العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الدمع فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحمام في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال ما هو الإفساد الأول والثاني لبني اسرائيل الذي ذكر في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الهجر فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الأشهر الحرام فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشَفَةٌ في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشؤم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: التحية في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغد فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 18-07-2011, 01:38 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

وغالبا ما تكون الإعتبارات الشخصية لها الأثر الرئيس في رسم السياسات ، أو إصدار الأوامـر ، والقرارات ، بما فيهـا من المزاجية ، أوالمجاملة ، أوالخلافات ، أو تقديـم العلاقات الشخصية ، أوالعاطفة كعاطفة الانتقام ، أو التشفـّي ، أوالعناد ، أوالكبـر ، والطغيـان لمجرد الطغيان ، لمجرد إشباع نزعة النفس الفرعونية !

هل يعقـل هـذا ؟!! وفي هذا العصـر الذي يطور جميـع البشر من بني آدم حولنـا فيـه حياتهم لتحقيق مصالحهم العامـة !

هـل يعقـل في هذا الزمـان ، أنك إذا سألت _ قبل الثورات التي يُمكـر به الآن لإجهاضهـا _ المواطنَ العربيَّ هل يشعر بالإنتماء إلى السلطة ، وأنها تنتمي إليه ، وأنه يعيش وإياهـا في إنسجام ، وتوافـق تـام ، أم هـو يشعـر بالغربـة عنها ، وغالب إحاسيسه تجاهها هو الخـوف منها ، فإنّ أوّل ما يُطـرح عليه هذا السؤال ، ينتقل تلقائيـا إلى حيـّز الخوف ، والتحرُّك الذاتي لإنقاذ النفس ، أو إحرازها من الخطر الوشيك !!!

ولسـت أعني هنا المواطن العادي فحسب ، بل حتى النخب الفكرية ،

إنها _ والله _ حالـة كونيـّة عجيـبة لم يُشهـد مثلها في تاريخ أمـتنا ، قـد عمـَّت ، وطمَّت ، حتى جعلـت الأمـّة في شبه شللٍ تام ، قبل أن تندلـع ثورة تونس ، فتونس الأمـّة بها حركـةً في جسدها المشلول ، ونفخـةً في روحها الخامـدة ، ثم سـرت كالنار في الهشيـم ، وستمضـي _ بإذن الله _ حتى تأتـي على آخـر زعيـم !

نعـم ذلك كان حالنـا ، قبل هذه الثورات المباركة ،

وهـل يعقـل أنه بينما الدول التي تحترم مبادىء السياسة الحكيمة ، تتباهى بكثرة الخبراء الذين يحيطون بالقيادات السياسية ، من مفكرين ، وصحفيين ، وغيرهم ، حتى تُصرف ميزانية ضخمـة لكلّ عضو في البرلمان _ فضلا عن السلطة التنفيذية _ ليكون تحت تصرفه جهاز فني كامل من الخبراء الأذكيـاء .

وكان الرؤساء الحاذقـون يحيطون أنفسهم بمستشارين يخالفون آراءَهـم ، ويجانبـون فلسفاتهـم ، لئلا يكون السياسي كناظـرٍ في مرآة واحدة ، بـل كناظـرٍ في مرايا متعددة ليرى الحالة السياسيـة من جميع جوانبها.

وذلك بعد أن توصلت النُظـُم السياسية المتطـوَّرة ، إلـى أنّ دور السياسي مع دور المفكـّر ، يجب أن يتكاملا بحـيث تكون العلاقة صحيـّة بين الطرفين :

وأعنـي طرف السلطة السياسية التي _ من المفترض _ أن تتمتـَّع بموهبة عاليـة تجعلهـا قادرة على إدارة الأحداث ، والأزمات ، بحسّ سياسيّ ، وإجتماعيّ ، يجمع بين المهارة ، والأخلاقية التي تأطـرُه أطـراً على تغليب المصلحة العامة للأمـّة ، على مصالحها الشخصيـة .

وطرف المفكـّر ، وهو ذلك الذي له قدرة على التفكير بما يعرض للساسة من أزمـات ، وهـو في منأى عن ملاحقة الأحداث ، وضغوطها السياسية ، والإجتماعية ، بمعنى آخـر يراها بعين الحقيقة المجرَّدة ، ثـم يضع السلطة في هذه الرؤية ، لتكون القرارات السياسية لاسيما ذات العلاقة بمصير الأمة في أقـرب نقطة لتحقيق أهداف الأمـّة ، وتوفيـر مصالحها .

بينما النظم السياسية العصريـّة تعمل بهذه الآليـّات المتطـورة ،

لازالت الأنظمة العربية ، تعمل بنظام ( خصيان السلطة ) !!

هـل يعقـل هذا ؟!!

وبعـد ... فالحـق الذي لاريـب فيه ، إنه لن تعاد الأمـور إلى نصابها حتى نعيد مبدأ ( شرعية السلطة ) ، كما هي في أمّـتنا ، ونعنـي بها أن تولـد السلطة من رحـم الأمـّة مباشرة ، والأمـّة تسلّمها آلة الدولة ، وتراقبـها رقابة صارمـة ، لتستعملها في تحقيق مصالح الأمة العامـة ، ورسالتها الحضارية العالمية .

وبهـذا وحــدهُ ، يأتي الانسجام بيـن الحاكـم والمحكــوم ، بحيث يصبـح للحاكـم :

قوّة النفـوذ لأنـه متولّد أصـلا من رحم أحلام أمـّته ، وآمالها ، وأهدافها

لا نفـوذ القـوّة التي بها يخيف الأمـّة ، ويُذلهّـا ، ويخضعـها له وللأجنبـي .

وقـوّة النـفوذ هذه يستمدّها من كونـه جاء من الأمّـة ، فهي التي وضعتـه في منصـبه ، وهي التي إن شاءت عزلـته عنـه .

وبهذا نحـلّ جميع مشكلاتنا ، ومنها مشكلة معتقلي الرأي الآخذة بالتفاقـم في دول الخليج ، وفي بعضهـا تجاوزت حدود المعقول ، ودخلت في دائرة الحماقات السياسية التي تضـرّ بها السلطة نفسها ، وتعجِّـل بالإنفجـار الشعبي ضدها وهي لاتشعـر بما ( تجنـي على نفسها براقش ) !

في جنـون أشبه بـ ( المكارثية ) الأمريكية ، ذلك ( العَـتَه الشيخوخي ) الذي كان من آثاره المدمـرة العمى الأمريكي عن حماقة قرار الحرب الفيتنامية ، فأوقع الإدارة الأمريكية في أكثـر قرار (كارثيـةً ، ومأساويةً ) في تاريخ أمريكـا .

إذ هذه المشكلـة .. أعني مشكلة معتقلي الرأي _ كغيـرها _ هـي من روائح العَفَـن ، المنبعـث من مستنقع الثالوث العفِـِِن أعنـي حالة فقـدان : ( العـدالة ، والكرامة ، والحقوق ) في أنظمـة الحكم العربية .

حيث الزعيم يحيط نفسه بالخصيان ، الذين يزيّنـون له ما هـو مريضٌ بـه ، من نزعة الكبـر ، والطغيـان ، ضـدّ كـلّ ناصـح يريـد الإصلاح ،

ولسان الخصيـان واحـد :

( إي نعـم جِـرَّه من رجله طال عمرك ) ، ليكون عبـرةً لغيره !!!

وهكـذا تمتلـئ السجون بالمفكرين الشرفاء ، الغيـورين على أمّتهـم ، الباذلين التضحيات العظيـمة ، لإصلاح أحوالها ، وإرجـاع عزّتهـا ، تحـت طائلـة الإتهـام ( بالمكارثية ) !!

وحقيقتهم أنهم يريدون وضـع حـدّ لتدهور المجتمع ، بإيقاف الإستبداد عند حـدّه ، قبـل أن يغـرق الجميع في تداعياته الكارثـية .

وهذا يعني أيضا أنّ الحـل في الثورة ، ولانعني هنا الانقلاب ، بل الثورة الشعبية ،

والفرق بينهما _ رغم كون الثورة والانقلاب كلاهمـا يأخذ السلطـة _ أنَّ الثورة الشعبيـّة تحدث تغييـراً ثقافيـا في المجتمع تجعله ينصب سلطة تأخذ شرعيتها منـه ، والإنقـلاب يغتصب السلطة فحسب ، وقـد يصبـح بعد ذلك أسـوء مما مضى .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .