بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز محمدًا :
لقد قرأت قصيدتك و من قبل مقطوعة من أربعة أبيات -ربما - أو أربعة أشطر ، وقد أعجبت للغاية باختصارها وقدرتها على النفاذ إلى الفؤاد .
بالنسبة لهذا العمل الذي قرأته ، فهو عمل عادي ،فعلى الرغم من أنه يحمل موهبة ممثلة في طول النّفَس الشعري ، والتمكن العروضي ، إلا أن العبارات تقريرية ، وكل ما كان في نهج الأقدمين من حكمة ونصيحة أراه في هذه القصيدة . وهذا لا يتماشى البتة مع الواقع .
الشاعر عليه أن يُظهرَ تفردًا في تناوله الحدث ، وأن يكون على قدر أكبر من التمكن في الصورة الشعرية بحيث يُكسبها تأثيرًا لدى المستمع من خلال الابتكار في الصورة والتجديد في الرؤية أو الفلسفة التي ينطلق منها ليعبر عن فكرته .
فقط أعجبني هذا البيت :
تفرقنا وغاص الكلُّ مِـنّا
غريقٌ ودَّ يُسعفه غَـريقُ
فهذا البيت فيه تأكيد على معنى في غاية الحزن والأسى الممثل في استحالة النجاة ، وفيه تأكيد على الرؤية التي تشع تحسرًا على هذا الواقع .
الأهم من ذلك أن يمضي الشاعر ليطرح فكرة ورؤية للواقع تبتعد عن كونها مجرد إسداء للنصائح لتصبح أبعد من ذلك رؤية تحمل معنى التنبؤ بالمستقبل أو توضيحًا لفكرة تتجاوز الهم الفردي لتعبر عن هم المجتمع بأكمله.
عمل جيد لكنه ليس فيه تفرد ولا ظهور بصمة الشاعر التي تميزه عن غيره . وفقك الله دمت مبدعًا.
النمط الشجري
