العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: التسنيم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخزى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اللعب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: فرسة و خيّال (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الصرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقولات الباحث عن الحقيقة المنسية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 21-08-2008, 04:42 AM   #1
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي

(في ذكرى الشهيد الطفل محمد الدرّة)


مُحمَّدْ،

يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً

مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي

مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي

صغيرٌ على الريحِ... والضوءُ أسْوَدْ

* *

مُحمَّدْ،

يريدُ الرجوعَ إلى البيتِ، مِنْ

دونِ دَرَّاجة... أو قميصٍ جديدْ

يريدُ الذهابَ إلى المقعد المدرسيِّ...

الى دَفترِ الصَرْفِ والنَحْوِ: خُذني

الى بَيْتنا، يا أبي، كي أُعدَّ دُرُوسي

وأكملَ عمري رُوَيْداً رويداً...

على شاطئِ البحرِ، تحتَ النخيلِ

ولا شيءَ أبْعدَ، لا شيءَ أبعَدْ

* *

مُحمَّدْ،

يُواجهُ جيشاً، بلا حَجرٍ أو شظايا

كواكب، لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ:

"حُريتي لن تموت".

فليستْ لَهْ، بَعدُ، حُريَّة

ليدافعَ عنها. ولا أفُقٌ لحمامةِ بابلو بيكاسو.

وما زالَ يُولَدُ، ما زالَ

يُولدَ في اسمٍ يُحمِّله لَعْنةَ الإسم. كمْ

مرةً سوفَ يُولدُ من نفسهِ وَلداً

ناقصاً بَلداً... ناقصاً موعداً للطفولة؟

أين سيحلَمُ لو جاءهُُ الحلمُ...

والأرضُ جُرْح... ومَعْبدْ؟

* *

مُحمَّدْ،

يرى موتَهُ قادِماً لا محالةَ. لكنَّهُ

يتذكرُ فهداً رآهُ على شاشةِ التلفزيون،

فهداً قوياً يُحاصرُ ظبياً رضيعاً.

وحينَ

دنا مِنهُ شمَّ الحليبَ،

فلم يفترِسهُ.

كأنَّ الحليبَ يُروِّضُ وحشَ الفلاةِ.

اذنْ، سوفَ أنجو - يقول الصبيُّ -

ويبكي: فإنَّ حياتي هُناك مخبأة

في خزانةِ أمي، سأنجو... واشهدْ.

* *

مُحمَّدْ،

ملاكٌ فقيرٌ على قابِ قوسينِ مِنْ

بندقيةِ صيَّادِه البارِدِ الدمِ.

من

ساعةٍ ترصدُ الكاميرا حركاتِ الصبي

الذي يتوحَّدُ في ظلِّه

وجهُهُ، كالضُحى، واضح

قلبُه، مثل تُفاحة، واضح

وأصابعُه العَشْرُ، كالشمعِ، واضحة

والندى فوقَ سروالهِ واضح...

كان في وسعِ صيَّادهِ أن يُفكِّر بالأمرِ

ثانيةً، ويقولَ : سـأتركُهُ ريثما يتهجَّى

فلسطينهُ دون ما خطأ...

سوف أتركُهُ الآن رَهْنَ ضميري

وأقتلُه، في غدٍ، عندما يتمرَّدْ!

* *

مُحمَّدْ،

يَسُوع صغير ينامُ ويحلمُ في

قَلْبِ أيقونةٍ

صُنِعتْ من نحاسْ

ومن غُصْن زيتونة

ومن روح شعب تجدَّدْ

* *

مُحمَّدْ،

دَمٌ زادَ عن حاجةِ الأنبياءِ

إلى ما يُريدون، فاصْعَدْ

الى سِدرة المُنْتَهى

يا مُحمَّدْ!
__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .