العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الطرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الثالوث فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطبع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رقص و قذارة سفيرة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخنق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلمة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 12-09-2007, 12:52 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفَلَتَان :

بفتح الفاء واللام والتاء .. وهي على وزن دوران ويرقان .. وهي صفة يطلقها المجموع على الفرد أو الفئة القليلة التي تبتعد عن نهج المجموع، ولا تعتبر صفة رديئة إلا إذا كانت تعاكس المجموع بمنظوماته المختلفة العقائدية والسلوكية .. فكان الأنبياء بنظر الكفار فالتين كما يعتبر اليوم الكفار والمارقين فالتين في نظر جمهرة المؤمنين ..

وفلت الخروف أو الجدي من حظيرته، أي شرد عنها ولم يعد تحت سيطرة صاحب القطيع، ما لم يتم الإمساك به، وفلت البرغي من الماكنة، إذا ارتخت أواصر ربطه بالآلة أو قاعدة ربطه .. وانفلت السجين من قبضة سجانيه إذا تم ترتيب هروبه من أسره ..

وأمة فالتة، أي أمة أنها في حالة شرذمة، تجد كل فئة قليلة منها أن بقاءها ضمن المجموع لا طائل من وراءه .. فتتنسل أي (ينبرط ) و (ينفرط) التحام خيوط نسيجها أو أليافها التي كانت تتحد في شكل حبل (غليظ) لتتحول الى (فتائل) ضعيفة لا تقوى على حمل (دلو) ماء .. فتنقطع من رفع أي ثقل مهما كان وزنه ضئيلا ..

والانفلات غير التحلل .. فالتحلل يتم بفعل خارج عن إرادة الوحدة المتحللة، كتحلل قطع اللحم بفعل البكتيريا والكائنات الداخلة في أنسجة الجسم دون أن يستطيع أن يتخلص منها .. في حين أن الانفلات يتم بإرادة الوحدة المنفلتة ورغبتها وتهيؤها لذلك، فالبرغي ينفلت لميله بحركته البطيئة والدءوبة في الابتعاد عن المحور أو القاعدة التي يرتبط بها ..

والانفلات قريب من الانشقاق، لكن الانشقاق يتم بفعل التغير في عوامل الجو فبين حرارة عالية جدا و برودة واطئة جدا تتصدع الجبال و تتشقق الأرض، وتتحول الى ذرات من الغبار .. وهكذا يتم في حالات الأمم فبين انتصار باهر وهزيمة منكرة، تتشقق الجماعات طوليا وعرضيا، ويتحول الأفراد كذرات الغبار لا يربطهم رابط ..

والانفلات قد يحدث في النفس الواحدة، فترى المرء يتكلم كلاما منفلتا عن سلوكه، ويسلك سلوكا منفلتا عن عقيدته .. وقد ترى الشخص في عينات مختلفة من الوقت وكأنه عدة أشخاص .. فبين عشيرته ستجده ملتزما بما تقول العشيرة ويمارس الثأر والحقد العشائري و ترشيح أحد أبناء العشيرة المغفلين للبرلمان ومنحه الثقة والصوت والمؤازرة ضد من هم أفضل منه من أبناء الوطن الآخرين .. وفي لقطة أخرى ستجده يتكلم بالتكنولوجيا و الديمقراطية و التعددية و الإسلام و حقوق الإنسان و الحريات العامة للمرأة .. وإن سمع صوت امرأته وهو يتحدث لضيوفه في تلك المسائل، فإن امرأته ستكون عرضة للطلاق بعد خروج الضيوف ..

انه الفلتان من مجموعات معقدة من المنظومات الخلقية التي تكونت بمرور الوقت، لتتوارثها الأجيال و تعطيها لأفرادها ليجد الفرد منهم في زمننا أنه أمام امتحانات كثيرة، رسب فيها جميعا ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-09-2007, 12:17 AM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الشراهة

إن برتقالة واحدة قبل الأكل أفضل من ست برتقالات بعد الأكل أو قبله .. حقيقة علمية معروفة، كون الكمية التي يحتاجها الإنسان من فيتامين C معلومة وموجودة في برتقالة واحدة، ومع ذلك هناك من يتناول المزيد .. كما أن الرجل الذي يعمل ثمان ساعات بعضلاته يحتاج الى 3000 سعرة حرارية، هناك من لا يعمل ثمان دقائق ويتناول غذاء به 10آلاف سعرة حرارية .. هذه الشراهة بأبسط معانيها ..

وقد تكون الشراهة آتية من تحريف كلمة (شراها) أي اشتراها ووضعت التاء المربوطة في نهايتها لتمييزها عن عملية الشراء بالمال ف (الشراهة) هي الشراء بغير مال .. أو هي الشراء بالمال المكتسب بغير تعب .. فعندما كان العامل يذهب للمحجر ليمضي كل نهاره في استخراج الحجارة من أجل بيعها بثمن قليل يؤمن له بعض احتياجاته اليومية، فإن شراءه لحاجاته سيكون مدروسا ومراقبا من قبل عضلاته التي تعبت في تحصيل المال القليل، وكذلك فإن شهيته للطعام ستكون مقننة ومراقبة من جهازه العصبي المركزي الذي تأذت أطرافه من آلام استخراج الحجارة .. فعليه سيكون محتشما في صرفه وأكله .. وسيكون لهذا الاحتشام وظيفة تاريخية وضرورة تاريخية أيضا في ملف سير حياة الإنسان ..

وستكون الشراهة عند أناس تتم دعوتهم على (بوفيه مفتوح) فمن يراقب سلوك بعضهم، سيجد أنهم يقبلون على الطعام، كإقبال الأغنام التي نسي راعيها وحراس الحقول أن يمنعونها من الاقتراب من الحقل .. فما أن تحل بحقل من القمح أو العدس، حتى تكون قضمة إحداها تعادل عشرة أضعاف قضمتها عندما تعلم أن هذا الطعام قد تم تخصيصه لها على وجه التحديد ..

هل هذا شر؟ تكون الإجابة : أها .. شر أو شر أها .. فتحولت مع الزمن الى شراهة ..

إن الموظف المرتشي والذي يكون في منأى عن مراقبة ومحاسبة الآخرين له، سيكون سريعا في التهام ما عند المراجعين من مال وهدايا! ( يا عيني على الهدايا) ..

كما أن التاجر الذي كان يربح عشرة بالمائة عندما كانت الأسواق منتظمة وتوارد البضائع بها يتم بسلاسة، سيتحول الى كبش يلتهم عشرة أضعاف ما كان يربحه في الأحوال العادية ..

إنها الشر .. اهة .. نعم
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-09-2007, 06:35 PM   #3
خاتون
مشرفة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 489
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
الشراهة


هل هذا شر؟ تكون الإجابة : أها .. شر أو شر أها .. فتحولت مع الزمن الى شراهة ..


إنها الشر .. اهة .. نعم

أسعدك الله يا ابن حوران
وصح فطورك
خاتون غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-09-2007, 10:50 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الإدعـــــــاء

لا أحد يعلم، لماذا ينظر الناس بعدم ارتياح لهذا المصطلح، رغم أنه في عينة من الوقت يبدو وكأنه يخفي وراءه أهدافا نبيلة .. فالادعاء العام هو ما يمثل نظام الحكم في فرض القانون، وممثل الإدعاء العام هو الذي يستجوب ويطالب بأقصى العقوبات بمن يقع بين يديه من مجرمين أو مشروع مجرمين ..

وفي أبواب المحاكم والدوائر الرسمية، تجد أشخاصا يجلسون وأمامهم مناضد، تم رص الكثير من الأوراق غير المصقولة بعناية وغير المرتاحة من كثر تقليبها بين فترة وأخرى بواسطة أصابع (مُدَعِي) يزعم أنه يستطيع تكييف أي قضية، وعرضها أمام المسئولين بعدة سطور غير مهمة، لكنها تكتسب أهميتها من (حمى بال) من يطلبها، فإنه يصبح أسيرا لهذا الدعي الذي يستوجبه : اسمك .. أمك .. فصيلة دمك .. رقمك الوطني .. ما هي أكلتك المفضلة! الخ .. ويكتب بخط قبيح، يكتسب أهميته من ذعر صاحب (الاستدعاء) .. ثم يطلب من هذا المسكين أن يناوله أجره الذي يساوي ألف مرة قيمة الورقة التافهة وحبرها الجاف!

وفي جلسات النقاش، تصطدم بأشخاص، أصواتهم عالية، لا يتركون المجال لمن يجلس معهم أن يتحدث، وإن تحدث فإن هذا المدعي سيقاطعه قبل أن يكمل جملته (أعرف هذا أعرفه!) .. ليأخذ نوبة أخرى من (الزعيق) والحديث الممل .. ولا ينسى أن يحسم أمر حديثه بعبارات يبتدئ بها الحديث مثل : (إن لم يعمل الناس كذا فاقرأ عليهم السلام) .. وأحيانا يحاول تقسيم حديثه للاسترسال فيقول: المسألة تقسم الى أربعة أقسام فيذكر اثنتين منها ولن يستطيع تكملة الأربعة حتى لو استعان بصديق أو بالجمهور .. فيضطر لحذف اثنتين! وأحيانا يحدد أن الموضوع يقسم الى ثلاثة أقسام .. وتحل البركة في تلك الأقسام فتصبح ستة، فيضطر لتقسيمها الى (أ ، ب) .. لماذا؟ لأنه دعي ومدعي وآفاق ..

إن من يتفحص (بؤبؤي) عيني أي مدعي، سيجدهما لا حدود لدوائرها، ويتهيأ لمن يركز فيها، أنها أكثر من دائرة تم لصقها على بعض بعدم إتقان .. وأحيانا تبدو ملامح تعبير عيني المدعي غير متجانستين، فعين ودودة طيبة، وعين شريرة تشتم من تنظر إليه ..

إنه الإدعاء والعياذ بالله .. إنه أخطر ألف مرة من الجهل ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-10-2007, 09:42 PM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

سَلبَطَة :

لنستعرض هذه النتف من المشاهد التي تدلل على المصطلح :

القاضي للمشتكي: ولماذا أخذ منك النقود؟
المشتكي : سَلبَطَة يا سيدنا القاضي ..
********
الأول يسأل الآخر : لماذا هذه العشيرة تصر على ترشيح فلان للبرلمان؟
الآخر: سَلبَطَة .. يعتقدون أنه لا يمكن أحد أن يقوم بمنافسته ..
***
الأول يسأل الآخر: هل تعرف لماذا غزت أمريكا العراق؟
الآخر : سلبطة .. ليس لهم أي حق ولا أي مبرر ..

لنرى من أين جاء هذا المصطلح والذي يعني البلطجة والعنتكة وأخذ القوي لمال الضعيف .. واحتلال العدو أرض الغير دون وجه حق ..

لو قمنا (على طريقتنا) بتفكيك المصطلح .. سنجده مكون من قسمين: الأول هو (سل) والثاني (بطة) .. وهو مرض شبيه بانفلونزا الطيور .. يصيب البط بالذات .. وكون الناس يشتهون البط ويسمون الفتيات أحيانا باسم البطة .. ويسمون صنف من السيارات باسم (البطة) .. فإنهم ما أن يروا (بطة) سرعان ما يقتربون منها ليكونوا على تماس معها ..

فالانبهار بالمحتالين، الذين يتقنون تزيين أنفسهم ليبدون كالبط في جذبهم لمن يشتهيهم .. يجعل الناس سرعان ما يقتربون منهم للتعامل والإصغاء وهذا يجعلهم يقومون بمصافحتهم وتقبيلهم في بعض الأحيان حتى ينتقل ميكروب (السلبطة) للمتعاملين ويصبحون فرائس سهلة للمحتالين ..

أليس هذا ما يحدث لمن يرغب بالربح السريع، ويكشف عن قدرته المالية للمحتال الذي سرعان ما يستولي على كل ما تملكه ضحيته ..وما يحدث مع الدول النامية التي تركن للغرب، وتسلمه أسرارها و مفاتيح كنوزها عن رضا ليستولي في النهاية على ما تملك ..

وبالتالي تصيح الضحية وتقول : إنها (سَلبَطَة) .. وأظن أنها بقدر ما هي صفة رذيلة وسيئة عند المحتال .. فحالتها أكثر (رذالة) عند من يُمَكِن المحتال من ممارسة (السَلبَطَة) عليه ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-11-2007, 12:05 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

التلبيد (زم)

التلبيدزم Telbeedesim

طبعا عندما كتبتها وضع (مصحح اللغة) خطين أحمرين تحت اللفظ العربي والإنجليزي على السواء .. فهو مصطلح منحوت، أو نظرية قائمة ولكنها لا تدرس في المدارس وليس لها مبشرين .. ..

فالتلبيدزم آتية من جذر لبد ، وهي تعني الكمون والكمون هنا ليس صنف البهارات المعروف ، بل من كمن أي نصب كمين لمن يريد اصطياده .. وأحيانا يقال بالأخبار ( تعرض موكب فلان لكمين ) ..

لنعد الى التلبيد (زم) .. فتلبدت السماء بالغيوم .. أي اختفت السماء عن عيون ناظريها بسبب الغيوم .. فهي ملبدة ..

وأحيانا تذهب الى أحد البنائين ليبني لك بيتا ، وتحاول أن تستفسر عن الأسعار وغيرها .. فيبتسم البناء ويقول : ( ما راح نختلف ) و ( من العُب الى الجِيبة ) ونحن أخوان الخ .. وعند المحاسبة ، تتصاعد نقاط الاختلاف من السهلة الى الأصعب حتى تصبح مشكلة بل أزمة بل قضية كبرى .. هذا بسبب لجوء مقاول البناء الى نظرية التلبيدزم ..

وهذا يحدث مع الخياط و الزوجة و المطعم الخ .. كله بسبب التلبيدزم ..

وأحيانا تلجأ إليها دوريات المرور، فتنصب جهاز (رادار) لمراقبة من يتجاوز السرعة المقررة من السواق، فيكتشف السواق الذين يأتون من الجهة المعاكسة، فيعطون إشارات من مصابيح سياراتهم لمن يقابلهم من السواق، حتى ينتبه ويأخذ حذره كي لا يتعرض لعقوبة المخالفة.. فانتبهت الشرطة للسواق الذين ينبهون غيرهم ففرضت عليهم غرامات لسلوكهم هذا الذي يفسد عليهم كمائنهم أو ساحات (تلبيدهم) ..

ومن الطريف في هذا المقام أن أحد الأصدقاء كان يعلق ذات يوم على موضوع مخالفات السواق، وكان وقتها أن (سنغافورة) قد ابتكرت طريقة للمخالفين بأن تجبرهم على تنظيف شوارع المدينة، حيث أنه لم تعد تنفع معهم الغرامات المالية ، فضحك وقال: هذا في سنغافورة .. أما عندنا فإن السائق الذي يوقف سيارته في وسط الشارع ويخفض زجاج نافذة سيارته ليقوم بمحاورة أحد الثقلاء أمثاله والذي يصطف الى جانبه، ويؤخرا السير عدة دقائق، بأنه لم يعد يهتم إذا كانت مخالفته خمسة أو عشرة دنانير، فاقترح أن تنتف شوارب المخالف بواسطة قباضيات توظفهم دائرة السير ..

ومن يدري؟ فإنه لو تطبق الدولة اقتراحه، لتعرضت الى هجوم كاسح بالصواريخ، تحت ذريعة انتهاك حقوق الشوارب! .. وقد يكون الناس مطمئنين لعدم المس بتلك الحقوق، فلذلك يقطعون الشوارع ويقيمون على تقاطعاتها سرادق وخيام ليحيوا أفراح أعراس أبنائهم أو نجاح إحدى بناتهم في الثانوية العامة .. هذا إذا كان لهم سند يخلصهم من تبعية تلك المخالفات، أما إذا كانوا من المواطنين التعساء فإنهم سيكونون ضحية ل (متلبد) استصرخ لهم أجهزة الأمن، ولن ينفعهم عندها ذكرهم لفهارس مثيلاتها من المخالفات ..

في المنتديات، يتلبد بعض المتفيقهين لغيرهم حتى يخطئ في معلومة ما أو خطأ نحوي حتى تنهال عليه الانتقادات والهجوم من كل جانب، المثنى يرفع بالألف و ينصب ويجر بالياء، وأنت قلت كذا وأخطأت بكذا، فيأخذ المسكين بتلمس أوضاعه ويتوارى عن الظهور، وقد لا يكرر فعلته في أي مكان، وكأن اللغة أصبحت شَرَكَاً لإيقاع المخطئين فيها .. ويبقى واحد من كل عشرة آلاف مواطن يتقن استعمال اللغة، ويكتسب جدارته من تلك الخاصية، ويأخذ بالحديث والتحليل والكلام نيابة عن كل الناس، ومن يدري؟ فقد يكون أقل الناس قدرة للتعبير عما يجول في خواطرهم!

إنها التلبيدزم
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-12-2007, 01:11 PM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الاستصغار ..

(استكبرها ولو عجرة ) مثل أو كلام يقال، لحب الناس بكل حصة كبيرة، فيريد تفاحة أو بطيخة كبيرة ويريد مساحة كبيرة من تركة، ويريد وظيفة كبيرة، يريد أن يصبح كبيرا .. وهنا تصبح صفة الاستكبار ملتصقة بمن يسعى لتكبير مساحة حصته سواء كانت الحصة مالا أو نفوذا .. ومن هنا قيل عن القوى الاستعمارية والإمبريالية قوى الاستكبار .. ويقال للذنب الفاحش (كبيرة) وجمعه كبائر ..

بالمقابل فإن الصغر و الصغيرة والصغائر هي عكس الكبر والكبيرة والكبائر، لكن الاستصغار في نظر المستكبرين هو ما يجعله حقيرا وضيعا تافها .. أما في نظر من يُطلَق عليهم تلك الصفة، فهو حكمة و عقلانية و واقعية .. فلذلك يتواصى المتواضعون بقولهم لمن قد يقع بخطأ ( صغرها تسقفها) أي اجعل غرفتك صغيرة أو سطح بيتك صغيرا تستطيع إتمامه والسكن فيه .. ويقولون لمن يرتكب خطأ من هذا النوع ( فحج فحجة كبيرة) أي قفز أو خطا خطوة كبيرة فسقط فانكسر ..

لكن هناك استثناءات بارزة في هذا التقسيم .. فمن يريد الزواج يبحث عن فتاة صغيرة وأنفها صغير .. والساعة الصغيرة أغلى ثمنا من ساعة الحائط الكبيرة، والقطائف (العصافيري) أي الصغيرة أغلى من القطائف الكبيرة (رغم أنها من نفس العجين) ..

قد تكون النظرة الأخيرة في البحث عن الصغير والصغيرة، هي من اختراع المستكبرين أنفسهم، فيريد فتاة صغيرة (ليربيها على يده!) أي ليضمن عدم اعتراضها على شيء، ويبحث عنها من بين عوائل الفقراء ليضمن غياب المناددة .. ويريد ساعة صغيرة ليستطيع حملها أولا، وحتى لا تغطي على أجزاء من جسمه العظيم، وهذا ما نراه في النياشين التي توضع على الصدر فهي من الصغر بمكان، رغم أن من يضعها هو من يشير بوضعها(في الغالب)، ولا أدري لماذا ينفخ من يتلقى النيشان صدره أثناء وضع النيشان. أما الأنف الصغير وحب الناس له فليس له عندي إلا تفسيرا واحدا وهو أن يضمن من يبحث عنه حصته من الأكسجين!

ومن هذا الباب نجد أن أمريكا تتحرش بدول صغيرة لتضمن قدرتها على تحقيق الانتصار عليها، فتهاجم بنما و جرينادا والعراق، وتتجنب مهاجمة الصين وروسيا ..

في حين لا يفتأ المستكبر أن يتباهى بقوته وذكر ضعف خصومه الصغار، ويلصق بهم أسوأ الصفات، فإنه يدعو الله ليلا نهارا أن يحفظ الصغار لأنهم الدلالة الوحيدة التي تثبت كبره!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .