الأخ الفاضل محمد الهلالي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما قرأت ما دونتم على هذه الصفحة، تساءلت: أليس محمد الهلالي عربيا؟ وافترضت أن الجواب: نعم.. عندها سيؤخذ كلامه على محمل الغيرة وفورة الدم، ولو كان غير عربي ـ وهو احتمال قد أسقطته سلفا ـ فيكون الجواب: لا بأس، فنحن نتعرض للشتائم كعرب والاستخفاف من قبل غير العرب، ولا يسعنا إلا أن نكظم غيظنا حتى تستوي أمورنا ونثبت غير ما يرموننا به.
لقراءة قولكم، قفز لمخيلتي ذلك الرجل الذي قتل ابنه لأنه يتكشف في الليل، وعندما سألوه لماذا قتلته؟ قال خشيت عليه من أثر البرد لكثرة ما يدفع غطاءه!
واسترجعت كلام أحد فلاسفة علم الإدارة، عندما قال: لا يقف المدير عند كلمات من يتكلم ممن هم في إدارته، فإن جاءه أحدهم ووصف مسئوله بالمجرم والحرامي و الظالم، عليه أن يتأنى قبل الرد، فإن حجم الاحتقانات عنده هو ما دفعه لاستخدام ألفاظه التي قالها..وهنا قيل: الإدارة لغة، تحليلا وصياغة.
من ناحية أخرى، هل تظن أخي الكريم أن من سيقرأ كلماتكم النارية، سيرمي ما بيده ويتوجه الى قصور الحكم ويهدمها وينظم جيوشا من المجاهدين ويتوجه لفلسطين مستفيدا من الكثرة التي افتتنت بخطابه؟
إن هذا اللون من الاحتجاجات، سمعناه وقرأنا عنه طيلة أكثر من قرن من الزمان، ولا زلنا نراه في صالونات الحلاقة، وعلى كراسي سيارات الأجرة، وأثناء مشاهدتنا لجرائم المحتلين في فلسطين والعراق وكل بقعة من بقاع أرض المسلمين. ومع ذلك لا زلنا نصر أن هذا اللون هو الملائم للتعبير عن حنقنا.
إن استثمار العدد والعدة والاستعداد للخلاص مما نحن فيه يقتضي لونا من الفاعلية يختلف جذريا عما نقوم به، وهو متيسر ومعروف لمن يريد معرفته. لكن إبقاءنا على هذا اللون سيزيد من يأسنا وخنوعنا، ويعطينا صك براءة كاذب على أننا قمنا بدورنا ولكن ليس هناك من يسمع!
لو افترضنا ـ وهي فرضية أظنها موجودة ـ أن كل واحد من أبناء أمتنا قال مثل قولكم، فمن سيحول قوله لإجراء؟
دمتم بخير أخي العزيز
__________________
ابن حوران
|