العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الخفا فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: انتخابات (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المسح في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال طه ليس إسماً للرسول محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال الفرقان في تعريف الزبر والزبور في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الوزر في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال مفهوم الواحد والواحدة والمثنى والمثاني والاثنين في الوعي القرآني (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العكف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفرط فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النطفة فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 14-08-2008, 02:44 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي




غربال الذاكرة : نزار قباني



كتابات - فيصل الياسري



اول ما حفظت وانا في بداية الشباب من شعر نزار قباني ، مقطعين يتحدثان عن خيبة امل مرأة برجل ، ولا ادري الان لماذا كنت ارددهما باعجاب ، فانا انذاك لم اكن قد عرفت بعد شيئا من تجارب الحب الخائبة او الموفقة ، اهو تعلق غريزي بالمآسي والميلودراما !!

لا تدخلي ..

وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك

وزعمت لي

ان الرفاق اتوا اليك

اهم الرفاق اتوا اليك

ام ان سيدة لديك

تحتل بعدي ساعديك ..

لا تعتذر يانذل لا تتأسفي

فانا لست آسفة عليك

انما على قلبي الوفي

قلبي الذي لم تعرف ِ



ربما كانت رقة الشعر وعذوبته هي التي دفعتني الى حفظه في عمر لا يمكن ان نفكر فيه بغلق الباب بوجه امرأة ، او ان ندير لها ظهرنا وهي جنبنا في الفراش :

لا, لا اريد..

وادرت وجهك للجدار ..

ايا جداراً من جليد ..

وقد اعلمت نزار قباني عندما التقيته بعد ثلاثين سنة بان ذلك كان اول ما حفظته من شعره وانا طالب ثانوي ، فضحك ولم يستغرب ، وقال ان ذلك مني من باب تغني المرء بشيء يتمناه ، كمن يقرأ احدهم باعجاب شعرا في الشجاعة او البطولة وهي لم تسنح له بعد !!

قلت له انني اجد في شعر الغزل عنده اكثر من مجرد تغني بالمرأة وجمالها وعشق عينيها وجسدها وشعرها ، انه دفاع عن حق المرأة بالحياة والحب وادانة لانانية الرجل ، انه يعرض قضية المرأة في المجتمع العربي فيقول على لسانها ما لم تستطع هي ان تقوله ..

كان نزار قباني قد تأثر كثيرا في شبابه بانتحار اخته – وهي من عائلة دمشقية عريقة – انتحرت عندما ارادوا ان يجبروها على الزواج من رجل لا تحبه ، فنذر شعره لحب المرأة منذ صدور ديوانه الاول ( قالت لي السمراء ) عام 1944 ! وأصبح نزارقبانى من وجهة نظر مثقفى الخمسينات مجرد شاعر مترف برجوازي يكتب عن المرأة وطفولة نهدها !!

صدمة اخرى حولت نزار قباني من شعر الحب الكاسح الى شعر السياسة والوطنية الغاضب .. هي نكسة خمسة حزيران1967 فكانت انتقالة نوعية نحو شعر الرفض والنقد الذاتي تجسدت في قصيدته ( هوامش على دفتر النكسة ) التي صدرت بعد النكسة بشهرين تدين التقصير العربي المرير بجرأة وتنكىء الجرح وتضرب على الوتر المشدود , صاغها ببلاغة – كما في شعر الغزل – في لغة تأخذ من القصحى منطقها وحكمتها ورصانتها .. ومن اللغة العامية حرارتها وشجاعتها وابتكاراتها :

"مالحة فى فمنا القصائد / مالحة ضفائر النساء

والليل والأستار والمقاعد/ مالحة أمامنا الأشياء.. "

كانت هذه القصيدة لحنا جنائزيا يستهوى الأفئدة . فلقيت رواجا مذهلا واعتبرها النقاد المعارضون من موجات شعر"التشفي" التى انتشرت فى أعقاب النكسة واعتبروا نزار قبانى من أبرز وجوهها . وتحول من شاعر الحب واالمرأة إلى شاعر يكتب بالسكين ..

ياوطنى الحزين.. حولتنى بلحظة

من شاعر يكتب شعر الحب والحنين

لشاعر يكتب بالسكين

***

كانت زيارتي الى نزار قباني منتصف عام 1979 في بيروت حيث كنت اقوم باخراج فيلم (القناص) بطولة روجيه عساف وامال عفيش وسامي قفطان وهو انتاج لمؤسسة السينما العراقية وتدور احداثه ذات يوم في بيروت ايام الحرب الاهلية والدمار ، وكنت اريد ان اضمن الفيلم مقاطع من قصيدة نزار قباني ( يا ست الدنيا يابيروت ) وكانت مهمتنا اقناع نزار قباني ان يمثل في فيلمي ، ان يظهر في مشهد وهو يقرأ مقاطع من قصيدته تلك امام جمع من الناس وان يدخل معه في نقاش وحوار حول بيروت التي يعشقها !!

طرقنا باب المنزل ففتحته لنا زوجته العراقية بلقيس الراوي ، واوسعت لنا الطريق ببشاشة ثم جاءنا صوت نزار قادما نحونا مرحبا .. وقادنا الى صالة الضيوف بينما توجهت السيدة بلقيس الى الداخل وهي تبشرنا بانها ستعد لنا بنفسها الشاي العراقي المعطر ..

بلقيس الراوي ، ام عمر وزينب قباني ، قتلت في حادثة تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1982 ورثاها نزار قباني في قصيدة يدين فيها اغتيال الانسان العربي والشعر والحضارة .. تصلح ان نرثي بمقاطع منها قتلى العراق الان اللواتي يسقطن كل يوم في شوارع المدن الحزينة :

شكرا لكم.. / شكرا لكم..

فحبيبتي قتلت.. وصار بوسعكم

ان تشربو كأسا على قبر الشهيدة

وقصيدتي اغتيلت..

وهل من امةٍ في الأرض../ -إلا نحن- نغتال القصيدة؟

سأقول، يا قمري، عن العرب العجائب

سأقول في التحقيق:

إن اللصَّ يرتدي ثوب المقاتل

وأقول في التحقيق:

إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول

ها نحن.. يا بلقيس..

ندخل مرة ً أخرى لعصر الجاهلية..

ها نحن ندخل في التوحش..

والتخلف.. والبشاعة.. والوضاعة..

ندخل مرة ً أخرى.. عصور البربرية..

بلقيسُ..

مذبوحون حتى العظم..

والأولاد لا يدرون ما يجري..

ولا أدري أنا .. ماذا أقول؟

بلقيس..

هذا موعد الشاي العراقيِّ المعطـَّرِ..

والمعتّق كالسلافة..

فمن الذي سيوزع الأقداح.. أيتها الزرافة؟

ومن الذي نقل الفرات لبيتنا..

وورود دجلة والرصافة؟

بلقيس: أيتها الأميرة

ها أنت تحترقين.. في حرب العشيرة والعشيرة

إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عربٌ..

ويأكل لحمنا عربٌ..

ويبقُر بطننا عربٌ..

ويفتح قبرنا عربٌ..

فكيف نفرّ من هذا القضاء؟

فالخنجر العربيُّ.. ليس يقيم فرقا

بين أعناق الرجال..

وبين أعناق النساء..

بلقيس:

إن هم فجروك.. فعندنا

كل الجنائز تبتدي في كربلاء..

وتنتهي في كربلاء..

سأقول في التحقيق..

إني أعرف الأسماء.. والأشياء.. والسجناء..

والشهداء.. والفقراء.. والمستضعفين..

وأقول إني أعرف السيَّاف قاتل زوجتي..

ووجوه كل المخبرين..

سأقول في التحقيق:

إني قد عرفت القاتلين

يدمرون.. ويحرقون..وينهبون.. ويرتشون..

ويعتدون على النساء..كما يريد أبو لهب..

لا سجن يفتح..دون رأي أبي لهب..

لا رأس يقطعدون أمر أبي لهب..

يا بلقيس..يا أحلى وطن..

لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن..

لا يعرف الإنسان كيف يموتُ في هذا الوطن..



استهوت فكرة فيلم القناص نزار قباني ، وكانت مبنية على خبر سمعته ذات يوم من راديو مونتكارلو مفاده ( كان الوضع هادئا نسبيا هذا اليوم في بيروت ولم يسقط سوى قتيل واحد برصاص قناص من احدى البنايات ) وقد بنيت سيناريو الفيلم على تلك الحادثة .. على القانص والمقنوص .. وجعلت المقنوص يخرج من امسية شعرية يستمع بها الى شعر نزار قباني فيرصده قناص عبثي من فوق السطوح ويرديه قتيلا فيكون الضحية الوحيدة ذلك اليوم في بيروت !!

كانت المرحومة ام عمر عونا لنا في اقناع نزار قباني بالمشاركة في فيلم القناص وقد وصل حماسه الى درجة ان كتب مقطعا اضافيا للقصيدة استوحاه من جو احداث الفيلم .. وكان نزار قباني صبورا معنا اثناء التصوير الذي استغرق ثلاثة ايام بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في المركز الثقافي العراقي في بيروت حيث كنا نصور مشاهد الامسية الشعرية :

يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ...

مَنْ باعَ أسواركِ المشغولةَ بالياقوتْ؟

من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضرواينْ؟

من شطبَ وجهكِ بالسّكّين،

ها نحنُ أتينا.. معتذرينَ.. ومعترفينْ

أنّا أطلقنا النارَ عليكِ بروحٍ قبليّهْ..

فقتلنا امرأة.. كانت تُدعى(الحريّهْ(

يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ ..

يا حيثُ الوعدُ الأوّلُ .. والحبُّ الأوّلُ ..

يا حيثُ كتبنا الشعرَ ..

وخبّأناه بأكياسِ المُخملْ ..

نعترفُ الآنَ .. بأنّا كُنّا يا بيروتُ،

نُحبّكِ كالبدوِ الرُحّلْ ..

وكُنّا نجهلُ ما نفعلْ ..

نعترفُ الآنَ، بأنّا كُنّا مِن بينِ القَتَلَهْ ..

ورأينا رأسكِ ..

يسقطُ تحتَ صخورِ الرَوْشَةِ كالعصفورْ

نعترفُ الآنَ ..

بأنّا كُنّا - ساعةَ نُفِّذَ فيكِ الحُكمُ -

شهودَ الزورْ ..

وعندما تجولنا في اسواق بيروت المهجورة والمخربة والتي نمت داخلها الحشائش والادغال وعلت جدرانها اثار الرصاص والقذائف ، وتحفرت ارصفتها ، كان يرافق كامرتنا السينمائية صوت نزار قباني وهو ينشد ..

من كانَ يفكّر أن نتلاقى - يا بيروتُ - وأنتِ خرابْ؟

من كانَ يفكّر أن تنمو للوردةِ آلافُ الأنيابْ؟

من كانَ يفكّر أنَّ العينَ تقاتلُ في يومٍ ضدَّ الأهدابْ؟

من أينَ أتتكِ القسوةُ يا بيروتْ، وكنتِ برقّةِ حوريّهْ؟



** ينتهي فيلم القناص باغنية شجية بصوت طالب القره غولي ومن الحانهوقد اختار ابياتها نزار قباني من قصيدته حيث تدور الكاميرا بانحاء المدينة المستباحة من اهلها ، ومع استعراض الخراب والاذى الذي ساد بيروت يرتفع صوت المنشد هاتفا بكلمات نزار قباني :



قومي من تحتِ الموجِ الأزرقِ، يا عِشتارْ

قومي كقصيدةِ وردٍ ..

أو قومي كقصيدةِ نارْ

قومي من أجلِ الحبِّ، ومن أجلِ الشّعراءْ

قومي من أجل الخبزِ، ومن أجلِ الفقراءْ

قومي كي يبقى العالمُ يا بيروتْ..

ونبقى نحنُ..

ويبقى الحبّْ...

يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ ..

قومي من تحتِ الرَدمِ، كزهرةِ لوزٍ في نيسانْ

قومي من حُزنكِ ..

إنَّ الثورةَ تولدُ من رحمِ الأحزانْ

قومي أكراماً للغاباتِ ..

وللأنهارِ ..

وللوديانِ ..

قومي إكراماً للإنسانْ ..

ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ القلبِ الطيّبِ ..

يا بيروتُ الفوضى ..

يا بيروتُ الجوعِ الكافرِ .. والشّبعِ الكافرِ ..

ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ العدلِ ..

ويا بيروتُ الظلمِ ....

ما زلتُ أحبُّكِ رغمَ حماقاتِ الإنسانْ

ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ ..



** مات نزار قباني بعيدا عن بيروت التي احبها حيث هجرها بعد مقتل زوجته بلقيس عام 1982 ، وتوفي بتاريخ 30 /4/1998 في لندن




السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 02:47 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي









نزار عاشق الشعر والحب





نزار قباني شاعر سوري كبير تردد شعره كثيرا على ألسنة كبار المطربين، الذين تغنوا بشعره كثيراً وأطربوا به العديد من المستمعين تميز شعره بالإحساس العالي، فخط قلمه على الأوراق العديد والعديد من الأشعار الرائعة التي كانت ومازالت تؤثر في الكثير من الأشخاص وتلمس قلوبهم نظراً لصدق المعاني والإحساس المرهف التي تميزت به أشعاره.

وعلى الرغم من رحيل نزار قباني الذي جعل الشعر العربي يخسر واحداً من الشعراء المتميزين إلا أن دواوينه الشعرية تبقى خالدة ليتداولها عشاقه وترددها ألسنة كبار المطربين والنجوم في أغانيهم المختلفة، هذا على الرغم من تعرضه للنقد والهجوم من بعض النقاد والأدباء.


النشأة

ولد نزار قباني في " مئذنة الشحم" بدمشق العاصمة السورية في21 مارس عام 1923م، والده هو توفيق قباني والذي كان يعمل تاجراً، وعمه هو أبي الخليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل، وأحد المشاركين في نهضة المسرح المصري وهو الذي تأثر به نزار كثيراً، ونزار شقيق للدكتور صباح قباني والذي عمل مديرا للتلفزيون السوري، ثم سفيراً لسوريا بواشنطن وهو كاتب ومصور وناقد.

عرف عن نزار منذ الصغر ممارسته لعدد من الهوايات مثل الرسم ثم الموسيقى ثم جاءت هوايته لكتابة الشعر والنثر لتترعرع بداخله وتكبر وتطرح العديد من الثمار الشعرية التي أثرى بها الساحة الشعرية والثقافية، فكانت أولى تجاربه الشعرية وهو مازال في السادسة عشر من عمره.

حصل نزار على شهادة البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ثم التحق بكلية الحقوق الجامعة السورية وتخرج منها في عام 1945م.


المجال العملي

توجه نزار بعد تخرجه للعمل بالسلك الدبلوماسي فالتحق بالعمل في وزارة الخارجية، ونظراً لطبيعة عمله تنقل بين العديد من الدول العربية والأجنبية مثل القاهرة، أنقرة، لندن، مدريد، السويد، بكين وغيرها العديد من الدول، ولكن أتخذ نزار قراره بترك العمل الدبلوماسي والتفرغ من أجل الشعر فقدم استقالته في عام 1966م .


اتجاهه للشعر




تخلى نزار كما سبق أن ذكرنا عن الوظيفة والعمل الدبلوماسي من أجل أن يتفرغ لعشقه الأول وهو الشعر، فأقام في لبنان وأسس بها دار للنشر في بيروت تحمل أسمه، وأثناء عمل نزار كدبلوماسي كان الشعر أيضاً يسري في عروقه، وصدرت أولى أعماله الشعرية "قالت لي السمراء" وذلك في عام 1944م ثم توالى بعد ذلك إنتاجه الشعري المميز حتى وصل إجمالي ما أنتجه إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية.

وكانت المرأة تحتل جانب كبير من شعر نزار قباني فكانت هي همه الأول الذي يدافع عنه ويدعو لحريتها ويوصفها في الكثير من أشعاره، هذا على الرغم من اتجاه للشعر السياسي في بعض قصائده وهو ما عرضه للنقد من الكثير من النقاد الذين تناولوا شعره واستنكروا عليه هذا الاتجاه السياسي، لما عرفوه عن أشعاره الجريئة التي توصف الحب والعشق والمرأة.




دواوينه الشعرية

صدرت لنزار العديد من الدواوين الشعرية المميزة منها: "قالت لي السمراء" وهو الديوان الذي عبر فيه عن أهوائه ومشاعر جيل في فترة الحرب العالمية الثانية، وديوان حبيبتي، قصائد، الرسم بالكلمات، أنتي لي، سامبا، قصائد متوحشة، الشعر قنديل أخضر، كتاب الحب، منشورات فدائية على جدران إسرائيل، إفادة في محكمة الشعر، قصائد حب عربية.

ومن القصائد التي أثارت جدل وضجة واسعة قصيدة " خبز وحشيش وقمر"، "هوامش على دفتر النكسة" وهي القصيدة التي نشرها بعد هزيمة العرب من إسرائيل في عام 1967م، وكانت هذه القصائد نوع جديد للشعر ضمه نزار إلى عالمه وهو الشعر السياسي الذي يعبر عن هموم الأمة وآلامها وأحزانها.


الحياة الشخصية لنزار

تزوج نزار قباني مرتين المرة الأولى من السيدة " زهراء آقبيق " وهي ابنة عمه وأنجب منها ولديه هدباء، وتوفيق، والمرة الثانية من سيدة عراقية هي " بلقيس الراوي" وأنجب منها عمر وزينب.

مر نزار في حياته بعدد من الأحداث المأساوية منها انتحار شقيقته التي قررت التخلص من حياتها بدلاً من أن تتزوج من رجل لم تحبه، والحادث الثاني هو وفاة أبنه وهو مازال في ريعان الشباب نظراً لأصابته بمرض القلب، وهو الأمر الذي ترك عظيم الأثر في نفسية نزار بسبب شعوره بالحزن العميق والصدمة لفقد ابنه وقام برثائه في قصيدة " إلي الأمير الدمشقي توفيق قباني" ، وكان المزيد من الحزن في حياة نزار عندما فقد زوجته بلقيس هذه الزوجة التي أحبها حباً جماً في حادث انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1981م، وقام برثائها هي الأخرى في قصيدة تحمل اسمها.


قصائده بصوت أشهر المطربين

تغنى العديد من المطربين المتميزين على الساحة الغنائية قديماً وحديثاً بشعر نزار الذي أبهرهم وسيطر عليهم وجعلهم يبدعون من خلال قصائده ذات الإحساس العالي فظهرت هذه القصائد للجمهور بشكل مختلف فبدلاً من أن يطلعوا عليها من خلال الدواوين الشعرية المدونة في الكتب استمعوا إليها مغلفة بأصوات قوية جميلة لعدد من كبار المغنيين الذين عبروا بإحساس قوي عن كل حرف فيها، ومن المطربين الذين قدموا أغاني نزار نذكر أم كلثوم بقصيدتين هما "أصبح لدي بندقية، ورسالة عاجلة إليك"، وعبد الحليم حافظ وقصيدة "قارئة الفنجان"، فايزة أحمد " رسالة من امرأة"، فيروز " لا تسألوني ما اسمه حبيبي"، نجاة " أيظن"، ومن المطربين الجدد نجد أن المطرب كاظم الساهر استحوذ على عدد ضخم من قصائد نزار قباني نظراً لعشقه الكبير له فنجده قدم له " أحبيني"، " زيديني عشقاً" ، "أكرهها"، " أشهد"، "حبيبتي والمطر" وغيرها الكثير، وقدمت أصالة قصيدة " أغضب"، ماجدة الرومي " كلمات، مع الجريدة" ، لطيفة " تلومني الدنيا" ، وغيرهم الكثير من المطربين الذين شكلوا ثنائي متألق مع قصائد نزار.


الوفاة

توفى نزار قباني في 30 أبريل عام 1988م، توفى ولكن ظلت قصائده وأشعاره باقية إلى يومنا هذا لتشهد على شاعر أحب وعشق فأبدع كلمات صاغ منها أحلى القصائد والدواوين.


أيظن؟

نتناول هنا إحدى القصائد الشهيرة لنزار وهي قصيدة أيظن التي تغنت بها الفنانة الكبيرة نجاة ولحنها الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب.


أَيَـظُـنُّ أنِّـي لُعبَـةٌ بيَدَيْـهِ ؟

أنـا لا أفَكِّـرُ بالرّجـوعِ إليـهِ


اليومَ عادَ .. كأنَّ شـيئاً لم يكُـنْ

وبراءةُ الأطـفالِ في عَـيْنيْهِ ...


ليقـولَ لي : إنِّي رفيقـةُ دربِـهِ

وبأنّني الحـبُّ الوحيـدُ لَدَيْـهِ..


حَمَلَ الزّهورَ إليَّ .. كيـفَ أرُدُّهُ

وصِبَايَ مرسـومٌ على شَـفَتَيْهِ ؟


ما عدْتُ أذكُرُ، والحرائقُ في دَمي

كيـفَ التجَـأْتُ أنا إلى زَنْدَيْـهِ


خبَّأتُ رأسـي عنـدَهُ ... وكأنّني

طفـلٌ أعـادوهُ إلـى أبَوَيْـهِ ..


حـتّى فسـاتيني التي أهملتُـها

فَرحَتْ بهِ .. رَقَصَتْ على قَدَمَيْهِ


سـامَحتُهُ.. وسـألتُ عن أخبارِهِ

وبكيـتُ سـاعاتٍ على كَتِفَيْـهِ


وبدونِ أن أدري تركتُ له يـدي

لتنامَ كالعصفـورِ بيـنَ يَدَيـْهِ ..


ونَسيتُ حقدي كُلَّهُ فـي لَحظَـةٍ

مَن قالَ إنّي قد حَقَـدْتُ عليهِ ؟


كَم قُلتُ إنّي غيـرُ عائـدَةٍ لـهُ

ورَجعتُ .. ما أحلى الرّجوعَ إليهِ




السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-08-2008, 11:15 PM   #3
نزار المصري
عضو مميز
 
الصورة الرمزية لـ نزار المصري
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: مصر
المشاركات: 857
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة السيد عبد الرازق








نزار عاشق الشعر والحب





نزار قباني شاعر سوري كبير تردد شعره كثيرا على ألسنة كبار المطربين، الذين تغنوا بشعره كثيراً وأطربوا به العديد من المستمعين تميز شعره بالإحساس العالي، فخط قلمه على الأوراق العديد والعديد من الأشعار الرائعة التي كانت ومازالت تؤثر في الكثير من الأشخاص وتلمس قلوبهم نظراً لصدق المعاني والإحساس المرهف التي تميزت به أشعاره.

وعلى الرغم من رحيل نزار قباني الذي جعل الشعر العربي يخسر واحداً من الشعراء المتميزين إلا أن دواوينه الشعرية تبقى خالدة ليتداولها عشاقه وترددها ألسنة كبار المطربين والنجوم في أغانيهم المختلفة، هذا على الرغم من تعرضه للنقد والهجوم من بعض النقاد والأدباء.


النشأة

ولد نزار قباني في " مئذنة الشحم" بدمشق العاصمة السورية في21 مارس عام 1923م، والده هو توفيق قباني والذي كان يعمل تاجراً، وعمه هو أبي الخليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل، وأحد المشاركين في نهضة المسرح المصري وهو الذي تأثر به نزار كثيراً، ونزار شقيق للدكتور صباح قباني والذي عمل مديرا للتلفزيون السوري، ثم سفيراً لسوريا بواشنطن وهو كاتب ومصور وناقد.

عرف عن نزار منذ الصغر ممارسته لعدد من الهوايات مثل الرسم ثم الموسيقى ثم جاءت هوايته لكتابة الشعر والنثر لتترعرع بداخله وتكبر وتطرح العديد من الثمار الشعرية التي أثرى بها الساحة الشعرية والثقافية، فكانت أولى تجاربه الشعرية وهو مازال في السادسة عشر من عمره.

حصل نزار على شهادة البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ثم التحق بكلية الحقوق الجامعة السورية وتخرج منها في عام 1945م.


المجال العملي

توجه نزار بعد تخرجه للعمل بالسلك الدبلوماسي فالتحق بالعمل في وزارة الخارجية، ونظراً لطبيعة عمله تنقل بين العديد من الدول العربية والأجنبية مثل القاهرة، أنقرة، لندن، مدريد، السويد، بكين وغيرها العديد من الدول، ولكن أتخذ نزار قراره بترك العمل الدبلوماسي والتفرغ من أجل الشعر فقدم استقالته في عام 1966م .


اتجاهه للشعر




تخلى نزار كما سبق أن ذكرنا عن الوظيفة والعمل الدبلوماسي من أجل أن يتفرغ لعشقه الأول وهو الشعر، فأقام في لبنان وأسس بها دار للنشر في بيروت تحمل أسمه، وأثناء عمل نزار كدبلوماسي كان الشعر أيضاً يسري في عروقه، وصدرت أولى أعماله الشعرية "قالت لي السمراء" وذلك في عام 1944م ثم توالى بعد ذلك إنتاجه الشعري المميز حتى وصل إجمالي ما أنتجه إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية.

وكانت المرأة تحتل جانب كبير من شعر نزار قباني فكانت هي همه الأول الذي يدافع عنه ويدعو لحريتها ويوصفها في الكثير من أشعاره، هذا على الرغم من اتجاه للشعر السياسي في بعض قصائده وهو ما عرضه للنقد من الكثير من النقاد الذين تناولوا شعره واستنكروا عليه هذا الاتجاه السياسي، لما عرفوه عن أشعاره الجريئة التي توصف الحب والعشق والمرأة.




دواوينه الشعرية

صدرت لنزار العديد من الدواوين الشعرية المميزة منها: "قالت لي السمراء" وهو الديوان الذي عبر فيه عن أهوائه ومشاعر جيل في فترة الحرب العالمية الثانية، وديوان حبيبتي، قصائد، الرسم بالكلمات، أنتي لي، سامبا، قصائد متوحشة، الشعر قنديل أخضر، كتاب الحب، منشورات فدائية على جدران إسرائيل، إفادة في محكمة الشعر، قصائد حب عربية.

ومن القصائد التي أثارت جدل وضجة واسعة قصيدة " خبز وحشيش وقمر"، "هوامش على دفتر النكسة" وهي القصيدة التي نشرها بعد هزيمة العرب من إسرائيل في عام 1967م، وكانت هذه القصائد نوع جديد للشعر ضمه نزار إلى عالمه وهو الشعر السياسي الذي يعبر عن هموم الأمة وآلامها وأحزانها.


الحياة الشخصية لنزار

تزوج نزار قباني مرتين المرة الأولى من السيدة " زهراء آقبيق " وهي ابنة عمه وأنجب منها ولديه هدباء، وتوفيق، والمرة الثانية من سيدة عراقية هي " بلقيس الراوي" وأنجب منها عمر وزينب.

مر نزار في حياته بعدد من الأحداث المأساوية منها انتحار شقيقته التي قررت التخلص من حياتها بدلاً من أن تتزوج من رجل لم تحبه، والحادث الثاني هو وفاة أبنه وهو مازال في ريعان الشباب نظراً لأصابته بمرض القلب، وهو الأمر الذي ترك عظيم الأثر في نفسية نزار بسبب شعوره بالحزن العميق والصدمة لفقد ابنه وقام برثائه في قصيدة " إلي الأمير الدمشقي توفيق قباني" ، وكان المزيد من الحزن في حياة نزار عندما فقد زوجته بلقيس هذه الزوجة التي أحبها حباً جماً في حادث انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1981م، وقام برثائها هي الأخرى في قصيدة تحمل اسمها.


قصائده بصوت أشهر المطربين

تغنى العديد من المطربين المتميزين على الساحة الغنائية قديماً وحديثاً بشعر نزار الذي أبهرهم وسيطر عليهم وجعلهم يبدعون من خلال قصائده ذات الإحساس العالي فظهرت هذه القصائد للجمهور بشكل مختلف فبدلاً من أن يطلعوا عليها من خلال الدواوين الشعرية المدونة في الكتب استمعوا إليها مغلفة بأصوات قوية جميلة لعدد من كبار المغنيين الذين عبروا بإحساس قوي عن كل حرف فيها، ومن المطربين الذين قدموا أغاني نزار نذكر أم كلثوم بقصيدتين هما "أصبح لدي بندقية، ورسالة عاجلة إليك"، وعبد الحليم حافظ وقصيدة "قارئة الفنجان"، فايزة أحمد " رسالة من امرأة"، فيروز " لا تسألوني ما اسمه حبيبي"، نجاة " أيظن"، ومن المطربين الجدد نجد أن المطرب كاظم الساهر استحوذ على عدد ضخم من قصائد نزار قباني نظراً لعشقه الكبير له فنجده قدم له " أحبيني"، " زيديني عشقاً" ، "أكرهها"، " أشهد"، "حبيبتي والمطر" وغيرها الكثير، وقدمت أصالة قصيدة " أغضب"، ماجدة الرومي " كلمات، مع الجريدة" ، لطيفة " تلومني الدنيا" ، وغيرهم الكثير من المطربين الذين شكلوا ثنائي متألق مع قصائد نزار.


الوفاة

توفى نزار قباني في 30 أبريل عام 1988م، توفى ولكن ظلت قصائده وأشعاره باقية إلى يومنا هذا لتشهد على شاعر أحب وعشق فأبدع كلمات صاغ منها أحلى القصائد والدواوين.


أيظن؟

نتناول هنا إحدى القصائد الشهيرة لنزار وهي قصيدة أيظن التي تغنت بها الفنانة الكبيرة نجاة ولحنها الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب.


أَيَـظُـنُّ أنِّـي لُعبَـةٌ بيَدَيْـهِ ؟

أنـا لا أفَكِّـرُ بالرّجـوعِ إليـهِ


اليومَ عادَ .. كأنَّ شـيئاً لم يكُـنْ

وبراءةُ الأطـفالِ في عَـيْنيْهِ ...


ليقـولَ لي : إنِّي رفيقـةُ دربِـهِ

وبأنّني الحـبُّ الوحيـدُ لَدَيْـهِ..


حَمَلَ الزّهورَ إليَّ .. كيـفَ أرُدُّهُ

وصِبَايَ مرسـومٌ على شَـفَتَيْهِ ؟


ما عدْتُ أذكُرُ، والحرائقُ في دَمي

كيـفَ التجَـأْتُ أنا إلى زَنْدَيْـهِ


خبَّأتُ رأسـي عنـدَهُ ... وكأنّني

طفـلٌ أعـادوهُ إلـى أبَوَيْـهِ ..


حـتّى فسـاتيني التي أهملتُـها

فَرحَتْ بهِ .. رَقَصَتْ على قَدَمَيْهِ


سـامَحتُهُ.. وسـألتُ عن أخبارِهِ

وبكيـتُ سـاعاتٍ على كَتِفَيْـهِ


وبدونِ أن أدري تركتُ له يـدي

لتنامَ كالعصفـورِ بيـنَ يَدَيـْهِ ..


ونَسيتُ حقدي كُلَّهُ فـي لَحظَـةٍ

مَن قالَ إنّي قد حَقَـدْتُ عليهِ ؟


كَم قُلتُ إنّي غيـرُ عائـدَةٍ لـهُ

ورَجعتُ .. ما أحلى الرّجوعَ إليهِ





جزاك الله خيرا اخى الفاضل.... فالناس لاتكب فى النار الا بحصائد السنتهم... ونحن اصحاب القلم.... سنسأل عن الامانه

لا اله الا الله
__________________
أدعوك ربي بأسمك الرحمن الرحيم
ترفق ربنا بغزة ... وأنصر الحق فى أرضك
رحماك بالأطفال والعجائز فهم أرق عبيدك

غزة ربنا... غزة مليكنا الحق


http://nzarelmsry.maktoobblog.com/
نزار المصري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .