|
19-11-2008, 06:59 AM
|
#1
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
|
مشاعر أرملة عصرية
وصلتني هذه الرسالة من أرملة طلبت مني نشرها على أوسع نطاق أستطيعه لعلها تصل إلى من يهمه الأمر (فعلا) :
" ما أعجب هذا المجتمع يا سيدي , إنه يعطي تصاريح مختلفة : تصريحا بالذبح و وتصريحا بالدفن .... ولكنه يحرم الحلال ويرفض أن يعطي تصريحا بالزواج لمن هنّ في حاجة إليه !! .... ولقد كان الصحابة الأوائل يعرضون بناتهن , خاصة إن توفى عنهن الزوج , بل فعل ذلك الرسول الكريم , وفعلها عمر بن الخطاب , حين قال عليه السلام : " يتزوج حفصة من هو خير من عثمان . ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة " , وذلك حين عرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة على عثمان ليتزوجها , فسكت عثمان رضي الله عنه لعلمه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكرها , وأنه كان يرغب في زواجه من بنته رقية !! , وحدث ذلك كله بروح رياضية نفتقر إليها نحن حاليا رغم وصولنا إلى القمر وما بعده !! ... فلا قال أحد : عيب , أو ربنا يخلي الأولاد , والبركه فيهم , وما شابه من صنوف العبارات التي تطرح على الساحة في مثل هذه المواقف , والتي هي في مجملها استمرار لوأد البنات والنساء , ولكنه هنا وأد اجتماعي نفسي , لعله أشد لهيبا من الوأد الجسدي الذي مورس في الجاهلية !!

|
|
|
19-11-2008, 07:00 AM
|
#2
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
|
ولقد تحدثت إلى نفسي بهذه الأفكار , ولكن حدث منذ أيام ما جعلني أشد إيمانا بها . فلنا جارة قد جاوزت الأربعين , ولقد توفي زوجها منذ كانت في العشرين من عمرها , ولكن كرامة العائلة وأشياء كثيرة أخرى حالت دون أن تعيد تجربة الزواج رغم أنه لم يمنحها سوى ابنة واحدة . ثم تزوجت الإبنة وخلت المرأة إلى نفسها , ونظرت في المرآة وكأنها تكتشف نفسها لأول مرة , فإذا بها غادة هيفاء تسر الناظرين (أو هكذا زين لها ) , وإذا عيناها تشعان ببريق الحياة , وتدب في جسدها الحرارة شيئا فشيئا ,
|
|
|
19-11-2008, 07:03 AM
|
#3
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
|
حرارة كانت تعرفها جيدا ولكنها نسيتها من سنوات , وتشتعل جذوة العاطفة في صدرها , ولكنها رغم ذلك كانت قد افتقرت إلى لغة التخاطب مع الجنس الآخر , وما لبثت أن تسرب اليأس إليها رويدا رويدا حتى انتبهت إلى أن أي محاولة تجاه الجنس الآخر لن تجني منها إلا أن توصم بأنها العجوز المتصابية الحمقاء , ثم دققت النظر في المرآة فشعرت أن المرآة رجعت هي الأخرى في رأيها , وأن وجهها قد امتلأ شحوبا وتجاعيد , بل إن المرآة تكاد تخرج لها لسانها , وهكذا شيئا فشيئا حتى قنعت بأن لها دورا واحدا في الحياة وهو أن تقبع خلف نافذتها ترقب المارة ذهابا وإيابا !! .
ومن حين لآخر تستيقظ جذوة خمدت فتتلفت يمينا ويسارا خلف نافذتها , ويرشح لها شيطانها أحد هؤلاء , ولكنها تخشى الفضيحة , ليست فضيحتها هي , ولكن فضيحة إخوتها الرجال , وهم سادة وكبار البلد , فأما الزواج فلا مجال لذكره أو التفكير فيه !! . وهكذا ظلت أياما وشهورا خلف نافذتها ترقب الرائح والغادي , وهي في هذا وذاك تتحول إلى قناص متربص , ومن هو الضحية ؟!! .... إن ذلك هو أعجب ما في الأمر , هل وجدتم صيادا يخشى الفريسة , أجل , هي تخشى الرجال , تخشى غدرهم , أما الحلال فقد ضرب بينها وبينه حجاب ظاهره الرحمة وباطنه العذاب , , وأما الحرام فلسان حال المجتمع يقول لها في حياء : لا بأس , ولكن إذا بليتم فاستتروا!!
وحتى الستر , هي لا تأمن فيه هؤلاء الرجال !!
|
|
|
19-11-2008, 07:04 AM
|
#4
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
|
وهكذا ظلت حدقتاها تدوران حتى وجدت ضالتها المنشودة !! ... إنه ذلك الشاب المعتوه !! ... أجل , ولم لا؟ إن معه تصريحا بالدخول إلى جميع بيوت القرية لأخذ كسرة خبز من هنا , أو جرعة ماء من هناك !! ... وهي لن تكتفي بإعطائه كسرة الخبز , بلل جلبت له صنفا من الحلوى يسيل له اللعاب !! . وقضى المعتوه ليلة ما عايش مثلها أبدا !! ... وفي الصباح أسدلت المرأة الستار , وهي تواسي نفسها بأن قليل متاح خير من كثير غير مباح , ثم ظنت أنها طوت ذلك إلى الأبد . وكلما ارتفعت الشمس إلى كبد السماء اشتد حر ضميرها , حتى غدا يلسعها بشواظ من نار , ووجدت أن عذاب الخطيئة أشد هولا مما استشعرته من قبل وما زالت حتى أسدل الليل ستاره , فدعت الله بأن يغفر لها , وأن يعفو عن زلتها حتى تسكن جوارحها , فما راعها إلا والمعتوه أسفل النافذة يصرخ في صوت سمعه القاصي والداني : افتحي الباب يا حاجّه , حتى نفعل ما فعلناه بالأمس !!!!
"
بعد أن قرأت الرسالة بدأت تتداعى في وعيي قصص من عايشتهم من الأرامل قصة وراء قصة فقررت أن أترك تلك القصص تتداعى لعلها تكمل صورة في مجتمعنا العصري :
|
|
|
19-11-2008, 07:06 AM
|
#5
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
|
مدام "س" انشغلت عن الحزن على زوجها بكم هائل من المشكلات المالية خلفها وراءه حيث كان يخفي عنها كل أموره المادية فضاعت الكثير من أمواله بين شركائه وعملائه , وهي تجري هنا وهناك تبحث في الظلام عن ثروته التي تعرف أنها كبيرة (حيث كان طبيبا مشهورا ورجل أعمال في ذات الوقت) ولكن لا تدري أين هي , ولا تجد أوراقا تثبت حقها وحق أبنائها وبناتها في هذه الثروة , وتنتابها مشاعر الغضب بجوار مشاعر الحزن تجاه فقيدها ليس فقط على الثروة الموجودة والمفقودة معا وإنما على علاقته بها والتي اتسمت بالإهمال والتجاهل , فلم يكن يهتم بها إلا وقت الفراش , ولم يكن يخبرها شيئا عن أحواله وأسراره , فقد كان لديه اعتقاد بأن معرفة المرأة بهذا تفسد الحياة . وربما لهذا ولأسباب أخرى تصر مدام "س" على الزواج بعد فترة وجيزة من موت زوجها , وقد أعلنت ذلك بلا تردد أمام أبنائها وبناتها , فصدموا جميعا وأحسوا بأن أمهم تخون ذكرى أبيهم الذي لم يمض على وفاته أكثر من سبعة شهور , وهم يعتقدون أن أباهم كان أفضل أب لهم وأفضل زوج لها , فكيف تفكر في الزواج من بعده ؟ , وأي رجل يمكن أن يدخل حياتهم فيقلبها رأسا على عقب ؟ , وأي أنانية لدى هذه الأم التي لا تستحي فتطلب الزواج لنفسها بدلا من أن تدبر أمر زواج أبنائها وبناتها وقد بلغوا سن الزواج فعلا ؟ , وأسرعوا إلى جدهم وجدتهم ليخبراهما بهذا "الجنون" الذي أصاب أمهم على حد تعبيرهم. ولم يقصر الجد والجدة في لوم وتقريع ابنتهما التي لا تراعي سنها (فقد بلغت الخمسين من عمرها) ولا تراعي مصلحة أبنائها (ولدين تخرجا من الجامعة وابنتين في الثانوية العامة ) , ولكنها لم تعر لذلك أي اهتمام وما زالت في رحلة البحث عن عريس تعوض معه ما فاتها مع زوجها , فهي لم تشعر طوال سنين زواجها أنها كانت امرأة , ولا يهمها رضى أبنائها أو أبويها , فهي - كما تقول - لا تفعل شيئا محرما بل ستتزوج على سنة الله ورسوله , وذلك أفضل من أن تنظر هنا وهناك أو أن تكون مطمعا للرجال (على حد قولها) خاصة وأنها جميلة وجذابة (هكذا تعتقد) . ومع هذه الرغبة القوية والمؤكدة في الزواج إلا أنها لم تنجح حتى الآن في تنفيذ هذه الخطوة رغم تقدم أكثر من رجل لها , فهي ما زالت مترددة إذ تخشى أن تخسر من حولها من أجل رجل لا تعرف مدى إخلاصه لها خاصة وأنها ستكون الزوجة الثانية - غالبا - لرجل متزوج (هكذا الفرص المتاحة لمن في مثل ظروفها) , أو أنه يطمع فيما تبقى لديها من ثروة زوجها , كما أنها تخشى أن ينبذها أبناؤها من حياتهم إن هي تزوجت , ولكن يبدو أن شعورها بالحرية في مسألة الزواج يريحها ويجعلها تشعر بأنها مازالت قادرة على مواصلة الحياة وأنها ليست فقط "زوجة المرحوم" أو " أرملة المرحوم" أو "أم الأيتام" أو "أم العيال" . ومما يزيد من إصرارها معرفتها بما كان لزوجها من علاقات وصلت إلى حد الزواج العرفي ربما لأكثر من مرة , وهي لا تريد أن تبوح لأحد بما عرفته حتى لا تحطم صورة الأب في عيون أبنائه ولا تشمت بها أعدائها .
|
|
|
19-11-2008, 07:07 AM
|
#6
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
|
قصة أخرى لأرملة شابة تركها زوجها وهي في منتصف العشرينات من عمرها عاشت كل لحظات الأسى والحزن على فقد الحبيب المخلص الوفي , وقررت أن لا تنكشف على رجل غيره مهما كانت الظروف , وقاومت كل الضغوط العائلية والإجتماعية عليها لتتزوج , وقاومت كل محاولات التعرض والتحرش , وتعلمت كيف تصد أيدي الرجال الطامعين وكيف تتحاشى عيونهم , واكتفت بأن تعيش لتريبية ابنها الوحيد. لقد عانت ليال سوداء كانت فيها وحيدة تجتر أحزانها وذكرياتها مع الحبيب الغائب , وتقاوم في ذات الوقت احتياجاتها العاطفية والجسدية , وكانت راضية بكل هذا , ما دامت مع ابنها الذي هو امتداد لزوجها المفقود الحاضر في ذات الوقت . وتركزت كل مشاعرها في ابنها , ولم تسمح لأحد من العائلة بأن يتدخل في تربيته , وقامت بدور الأب والأم معا , حتى كبر ابنها , ولكنها صدمت منه حين سمعته بالصدفة يشكو لأحد أصدقائه بأن أمه تخنقه بمتابعتها له واهتمامها الزائد به , وأنه يفكر في العمل بإحدى دول الخليج حتى يهرب منها ومن متابعتها , وأنه حين يتزوج سينتقل إلى أبعد مكان ممكن حتى لا تنغص عليه حياته بتحكماتها , لأن زوجته لن تقبل بما تفعله . هنا شعرت الأم بالأرض تضيع من تحت أقدامها , فلم تتخيل يوما إن تفرغها لرعاية ابنها سيتحول إلى شئ يخنق أحب مخلوق لديها , ولكنها حتى بعد هذا الموقف , لم تستطع التوقف عن غمره بمشاعرها الفيّاضة , فذلك شئ أصبح خارج عن إرادتها , إذ ليس لها في الحياة ما تهتم به غيره أو تحبه سواه , وهكذا أدركت بعد فوات الأوان أنها تورطت بكل مشاعرها في حب الإبن الوحيد حتى صار كل أمله الخلاص من قيود هذا الحب الخانق , وتذكرت كلمات أحد الأطباء لها حين حذرها من توجيه كل مشاعرها نحو ابنها وخطورة ذلك عليه وعليها , وتذكرت أيضا كلمات عائلتها وعائلة زوجها بأنها دللت ابنها أكثر من اللازم حتى أصبح أنانيا لا يحب إلا نفسه ونرجسيا لا يرى إلا ذاته , وتألمت لما وصل إليه ابنها من قسوة تجاهها على الرغم من كل ما بذلته من أجله ...... يكفي أنه لا يحضر لها هدية في عيد الأم كما يفعل سائر الأبناء مع أمهاتهم , فهو لا يدرك معاناتها , ولا يهتم بآلامها , ودائما يطالبها بتحقيق مايريد , وهو يريد كل شئ , ويشعر في النهاية بأنها حرمته من كل شئ !!!.... أي جحود هذا ؟ .... وأي قسوة هذه ؟ ..... ولكنه في النهاية ابنها ... حبيبها !!!.
|
|
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
|
|
خيارات الموضوع |
بحث في هذا الموضوع |
|
|
طريقة العرض |
النمط الشجري
|
قوانين المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML غير متاح
|
|
|
| |