العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقولات الباحث عن الحقيقة المنسية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخشوع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي» (آخر رد :رضا البطاوى)       :: موت الموت الرباني (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحيلة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضيق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-11-2008, 09:19 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

لكم لبنانكم
٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨بقلم محمد عبد الحمود غبريس


لَكُمْ لبنانُكمْ
هذا العجيبُ
ولي لبنانيَ الأنقى
الحبيبُ
لكمْ ليلُ القصورِ
ولي منافٍ
ولي وطنٌ
وشمسٌ لا تغيبُ
لكمْ في كلِّ مقصلةٍ
إلهٌ
ولي في كلِّ ملحمةٍ
صليبُ

** ** **
فلبناني سلامٌ
وانتصارٌ
وقلبٌ
ملؤهُ الشوقُ المذيبُ
هو الريحانُ والبلورُ
فيه
تغنى الطيرُ
والقمرُ الخصيبُ

** ** **
بلادكم الخلافاتُ التي
لـمْ
تُداوى بينكمْ
فمن الطبيبُ؟
حملتمْ رايةَ الشرفاءِ
حتّى
يُساقَ إليكم
القومُ المجيبُ
تدثرتم
بجلبابِ الحزانى
وقلتم:
إنّ لبناني كئيبُ
طرقتم بابَ منْ يغتالنا
إذْ
رجوتم قاتلي
فشدا الغريبُ
سلبتمْ من حناجرِنا
كلاماً
لهُ
في صمتِ ماضينا
دبيبُ
أتيتم بالقروضِ
إلى بلادي
فيكفي اللصُ منكم
لا يشيبُ

** ** **
أيا منْ تدّعي بالحرص
مهلا
هنا فقرٌ
هناك أسىً عصيبُ
أيا منْ تذرف الدمعاتِ
مهلاً
هنا جوعٌ
هناك ردىً مريبُ
أيا منْ تحتفي بالشرِّ
إنّا
نموتُ على الرصيفِ
فلا قريبُ

** ** **
أتذْكرُ يا معاليكم
زماناً
تلاشى الخبزُ فيهِ
والحليبُ
أتذْكرُ يا معاليكم
مكاناً
يئنُّ الطفلُ فيهِ
والمشيبُ

** ** **
فكمْ نزفتْ جراحُ الناسِ
حتَّى
تكدّسَ حزنُها
وبدا النحيبُ
وعذراً يا بلادي سامحيني
منِ المسؤولُ أهو؟
العندليبُ!

** ** **
كفى للاحتلالِ مرارةً
إذْ
يسودُ على منابرنا
النعيبُ
تفرّق شملُنا
وخبتْ عيونٌ
ولمْ يلن الفدائي
المصيبُ
أترْهبنا،
وللإرهابِ قومٌ
يحركهم بنا
ذاك الخطيبُ
مللنا،
ثمّ قلنا خلصونا
وإذْ بالحربِ
يطلبها النسيبُ

** ** **
فشكراً للذين استسلموا، لمْ
يعدْ فِي صمتهم
أمرٌ معيبُ
وشكرا للذين استأثروا، لمْ
يحنْ بعد الحسابُ
ولا الحسيبُ

** ** **
بلادي
أنتِ لحنُ الناي فجراً
وظلُ الجنّةِ العليا
وطيبُ
بلادي يا بلادي
لنْ تموتِي
وفي دمِكِ المقاومُ
والأديبُ
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-11-2008, 09:20 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الطائرةُ الورقيّةُ
بقلم: شاهر شاهر

٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨بقلم


حَلِّقي بي في الفضاءاتِ القَصيّةْْ
واحملي حُلُماً
يعانقُ زُرقةَ القلبِ المًولَّعِ بالخيالِ.
حَرِّكي بالرِّيحِ أجنحةَ المواجعِ،
وانثري فوقَ الرِّمالِ الذهبيَّةْ
روحيَ المشطورةَ الإحساسِ
في جسدينِ لا يَرحمهُما
ضيقُ النوايا البشريةْ.
ارتقي بي،
واسلخي عن جسدي
جلدَ المكانِ
في تملّقِهِ السويعاتِ الرهينةِ بالزمانِ…
أبعديني عن تفاصيلِ الحياةِ
الخُلَّبيَّةْ.
إنَّ لي حُلُماً تخطَّى
كلَّ أصداءِ الحداءْ،
مُذْ مَضتْ قافلةُ البدو ابتهاجاً
بربيعِ الخصبِ في ليلِ الصحارى
إلى أنْ تُفضي بشكواها النجومُ الأزليةْ.
أنتِ بوحي
فيهِ مِنْ أسرارِ ذاتي
أرسلَتْهُ في فضاءِ الرِّيح
كي لا
يقتنصْها كَيدُ أهواءِ الرِّجال الهمجيةْ.
حلِّقي بي !
أنتِ يا طائرةَ العُمرِ المُوشَّى
بالحماقاتِ البريئةْ،
وامسحي عن خافقي المكلومِ
بالأحقادِ والعِرق المُصفَّى
بعضَ آثارِ الجراح الجاهليّةْ.
احملي روحي لما بعد الحياةْ
فأنا ما عاد يعنيني بقائي
بينَ أضغانِ الوحوشِ البشريَّةْ
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-11-2008, 09:22 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الــتائهة
بقلم: كامل ليندة

٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨بقلم


في سمائي سحب هائمة
والجو الماطر والإعصار
ارفع شراعي إلى عينيك
مقلعا معلنا الإبحار
قلب الدنيا اعبره بحثا
عن ملجا عن أوكار
لكن القلوبة ضائقة
ومشحونة بكل الاغدار
ما بال الناس ساكنة غيري
لازلت أجوب البحار
أعلن الشوق اشتياقه
واعلن من غير قرار
إن كان قدري أعيشه
متجولا بين الأقطار
اوكان هوائك طائر
يحلق في سمائي من غير إندار
ما صار عندي غير الدمع اجرفه
وارحل من غير إخبار
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-11-2008, 09:24 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

تقاسيمٌ على ماءٍ جريحْ
٢١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨بقلم نمر سعدي


(1)
لمشي الغزالة في جسد المتنبي أقول ُ:
ستصبح خطوة روحي جناحاً يطير إلى….
آهِ من ذهبٍ أزرقَ يتدَّفقُ عندَ الصباحْ
على كتفيها…. ليملأ صحراء قلبي بدمعِ الأقاحْ
أنت لا تستحقُّ ضحاها المعطَّرِ بالأقحوانْ
أنت لا تستحقُّ نداها المشبَّع بالأرجوانْ
أيُّ رائحةٍ فيك تفجأني
اي رائحةٍ لحليبِ الحنانْ

(2)
أطوِّفُ في عتمةِ الذاكرة
بقنديل عينيكِ والقبلة الخاسرة
فلا أتقرى بعينيَّ غير خيوطِ الدخانْ

(3)
فرسٌ أنتِ من لوعةٍ بجناحين من سبأٍ أقبلتْ
لونها قزحٌ من جروح الحضاراتِ في أرضها….
لونها تعبٌ معدنيٌّ لفارسها المنتظرْ
ضوءُ تفاحةٍ في دمٍ قمريٍّ
لجسمكِ…. عطرٌ لحزن الغجرْ
كل ما كانَ صاحبتي كانَ فلتبدأ الأغنية
لأمسح عن وجهكِ الموجَ في جزرٍ نائية

(4)
أفي مثل هذا الصباح النسائيِّ يستسلم القلب كالعربةْ
لحصانين فيك يجرَّانهِ في شوارع غرناطة المعشبةْ ؟
أفي مثل هذا الصباح النسائيِّ نبكي على قرطبةْ
رذاذاً على زهرة الآس في روحنا المتعبةْ ؟

(5)
تملئين ستائر نومي الشفيف المضبَّبِ باللوز والأقحوان ْ
بدخان الكوابيسِ…. تنحل ُّ فيه الدوائرُ حول الدوائرِ
يا نغمَ المطرِ الموسميِّ الموّقع ِ في جنةٍ للهوان ْ

(6)
أحتويكِ أنا من زهورِ الضبابْ
وبودليرُ ينظرُ من فرجةِ القمر المعدنيّْ
شعَّ ملحك ِ في كل جسمي… وغاب ْ
في بحيرة نرسيس وجهُكِ
مليونَ عامٍ وعامْ
يُقَبلُّ نرسيسُ في نحركِ القمرَ البابليْ

(7)
للتي شعَّ في دمها الحرِّ حبرُ النجومْ
للتي شاع في دمها الحرِّ عطرُ الكروم ْ
للتي….
انكسرَ الليلُ في ضوءِ اصبعها الهشِّ
واستسلمت فرس العاشقِ الجاهليِّ لمشيِ الغيومْ
في معلَّقة تحملُ القلبَ حتى سماءِ سدوم ْ
…………..
للتي توقظ الوجعَ الساحليّْ
تغني البلابل في جسدي الغزل العذريّْ
ونشيدَ أناشيدها الأزليّْ

(8)
تقولين لا لحليبِ البنفسج ِ
لا لمنافي النبيينَ في الأزرق اللازورديِّ… لا
لشتاءٍ خضيرٍ ينامُ على عظمك الحجريِّ
لسوسنةٍ رفعت وجهها للضياء الأخيرِ….
تقولين لا. ألفُ لا. ألفُ لا

(9)
لنا ما لنا من حنينِ الرخامِ الايزيسيِّ في شِعرِ أحمد شوقي
لنا ما لنا فيكِ….. مصرٌ وشام ْ
لنا شمسُ أندلسَ المقمرةْ
ولوركا الذي قفزت روحه ُ
إلى زرقة ِ البحر كالقبرَّةْ
لنا ما لنا…. ولسعدي بن يوسف نجمته المزهرةْ
في دمائي……….

(10)
بكاؤكِ مُرٌّ يندِّي صليبَ الجراح القديمْ
أفيءُ إلى ظلِّ نخلة قلبيَ منه……
وملحُ جبالِ الحديد بكاؤك… ! أم غيمةٌ في الجحيم ؟
تعرِّي يديَّ من العُشب القمري ِّ
ووجهيَ من زهرةٍ ضائعةْ
وللأفق المتناهي إلى دمنا غابة ٌ
من الضوء والكلمات. وبوابةٌ سابعةْ
لزرق الغيوم ستأتين منها إلي ََّ
لنكتبَ سفرَ الخلودِ على صدر طروادة الرائعةْ

(11)
هنري المليونيرْ
يصادر نومي الصباحيَ والأقحوان النثيرْ
ويسرقُ منيِّ العشاءَ الأخيرْ
هنري المافيونيرْ
يحنطُّني في نيويورك في عرباتِ الثلوجْ
ليهوذا الذي باعَ من أجل ِجيتارةٍ ربََّهُ وكتابَ مزاميرهِ…
من أنا ؟ ؟
- أنا فأرٌ صغيرٌ بقبرِ الحياة الكبيرْ -
يجاوبني ماسحُ الأحذيه
عند منعطف الجادة الثانيةْ

(12)
يعبرون….
هنا وقعُ أقدامهم فوق جلدِ المساء
هنا طعم أيامهم في فمي
يعبرونَ….
ويملأني السكسفونُ
بأحلامهم واحداً واحداً مثلما يملأ الدمع غصني وواحدةً واحدةْ
في رتابة أعيادهم وجنازاتهم يعبرونَ
على طرف النجمة الشاردة
لا مبالين بي وبفرجينيا وولف التي سقطتْ ( دون عمدٍ ) ببركتها الباردة
لا مبالين بماياكوفسكي المعلَّقِ في غيمة القرمزِ الساجدةْ
يعبرونَ……./ ولا ينظرونَ
إلينا نموت ُ
نموت ُ
نموت ُ
ولا ينظرون إلى دمنا المتحجرِّ كالوردِ في الشاهدةْ

(13)
آهِ جون كيتس فيَّ لماذا تموتْ
بقرون الوعول الجميلةِ أو بجناحِ الفراشةِ في زهرةِ التوتْ ؟
آهِ جون كيتسَ هل كلُّ شيءٍ يفوتْ
ودمعُ الحصان الأشوريِّ باقٍ على صبحكَ الحجريّْ ؟
أين صيفُك في أيِّ بحرٍ سجينْ
كنت بالقلب أسمعه… كنت أبصر ألحانهُ بالعيون….
سلامٌ لجون كيتس في العالمين

(14)
سأرقى الى آخر السلَّمِ الحلزونيِّ في شعر رمبو
المؤدِّي إلى خيمةٍ في سحابِ اليمنْ
سأرقى على خصل الموجِ….
مأهولةٌ أنتِ باللازورد المشعِّ بماء المجرات فيَّ
ومسكونةٌ بسماء الزمن ْ

(15)
لوركا ليمونةٌ غجرِّيةْ
لوركا زيتونةٌ قرطُبيةْ
أرضعته وربَّتهُ في حِجرها. أسلمتهُ إلى قمرٍ أخضرَ وإلى غجرٍ طيبِّينْ
يكرهون البنادق والجنرالاتَ
ها هو ينزل من هالةٍ بضّة ٍ للعروسِ ينقطُّهُ الدم ُ
لوركا أنا…. نحنُ أبناءُ عم ْ

(16)
كنتُ أمشي غريباً بلا حبِّها
فتنهار فوقي سماءُ الندمْ
عرفت سماءَ الخصوبةِ في حبِّها
وعرفتُ العدم ْ
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-11-2008, 09:26 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

تصاريــف دهرى
٢١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨بقلم أنور محمد أنور


تصاريف دهرى أزمعت تصريفى
فأوقفت أفعالى على التسويفي
وأوثقت عقلى إذ تناثر جهده
وأودعت قلبى حفرة التخريف
وجاهدت عن نفسى جهاد مضلل
وأنكرت ما قد قيل في تعريفى
فتلك الليالى خوفت لى مسالكى
كأن الليـالى شُــغلها تخويفى
أرى الناس في الدنيا صنوفا عديدة
ولست أرى بين الورى تصنيفى
أسـيرٌ فؤادي في معاقل جثـةٍ
ورب أسـيرٍ باعد التطـويفى
ترغبنى الأيـام فى بعض يُسـرها
ويرهبنى ما حل من تعسـيفى
بقائى وحيداً ذاك ما سـيهمنى
ولكن فؤادى نادر التـأليفى
أصرّف رأيى فى أمور عديـدة
فما بال دهرى لا يرى تصريفى
خُلقتُ فريـداً خِلقةً و خليـقةً
كذلك دوما خلقة التشــــريفى
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-11-2008, 09:28 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

وهل بعد الوالدين للإنسان من صديق
٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨بقلم حسن خاطر


سكنت في بيت عتيق
ملأته نور وبهجة
وحب عميق
نالت من الدنيا إنسان واحد
هو الابن وحسبت أنه سيكون لها الصديق
لم تحب بعد زوجها
ولم تعرف أي عشيق
ومرت الأيام تلو الأيام
ونضج ابنها وأحب ابنة الجيران
حب عاطفي ورقيق.. حب جدا عميق..
وتزوجها وأصبح لفراق محبوبته.. ولو لدقيقة..
يحزن ويضيق
أما أمه فتركها وحيدة
يتذكرها كلما كان ينهض من حضن زوجته
بعد أن ينهل من حبها.. ويفيق
أما أمه فقد شعرت بوحدة وأصبحت كأنها في
الحياة مجرد عليق
زاد من حزنها هجر ابنها لها وبعاده عنها
وبات قلبها على حالها حزين وقليق
وأصبح المرض دون سواه
لها في دربها رفيق
جلست يوما وسرحت بخيالها
ولامت نفسها وفتحت معها تحقيق
فهي قد دللت الضنا منذ صغره
وجعلته يتخذ من اللامبالاة والإهمال شقيق
ولكن بعد ماذا تلوم نفسها
فلقد كبرت واللوم أصبح لا يفيد ولا يليق
استسلمت للواقع
ابنها يهنأ ويسعد ويمرح
بين أحضان محبوبته.. زوجته
بينما هي وحيدة.. عجوز بلا بريق
ابتسمت ابتسامة سخرية
ابتسامة هم وحزن وغم وضيق
وقالت ربيع العمر قد ولى وراح
ليت أيام الطفولة والصبا والبراءة تعود
يوم أن كانت طفلة ذات
شعر قصير وحليق
يوم أن شبت بلا هم ولا غم وبملابس
حلوة مزركشة قصيرة واسعة وأحيانا منها
ما كان يضيق
كانت تلعب وتمرح وتجري هنا وهناك بدون
أدنى هم أو مشكلة مهما كان الأمر دقيق
وتزوجت يوما من زوج
نال المرض منه وأصبح لحياته يعيق
مات.. وما كانت تدري أنه
ذهب وأخذ معه السعادة بحق وحقيق
فهو كان الزوج والحبيب
وأيضا العشيق والصديق
وضعت آمالها في طفل أنجبته منه
وظنت أنه سيعوضها خيرا
ويسبح بها في جو من السعادة
مبهج ومشرق وطليق
اهتمت به ودللته وزادت من تدليله
لدرجة انه أصبح في نعيم ودلال
.. لا ضجر و لا ضيق
وكانت النتيجة أنه جعل منها امرأة
على الهامش
وأصبح قلبه خاويا منها
وبات يكن لزوجته حب عميق
وفي يوم كان قريب داهم الابن مرضا لا براء منه
وهو في ريعان شبابه
شعر من مرضه أن عمره قصير
والزمن به قد ينتهي و القبر به يضيق
.. بعد مرضه ضنت بحبها له زوجته
وأهملته بل وهجرته
واشتاق قلبه لأمه
وهرول لها لعله برؤيته لها
يبرأ ويفيق
طرق بابها فظل موصدا أمامه
ولم يفتح له، ولم يكن لطلبه أية مجيب
وشاهدته جارة لأمه
وسألها عنها فقالت
ماتت وذهبنا بها وواريناها الثرى
وعدنا لتونا من الطريق
أخذ يسأل عن قبرها
وصل إليه وهو بالكاد
يخرج زفير ويأخذ شهيق
وضع رأسه على قبر أمه
وأجهش بالبكاء
واسقط دموعا ندما وحسرة
.. دموعا تجعل الحجر
يصبح فليق
وصمت صمتا رهيبا
وتنبه لصمته كل من حوله
فصاحوا عليه
ولكنه ظل صامتا بلا حراك
دنوا منه فوجدوه جثة هامدة
بلا روح وبلا لسان كان في السابق طليق
فقد صعدت روحه للخالق الجبار
يحاسبه على ما
اقترف مع أمه
حساب صارم.. قوي
ودقيق
ضاع العمر يا ولدي
فأمك عاشت عمرها
بسببك حزينة وفي ضيق..
وهل بعد الوالدين للإنسان يا بني
من صديق؟؟
وفي غضب أي منهما
في الحياة خسران مبين
حيث الضياع والفشل والخيبة
وعدم الرضا من الله..
وعدم التوفيق..
قالوا.. غسلوه.. شيعوه.. ادفنوه
ولرب العزة.. ذي الجبروت والسلطان.. اتركوه
لينتقم منه.. وربما يكون مصيره في قعر جهنم
في مكان مظلم.. عميق.. وسحيق.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-11-2008, 09:30 PM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

بكاءٌ بلا تاريخ
٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨بقلم أنطوان القزي


كأنني أرجوحةُ الصمت
أخِيطُ لهاثَ النسمات
أسرقُ نعاسَ الهزيع
لأرتقَ جفوناً سافرة. كأنني عينُ دوريٍّ
أرخى ريشَهُ رقصةً للريح
وأسدلَ للصيادِ
ضفائرَ ظلِّّهِ الهارب. كأنني سرابٌ أغبر
يشقُّ بيداءَ الغروبِ
يعشق طقوسَ الغجر
يفترشُ الظنونَ
بساطاً للمفاتن. كأنني ريقُ العطاش
وحولي الأباريقُ تتكسّر
ترصدُ سحابةً هاربة
حبلى بأعناقِ الجرار كأنني نجمةٌ عارية
تبلسمُ عطشَ الموج
لقبْلةٍ دافئة
في مضجعِ الرمال. كأنني خوذيٌّ أحمق
يعصرُ الثلوجَ قوتاً لجنونه
يرصدُ الصقيعَ حلماً
لمدفأةٍ هاربة
كأنني يساريٌّ جديد
قبّعتي تنازلُ الشمس
وأصابعي
دخانُ سيجارةٍ رأسمالية.
كأنني شراعٌ مفتون
يعشقُ القطبَين
وبين الريحِ والريح
تغرقُ ملامحي. أنا تدمرُ وطشقند
أنا بلقيسُ وسبأ
أنا قرطاجُ وقرطبة
وبين جدِّّي وبيني
سندبادٌ بلا وطن
وبكاءٌ بلا تاريخ.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .