العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقولات الباحث عن الحقيقة المنسية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخشوع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي» (آخر رد :رضا البطاوى)       :: موت الموت الرباني (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحيلة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضيق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-05-2008, 12:03 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]

أيهما الافتراضي؟؟؟




بسم الله الرحمن الرحيم

أيهما الافتراضي؟؟؟

منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً حين بدأت رحلتى المكوكية عبر الشبكة العنكبوتية كانت الفكرة السائدة عنها أنها أرض افتراضية ومايحدث فوقها يختلف كثيراً عن نظيره على أرض الواقع..لم يكن من السهولة أن يخلع أصحاب الأقلام أقنعتهم اللهم إلا من كان منهم من أهل الصحافة الأرضية حيث لم تكن الصحافة الإلكترونية العربية من القوة بمكان آنذاك..الأسماء المستعارة كانت دائماً تبني عالي الجدران بين الناس وتعزلهم عن بعضهم البعض مما يجعل حياتهم العنكبوتية نوعاً من أنواع الحلم الذى ينتهي بمجرد أن يغمض الحاسوب عينيه ويسلمهما للنوم حتى الجلسة التالية.. كل النقاشات حول استخدام الأسماء المستعارة والإفصاح عن الشخصيات الحقيقية والأخبار المعلنة والحوارات المبثوثة عبر هذا الواقع الافتراضي كان يشوبها الكثير من النقص وتآكل الحقائق..وأذكر حين استمعت فى الأخبار آنذاك لإعلامية شهيرة تنقل نبأ أن جماعة متطرفة أعلنت مسؤوليتها عن حادث تفجير فى مكان ما على وجه أرض العرب أننى تعجبت وغضبت ووضعت ألف علامة استفهام على إثبات كلمات بثت عبر منتديات على الإنترنت وكأنها حقيقة لا جدال فيها..وأياً كان القصد من الركون إلى الأخبار المبثوثة عبر النت آنذاك إلا أن هذا يعطي فكرة عن تعاطينا مع النت قبل عقد مضى ونحن نجلس أمام شاشات الحاسوب بكل تطوراته ورحلاته عبرنا أو رحلاتنا عبره..

اليوم تغير الواقع..بدأ ذلك منذ بضع سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وظل يتزايد فى ظل استمرارية النقاش حول الجدار الشائك بين الواقع والافتراضي وهل هناك من أمل في كسره أو تخطيه..ولأن الدنيا لا تتوقف عند القيود التي نضعها فى أيدينا باختيارنا.. فلقد خلع الإنترنت افتراضيته التي التصقت بجسده طويلاً وأصبح من أكبر المؤثرات الواقعية فى حياة مستخدميه خاصة والناس عامة..فسهولة تواصليته..وابتكار أشكال جديدة منه أصرت على نزع الأقنعة مثل المدونات و الفيس بوك غيرت من طرق التعاطي التخيلي معه واستخدمته كسلاح كاشف لما كان يحدث تحت طي الكتمان على أرض الواقع بالاشتراك مع أدوات ثورة الاتصالات والتقنيات التي نعيشها مثل الجوالات ذات الكاميرات ..والكاميرات الرقمية وغيرها التي أصبحت بدورها همزات وصل بين الأرضين اللتين لم تعودا متباعدتين بل تقاربتا لدرجة الالتحام والتداخل فى كل مفردات الحياة وكافة أصعدتها..وليس أدل على ذلك من الذى حدث فى إضراب السادس من إبريل..الأمر الذى أعلن عن هذا الالتحام بوضوح ومحى بأحداثه ماكان متبقياً من ادعاءات تصر على تحجيم حجم الشبكة العنكبوتية وقدرتها المحدودة على تحويل الخيال إلى حقيقة بالرغم من أن الحريات فى وطننا العربي يشوبها الكثير من علامات الاستفهام الكبيرة التى تخجل من حتى الهم بالإجابة عن الأسئلة التي تسبقها...وبالرغم من أن السادس من إبريل لم يكن أول إعلان عن هذا الالتحام بل سبقته إعلانات أخرى فعلها المدونون ..وأثاروا الكثير من الجدل الذى أثمر إيجابيات لم نكن نتصور أن تحدث فى مجتمعنا إلا أن قصة السادس من إبريل اختلفت من حيث العمل المنظم المرتب نوعاً ما..فجهود المدونين كانت فى أغلبها جهوداً فردية يمكن بطريقة أو بأخرى السيطرة عليها أو التشكيك فيها وإحباطها ..لكن إضراب 6 إبريل أثار الخوف من قدرته على شحن المجتمع ككل من خلال الناشطين عبر الفيس بوك والمدونات وغيرها الذين حملوا حماسهم وهمتهم وغضبهم واستطاعوا تحويل كل ذلك من حروف منتثرة هنا وهناك إلى فعل قوي كان لا بد أن يكون له ردة فعل من جانب الجهات التى اختصموا معها ولم تكن ردة الفعل بطبيعة الحال سوى أسلوب قديم لم يستطع بعد أن يفهم طبيعة الزمن الذى نعيش فكان القبض على كل من سولت له نفسه العنكبوتية والأرضية تأجيج استعار الفعل بدلاً من التهويم فى دوائر القول المفرغة وهو مالم يكن متوقعاً من قبل..وهو أيضاً ماسبب إعادة ترتيب الأوراق أو فلنقل بعثرتها والتفكير الجدي فى التخلص من الفيس بوك بغلقه فى بعض الدول العربية أو على الأقل التجسس عليه وإجهاض أى نشاط يطل منه وفيه قبل ولادته..وهو تفكير عقيم يحتاج مراجعة قوية..فالفيس بوك لم يكن هو السبب الرئيس بل هو مجرد أداة من الأدوات..ولايجب أن يغفل المسؤولون أنها رغم كل شيء تتطور وإن لم يتعاملوا معها بأسلوب أكثر تحضراً ستظل المشكلة قائمة..وسينطلق كل يوم ثائرون جدد مهما غلت أيدى البعض أو ارتعد البعض الآخر..

إننا بالفعل لانعيش ثورة اتصالات وتقنيات فحسب..بل..نتنفس ثورة تطور مجنون لتلك التقنيات..فهى تتقدم وتتجدد من لحظة لأخرى لا من يوم لآخر..وعليه فيجب أن نستخدمها لنعيد صياغة الواقع وتشكيله ..ويجب على غيرنا أن يحترمها ويحترم المتعاملين الجديين معها لأن الأساليب القديمة لم تعد تزيد الأمر إلا انحداراً وفضحاً لتخلف فكري وتفاعلي أسقطه زمننا من حساباته..

د.حنان فاروق
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:05 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]إضراب



بسم الله الرحمن الرحيم

إضراب

التصقت بفراشي أثناء محاولات أمي المستميتة لإيقاظى في موعد عملي ..بعثرت حروفاً متآكلة لم تستفق بعد ..لم تفلح مجاهداتها المسكينة في فتح أجفاني إلا عندما أحضرت ذلك المنبه الضخم المستدير وأطلقت صرخات أجراسه المجنونة على آخر أمل لي فى إنقاذ نومي المذبوح..هببت من بين أكوام الأغطية وجلست في وسط الفراش واضعاً يدي على خدي...(لماذا توقظينني يا أمي؟؟) خرج السؤال من بين شفتي مبللاً بدموع الإعياء.. ألقت بي أمي في شباك علامة استفهام كبيرة رسمتها على وجهها فاليوم ليس بإجازة ..والوظيفة التي فزت بها أخيراً بعد أن دفَعَت فيها جلّ ماتملك لاتحتمل تلاعبات قد تودي بها وأنا بعدمازلت فى شهور تعييني الأولى....قررت أن أنقذها وأنقذنى من وقفتها المشدوهة ..بالكاد استطعت أن أفسح مكاناً لحروفي بين سيل لومها المنهال على رأسي لأخبرها أن اليوم إضراب عام ..صرخت من أعماقها كأنها تحملني لمثواي الأخير : (مالنا نحن والإضرابات..مالنا نحن والسياسة...سأحضر عمك فلان وخالك علان ليعيدوا عقلك إلى رأسك...)

ضاع نصف النهار وأنا أشرح لها أن عدم خروجي ليس مشاركة فى الإضراب لكنه فقط خوفاً من الشرطة المنتثرة فى الشوارع والعنف المتوقع حدوثه في مثل هذه الظروف..لكن هيهات..لم يستطع غضبها الخائف استقبال المعلومة ولا نجحت أنا فى الاحتفاظ ببقايا النوم التي ظلت تداعب مخيلتي..كان الرعب قد تملكها ولم تعد هناك فائدة من أى كلمات..ارتديت ملابسي هرباً من قفص اتهامها ونزلت في محاولة أخيرة لاسترضائها..طرقت باب جارى وزميل دراستي..أعرف أنه لابد يستمتع بأحلامه حتى الآن فهو لم يجد عملاً بعد..لأول مرة أحسده على ماهو فيه..لن يشك فيه أو يوقظه أحد ..مددت إصبعى وضغطت الجرس شامتاً في نومه الذى سأبدده مثلما فٌعِل بي.. ضغطت الجرس مراراً بعصبية لكنه لم يفتح..أين أذهب الآن؟؟.....آه لو من الممكن أن أكسر هذا الباب وأخرجه من بين أحلامه أو أشاركه إياها ..؟؟؟..تملكني اليأس..ليس أمامي إلا الشارع .. موعد العمل مرّ ..ماعاد يمكننى الذهاب إليه ..تلفت يمنة ويسرة..ليس هذا منظر شارعنا فى هذا الوقت من النهار..عساكر أمن مركزي ينتشرون هنا وهناك..وجوه أخرى لاتمت للأمن بصلة تدور بلا هدف ..أتتبع بطرف خفي مايحدث حولى..لماذا كل هذا؟؟؟..أحسست بكتفي يهتز بلا مبالاة..نظرت في عيون من حولي خوفاً من أن يكون أحدهم قد لمحنى ....تجمعات بدأت تلوح ..فتيات ..شباب..يحملون لافتات عليها كلمات غاضبة..قيدت عيني فى الأرض التي أسير عليها ....تحلق بعض العساكر حول أحد التجمعات..ساقوهم مرغمين إلى شاحنة كئيبة وأغلقوا بابها عليهم ..تعالت أصواتهم..أسرعت الخطى..أدركنى عسكري أمن مركزي جذبنى من قميصي..صرخت فيه بأنى ليس لي علاقة بما يحدث..سبني..ضربني وهو يفتح فم الوحش الذي ابتلع بعضهم قبل قليل..ألقي بي داخله وأغلق الباب..انهمرت دموعي مع ارتجاف كل جزء في جسدي..تقوقعت في ركن من أركان الزنزانة المتنقلة..سألني من بالسيارة عني..عن انتماءاتي..لم أجب..صحت فيهم ليبتعدوا عني..ليت أمي لم توقظني..قلت لها لا أريد النزول إلى الشارع...يالحظي..حتماً سأفقد كل شيء.....سأقول للمحققين الحقيقة..سأنفذ كل تعليماتهم بدقة ..سيصدقونني ويخلون سبيلي....وصلنا..أخرجونا من السيارة..قذفونا في الحجز بعد تفتيش سريع...لأول مرة أدخل هذه الأماكن..يبدو أن البعض ممن معي مثلي من الضيوف الجدد..سددت أذنى عن حديثهم..بعضهم ثائر..بعضهم صامت...ماهذا ؟أحدهم يتكلم فى محمول...كيف أدخله إلى هنا...لم أفكر كثيراً..اقتربت منه..سألته بهدوء أن يدعني أكلم أهلى..ابتسم وتعجلني..كلمت عمي..أجرى اتصالاته..وأخرجني بعد ساعات بعد أن تأكدوا أني لا أنتمي لأية حركات أو تنظيمات...لم أصدق أنى عائد إلى البيت..حين دخلت..ارتفع صوت أمي باللوم ثانية...لم أرد...دخلت إلى غرفتى...بحثت عن ورقة..كتبت عليها بخط عريض: إضرااااااااااااااااااااب....

علقتها على الباب وأغلقته من الداخل..دفنت نفسي تحت الأغطية..

د.حنان فاروق

[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:08 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]

أين إسراء؟؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم

أين إسراء..؟؟؟؟؟

حين صدر قرار الإفراج عن إسراء عبد الفتاح عندما تظاهر مائة وخمسون محامياً مطالبين بخروجها تعبيراً عما يكنه الشعب ككل لهذه الفتاة القوية التي لم تقصد أن تكون بطلة سياسية أشهر من نار على علم كما يقولون..تنفس الشعب بجميع فئاته الصعداء ونام قرير العين بأن تلك الفتاة خرجت من فم الوحش دون أن تخدش فخبراتنا مع المعتقلات سواءاً كانت الخبرات ذاتية أو خبرية عن طريق الإعلام وأفلام السينما واقلام من تعذبوا وشاهدوا المعذبين في الارض بأم عيونهم وهم يصرخون من الألم الجسدى والنفسي على الحقوق الضائعة والحريات المقتولة فى أزمنة مختلفة من تاريخنا لم تأخذنا إلا إلى صور فيلم الكرنك ومشاهد تعذيب سعاد حسني وصفحات كتاب السيدة زينب الغزالي (أيام من حياتي) التى حكت فيها صنوف العذاب التى تعرضت لها ...لم يخطر ببالى وأنا أرى صورة تلك البنت التى لم تقصد كل ماوصلت إليه إنما تحركت بدافع مارأته فى الشارع ويراه الرائح والغادي يومياً ويثور بداخله دون أن يستكمل ثورته إلا أنها ستتعرض لما لايحمد عقباه...فلما صدر قرار الإفراج صفقت لانتصار الحق برغم تأخره ولم أكن قبل خروجها مؤمنة بأنها ستترك بهذه السهولة..عدت لتفاؤلي بعد أقل من 48 ساعة حتى قرأت على الفيس بوك نبأ اختفاء إسراء واحتمال اختطافها ثم وصلتنى رسالة الهلال التى حملت مقالاً للأستاذ مجدي حسين وهو يتحدث عن اختفاء إسراء ومحاولة إيجاد طريقة جادة لإخراجها...فعرفت أن قلبي لم يكن كاذباً وأنى عندما أخبرت من كنت تحدثت معهم بشأنها أنهم لن يتركوها بسهولة كنت على حق.

هل أصبحت المشكلة فى إسراء؟؟هل تجسد الإضراب فى تلك الفتاة ذات الثمانية والعشرين عاماً؟؟؟هل الإصلاح يبدأ من خطفها وإخفائها أم من مراجعة النفس والعودة إلى الحق..ثم..هل هناك مكان يتسع لحبس وإخفاء جميع المعترضين والمعترضات ..؟؟

إن المواطن العادي متوسط الدخل يصرخ ..ناهيكم عن الذين لادخل لهم أصلاً...وإضراب يوم 6 إبريل لم يكن إلا صرخة تعبير عن النفس..صرخة احتجاج..ليفيق الغافل ويصحو النائم..فالذى قال أن المواطن المصرى الذى يتوفر لطعامه جنيه ونصف الجنيه يومياً فوق خط الفقر لابد وأن يرى الحقيقة ويعرف كيف ولم يصرخ الشعب الطيب الذى لم يفعلها فى أحلك الظروف...ولعلنا نتساءل :

هل حرمنا حتى من الصراخ السلمي والصيحات التى لاتضر أحداً لكنها أبسط عناوين حقوق الإنسان التى ترفع راياتها ولافتاتها الدول المتقدمة ...؟؟

ويبقى السؤال:

أين اختفت إسراء؟؟؟وهل تكمن المشكلة الأساس فيها وحدها؟؟
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:11 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]ليلة عمر



بسم الله الرحمن الرحيم

ليلة عمر

استكملت زينتها..نظرت فى المرآة الماثلة أمامها فلم ينعكس رضاها عن الألوان الملقاة على وجهها..ضوضاء تحتل كل شبر في المكان..زغاريد لا تكف عن طرق أبواب أذنها كلما دخلت إحداهن لتحييها ...نظرت في ساعتها..لماذا تأخر ؟؟؟..لاتدري لماذا لم يطاوعها قلبها على الاستسلام للفرحة في هذه الليلة المسماة بليلة العمر..هاجس ما انتزع قلبها النابض بالحياة واحتل مابين ضلوعها دون أن يترك مساحة يتجول فيها عطر السعادة..ازداد فجأة وقع الزغاريد المتجهة لغرفتها..قامته الفارهة أعلنت عن وصوله..تحاملت على أقدامها الباكية فى حذائها الضيق ووقفت لتستعد لرحلة الذوبان في الحفل..تحلقت الفتيات حولها يرتبن طرحتها وتاجها وثوبها الضخم...أياديهن تفوح منها رائحة الغبطة..شبكت يدها في ذراعه تستند عليه..همس في أذنها سائلاً عن سر وجومها.أجابته بابتسامة باهتة معتذرة..فيما التقطت أمها الخيط بسرعة مخبرة إياه أن تلك طبيعة الفتيات في مثل هذا اليوم..هز رأسه شبه مقتنع واستسلم للشلال المتجه إلى المصعد للنزول إلى سيارة العرس..انفتح بابه فدخلا واندفع معهما فوج من الأصحاب..وقفت أختها على الباب مترددة لكنها توسلت إليها أن تكون إلى جانبها..وما أن وضعت قدمها في المصعد حتى هوى إلى بئره بسرعة البرق..لم يصب أحد بسوء.. ....وسط ذهول الجميع وصلت فرقة المطافيء وساعدت الجميع على الخروج......الأبواب المفتوحة لشقق الدور الأرضي ابتلعت هلعها واحتوتها قبل أن تفيق من الصدمة..وفى دقائق أعادوا كل شيء قدر الإمكان لما كان عليه..عيناها الزائغتان والعرق الذى أصر على استكمال تصببه من جبينها كادوا يفسدون كل شيء لولا ثبات شريك ليلتها..مرة أخرى قام بتكرار مشهد الذهاب إلى سيارة الزفاف وكأن شيئاً لم يكن لولا حشرجة فرضت سيطرتها على الزغاريد الجديدة..وجهه الثلجي الذى قررت الدماء مغادرته رغم هدوئه لم يغير من وقع خطواته المنتظم ولانبرة صوته التي بدت وكأنها لم تتأثر بكل ماحدث..حين وقفت أمام المصور اليوناني العجوز لم تستطع الابتسام..حاول أن يلقي عليها بعض النكات متسولاً إشراقة فلم تستجب إلا قليلاً..التقط الصورة يائساً..سجنهما الحفل وسط همسات المدعوين ونظراتهم المتخوفة تارة والمشفقة أخرى ...على الكورنيش خارج قاعة الاحتفال كانت المحطة الأخيرة قبل الذهاب إلى عش الزوجية..همست أختها في أذنها بأن تلقى باقة الورد على الفتيات قبل أن ترحل..يداها المرتعشتان تحملان بالكاد الورود فكيف بقذفها... تظاهرت بالثبات بعد أن أجبرت شفتيها على الابتسام.. نظرت فى عيون الفتيات الباردة تفتش عن لهفة على ورودها ..فلم تجد....ارتجفت الباقة بين أصابعها..قفزت في الهواء...احتضنتها أذرعة الأمواج...
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:13 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]

قاب قوسين




بسم الله الرحمن الرحيم

قاب قوسين

آه..تعبت من الركض..منذ أن أطلقوا تلك الكلاب المجنونة خلفي وأنا على هذه الحال...أما من مخبأ التقط فيه أنفاسي؟؟..أما من مكان آوى إليه بضع دقائق فقط لأرتاح؟؟....إن نباحها المسعور يصيبني بالرعب فأسلم قدميّ للريح دون أن أفكر وكلما اخترقنى التعب حملني الخوف على متنه قبل أن أمسي وجبة شهية لمن لايرحم..كلما التفت خلفي لأقيس المسافة بينى وبينها أصابنى الجنون..قلبي يكاد يقفز من صدري ويعلن العصيان من كثرة ما انتفض...أفكر أن ألقي بنفسي إلي أنيابها لينتهي الأمر..إن هي إلا ثوان وأرتاح نهائياً مما أنا فيه..لكني أجبن ثانية وأنا أتخيلها تنهشني قطعة قطعة..ماذا لو لم أمت فوراً؟؟؟ماذا لو مزقتني وأنا حي؟؟؟لا...فلأستمر فى الركض حتى النهاية...أخيراً لاح لي باب مفتوح..لا أعرف إن كان هذا الباب باب بيت أم غيره..لكن لا حل أمامي إلا القفز داخله وسد الباب لأفكر..فقط أفكر في مخرج...بالفعل نجحت..ألقيت بكل ثقل جسدي على الباب حتى أصد دفع الكلاب له ونباحها الذي ألهبه اليأس بعد أن كانت قاب قوسين أو أدني من وجبة شهية تسد جوعها الشرس..أغلقت المزلاج جيداً ثم وضعت كل ماوجدته فى الغرفة من صناديق وأثاث قديم وراء الباب ..جلست على مقعد مستكين فى ركن الغرفة وعيني على ذلك اللوح الخشبي الذي يفصلني الموت أنتظر أن ينكسر في أى لحظة ويبدأ الهجوم الفعلي على ماتبقى من أنفاسي..دون أن أشعر غلبنى النعاس فقد كنت منهكاً للدرجة التي تغلب كل مشاعر الرعب التي افترستني عبر رحلة ركضي المهلكة..استيقظت على صوت الكلاب ثانية وهي تدفع الباب بجنون..بدأت الأشياء التى وضعتها وراء الباب ترتجف هي الأخرى..انتفضت.. دارت عيناى فى الغرفة تبحثان عن مخرج..أخيراً وجدت طاقة مفتوحة فى سقف الغرفة القريب...ثبت نظرى عليها..تعلق كل أمل لى فى النجاه بها..لكن.كيف أصل إليها..كيف أخترقها..درت بنظرى مرة أخرى فى الغرفة..وجدت ما أريد بين تلك الأشياء التى كومتها خلف الباب..سلماً خشبياً قديماً..سحبته بهدوء ووضعته تحت الطاقة المفتوحة..اختبرت ثباته ثم صعدت على درجاته ويداي متشبثتان به لكي لاتزل قدماى المرتعبتان..بالكاد وصلت إلى حافة الطاقة..مددت يدي وتمسكت بها وبدأت في الاعتماد على ماتبقى من قوة ذراعيّ للخروج منها..فجأة..وجدت يداً تمتد إليّ من الفتحة تساعدني على الخروج..شعرت بقشعريرة تسري فيّ بمجرد ملامستها لكني لم أفكر..أسلمتها يدي وجسدي معاً لتحملني إلى السطح..نجحت أخيراً في الخروج من الطاقة..رفعت رأسي لأرى من أخذ بيدي..تسمرت في مكاني ..لم أستطع أن أنبس ببنت شفة..مسوخ مخيفة تحلقت حولي ..شلت المفاجأة الجديدة عقلي عن التفكير..كانت تحملق في بعيون نارية وتتوعدني أنيابها بما لم تفعله زميلاتها التي مازالت تعزف سيفونية النباح المجنون بالأسفل..أخيراً نطقت..: ماذا تريدون مني؟؟ امتدت يد أقربهم إلى فمه..فتحه وأشار إلى لسانه الضخم..

هتفت: غير معقول؟؟؟؟؟؟؟أتريدون لساني فقط..لساني وتتركوني؟؟؟؟...

هز رأسه بالإيجاب...

ازداد نباح الكلاب الجائعة التي ارتفعت رؤوسها تتعجل سقوط جسدي ليسد رمقها بعد أن أرشدتهم رائحة رعبي إلى مكاني الجديد..نقلت بصري بسرعة بينهاوبين الوحوش المتربصة بي...لم أفكر كثيراً...قفزت من السطح..
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:15 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]محمول..!!



بسم الله الرحمن الرحيم

محمول..!!

(1)

نظرت فى ساعة يدها..حان الوقت لاتصاله..حتماً سيكلمها...ليس من المعقول أن تمشي هي على جمر افتقاده كل شهيق وزفير ويهجر هو واديها..عقارب الساعة تعاندها..تخرج لها أشواكها السامة لتقتل حلمها..حين بدأ القلب ينزف ألقت أقلامها..ركبت دابتها الأثيرية ودقت جرس حياته...لم يرد..تتابع الدق الملح دون صدى..استدعت صوته من الماضي ليعيدها إلى الحياة...لكنه أصر على أن يظل..خارج نطاق الخدمة..

(2)

لم يتوقف ابنها عن طرق باب خصوصيتها...النغمة المخصصة له لم تهدأ لحظة..سيشكو لها أخاه..سيبكي...سيطلب منها العودة للبيت بسرعة..سيسألها عن دروسه...وحين يحل المساء وتبحث لها عن مأوى في نغماته..لن تجدها...

(3)



حبسها ذلك الذى لا يكف عن استدعائها..نظرت إليه..لم تعرف إن كانت داخله أم هو داخلها...قررت أن تحدد إقامته عامدة متعمدة...فسجنتها...

(4)



قررت أن تقيده بها بلا أسلاك... موجاتها المجنونة شوشت خطوطه.. وحين حاول تنقيتها.. تقطعت..

(5)



أصبح له أكثر من خط يدق..الأول خاص والثاني عام..والثالث......؟؟ أعطى كل واحد بعضه ..حين حاول تجميعه لم يعرف أين تركه...

(6)



أضاع أجهزته وخطوطه...اضطرب...بحث عن خط جديد يعيد إليه حياته..ولما امتلكه..انقطع

(7)



حاولت الخروج من جحيم الرنين إلى جنة الصمت..أغلقت أجهزة استشعارها..تقوقعت داخلها..سكن كل شيء ..إلا صخبها..

















[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .