أختي على رسلك
المقولة هذه .... إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ..... صحيح لا أومن بها إذا كان الأمر يستدعي إبداء آرائي وقناعاتي، ولكنها صحيحة كثير من الأحيان وأستعملها مع من لا يستحق مني مناقشته ... والذي أعنيه بالذي لا يستحق المناقشة طبعا ليس الذي خالفني الرأي والقناعات، لا ، بل الذي ينطق باللفظ المهين وباللسان المشين والعبارات المنحطة، وفي هذه الحالة لا أحس أبدا بالقهر لأني أحافظ على سلامة آذاني من سماع ما يقزز النفس ويعكر الذماغ ....
وأومن كل الإيمان ومتأكدة كل التأكيد أن الإنسان العاقل والمتعلم والمتأدب والمثقف والواثق من نفسه والمحترم لن تسمعي منه أبدا كلمة ((اسكتي خلاص )) ... لأنه يحترم نفسه ومن يحترم نفسه يحترم الآخر ويحترم حقوقه وحرياته وحرية التعبير عن آرائه حتى إذا خالفت آراءه ومنطقه وقناعاته، فوالله أختي على رسلك كلما إزداد الإنسان علما إزداد تواضعا حتى أمام من يقله شأنا وعلما وفقها، فتراه يستمع إليك بإحترام وإهتمام وتريث حتى تكملي الكلام وبعدها يبدي رأيه بكل لطف ورأفة بمن لا يعلم ....
أما الجاهل الذي تعلم له حرفا وظن أنه خلاص ليس مثله أحد فمثله مثل السطل الفارغ الذي أينما لمستيه يذنذن لوحده، ويقمع الناس ومحاوريه ويسكت أصواتهم وطبعا ليس لإطلاعه وفهمه للأشياء أحسن منك، بل لأنه جبان ويخافك ويخاف أفكارك ويخاف أن تغلبيه فنَفَسُ معلوماته وعلمه قصير وسرعان ما سيلهث وسيكح ويقذف برأتيه الأرض إذا أنت حاورتيه وأبديت رأيك وكشفتي جوفه الفارغ، فتريه قبل أن يصل لهذه الحالة المرضية وينكشف سر جهله، ينقذ نفسه بقمعك وإسكاتك، وقمعه هذا لا يحسسني بالقهر بل يزيدني ثقة بنفسي وإستسغارا لمن قمعني ....
مساؤك سلامة ونفع ومنفعة أختي على رسلك
__________________
Just me
|
النمط الشجري
