العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الفرط فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النطفة فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: انطلاق ثورة كردية ضد الاحزاب الحاكمه شمال العراق (آخر رد :اقبـال)       :: الرد على مقال لماذا الاسم الحقيقي لأبو الهول هو مقام إبراهيم؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الدراية في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاول من كانون الاول يوم الشهيد العراقي (آخر رد :اقبـال)       :: العوج فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: السودان زوجة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الدرك في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 28-08-2007, 05:06 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المطيرجية


كان الضجيج الذي يصدر عن ارتطام أحجار (الدومينو) بأسطح مناضد المقهى، يشكل إيقاعا متبادلا مع خشخشة مكعبات الزهر (النرد) للجالسين في المقهى، وكانت أحاديثهم المتداخلة تجعل من يستمع لها عن بعد كأنه نسي محرك الراديو متوقفا عند محطة فارسية، لا يفقه مما يقولون شيئا ..

لكنه ما أن ولج باب المقهى حتى اختفت كل الأصوات، وكأن آمرا قويا قد طلب من الجميع التوقف عن الحركة، فمن رمى قطعتي الزهر أبقى يده متوقفة في اتجاه الرمية، ومن قبض على حجر (دموينو) بقي متمسكا به لا يفلت منه لحين تغيير الأوامر. لكنه هاله منظر عيون الجلساء التي اتحدت في التركيز على مظهره. توقف واسترق نظرة إلى هيئته عل ترتيب (أزرار) بنطلونه أو قميصه قد فتحت وهو لا يعلم، لكن لم يكن شيئا مما ظنه في نفسه .. جلس وطلب قدحا من الشاي.. وحاول ارتشافه وهو في حالة الغليان، ليتخلص من العيون التي تجمدت نحوه .. ترك نصف قدحه دون شرب ودفع حسابه وخرج .. وعندما عاد الى دائرة عمله حيث كان في مهمة، وحدثهم بما جرى، سألوه عن المكان فأجاب، وكان هو أصلا ليس من أهل المدينة، ضحك الجميع وقالوا له : إنها مقهى ل (المطيرجية) الذين يربون طيورا، ولا أحد يدخلها من خارج تلك الهواية

علم ذلك، ولكن الصورة لم تفارقه حتى بعد أن عاد الى بلاده، وافتتح شركة لتربية الدواجن، وعلاجاتها، فكان يعمل معه أحد الأطباء البيطريين، وكان ذلك الطبيب نزقا، ولكنه مستقيم و يبذل قصارى جهده في خدمة من يطلب منه خدمة.

كان السكون يخيم على مكاتب الشركة، بحيث أن الحوار الذي كان يدور بين الطبيب البيطري وأحد المراجعين الذين يسألون عن وظيفة أو مزرعة يؤمن من خلالها رزق أولاده، حيث لم يتناولوا طعاما عليه القيمة منذ أسابيع، والطبيب يحوقل ويعتذر للمراجع، أنه لا يوجد في الوقت الحاضر فرصة ليساعد بها ذلك المسكين، الذي خرج متأملا أن ينجده الطبيب البيطري إذا ما حانت مثل تلك الفرصة ..

وما هي إلا دقائق، وصوت الطبيب البيطري يعلو ويزجر مراجعا آخرا، فخرج صاحب الشركة من مكتبه على صياح الطبيب، فإذا بالمراجع يستنجد به من فظاظة الطبيب، فاستعلم منهما، فبادر الطبيب بشرح ما حدث وربط الحالتين، فقال أناس لم تجد لقمة تطعمها لأولادها، والأفندي يطلب مني علاجا لكناري مصابا بالإسهال!

كانت حالات المراجعة لمربي الطواويس و الحجل وطيور الزينة، تشكل مادة لطيفة لمن أراد أن يتابعها .. خصوصا مع ردة فعل الطبيب البيطري، الذي كأنه نذر حياته أيديولوجيا لخدمة عمل منتج لا عمل (المطيرجية) الهواة!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-10-2007, 12:51 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

التردد على المقاهي

أين ذهب الموظف الفلاني؟ الجواب: (رَوَح) .. الى أين أنت ذاهب؟ .. أريد أن (أروح) .. ويبدو أن رَوَح تختلف عن (راح) .. إذ أن راح تعني ذهب وابتعد .. أما (رَوَح) فتعني العودة الى البيت أو الى نقطة الانطلاق. وهي آتية من طلب (الراحة) .. حيث تكون في البيت أكثر من غيرها .. فلذلك تجد الناس يرددون: لا أعرف ارتاح إلا في بيتي .. لا أعرف أن أنام إلا في بيتي .. لا أستطيب الطعام إلا في بيتي ..

لكن أحياناـ وهي على ما يبدو الأكثر ـ يقابَل من يعود للبيت، بسلسلة من ملاحظات بسيطة (هكذا تبدأ) .. لو سمحت تحضر (السباك) ليصلح مجاري المطبخ .. هل علمت؟ أخوك (دعم) بسيارته ابن (فلان) وقد أوقفته الشرطة .. لا أدري هذا الولد حاله لا يعجبني لو تأخذه لطبيب .. ألم تلاحظ أن طلاء البيت أصبح قديما .. زوجة فلان (طهرت) ابنها، أحضر لي هدية حتى أقوم بالواجب .. عندها سيكون الخروج من البيت هو (الراحة أو الترويحة) وعندها يقال لمن خرج من البيت (روح) ..

غالبا ما تكون المقاهي هي المكان البديل للبيت، لكن ما الذي يجعل المقهى أكثر راحة من البيت؟ فالشاي أو القهوة أو أي مشروب، لن تتفوق في أي حال من الأحوال على تلك التي تُصنع في البيت، والهواء الذي ينتشر في المقهى مشبع بدخان التبغ المنبعث من أفواه الزبائن أو (آراجيلهم ) ..

الراحة ليس لمفرداتها مواصفات قياسية، فأحيانا يرتاح من يشارك في وجبة مكونة من الخبز اليابس والماء .. ولا يرتاح فيما لو تناول أفخر الأطعمة مع جليس غير مريح .. وأحيانا يكون تقلب الوجوه والضجيج هو ما يبعث الراحة .. ففي مجالس العزاء لكثرة الناس وحركتهم في القيام والجلوس والهمس وحركات المجاملة، ينسى ذوي (المرحوم) همهم .. وهذا ما تؤمنه المقاهي لروادها .. ضجيج مطلوب .. حركات مطلوبة .. هذه هي الراحة ..

من المقاهي تكتسب بعض الخصال التي لم تخطر على بال من يرتاد المقاهي أن يكتسبها .. فما أن توضع (السفرة) حتى يتراءى لصاحب هواية الجلوس بالمقاهي .. أن (الصحون) تتشابه في ترتيب قطع الشطرنج .. فإن تقدم نحو صحن لتناول (لقمة) استذكر تلك الحركة في تحريك (الفيل) .. وأحيانا عندما يفرغ أحد المواعين من الطعام يقفز مصطلح (قطش) وهو تعبير عندما ينفذ لون من أوراق اللعب (ديناري، سنك، كبة، بستوني) .. في لعبة (الطرنيب) ..أو (التركس) ..

هكذا تصبح المقاهي في بعض الأحيان مرجعا خلقيا وسلوكيا وحتى سياسيا، فأكثر من محاولة تغيير حكم أو إنشاء حزب أو بناء أمة تنطلق من مقهى .. كما تنطلق ورشات البناء للبيوت من المقاهي ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-11-2007, 01:41 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

السفر والهجرة

لبيت تخفق الأرياح فيه ... .. أحب إلي من قصر منيف
هكذا عبرت البدوية التي رفضت أن تقيد حركتها، حتى لو كانت في قصر منيف، ولم تكن المفاضلة بين القصر وبيت الشعر من حيث فخامة البناء ووجود الخدم وبين خيوط من شعر الماعز نسجت بشكل لتحجب بعض ضوء الشمس. فالتفضيل بهذه الحالة كان لا بد أن يكون لصالح القصر، بل كان بيت الشعر رمزا للحركة والتنقل من مكان لآخر تختلف تربته وما يحيط به من جيران طبيعيين وغير طبيعيين ..

يبدو أن تلك الخاصية الملتصقة في روحية شعوب هذه المنطقة، هي المسئولة عن كثير من المظاهر الحضارية بمختلف أشكالها، السياسية والاجتماعية والثقافية. فلا يمكن التعرف على حدود دولة قامت في هذه البقعة على وجه الدقة فانكماشها واتساعها المستمرين لهما علاقة بهجرة أبنائها وحركتهم والتفافهم حول مركز الدولة أو رفضهم لها .. واستمر الصراع على الحدود حتى بين الأشقاء حتى هذا اليوم ..

لكن ما هو السر وراء رغبة الناس في تغيير أمكنتهم وانتقالهم من مكان لمكان؟ هناك من يعزو ذلك لندرة المياه الصالحة للشرب. وهناك من يعزو ذلك لمجاورة الصحراء وقربها الحثيث من أي حاضرة من حواضر هذه المنطقة، ومجاورتها تعني التأثر الكبير بطبيعة المكان وسرابيته ولا نهايته، فتصطبغ سلوكية الأبناء بصبغة المكان، حتى أحلامهم وسعة أفقهم وهواجسهم تتأثر بالمكان ..

تبدأ نواة الرغبة للهجرة والتنقل، منذ الصغر، فالخروج من البيت هو انتقال الى جو أرحب وهو محاولة هجرة وسفر، والتجول في شوارع البلدة و الاقتراب من مدارس البنات هو رغبة دفينة في التعرف على ما هو جديد. وهذا ليس له علاقة بوفرة الماء و الغذاء، وهو الذي يدفع بعض أبناء الموسرين للتنقل في عواصم العالم والإقامة فيها، ليس طلبا للرزق بل للتخلص مما يشعرون أنه يذكرهم بمكان بعينه ..

ويشاركهم في ذلك أبناء الفقراء، الذين يبررون هجرتهم بطلب الرزق، ولكنهم غير صادقين، حيث أن ما يقومون به من أعمال في بلدان المهجر، ممكن القيام به في بلدانهم، فعندما يحل من ينظف المطابخ والفنادق من جنوب شرق آسيا في بلادنا، فإنه حل محل من ذهب لينظف المطابخ والفنادق في أوروبا ..

وتفسير ذلك يأتي من ثنائية دقيقة تتعلق بتوكيد الذات وإنكارها، فلو اقتربت من راعي يرعى الأغنام قرب حقل أو بستان، وكان قد أخرج أغنامه منه للتو، وسألته عن اسمه واسم عشيرته لن يجيبك حتى لو أشهرت بوجهه السلاح، وعدم الإجابة هنا تتعلق بتحميله وزر اقترابه من الحقل، فيضع التخفي هنا كخط دفاع أول للتهرب من تبعية مساءلته، لكن ـ وفي مكان آخر ـ لو ذكر اسم وزير أو قائد جيش يرتبط باسم هذا الراعي في العشيرة، فإنه يقرب المسافة بين صلته بقربه بطريقة الاختزال السريع، حتى يتهيأ لمن ذكره أن أهمية ذلك الوزير آتية من كونه قريبا لهذا الراعي ..

فالانتساب لعلية القوم، رغبة دفينة عند الكثيرين من الناس، والتنصل من التقرب من سفلة القوم هو كذلك رغبة الكثيرين من الناس .. وكما أن علية القوم يكتسبون شرفهم مما يقومون به من أعمال أو مراكز سياسية أو علمية أو اجتماعية، فإن أعمالا سيئة أو هي بنظر من يقوم بها أنها كذلك، ستجعله ينكر هويته وحتى القطر الذي ينتمي إليه .. وهذا ما يجعل الناس الذين يتعاطون الخمر لا يرتادون خمارات قريبة من مدنهم.. وقد يترفعون عن الغناء والرقص في أفراح أقاربهم، لكنهم قد يرقصون مع غانيات في أوروبا، ولكنهم لن يجيبوا عن جنسيتهم فيما لو سألتهم تلك الغانيات عن أقطارهم التي ينتمون إليها، فإن كان أدائهم سيئا مع تلك الغانيات، فإن كان أحدهم من قطر معين فسيجيب أنه من قطر آخر غير الذي ينتمي إليه.

إنها ميكانيكية معقدة، وتحدث في الهجرة والتنقل الداخلي في نفس البلد، فيكون ابن مدينة أو ريف قد تعرض لمسألة شرف في أسرته ولم يحلها ضمن التقاليد السائدة في منطقته، فإنه سيختار مدينة أو بقعة بعيدة عن بلدته الأصلية ويحذف واحدا أو اثنين من عناصر اسمه الرباعي حتى يتخفى من أعين الناس.

ومن يأخذ عائلته بسيارته، ويبتعد في السهول أو الجبال ليشوي لحما أو يحمل معه طبخته التي أعددتها زوجته في البيت ليأكلونها في تلك البقعة، تنبع هي الأخرى من (هوى) التغيير و التنقل .. فلم يتغير طعم اللحم من البيت الى الجبل، ولكن الشعور بتغيره هو ما حدث ..

كان يتم في روسيا قبل انهيار الاتحاد السوفييتي تخصيص غرفتين للأعزب في سكنه، فإن تزوج أعطي شقة من ثلاث غرف، وان جاءهم طفل تم نقله الى شقة من أربعة غرف، كانت هجرة مستمرة من مكان لمكان، وقد يكون هذا سببا من أسباب انهيار الاتحاد السوفييتي!

أترانا لهوايتنا التنقل والهجرة، والتي لم تقتصر على المكان بل على العمل والفكر، حيث يغير أحدنا عمله في حياته عشرات المرات، ويغير حزبه وفكره وولائه، وبيته ومدينته وملبسه و عاداته، أترانا لم نهتد الى طريق التطور؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-11-2007, 04:50 PM   #4
على رسلك
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: في كنف ذاتي
المشاركات: 9,019
إفتراضي




مساء الخير أيها السهل الخصيب


اسمح لي بمشاركة قد تفهم على أنها دعابة ..ولكن انا جادة تماما فيها


لدي هواية غريبة ..ولكن قد لازمتني منذ صغري ....وهي مراقبة وتتبع حركات وسير النمل


قد اجلس ساعة اوساعتين وأنا اراقبها ..وااتتبعها.سواء ما كان منها على الجدار او في الحديقة أو

تمشي على الأشجار ،،اراقب صغر حجمها وضعفها ..وكيف أن لها قرية خاصة بها

استغرب قوة صبرها وذكائها واتخيل عالمها ومساكنها كيف تكون ..اتذكر تلك النملة

التي تبسم منها سليمان عليه السلام


امور كثيرة وافكار تتحرك لدي اثناء متابعتي للنمل


دمت بخير
__________________






شكرا أيها الـ...غـيـث
على رسلك غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-12-2007, 02:15 PM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة على رسلك

ذات يوم، جلست أرقب بيتا من النمل، وحركة أفراد طائفة ذاك البيت، ولا أريد أن أذكر ما أعرفه الآن .. لكن خطر ببالي أن أرمي عودا من الثقاب المشتعل قرب فوهة البيت (المملكة) .. فتطوعت مجموعة من النمل للاندفاع نحو عود الثقاب وأطفأته بعد أن ضحت بأرواحها (استشهدت) ..

راقت لي تلك اللعبة فأخرجت قطعة من منديل ورقي فأشعلتها ورميتها قرب بوابة المملكة، فهالني ما رأيت، حيث اندفعت مجموعات أكبر من المرة الأولى، وأطفأت المنديل ـ مخلفة كمية هائلة من الضحايا ـ لكن وجه الغرابة كان حينما فرت مجموعات من النمل اتقاء لوهج النار، فتبعتها مجموعات أخرى وقتلتها ومزقتها شر تمزيق، وكأنه قانون عند النمل لإعدام المنهزم من ساحة الواجب ..

هذا ما شاهدته بأم عيني

احترامي أختنا
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-12-2007, 02:16 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

جمع التوافه ..

أسلفنا أن ميكانيكية نشوء الهوايات تخضع لعوامل معقدة، لا يستطيع أي كان تفسيرها.. فمن يردها للحالة الفسيولوجية للهاوي قد يكون يصيب جزءا من الحقيقة ومن يردها للعامل المادي أو الاقتصادي قد يصيب جزءا من الحقيقة. وسيكون النموذج التالي استثناءا غريبا للدوافع السابقة ..

كان رحمه الله ـ صاحب الهواية ـ يملك من الأراضي ما قيمته في الوقت الحاضر حوالي 30 مليون دولار .. لكنه كان ينظر لتلك الممتلكات كوديعة لا يمكن التفريط بجزء منها مهما بلغت درجات الحاجة لديه ..

كانت مساحة بيته الريفي تزيد عن 5 آلاف مترا مربعا، اقتطع منها حوالي ثلثها وأقام على تلك المساحة سياجا عاليا واحتفظ بمفتاح بابه لنفسه، وعندما توفي فتحوا الباب فوجدوا مئات الصفائح الصدئة وأواني قش مهشمة الأطراف، وأباريق من الزنكو والتوتيا لا يمكن الاستفادة منها لحفظ تراب ناعم، وقطع من طوب بناء مهشمة، وبعض العصي المكسرة وقطع من أنابيب لا يزيد طولها عن الشبر، ومسامير محنية وأسلاك صدئة وأي شيء يمكن أن يصادفه من يمر من جنب (مكب للنفايات) ..

كان جاره الذي كان يزودنا بطرائف المرحوم، يسهب في شرح الدوافع ـ على طريقته ـ وقد كان يرسم صورة كاريكاتيرية عنه وعن تفسير تلك الهواية ..

فقال: لقد مات وهو (يقصدر : يتمشى) في أملاكه، وعندما نسأله: كيف؟ يقول : وجدوه ميتا تحت شجرة زيتون تبعد 3 كم من بيته .. والمسافة بين بيته ومكان وفاته من ملكيته .. ثم يتحدث عن سور مخزن التوافه فيقول : كانت مواد بناء السور من عناصر لا تلتقي مع بعض إلا في حالته، فتجد قطعة حجر التقطها أثناء سيره، وبجنبها عبوة بلاستيكية لزيوت محركات، وبجنبها قطعة ماتور سيارة يثبتها بواسطة الطين. كانت قطع السور تساوي عدد أيام عمره، فهي كالحفر في غرف المساجين المحكومين بالمؤبد، ولكن المساجين كانوا يحفرون بأداة حادة، والمرحوم يستعيض عن ذلك بقطع يصادفها بالطريق (الكلام لجاره)

كان أولاده إذا اشتهوا شيئا من الحلويات يحملون ماعونا به زيت زيتون من منتجاتهم ويستبدلونه من الدكان ببعض الحلوى، راجين صاحب الدكان ألا يفشي سرهم ..

قال: تبعتهم بسيارتي بعد وفاة والدهم بشهر، وقد ركبوا سيارة (داتسون) قد تكون أول نموذج تصنعه الشركة، كانت لأحد أبناءه الموظفين في إحدى الشركات. ويضيف: كنت أريد التأكد من أن الأسرة ستتحرر من بخل وشح والدها المتوفى، فتوقفت السيارة قرب (كافتيريا) فحافظت على مسافة تسمح لي بمشاهدة ما سيجري دون أن يلحظوني .. وكانت المفاجأة أن سائق السيارة الابن الأكبر قد أحضر (سندويش فلافل) في حين كان بالسيارة ثمانية من أعضاء الأسرة .. ويضيف: تساءلت، هل اشتروه ليضعوه نموذجا للتبذير؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .