رغم قلة المطلعين و المشاركين وتقديرا لشيخ الشهداء ولصاحب القكرة السيد عبدالرازق
الذي كان دائما صاحب أفكار رائعة وجميلة و مفيدة أقدم هذا النثر : ـ
إلى شيخ الشهداء
يا شيخ الشهداء الأحرار
يا صحوا يتذرذر من كل الأحداق
أزهرت بإحساسي الثار
فلولا خيانة عملاء أشرار
ما وصل جراتسياني الدار (1)
وغياهب صحراء نار
ما عرف الكفرة أو كمبوت (2)
أو تاقرفت الأحرار. (3)
يا شيخ الشهداء الأحرار
لو عرفوا ، يا سيدي يا عمر المختار
يا من حملت القمح
العسل ، السمن ، التمر
جعلت الأخرس يسمع " علما " (4)
الأعمى يبصر نورا
الميت يزرع أديم الأرض بذورا
لتمنى تقبيلك كل الأحرار.
يا سيدي يا عمر المختار
ما الفعل إذا شبّ الجواد ؟
و إسماعيل طوقت عنقه عدالة الحبال
و عائشة ، سجينة الأسلاك لا تجد الكلام
و الحزن يرسم في الكون و الأيام ،
و العيون و الوجوه و الغيوم و الأشجار
و أنت سافرت و لم تسافر.
يا سيدي يا عمر المختار
أنت في رائحة الإكليل
و العرعار و الشيح و الزهور
في الأرض في الصخور في زقزقة الطيور
في ندى الأسحار
في مآق العين ، و رنة أساور الحرائر
في قلب كل مؤمن ، سلاح كل ثائر.
يا سيدي يا عمر المختار
يا من سكنت القلب
و الوجدان و الفؤاد و الأحداق
يا من سكنت الأرض و التاريخ و الأيام
هل يولد الرحم صدى إسمه
يرعب الجنود و الكفار.
________________________________________
(1) جراتسياني : الجنرال الإيطالي الذي قاد الحملة الإستعمارية على ليبيا بعد كانيفه ( أول جنرال إيطالي قاد الحملة العسكرية ).
(2) كمبوت : قرية صحراوي ليبية تقع في الجنوب الشرقي لليبيا بواحة أوجله.
(3) تاقرفت : قرية ليبية تقع جنوب مدينة سرت.
(4) علما : العلم بفتح العين و اللام و تسكين الميم ، نوع من الزجل الشعبي الليبي.