أخي الكريم / المصابر
أراك تردد ( فاتحة الكتاب ، فاتحة الكتاب )
نحن نؤمن بفاتحة الكتاب وبغير فاتحة الكتاب مما جاء في القرآن الكريم
وإيماننا هو الإيمان الكامل بالكتاب دون تجزيء
وبما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
فلم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه دعى على عموم الكفار
وإنما كان دعاءه على قبائل أو أشخاص بأعيانهم
وقصة قدوم ملك الجبال إليه وعرضه عليه أن يطبق على الكفار الأخشبين
فقال له فداه أبي وأمي ( لا .. لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً )
بل انه لما دعى عليه الصلاة والسلام على بعضهم بأسمائهم
نزل قوله تعالى { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } (128) سورة آل عمران
وقد جاء في الصحيح عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال
قيل يارسول الله ادع على المشركين
قال ( إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة )
لأن الدعاء على مجمل الكافرين يخالف مقتضى حكمة الله من بقاء الكفار الى يوم القيامة
بل ان الساعة لا تقوم الا على شرار الخلق، وأيضا سيترتب على هذا تعيطل باب الولاء والبراء وباب الجهاد.
كما أنه ليس للمسلم أن يدعو بالإستئصال على من أمره الله بأن يبرهم ويقسط إليهم
كما جاء في قوله تعالى قال تعالى يقول الحق تبرك وتعالى : { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (8) سورة الممتحنة
فكيف يدعو المسلم على زوجته الكتابية بالهلاك مع أن الله تعالى قد أذن له في نكاحها
وامتن عليهما بقوله تعالى { وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } (21) سورة الروم
أم كيف يستقيم أن يدعو الولد المسلم على والديه بالهلاك ان كانوا كافرين
والله جل وعلا يقول عنهما { وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا } (15) سورة لقمان
لأن الدعاء على عموم الكفار يشملهما
فهل هذه هي المصاحبة بالمعروف ..؟؟
يقول الشيح محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وجمعنا به في مستقر رحمته :-
في شرح كتاب التوحيد عند باب قوله تعالى {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } (191) سورة الأعراف
أماالدعاء بالهلاك لعموم الكفار فإنه محل نظر
ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك ، بل قال:" اللهم.. عليك بهم، اللهم .. اجعلها عليهم سنين كسني يوسف"
وهذا دعاء عليهم بالتضييق ، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه
فالمهم أن الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه.
وقال الإمام ابن تيمية ( 8/336 ) :- ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لايؤمن من قومكإلا من قد آمن
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله :- المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت يدعو على الكفار خص المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم ، فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار.
نشر ذلك في ( مجلة الدعوة العدد1869ـ 16 رمضان. )
والله أعلم وأحكم