العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرواسى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرغب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اسم فرعون بين القرآن والعهدين القديم والجديد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العفاف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال هل سورة يوسف من القرآن؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: التسنيم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-01-2009, 04:05 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


أستاذتنا الفاضلة آمال :
حقيقة ،فإن هذا الموضوع الذي قمتِ بطرحه في غاية الأهمية ؛لأنه مرتبط بقضية وهي الفاعلية والدور الاجتماعي .
بعيدًا عن كلام علماء النفس لا سيما علم نفس النمو ، فإن السن الأربعين هو قمة النضج عند كلا الجنسين تقريبًا ؛ولهذا كان الرسل كلهم عليهم السلام إلا سيدنا عيسى عليه السلام مرسلين في هذه السن .

الأربعون هو سن اليأس عند الغربيين لا سيما في المجتمع الأميريكى وتكون هذه السن هي الشيخوخة المبكرة والتي من بعدها تفقد المرأة القدرة على التواصل مع الآخرين . وهنا يكون دور المجتمع ممثلاً في الإعلام والمؤسسات المتخصصة هو تنمية مهارات وقدرات هؤلاء الأفراد .لماذا ؟
لأن الحياة هي كما يرى النفسيون والتربويون هي تعلم إلى الأبد . وسن الأربعين لا تُفقد فيه نفس القدرات والمهارات التي تُفقد في سن أكبر . لهذا يكون المجتمع مطالبًا بفتح آفاق للتدريب والتعليم والتفاعل الإيجابي وإعادة اكتشاف القدرات والمواهب الفردية والجماعية حتى يتسطيع الفرد تجاوز
مسببات الإحساس بالعزلة والانطواء .
وفي رأيي أن المجتمعات الغربية -بناء على ما تمتلكه من قدرات مادية جبارة- لا ينبغي أن تكون العقبات التقليدية عاملاً أساسيًا في الحيلولة دون التعلم . فالمرأة ذات الأربعين يمكن أن تكون كاتبة أو شاعرة أو مفكرة إذا وفر المجتمع لها أسباب هذا الإبداع ، ولا أدل على ذلك من الكاتبة الأميريكية الصينية الأصل آمي تان صاحبة رواية نادي البهجة والحظ ، فلم تظهر إلى الحيز الإبداعي إلا بعد تجاوزها الأربعين.
لكن في هذا المجتمع تلعب عناصر أخرى من ضمنها ركاكة معنى التدين والجانب الروجاني دورًا كبيرًا في انتشار هذه المشكلات والأمراض النفسية .
في كتاب أيقظ قواك الخفية لأنطوني روبنز حكى عن امرأة رغم أنها تجاوزت الخمسة والسبعين من عمرها إلا أنها عزمت على التخلص من اليأس والوحدة فقامت بالتدرب على تسلق الجبال !!
وأخرى تقول وهي مقاربة لها في السن : لو عاد العمر إلى الوراء فسأقوم بخلع حذائي والجري تحت المطر في طفولية وعبثية ..
وهذان نموذجان جيدان للغاية على القدرة على التكيف مع البيئة وإيجاد معنى للحياة في ظل هذه الظرف.
***
في مجتمعاتنا العربية لا تكاد تكون هذه المشكلة قائمة . لماذا ؟ لأن هناك مشكلات أكبر منها تستحوذ على المرأة .
فهي في الأربعين ولما تنتهي من التفكير في مشكلة لقمة الخبز ، وحتى المجتمعات الأرستقراطية تفتقد النساء إلى الثقافة اليت تجعلهن قادرات على الحياة بشكل سوي .
في مجتمعاتنا ذوات الأربعين هن أمهات لأطفال في المدرسة ، تشغلهن الحياة بغياهبها وظلماتها عن التفكير في التكيف لأنهن تقريبًا تكيّفن معها بشكل أو آخر .
لكن رغم ذلك هناك عدد كبير من النساء رغم الفراغ الموجود والمتناثر لهن إلا أن أوقاتهن تضيع في الثرثرة والأشياء التافههة ، فلا هي عملت وشغلت نفسها بالعمل ، ولا هي انكفأت على حسن تربية
الأطفال وإسعاد الزوج !!
وفي مجتمعنا من الممكن للنساء أن يعملن من خلال الإنترنت لكن يبدو أن الطموح يتلاشى مع أول مولود . وهذا كله يجعل اليأس سمة متحققة في الفرد .
***
أما بالنسبة لكبار فلا أعلم لماذا لا يحسنون التفاعل مع الحياة ؟ يمكن القول إن الشريحة الكبيرة من الكهول والشيوخ الذين يعيشون في مجتمعات شعبية أكثر قدرة على التكيف مع الواقع من المتعلمين
أبناء نفس السن .
ففيما يقوم الكبار وقد تجاوزوا الستين بالتسامر في المقاهي والزيارات المتبادلة وجلسات المصاطب نجد أن الكبار والذين هيأ الله لهم ظروفًا مناسبة كوجود النوادي القريبة منهم والمراكز الثقافية بعيدين عن كل ذلك ومنكفئين على الذات إلا ما ندر . هل مجتمعاتنا تفننت في عمل اقتران شرطي بين الشيخوخة والكآبة ؟
أنا عضو في نادي السادس من أكتوبر ، وأحيانًا أمر على النادي صباحًا . يحزنني جدًا أنني لا أرى الساحات المخصصة لكبار السن مليئة بهم إما لأنهم مشغولون في العمل أو لأن الكآبة قد لعبت بهم وجعلتهم يشعرون بعدم الرغبة في مجرد التفكير أو مجرد الحلم في تغيير نمط الحياة المعتاد .
***
أخيرًا : ذكرتني بجدي رحمه الله وقد بلغ الثمانين ، كان طريفًا محبوبًا وكثيرًا ما يلبس ملابس الشباب ويمشي لمسافات تتجاوز الثلاثة كيلو مترات ، حتى آخر يوم في عمره كان رياضيًا .. كان قد سار مسافة 3 كيلومترات وعند عبوره الطريق صدمته سيارة.
لقد كنت أرى فيه قدرة عبقرية في التعامل مع الوقت والسن وكان الشاطئ شاطئ دمياط لا يفارقه حتى كأنه علامة يعرف بها .
***
مسكينة أنت يا حواء ! في الصغر أرغموك على ألا تتعلمي وفي الشبيبة أرغموك على المكوث في البيت وأخيرًا في الكبر أرغموك على الكآبة باعتبارها الدليل على طاعتك للقواعد الاجتماعية .
حقًا إن التعامل مع الحياة فن يفوق فن التعامل مع الآلات التكنولوجية !!
رحمك الله يا شوقي لما قلت :
تلك الحياة وهذه أثقالها
وُزِن َ الحديد بها فصار ضئيلاً
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-01-2009, 07:23 PM   #2
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


أستاذتنا الفاضلة آمال :
حقيقة ،فإن هذا الموضوع الذي قمتِ بطرحه في غاية الأهمية ؛لأنه مرتبط بقضية وهي الفاعلية والدور الاجتماعي .
بعيدًا عن كلام علماء النفس لا سيما علم نفس النمو ، فإن السن الأربعين هو قمة النضج عند كلا الجنسين تقريبًا ؛ولهذا كان الرسل كلهم عليهم السلام إلا سيدنا عيسى عليه السلام مرسلين في هذه السن .

الأربعون هو سن اليأس عند الغربيين لا سيما في المجتمع الأميريكى وتكون هذه السن هي الشيخوخة المبكرة والتي من بعدها تفقد المرأة القدرة على التواصل مع الآخرين . وهنا يكون دور المجتمع ممثلاً في الإعلام والمؤسسات المتخصصة هو تنمية مهارات وقدرات هؤلاء الأفراد .لماذا ؟
لأن الحياة هي كما يرى النفسيون والتربويون هي تعلم إلى الأبد . وسن الأربعين لا تُفقد فيه نفس القدرات والمهارات التي تُفقد في سن أكبر . لهذا يكون المجتمع مطالبًا بفتح آفاق للتدريب والتعليم والتفاعل الإيجابي وإعادة اكتشاف القدرات والمواهب الفردية والجماعية حتى يتسطيع الفرد تجاوز
مسببات الإحساس بالعزلة والانطواء .
وفي رأيي أن المجتمعات الغربية -بناء على ما تمتلكه من قدرات مادية جبارة- لا ينبغي أن تكون العقبات التقليدية عاملاً أساسيًا في الحيلولة دون التعلم . فالمرأة ذات الأربعين يمكن أن تكون كاتبة أو شاعرة أو مفكرة إذا وفر المجتمع لها أسباب هذا الإبداع ، ولا أدل على ذلك من الكاتبة الأميريكية الصينية الأصل آمي تان صاحبة رواية نادي البهجة والحظ ، فلم تظهر إلى الحيز الإبداعي إلا بعد تجاوزها الأربعين.
لكن في هذا المجتمع تلعب عناصر أخرى من ضمنها ركاكة معنى التدين والجانب الروجاني دورًا كبيرًا في انتشار هذه المشكلات والأمراض النفسية .
في كتاب أيقظ قواك الخفية لأنطوني روبنز حكى عن امرأة رغم أنها تجاوزت الخمسة والسبعين من عمرها إلا أنها عزمت على التخلص من اليأس والوحدة فقامت بالتدرب على تسلق الجبال !!
وأخرى تقول وهي مقاربة لها في السن : لو عاد العمر إلى الوراء فسأقوم بخلع حذائي والجري تحت المطر في طفولية وعبثية ..
وهذان نموذجان جيدان للغاية على القدرة على التكيف مع البيئة وإيجاد معنى للحياة في ظل هذه الظرف.
***
في مجتمعاتنا العربية لا تكاد تكون هذه المشكلة قائمة . لماذا ؟ لأن هناك مشكلات أكبر منها تستحوذ على المرأة .
فهي في الأربعين ولما تنتهي من التفكير في مشكلة لقمة الخبز ، وحتى المجتمعات الأرستقراطية تفتقد النساء إلى الثقافة اليت تجعلهن قادرات على الحياة بشكل سوي .
في مجتمعاتنا ذوات الأربعين هن أمهات لأطفال في المدرسة ، تشغلهن الحياة بغياهبها وظلماتها عن التفكير في التكيف لأنهن تقريبًا تكيّفن معها بشكل أو آخر .
لكن رغم ذلك هناك عدد كبير من النساء رغم الفراغ الموجود والمتناثر لهن إلا أن أوقاتهن تضيع في الثرثرة والأشياء التافههة ، فلا هي عملت وشغلت نفسها بالعمل ، ولا هي انكفأت على حسن تربية
الأطفال وإسعاد الزوج !!
وفي مجتمعنا من الممكن للنساء أن يعملن من خلال الإنترنت لكن يبدو أن الطموح يتلاشى مع أول مولود . وهذا كله يجعل اليأس سمة متحققة في الفرد .
***
أما بالنسبة لكبار فلا أعلم لماذا لا يحسنون التفاعل مع الحياة ؟ يمكن القول إن الشريحة الكبيرة من الكهول والشيوخ الذين يعيشون في مجتمعات شعبية أكثر قدرة على التكيف مع الواقع من المتعلمين
أبناء نفس السن .
ففيما يقوم الكبار وقد تجاوزوا الستين بالتسامر في المقاهي والزيارات المتبادلة وجلسات المصاطب نجد أن الكبار والذين هيأ الله لهم ظروفًا مناسبة كوجود النوادي القريبة منهم والمراكز الثقافية بعيدين عن كل ذلك ومنكفئين على الذات إلا ما ندر . هل مجتمعاتنا تفننت في عمل اقتران شرطي بين الشيخوخة والكآبة ؟
أنا عضو في نادي السادس من أكتوبر ، وأحيانًا أمر على النادي صباحًا . يحزنني جدًا أنني لا أرى الساحات المخصصة لكبار السن مليئة بهم إما لأنهم مشغولون في العمل أو لأن الكآبة قد لعبت بهم وجعلتهم يشعرون بعدم الرغبة في مجرد التفكير أو مجرد الحلم في تغيير نمط الحياة المعتاد .
***
أخيرًا : ذكرتني بجدي رحمه الله وقد بلغ الثمانين ، كان طريفًا محبوبًا وكثيرًا ما يلبس ملابس الشباب ويمشي لمسافات تتجاوز الثلاثة كيلو مترات ، حتى آخر يوم في عمره كان رياضيًا .. كان قد سار مسافة 3 كيلومترات وعند عبوره الطريق صدمته سيارة.
لقد كنت أرى فيه قدرة عبقرية في التعامل مع الوقت والسن وكان الشاطئ شاطئ دمياط لا يفارقه حتى كأنه علامة يعرف بها .
***
مسكينة أنت يا حواء ! في الصغر أرغموك على ألا تتعلمي وفي الشبيبة أرغموك على المكوث في البيت وأخيرًا في الكبر أرغموك على الكآبة باعتبارها الدليل على طاعتك للقواعد الاجتماعية .
حقًا إن التعامل مع الحياة فن يفوق فن التعامل مع الآلات التكنولوجية !!
رحمك الله يا شوقي لما قلت :
تلك الحياة وهذه أثقالها
وُزِن َ الحديد بها فصار ضئيلاً
اخي العزيز المشرقي الاسلامي

لقد اعجبني جدا طرحك للموضوع وخصوصا ما ذكرته في المرأه الشرقيه

ولطالما ادهشني اهتمام المرأه الغربيه بنفسها فيما يعتبر عندنا شيخوخه
فهي تتعلم وتعمل وتمارس هواياتها
رغم كونها جده الا انها حافظت على حياتها الخاصه
وعلى صحتها
ويكمن الفرق بينها وبين المرأه العربيهاو الشرقيه المقيده بالعادات والتقاليد
في كون الاولى متمسكه بالحياة اكثر بغياب ما كنت قد ذكرته وهو الروحانيات
وتحررها من لوازم الاسرة بعد ان فارقها الابناء وكابدت الوحده
فهي بممارستها لحياتها تعوض نقصا وتحارب وحدة لا سن يأس

ومن ناحية اخرى نرى المرأه العربيه التي تهمل نفسها ولا ترى لها حياة الا اولادها
واحفادها الذين مازالوا يحيطون بها وبهم تملأ وقتها او
وقد تملأه ببكلامها مع نساء الحارة ومرروها على كل البيوت فيها
وهذا ما يفتقده الغرب من روابط اجتماعيه فيكاد الجار لا يعرف جاره

وفي النهايه لكل ناحية من النواحي سلبياتها وايجابيتها
ولكل ناحيه خصوصيتها
__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-01-2009, 09:33 PM   #3
آمال البرعى
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2008
الإقامة: مصر
المشاركات: 384
إرسال رسالة عبر MSN إلى آمال البرعى إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى آمال البرعى
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة علي4 مشاهدة مشاركة
اخي العزيز المشرقي الاسلامي

لقد اعجبني جدا طرحك للموضوع وخصوصا ما ذكرته في المرأه الشرقيه

ولطالما ادهشني اهتمام المرأه الغربيه بنفسها فيما يعتبر عندنا شيخوخه
فهي تتعلم وتعمل وتمارس هواياتها
رغم كونها جده الا انها حافظت على حياتها الخاصه
وعلى صحتها
ويكمن الفرق بينها وبين المرأه العربيهاو الشرقيه المقيده بالعادات والتقاليد
في كون الاولى متمسكه بالحياة اكثر بغياب ما كنت قد ذكرته وهو الروحانيات
وتحررها من لوازم الاسرة بعد ان فارقها الابناء وكابدت الوحده
فهي بممارستها لحياتها تعوض نقصا وتحارب وحدة لا سن يأس

ومن ناحية اخرى نرى المرأه العربيه التي تهمل نفسها ولا ترى لها حياة الا اولادها
واحفادها الذين مازالوا يحيطون بها وبهم تملأ وقتها او
وقد تملأه ببكلامها مع نساء الحارة ومرروها على كل البيوت فيها
وهذا ما يفتقده الغرب من روابط اجتماعيه فيكاد الجار لا يعرف جاره

وفي النهايه لكل ناحية من النواحي سلبياتها وايجابيتها
ولكل ناحيه خصوصيتها


أخى الكريم على
أخى الفاضل المشرقى
أشكر لكما هذا الحراك الرائع لإثراء الحوار الراقى هنا
دمتما بكل الود
__________________
لست مضطراً لــ حبى
ولكنك مجبراً على إحترامى



آمال[/color]
آمال البرعى غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-01-2009, 09:24 PM   #4
آمال البرعى
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2008
الإقامة: مصر
المشاركات: 384
إرسال رسالة عبر MSN إلى آمال البرعى إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى آمال البرعى
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


أستاذتنا الفاضلة آمال :
حقيقة ،فإن هذا الموضوع الذي قمتِ بطرحه في غاية الأهمية ؛لأنه مرتبط بقضية وهي الفاعلية والدور الاجتماعي .
بعيدًا عن كلام علماء النفس لا سيما علم نفس النمو ، فإن السن الأربعين هو قمة النضج عند كلا الجنسين تقريبًا ؛ولهذا كان الرسل كلهم عليهم السلام إلا سيدنا عيسى عليه السلام مرسلين في هذه السن .

الأربعون هو سن اليأس عند الغربيين لا سيما في المجتمع الأميريكى وتكون هذه السن هي الشيخوخة المبكرة والتي من بعدها تفقد المرأة القدرة على التواصل مع الآخرين . وهنا يكون دور المجتمع ممثلاً في الإعلام والمؤسسات المتخصصة هو تنمية مهارات وقدرات هؤلاء الأفراد .لماذا ؟
لأن الحياة هي كما يرى النفسيون والتربويون هي تعلم إلى الأبد . وسن الأربعين لا تُفقد فيه نفس القدرات والمهارات التي تُفقد في سن أكبر . لهذا يكون المجتمع مطالبًا بفتح آفاق للتدريب والتعليم والتفاعل الإيجابي وإعادة اكتشاف القدرات والمواهب الفردية والجماعية حتى يتسطيع الفرد تجاوز
مسببات الإحساس بالعزلة والانطواء .
وفي رأيي أن المجتمعات الغربية -بناء على ما تمتلكه من قدرات مادية جبارة- لا ينبغي أن تكون العقبات التقليدية عاملاً أساسيًا في الحيلولة دون التعلم . فالمرأة ذات الأربعين يمكن أن تكون كاتبة أو شاعرة أو مفكرة إذا وفر المجتمع لها أسباب هذا الإبداع ، ولا أدل على ذلك من الكاتبة الأميريكية الصينية الأصل آمي تان صاحبة رواية نادي البهجة والحظ ، فلم تظهر إلى الحيز الإبداعي إلا بعد تجاوزها الأربعين.
لكن في هذا المجتمع تلعب عناصر أخرى من ضمنها ركاكة معنى التدين والجانب الروجاني دورًا كبيرًا في انتشار هذه المشكلات والأمراض النفسية .
في كتاب أيقظ قواك الخفية لأنطوني روبنز حكى عن امرأة رغم أنها تجاوزت الخمسة والسبعين من عمرها إلا أنها عزمت على التخلص من اليأس والوحدة فقامت بالتدرب على تسلق الجبال !!
وأخرى تقول وهي مقاربة لها في السن : لو عاد العمر إلى الوراء فسأقوم بخلع حذائي والجري تحت المطر في طفولية وعبثية ..
وهذان نموذجان جيدان للغاية على القدرة على التكيف مع البيئة وإيجاد معنى للحياة في ظل هذه الظرف.
***
في مجتمعاتنا العربية لا تكاد تكون هذه المشكلة قائمة . لماذا ؟ لأن هناك مشكلات أكبر منها تستحوذ على المرأة .
فهي في الأربعين ولما تنتهي من التفكير في مشكلة لقمة الخبز ، وحتى المجتمعات الأرستقراطية تفتقد النساء إلى الثقافة اليت تجعلهن قادرات على الحياة بشكل سوي .
في مجتمعاتنا ذوات الأربعين هن أمهات لأطفال في المدرسة ، تشغلهن الحياة بغياهبها وظلماتها عن التفكير في التكيف لأنهن تقريبًا تكيّفن معها بشكل أو آخر .
لكن رغم ذلك هناك عدد كبير من النساء رغم الفراغ الموجود والمتناثر لهن إلا أن أوقاتهن تضيع في الثرثرة والأشياء التافههة ، فلا هي عملت وشغلت نفسها بالعمل ، ولا هي انكفأت على حسن تربية
الأطفال وإسعاد الزوج !!
وفي مجتمعنا من الممكن للنساء أن يعملن من خلال الإنترنت لكن يبدو أن الطموح يتلاشى مع أول مولود . وهذا كله يجعل اليأس سمة متحققة في الفرد .
***
أما بالنسبة لكبار فلا أعلم لماذا لا يحسنون التفاعل مع الحياة ؟ يمكن القول إن الشريحة الكبيرة من الكهول والشيوخ الذين يعيشون في مجتمعات شعبية أكثر قدرة على التكيف مع الواقع من المتعلمين
أبناء نفس السن .
ففيما يقوم الكبار وقد تجاوزوا الستين بالتسامر في المقاهي والزيارات المتبادلة وجلسات المصاطب نجد أن الكبار والذين هيأ الله لهم ظروفًا مناسبة كوجود النوادي القريبة منهم والمراكز الثقافية بعيدين عن كل ذلك ومنكفئين على الذات إلا ما ندر . هل مجتمعاتنا تفننت في عمل اقتران شرطي بين الشيخوخة والكآبة ؟
أنا عضو في نادي السادس من أكتوبر ، وأحيانًا أمر على النادي صباحًا . يحزنني جدًا أنني لا أرى الساحات المخصصة لكبار السن مليئة بهم إما لأنهم مشغولون في العمل أو لأن الكآبة قد لعبت بهم وجعلتهم يشعرون بعدم الرغبة في مجرد التفكير أو مجرد الحلم في تغيير نمط الحياة المعتاد .
***
أخيرًا : ذكرتني بجدي رحمه الله وقد بلغ الثمانين ، كان طريفًا محبوبًا وكثيرًا ما يلبس ملابس الشباب ويمشي لمسافات تتجاوز الثلاثة كيلو مترات ، حتى آخر يوم في عمره كان رياضيًا .. كان قد سار مسافة 3 كيلومترات وعند عبوره الطريق صدمته سيارة.
لقد كنت أرى فيه قدرة عبقرية في التعامل مع الوقت والسن وكان الشاطئ شاطئ دمياط لا يفارقه حتى كأنه علامة يعرف بها .
***
مسكينة أنت يا حواء ! في الصغر أرغموك على ألا تتعلمي وفي الشبيبة أرغموك على المكوث في البيت وأخيرًا في الكبر أرغموك على الكآبة باعتبارها الدليل على طاعتك للقواعد الاجتماعية .
حقًا إن التعامل مع الحياة فن يفوق فن التعامل مع الآلات التكنولوجية !!
رحمك الله يا شوقي لما قلت :
تلك الحياة وهذه أثقالها
وُزِن َ الحديد بها فصار ضئيلاً


أخى الكريم ... المشرقى
أشكر لك حضورك المميز بين دفاترى
للأسف سيدى ... هذا الفكر أكثر رواجاً فى الشرق عنه فى الغرب ..... فالمرأة فى الغرب تمارس أدوارها بشكل طبيعى جداً دون النظر لعمرها ... هى إمرأة فى كل الأحوال
كذلك الرجل هو الرجل لاينتقص عمره منه شيئاً
هذه ثقافة سيدى لانعتد بها فى قاموسنا الشرقى ..... مثلما يحدث تماماً عند الإحالة على المعاش .... وكأن الحياه توقف نبضها ..... لذا علينا إدراك القيم السلبية التى تؤثر على التوازن النفسى لكل من الرجل والمرأة .. والعمل على دحضها
دمت سيدى بكل الخير
__________________
لست مضطراً لــ حبى
ولكنك مجبراً على إحترامى



آمال[/color]
آمال البرعى غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .