أخي الفاضل أبا عبد الله
يُهيئ إلي أحيانا أن التسمم في الأجواء يعيق الحركة، ويعطل التفكير، ولو تمت المقارنة بين عهدنا وعهد الصحابة رضوان الله عليهم، لوجدنا أن نقاء أجواءهم كان هو السند الأكبر لهم في إنجاز ما أنجزوه بسرعة هائلة، وروح وثابة فإيمانهم الطاهر بعقيدتهم هو ما كان يدفعهم لأن يقوموا بما قاموا به بهمة عالية.
في الوقت الحاضر تمتلئ مكتباتنا بكتب الفقه والفلسفة والشرح والتفسير والشرح على الشرح، وتغص ساحات أمتنا بكليات الشريعة وحملة الدكتوراه في علوم الدين والآلاف من الداعين ومئات الألوف من الوعاظ، وعشرات أو مئات من الأحزاب والجماعات الإسلامية، وهذا وضعنا لا يرضيك ولا يرضي الآخرين.
في حين كان المجاهدون في صدر الدولة الإسلامية، بالكاد يحفظون بعض الآيات، خصوصا أولئك الذين جاهدوا واستشهدوا في السنين الأولى لنزول القرآن وبداية بعث الرسول صلوات الله عليه، فلم يفعلوا ذلك لأنهم تتلمذوا على أيدي كبار الشارحين للقرآن والسنة. كان يكفيهم إيمان صادق بالله ورسوله، وتحركهم غبرة سنابك الخيل في سوح الوغى ليتحول أحدهم الى ما يعادل مئة ألف من أبناء المسلمين في هذه الأيام.
فالقضية تحتاج إيمانا طاهرا مطلقا، وهمة عالية للحركة.
تقبل احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
|
النمط الشجري
