العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقال ما هو الإفساد الأول والثاني لبني اسرائيل الذي ذكر في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الهجر فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الأشهر الحرام فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشَفَةٌ في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشؤم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: التحية في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغد فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال هل الجن والشياطين يسكنون البحار ؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال محمد اسم لرسالة وليس اسمًا لشخص بيولوجي (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-08-2008, 08:42 AM   #1
olaegy
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
إفتراضي أحمد عكاشه : المصري .. النجم .. المعلم-----د. محمد المهدى

المقال للدكتور محمد المهدى استاذ الطب النفسى جامعة الازهر....

مهارتي في الكتابة على الكومبيوتر لم تتح لي إمكانية تشكيل الكلمة الأخيرة في العنوان "المعلم" , لذلك تستطيع قراءتها بضم الميم وفتح العين , أو بكسر الميم وفتح العين أو بفتح الميم وتسكين العين وفتح اللام , فكل هذه القراءات تؤدي المعنى الذي قصدته . وما سأقوله ليس مدحا في الدكتور عكاشة بقصد المدح , فهو ليس بحاجة لذلك فالرجل قد شبع مدحا وتقديرا عالميا أكثر من محليا , ولكنني حزنت لتجاهل الصحف القومية وحزنت أكثر لتجاهل صحف المعارضة فوز هذا العالم الكبير بجائزة الدولة التقديرية في العلوم , وخشيت أن تكون العلوم قد ضعفت أهميتها أو تلاشت , وأننا فقط نحتفي بالأدباء والفنانين ولاعبي الكرة والمدربين والإحتياط , وننسى الذين يعملون في المعامل الرطبة المظلمة الفقيرة , أو الذين يقفون في القاعات يبذلون عصارة خبرتهم وعمرهم وعلمهم دون أن تسلط عليهم كاميرات التليفزيون , لهذا قررت أن أقوم بواجبي في التحدث عن نموذج في الطب , والطب النفسي بشكل خاص , ذلك التخصص المهضوم حقه والمفترى عليه , والمنسي دائما في توزيع الأقسام في المستشفيات وتوزيع المناهج في الجامعات .
كان الدكتور عكاشه من أوائل دفعته , وكان أمامه فرصة الإلتحاق بالأقسام الطبية الرنانة واللامعة في ذلك الوقت كالجراحة والباطنة والأطفال , ولكنه اختار تخصصا غاية في الصعوبة حيث لم تكن هناك أدوية إلا القليل , وكانت أحوال المستشفيات النفسية مزرية , وكان الطبيب النفسي مسارا للسخرية ومادة للضحك في الأفلام والمسلسلات , أي أن التخصص في هذا الفرع من الطب كان وصمة في ذلك الوقت (أخشى أنه مازال) , ومع هذا يغامر الطبيب أحمد عكاشه بالدخول في هذا التخصص , ولست أدري إن كان دار في ذهنه في ذلك الوقت أنه سيغير هذه الصورة بعد سنوات وسيجعل الطبيب النفسي نجما لامعا متألقا , وسيجعل مخرجي السينما والتليفزيون يتوقفون عن إسناد دور الطبيب النفسي لإسماعيل ياسين وفؤاد خليل , ليسندوه بعد ذلك إلى فاروق الفيشاوي وحسين فهمي ومرفت أمين وأحمد عبدالعزيز .
والأمم المتحدة والهيئات الصحية الدولية تبذل جهودا كبيرة للتغلب على وصمة المرض النفسي , تلك الوصمة التي تلحق بالمريض النفسي والطبيب النفسي والدواء النفسي والمستشفيات النفسية , وإنني أتذكر حين التحقت بقسم الطب النفسي كطبيب مقيم في مستشفى المنصورة الجامعي قابلني أحد الأقارب وحين علم بذلك الخبر راح يلومني ويؤنبني ويعنفني ويقول : لم فعلت ذلك بنفسك ؟ .. ولم تضحي بمستقبلك ؟ .. ولم تضيع تعب أهلك الذين ربوك ويأملوك أن تكون في مكانة محترمة ؟ .. ألم تفكر كيف ستتزوج ؟؟ .. ألم تفكر في أخواتك وسمعتهم حين يعرف المقبلون لزواجهم أن أخيهم دكتور مجانين ؟؟ .. روح يا شيخ الله يسامحك ويهديك ؟!! . هكذا كانت صورة الطب النفسي في أيامنا فما بال الصورة في أيام الدكتور عكاشة وهي تسبقنا بسنوات طويلة . ولم يدر بخلد القائمين على محاربة الوصمة والتمييز ضد المرض النفسي وما حوله أن شخصية الطبيب يمكن أن تكون أحد وسائل مقاومة الوصمة , كما يمكن أيضا أن تكون أحد وسائل زيادة الوصمة , فمثلا كان أحمد عكاشه بشخصيته الموزونه وحضوره الرائع وكلامه العلمي الموضوعي عاملا حاسما في تغيير صورة الطبيب النفسي من شخص يتكلم كلاما غريبا وغير مفهوم إلى شخص يقول شيئا مفهوما وبلغة علمية رصينة تضع في المقدمة وظائف المخ وكيمياء الوظائف النفسية , ولا يتحدث كثيرا عن نظريات فلسفية أو نفسية يستعصي فهمها على المتخصصين فضلا عن عموم الناس . وليس هناك شك على الجانب الآخر أن أفكار وسلوكيات بعض الأطباء النفسيين كانت تؤكد الوصمة وتعززها وتظهر الطبيب النفسي مجنونا أو متطرفا أو غريب الأقوال والأفعال .
وإذا حاولنا الإقتراب من شخصية الدكتور عكاشه فإن لدينا ثلاثة أبواب تسهل لنا الدخول : الباب الأول هو كونه مصريا , فهو من أسرة مصرية أصيلة ارتبط تاريخها بثورة 23 يوليو وبالحركة الوطنية قبلها , حيث كان أخوه أحد ضباطها الأحرار , وكانت والدته بمثابة أم لعبدالناصر ورفاقه , أما هو شخصيا فعلى الرغم من عالميته وطوافه بكل بلاد الدنيا إلا أن لهجته المصرية واضحة وضوح الشمس في نطقه للفصحى العربية وحتى للإنجليزية , فهو لم يطوع لسانه لأي لكنة أخرى , وهو مهموم بالشأن المصري ومستوعب للثقافة المصرية بكل تفاصيلها الدقيقة , ويعيش الحياة المصرية اليومية بعمق على الرغم من ظروف حياته التي تبدو أرستقراطية . وحين يتحدث عن مصر بفقرها ومشاكلها وأزماتها يظل مرفوع الرأس معتزا بها . وقد قال لي في اتصال تليفوني عقب فوزه بجائزة الدولة التقديرية : " لقد حصلت على تقديرات عالمية كثيرة ولكن التقدير الوطني له طعم آخر" , وكان حزينا وقتها أن شباب العلماء الذين حصلوا على جائزة التفوق العلمي والجائزة التشجيعية لم يسلط عليهم الضوء ولم تذكر أسماؤهم في الصحف , وقارن بين هذا وبين البريق الهائل الذي يحوط فئات أخرى ربما لاتبذل جهدا يقارن بما بذله هؤلاء العلماء الجادين الذين يصرون على التفوق والعطاء في ظروف مصر الصعبة . ولا تخلو محاضرة له من أرقام دقيقة عن أحوال مصر ليس فقط النفسية ولكن أيضا الإقتصادية , ولديه خريطة دقيقة لظروفها وتوجهاتها على المستويات السياسية والإجتماعية . وقد لا يعرف الكثيرون أن أحمد عكاشه قد جعل اسم مصر يتردد بشكل محترم في كل المحافل العلمية العالمية الرفيعة في الطب النفسي .

http://mahdyzone.jeeran.com/archive/2008/8/639575.html
olaegy غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .