العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: انطلاق ثورة كردية ضد الاحزاب الحاكمه شمال العراق (آخر رد :اقبـال)       :: الرد على مقال لماذا الاسم الحقيقي لأبو الهول هو مقام إبراهيم؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الدراية في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاول من كانون الاول يوم الشهيد العراقي (آخر رد :اقبـال)       :: العوج فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: السودان زوجة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الدرك في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المد في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 22-03-2007, 02:05 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

في الطائرة


كان يجلس الى جانبها في الطائرة.. فسألته من أين أنت والى أين تنوي السفر؟ كانت تريد أن تكسر حاجز الصمت، لتقتل الوقت أو تسهم في قتله بقدر الإمكان .. وهذا النوع من الحديث، يندرج تحت باب التصادم أو القضاء والقدر، فلا أحد يخطط له ولا أحد يتوقع سيره .. وهو يحدث بأمكنة كالطائرات أو الانتظار بعيادة طبيب الأسنان مع مريض .. فعادة من يكون بعيادات الأسنان تتلاشى رغبته في الحديث .. والحديث في أحسن حالاته سيتحرك كالسوائل، مع أي انحدار .. فلا تقنين به ولا جدول أعمال ..

أجابها بعد أن التفت إليها .. كانت على مشارف الستين من عمرها .. لكنها بطريقة حديثها بدت كأنها أصغر من ذلك قليلا .. لم تنتبه لإجابته كثيرا .. فلو شاء أن يمتحنها بما أجاب لأخذت صفرا من العلامات، رغم أن المطروح كانا سؤالان وإجابتان .. انتقلت الى الحديث عن نفسها .. وكيف كانت تعمل في خطوط الجو .. وعن أسفارها .. وعن ترتيب شركات الخطوط الجوية، من حيث المواعيد والطعام وما الى ذلك .. استنتج بسرعة أنها تتفوق عليه في كثير من المسائل المتعلقة بالجو .. وقد أحست هي باعترافه الضمني بتفوقها .. فأخذت تحكي عن كندا و النمسا و أن معدلات سفرها تصل الى أكثر من عشرين مرة في السنة ..

ذكرت له أن البلد الفلاني جميل و مرتب و شعبه مرتاح ..
لم يوافقها على قولها .. ولكنه لم يعترض بشكل صريح ..
حاولت التأكد فقالت ألا توافقني الرأي ؟
اعتذر قائلا .. لم يسبق لي زيارته قبل هذه المرة ..
فاستفادت من تلك الخاصية لتشرح له عن تلك البلاد وعن نظافتها، وعن ارتياح شعبها وعن غنى شعبها .. وتنهدت، كأنها تحسدهم ..
فقال لها : لا أهتم بكل ذلك .. فمقاييس الجودة عندي تختلف عن مقاييس الجودة عند حضرتك ..
ارتفع صوتها، كأنها تريد إجباره على موافقتها ..
فأدرك بضرورة التوقف عن التمثيل بمسايرتها طيلة الوقت وقال : كل تلك المظاهر لا أشتريها بفلس ..
صمتت و تفحصت سحنته التي تحولت الى هيئة غير مهادنة .. ثم سألت بصيغة لا تخلو من ارتباطها بماضي لهجتها : وما هي مقاييسك لو سمحت؟
هو: لا حرية و لا رفاه و لا تقدم حقيقي، دون تحرر من الأجنبي .. وأظن أن تلك البلاد ليست متحررة من نفوذ الأجانب تماما .. ومواقفها الوطنية و القومية لا تروقني ..
هي : لم يقتلنا و يشردنا من بلادنا إلا هذا اللون من الحديث .. ماذا حصلنا من كل تلك الشعارات، إلا الذبح والقتل و التهجير؟
هو: لو قدر لي أن أقود بلادكم .. لما أجريت على نهج من قادها أي تغيير..
قاطعته : أسكت يا رجل .. والله هذا كفر ..
لماذا علينا أن نعيش على الخوف والتشرد .. وبلادنا من أغنى البلدان؟
هو: لقد كنتم في أمان و تقدم وازدهار .. وانتشر العلم عندكم واختفت الأمية .. وبلادكم كانت خالية من المخدرات والإيدز وغيره .. ماذا جنيتم من إشعاركم للأعداء من أنكم مظلومون؟ هل تحسن وضعكم؟
هي : صحيح ما تقول .. لكننا كنا نرى التفرد بالحكم وإبعاد الآخر، و التضييق عليه ..
هو: قد يكون هذا صحيحا .. لكن من هم الذين يستثنوا من دائرة رضا الحكم؟ أليسوا هم من لم يوافقوه؟ .. هات لي استثناءا لتلك القاعدة في بلادنا العربية .. لا بل عند أمريكا نفسها ...
أشاحت بوجهها عنه .. وتمتمت ببعض الكلمات التي لم يفهمها .. وأغمضت عينيها ممثلة دور النائمة ..
في حين تأمل هو قولها .. وفكر ألا يوجد صيغة في بلادنا نقلل من انقساماتنا، فعندها تزيد محصلة قوتنا .. وتزداد معها مناعتنا في مقاومة أعداءنا؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-03-2007, 02:11 PM   #2
aboutaha
زهير عكاري
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 7,140
إفتراضي

الله يحميك

تملك امكانية هائلة لصياغة مقدمات خفيفة سحرية قبل البدء بالفكرة او توضيحها


ابن حوران ... انت منفعة لنا كاتب نفخر فيه
__________________


التطرف آفة عظيمة وصفة ذميمة تدمر الوطن وتضع المجتمع

____المسنجر معطل والموبايل ضايع _____
__________________________
__________________________
aboutaha غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-03-2007, 05:44 PM   #3
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
إفتراضي



لا حرمنا الله سعة اطلاعك وغزارة علمك

أخي الكريم ابن حوران

هنيئا لنا في الاردن بك

وهنيئا للخيام العربية يا ابانا الجليل

واخانا العزيز
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-05-2007, 04:40 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

في مواسم الانتخابات


في مواسم الانتخابات البرلمانية أو البلدية أو غيرها، تبادر جهات مسئولة ومنتدبة، لتثبيت قوائم الناخبين، وفق أسس يتم الاتفاق عليها، فمن تلك الأسس، تعتمد النقابات المهنية ـ مثلا ـ ضرورة تسديد العضو لالتزاماته المالية، وفي الانتخابات البرلمانية، يتم تحديد مكان السكن وتثبيت الدائرة الانتخابية الخ.

في كثير من الانتخابات في العالم تتدنى نسبة المقترعين الى عدد الناخبين المسجلين، وفق ظروف البلاد أو المدينة أو المجال الذي تجري فيه الانتخابات، فقد تنخفض الى 20% أو ترتفع الى 80%، وفي بعض الدول التي تبالغ في شعبيتها تصل أكثر من ذلك بكثير ..

تكون همم الناس في التسجيل ومتابعة قضية الانتخابات متباينة، فبين متحمس له فلسفته الخاصة وأسبابه الوجيهة في تفسير حماسته، وبين متقاعس أو مقاطع للانتخابات له فلسفته وأسبابه الوجيهة لتفسير موقفه..

وهذا حوار يدور بين متحمس و متقاعس :
المتحمس: هل سجلت اسمك في الدائرة الانتخابية؟
المتقاعس: لا .. ولماذا أسجله؟
المتحمس: كيف لا؟ .. إنه حقك المشروع لتمارس دورك في اختيار من يمثلك.
المتقاعس: وماذا بعد؟ هل سيتغير شيء؟ إذا وصل من أنتخبه الى البرلمان؟ .. أنظر، إن البرلمان في بلادنا لن يعمل شيئا يُذكر، إلا ما تم تحديده له من قبل القوة التي تكبله وتحمل أسماء أكثر صلاحية حددها دستور لم أتدخل أنا أو أجدادي في وضعه.. فحرية البرلمان منقوصة ومصادرة من قبل رأس الدولة، وحرية رأس الدولة منقوصة لأنها محكومة بضوابط دولية لا أستسيغها .. فلا حرية بلا تحرر..

المتحمس: لقد كنت مثلك، لا أشترك في أي انتخابات و أسخر من فكرتها وأحرض الآخرين على عدم المشاركة فيها. حتى كنت ذات يوم في ديوان، وسمعت شابا معارضا للانتخابات يحاور والده (الشيخ) والمتحمس للانتخابات، وبالرغم أن الولد كان جامعيا، ووالده (أميا)، فإني عجبت من رد الشيخ على ولده إذ قال: يا بني إن رأيت بني بلدتك يتقاسمون (القاذورات) قف وخذ حصتك!
تعجبت من قوله فتدخلت: عفوا،يا شيخ ولماذا هذا الاقتتال على (القاذورات) وما الحكمة في قولك؟
ابتسم الشيخ (وأخرج علبة تبغه وكأنه يريد وضع مؤثرات قوية لقوله) وقال: إنهم اليوم وإن تقاسموا (القاذورات) فقد يتقاسموا في الغد الذهب!

تأملت قول الشيخ، فوجدت أنه لخص فكرة المواطنة بكلمات قليلة .. وإن كان فيها بعض الخشونة..

فالتدرب على الممارسات الديمقراطية، كفيل بتطوير تلك التجربة، وزيادة مكتسباتها شيئا فشيئا ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-06-2007, 07:04 PM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

قال الأول : مررت عليك اليوم فلم أجدك ..
أجاب الثاني: اليوم الجمعة وكنت في صلاة الجمعة ..
ابتسم الأول ابتسامة لم تعجب صاحبه ..وهز رأسه ببعض التهكم..
فقال له الثاني : ألم تذهب للصلاة؟ أم أنك مررت علي قبل الصلاة؟

الأول: أنت تعلم أنني لا أصلي .. ولا أؤمن بالله ..
تفاجأ الثاني ولم يسبق له أن امتحن إيمان صاحبه، فهو من النوع الذي لا يدعي بالورع كثيرا، ولا يدعي أنه مفتي، ولا يدعي أنه داعية، ولكنه يمارس شعائره الدينية بانتظام فيصوم منذ ست سنوات من عمره ويصلي بانتظام منذ أكثر من عشرين عاما .. ويستخرج زكاة ماله .. ويرى أبناؤه وبناته يواظبون على صلواتهم .. ولكنه لا يتزمت في ملاحقة دقائق الأمور، ولا يتتبع أخبار أعراض الناس.. ولا يسمح لأحد أن يقص عليه قصة من هذا النوع .. ولكنه لم يرتح لجواب صاحبه بأنه (لا يؤمن) ..بل راودته نفسه أن يعلن قطع علاقته معه فورا.

لكنه فضل الخوض بهذا النوع من الحديث لأول مرة مع هذا الملحد الذي كان صاحبه لقبل دقائق ..
ـ أنت لا تؤمن بالله ؟
ـ نعم لا أؤمن .. ولم أهتد (على رأيكم) .. ولا أظن نفسي محتاجا لهذا الإيمان.
ـ لكنني وإن كنت لا أملك القدرة العظيمة على المحاججة في أمور الدين. أشعر منذ الصغر أنني أحتاج لأن أكون مؤمنا بالله ورسوله وكتابه واليوم الآخر ..
ـ ولماذا تحتاج حضرتك بإلحاح لهذا الإيمان؟

ـ لأني بصراحة أعتبر أن الدين خط دفاع أخير يصد عن نفسي هواها ويجدد عزيمتي في حب الخير والرحمة ويجدد في نفسي الأمل لأكون راضيا عن نفسي من خلال مطابقة ما أقوم به مع ما يرضي الله .. وهذا ما لم تستطع عمله قوانين الناس وأعرافها ..
ـ إن نبل الأخلاق لا يحتاج كل هذا الربط مع ما تسمونه الله ..
ـ نسميه الله؟ ومن تظن نفسك حتى تغمز بعظمة الله وقدرته؟
ـ على مهلك.. لا تتعصب .. فإن كل ما تراه قد جاء صدفة!

ـ صدفة؟ وكيف تثق بقدرتك على أن يكون كلامك دقيقا .. هل تستطيع أن تقول لي ماذا يكون تحت قدميك من معادن؟ وهي بعيدة عنك بمقدار شبر؟ إنك أكثر عجزا من أن تقيم عمل مدير عام في دائرة هزيلة، وأكثر عجزا من أن تعرف متى تموت ومتى تموت ذريتك وما تصبح فقيرا .. أنت ومن ألهمك تلك الأفكار .. ثم أي صدفة؟ هل وضع العينين بين رأسك بهذا التنسيق الإلهي صدفة؟ فلماذا لو كانت الحاجة للبصر هي من أوجد عينيك، لماذا لم يكونا في بطنك؟ أو واحدة على كتفك والأخرى في قفاك؟ وأي صدفة لتطابق زمرة الدم والكروموسومات وغيرها من العوامل التي يحار من هو أعلم منك من الكفار، في تفسيرها، فلا يجدوا مناصا من الإيمان ..

ـ ها .. لقد أصبحت شيخا في الدين ..
ـ لا .. لست شيخا وأنا متأكد من قدرة المتخصصين في مجادلة أمثالك ممن كرسوا حياتهم في البحث بأمور الدين .. لكن أنت وأمثالك لن تستطيعوا أن تقنعوا طفلا ..
ثم هل تدري؟ إني لم أعد أرغب في مصاحبتك.. فكيف أؤمن على عرضي وسري منك وأنت لا وازع ينهيك عن أي فعل تفعله .. بل كيف أطمئن على الكيفية التي تعيش بها في كنف أسرتك ..
لم يصافحه بل تركه عند هذا الحد الى غير رجعة ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-08-2007, 07:11 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

ماذا تقرأ؟

انتبه إليه، عندما داهمه في مكتبه، وهو منهمكا في القراءة.. خمن بسرعة أن سؤاله لم يكن ينتظر جوابا، لا عن الكاتب ولا عن عنوان الكتاب..

كان يعلم أن صاحب السؤال يملك مكتبة أكبر من مكتبته وأنه يستطيع توظيف المعلومات التي يقرأها حديثا بطريقة لبقة وسلسة ومقنعة، ويجذب بشدة من يستمع إلى حديثه، لدرجة أن المستمع ينسى نفسه ووقته الذي خصصه مسبقا لتلك المقابلة، وكأن لسان حال المستمع يقول: زدني بالله عليك من حديثك الشيق

لكن عاود وتساءل: ماذا كان يقصد بسؤاله (ماذا تقرأ؟) .. هل تراه أقلع عن عادة القراءة؟ أم أنه يريد أن يبدأ حديثا معينا، فطرح سؤاله الاستفزازي قبل أن يطرح السلام!

أنقذه صاحب السؤال من تساؤلاته فسأل سؤالا به جوابه:
هل تعلم أن هؤلاء المؤلفون يكتبون وكأنهم في مباريات فيما بينهم، وتكون كتبهم ومقالاتهم مكتوبة لكاتب آخر بعينه، يريد أن يبلغه فيها أنه لا زال يقرأ ويكتب وأنه يتفوق على من يخاطبه في مسائل كثيرة، فيقوم الكاتب الآخر بالرد عليه.. ولكن أمثالنا لا يدركون أن تلك الكتابات ما هي إلا معارك (تذاوت) يريد كل كاتب أن يؤكد ذاته من خلال ما يكتب .. وفي العالم المتقدم، يكتب الكاتب ضمن منظومة فكرية سياسية تكون رسالتها لتضليل من يقع الكتاب في يديه!
ـ هل تعتقد ذلك فعلا؟
ـ نعم .. وإلا بماذا تفسر عزوف الناس عن القراءة ومتابعة هؤلاء الكتاب، حتى غدت دائرة الاهتمام بما يكتبون تضيق شيئا فشيئا..
ـ ولكنهم نالوا شهرة عالمية ومحلية واسعة.. ويعرفهم المثقفون من أقصى غرب الوطن العربي الى أقصى شرقه..
ـ أشك أن شهرتهم قد تكونت بعد تمحيص ومعرفة ما يكتبون على وجه التحديد .. إنما يسكت المثقفون عنهم ويشترون كتبهم من باب (الاقتناء) وقد لا يقرؤونها .. فتكون جزءا من ممتلكاتهم المكتبة، تستثمر في لحظات محددة وقت تزاور المثقفين فيما بينهم.. وقد يستعملون عناوينها في ثرثرتهم .. وهي مسألة نفاق ثقافي يشترك فيها أطراف كثيرة تبدأ بالمؤلفين أنفسهم وتمر عبر دور النشر والطباعة والتوزيع وتنتهي عند المثقفين، ثم تتلاشى .. كدورة إنتاج مفرقعات الاحتفالات، تبدأ بإنتاجها وتنتهي بعد أن تملأ السماء بعلامات البهرجة ثم تختفي الى لا عودة ..
ـ يضحك ويقاطعه: وهل نترك عادة القراءة بناء على ما تقول؟
ـ يجيب (وقد أربكه الاستنتاج السريع من صاحبه): لا ليس بالضرورة.. وإن كانت الأمور لن تتغير كثيرا.. فمن يطفو على السطح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الفني والثقافي، في العصر الراهن هم أناس منقطعون عن أجواء الثقافة ..
ـ قد تكون ملاحظاتك صحيحة.. لكن وجود المناخ الثقافي بوسائله وأدواته ومثقفيه وجمهوره، سيبقى وازعا ومانعا يجعل ممن يطفون على السطح من التحسب لردات فعل الآخرين .. تماما كمثل وجود القوانين لن يمنع اللصوص والمجرمين والمحتالين من تنفيذ ما يريدون .. لكنه يعيق عملهم ويجعله ليس سهلا ..
ـ تأخرت .. وجبت علي المغادرة ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-10-2007, 01:29 AM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

لماذا تبتسم؟
ـ لا شيء قرأت شيئا عما يدعى ب (سحر الشرق) .. فابتسمت!
ـ لماذا؟
ـ لماذا .. ماذا؟

ـ لماذا ابتسمت .. ما هي دوافع ابتسامتك.. أين بؤرة ومبعث ومحفز تلك الابتسامة؟
ـ الله .. الله .. وهل هو استجواب؟ ابتسمت لأني لم أر أي سحر في الشرق، ولا أدري لماذا ينبهر سكان الشرق بشرقهم .. ولماذا يجاملهم أهل الغرب في اعتبار شرقهم ساحرا!
ـ ألن تراه كذلك أنت؟ ألا تجد سحرا في الشرق؟

ـ وأين سحره؟ في عدد براءات الاختراع التي تسجل يوميا؟ أم في الانتصارات التي تحقق؟ أم في الانتاج الذي نصبه في العالم ؟ نحمد الله الذي ستر علينا بهذا النفط وإلا كنا سنتحول الى لا شيء ..

ـ سأنبئك عن مواطن سحر الشرق .. بالأول نحن نعرف أن السحر في أحد مظاهره أنه ينافي المعقول .. فأن يقوم أحدهم بإخراج بيضة من عينه أو أرنبا من أنفه .. فهذا بالتأكيد ينافي العقل والمنطق .. فهو أقرب للسحر .. وأن نخرج قصرا من حنفية أو مدينة من فوهة بئر فهو سحر ..

ـ هل تتهكم .. أم تجاملني؟
ـ لا هذه ولا تلك .. اختر أي بلد عربي .. دون تمييز لأبين لك معالم سحره الجميل .. وهو ما يشد الأجانب لزيارة بلادنا والتمتع بسحرها الفريد ..
ـ هل أنت جاد فيما تقول ؟
ـ نعم
ـ إذن اختر أنت لنفسك بلدا عربيا وبين لي ما يسحرك فيه ..

ـ كل بلادنا العربية ساحرة.. سأعدد لك مظاهر ذلك السحر .. ولتعيدها أنت لمنشئها :
أولاـ الطقس الساحر .. ستجد في بلد واحد وفي ذروة حرارة الصيف .. أمكنة تجلس بها وأنت ترتجف من البرد وعلى بعد عشرين كيلومترا ستقتلك الحرارة العالية .. هذا ستجده في سواحل شرق المتوسط وسواحل البحر الأحمر وعلى سواحل المحيط الأطلسي ..أليس هذا بسحر؟
ثانيا ـ تجد في قلب أكثر من عاصمة عربية مسجدا عمره زهاء ألف عام ترفع فيه الأذان ويزوره آلاف المصلين وعلى بعد عشرات الأمتار تتعرض للنشل و السرقة .. أليس هذا بسحر؟
ثالثا ـ جرب افتح قنوات التلفزيون .. ستجد في قناة داعية معمم يتكلم الفصحى وفي القناة التي جنبها راقصة نصف عارية .. والسحر بأن ملكية القناتين لنفس الجهة ..

ـ كفى .. كفى، إذا كان هذا هو مفهومك عن السحر فبلادنا ساحرة بكل تأكيد!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .