الغربيين لا ينقصهم سوى النطق بالشهادتين و يكونون خير أمة لهذا العصر ...!
و أشعر أن شعوبنا بالرغم من كثرة المساجد الملآنة ، و كثرة الدعوات و الحركات المنادية بأحقية سيادة الإسلام على ما سواه ، و مظاهر التدين المتعددة : رجال و شباب ملتحون ، نساء و فتيات متحجبات ...بالرغم من كل ذلك ، أشعر شعورا يكاد يرقى لليقين عندي أن هناك خللا ما . خلل كبير وراء عدم قلب المعادلة ...!
هل يعقل أن تضخ دولنا الغنية آلاف المليارات في اقتصاد أمريكي و غربي لإنقاذه من الإفلاس في حين أن شعبا أعزل محاصر برا و جوا و بحرا و مهدد في كل لحظة بكارثة انسانية ،،، محاصر حد الموت جوعا و الموت عطشا و الموت خنقا و الموت غدرا ..., و هذا الشعب يوجد على مرمى حجر منا جميعا : إنه في غزة هاشم ؟!!!
لا أكاد أفهم شيئا ...!
و فجأة ، يتداركني الله تعالى بسنن له عادلة ، لن تجد لها تبديلا و لن تجد لها تحويلا ، فأستغفر ربي و أطلب منه اللطف لهذه الشعوب المسلمة .
يعتقد ااكثير منا أننا نمتلك مفاتيح الجنة و الآخرة بالرغم من أن أنوفنا ممرغة في الوحل و الطين : نتقاتل فيما بيننا بعد أن يفتي كل طرف منا بكفر الطرف الآخر ؟ بأسنا بيننا شديد ....تحسبنا جميعا و قلوبنا شتى .
يعتقد الكثير منا أنه وحده المسلم الموحد و الأغلبية الباقية في نار جهنم خالدين ...و لهذا نفجر بعضنا البعض بلا رحمة و لا هوادة و نتقرب إلى الله بذلك ...! نسينا أن من قتل نفسا بدون حق فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا .
نخون بعضنا البعض و نتميز في ذلك ... نتحاسد كشعوب و نتعصب لجاهليات خلناها ذهبت مع الجاهلية الأولى .
الكل يعلم هذا و يشعر به و لا أزعم أني أتيت بجديد ...!
و لكن المشكل الكبير ، رأس الداء أن كل واحد يحسب نفسه أو شعبه أو حاكمه أنه على خير و يحسب الآخرين : شعوبا و دولا و أفرادا أنهم على ضلالة و شر ...!
سبحان الله ، إنها سنن الله في خلقه و لن تجد لسنته تبديلا و لن تجد لها تحويلا ...
نقرأ القرآن قاصا علينا شقاوة بني إسرائيل ...و ننسى أنه يتوجه إلينا نحن كي لا نكون و لا نفعل مثلهم ،،، فهل حافظنا على العهد أم هل تحولنا إلى بني إسرائليين ؟!!!
هل نسينا أن هدم الكعبة المشرفة ، زادها الله تشريفا ، سبعين مرة أهون عند الله تعالى من هدم قلب عبد مؤمن ؟!
ترى كم نهدم في اليوم من كعبة مشرفة ؟!!!
ألم يأمرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام أن نحب لإخوتنا في الإيمان ما نحبه لأنفسنا . و أنه لا نؤمن حتى نفعل ذلك ؟!
ألم يخبرنا ربنا العزيز أن العزة له و لرسوله و للمؤمنين ؟
خواطر تتقاذفني و لازالت و تتعبني ...!
و عندما أتذكر صرامة السنن الكونية الإلهية ، أشعر براحة نسبية ...
و أجد أن حل المعضلة برمتها كائن بين ثنايا تلك القصة الصحيحة المروية عن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم عندما أن أهم قريشا شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فكلمه أسامة رضي الله عنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أتشفع في حد من حدود الله ؟
ثم قام فاختطب فقال : أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
ما أعظمك يا رسول الله ...!
و ما أعظم الرسالة التي بلغتها أحسن تبليغ ...!
و أتذكر عدل الصحابة رضي الله عنهم و هذا سيدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطي الدرة للمصري القبطي يأمره أن يضرب ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه قائلا له : اضرب ابن الأكرمين ، اضرب ابن الأكرمين ، متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟!!!
و أتذكر قولة الشيخ ابن تيمة رحمه الله :إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة .
و أتذكر قولة العلامة عبدالرحمن بن خلدون رحمه الله : العدل أساس العمران و الظلم مؤذن بخرابه .
إنها سنن الله تعالى و لن يحيد عنها كائن ما كان .
و الآن ،
تعالوا ننظر إلى حالنا في هذا المجتمع الإفتراضي المسلم : حوار الخيمة العربية ...!
ما حظنا من بركات الله تعالى في إقامة العدل بين الشريف و الضعيف ؟!
أم أن اللعنة ، حفظ الله الجميع ، قد تصيب قوم من جراء الإنحياز و عدم نصرة المظلوم و القصاص من الظالم ؟!
ما مدي حسنا و تمثلنا لقيم الإنصاف و الحق و العدل ؟!
متى سيعلن كل واحد منا أنه مع الحق مهما كان مصدره و أن الرجال تعرف بالحق و ليس العكس ؟
و ماذا بعد ؟ :
طردت العديد من المعرفات و عوقبت أخرى و حذفت مواضع و أغلقت أخرى بحق أو بغيره ...!
و سيتحمل ثواب أو وزر من فعل ذلك عاجلا أم آجلا لأنه سبحانه و تعالى حرم الظلم على نفسه و جعله بيننا محرما ...!
و لكن ،
رأينا و لا زلنا نرى هنا على صفحات الخيمة ، و بكل أسف شديد ، أن الظلم بوجوه شتى أتى و يأتي من بعض المشرفين ...و تبقى مواضيعهم و هجوماتهم ماثلة للجميع مقيمة الحجة عليهم عكس ما يظن هؤلاء المشرفين ...!
لماذا يفتح مشرف موضوعا لسب أعضاء معينيين لا يروقون له ، في حين يغلق بسرعة موضوع أي عضو ليس فيه مثل تلك الفجاجة من السب و الشتم و اللعن و تصفية الحسابات الصبيانية ؟!
فلماذا لم نشاهد يوما رد حق عضو ظُلم من طرف مشرف ؟!
هل بعض المشرفين من الأشراف و الأعضاء من الضعفاء ؟!
لا أعتقد ذلك ،
و لكن التصرفات تكذب إعتقادي ...فما العمل ؟
أرجو أن لا يغلق موضوعي هذا ،
و تعالوا نتحاور في هذه الموضوع المصيري للحوار ؟
انتصارا للحق على الأقل ...!
مع أخلص دعائي بالهداية للجميع .
آخر تعديل بواسطة صلاح الدين ، 17-11-2008 الساعة 06:57 PM.
السبب: و ما أريد إلا الإصلاح و ما توفيقي إ
|