العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 06-04-2009, 11:49 PM   #9
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الموجهات الحضارية لتربية الهوية

أولا: الخبز والكرامة

لا تُبنى هوية أي شعب في الهواء، بل تتحقق فوق الأرض عبر مكوني: (الخبز والكرامة) أي: توافر مستوى لائق من الحياة للمواطنين، توافر الاحتياجات الأساسية من طعام ومسكن وعمل وعلاج وتعليم، وتحقيق الكرامة الفردية، عبر تأمين شروط الحريات والمعاملة الإنسانية التي تحقق كرامة الإنسان. وممارسته حقوقه السياسية ومشاركته في تقرير مصير وطنه.

وتتفق أغلب الدراسات في الوطن العربي، أن أكثر من نصف المواطنين يعانون من الفقر، وأن الحريات معدومة. وهذا ما يفسر هجرة العقول العلمية والسياسية التي لم يشدها الأهازيج الوطنية المتغنية ببطولات وهمية لحكام لا يزالوا يجترون أنفسهم منذ عهد طويل.

ثانيا: رد الاعتبار الى الذات القومية

ثمة سهام عديدة وجهت الى الفكر القومي منذ غزو العراق للكويت عام 1990، وتصاعد معها النزعة القطرية المنكفئة، وتقويض أسس الفكرة القومية أو العروبة السياسية، وتوالت الانتقادات من الداخل والخارج، من المثقفين والفاعلين العرب أنفسهم، ومن أعدائهم سويا، وتحدث البعض عن (نهاية العروبة)، (وداع العروبة)، و (تهافت الأسطورة القومية)، وراجت مشروعات تذويب الكيان العربي بين (مشروع شرق أوسطي) مرة و (مشروع الشرق الأوسط الكبير) مرة أخرى.

ويرى البعض أن رد الاعتبار الى الذات القومية، يتم بالاعتزاز بالذات القومية والاعتماد على تعبئة عناصر القوى الموجودة، ولا يتم ذلك بالوقوف على الأطلال، وإنما نرصد كل ما كان من شأنه أن يُمَكِن شعوبنا استمراريتها الاجتماعية والوطنية، ويجمع بين الروافد المتعددة في نسيج متشابك متناقض متضافر مواكب.

ثالثا: تجديد التراث العربي

إذا كانت الثقافة هي المكون الأساسي لهوية الشعب والأمة، فإن الموروث الثقافي يُعَد خميرة هذه الثقافة ولبها وكل محاولة للعودة الى التراث، محكوم عليها بالفشل، بل إن المهمة المطلوبة هي استدعاء التراث، وتجديده، وتسييله في عروق البشر.

رابعاً: إنعاش اللغة العربية تدريساً

تشكل اللغة العربية والموروث الثقافي أساس الخصوصية الحضارية، وهي أبرز مظاهر الثقافة العربية، وأزمة اللغة العربية المعاصرة، هي أزمة الهوية القومية في نفس الوقت.

وقد حدد تقرير التنمية الإنسانية العربية (2003) مظاهر أزمة اللغة العربية في:

1ـ عدم توافر سياسة لغوية على المستوى القومي.
2ـ ضمور سلطة وموارد المجامع اللغوية العربية.
3ـ جمود التنظير اللغوي والعتاد المعرف لدى اللغويين.
4ـ غياب رؤية واضحة للإصلاح اللغوي.
5ـ ضعف النشر الإلكتروني باللغة العربية وقلة البرمجيات المتقدمة فيها.

مهام التعليم العربي لدعم تربية الهوية

أولا: تحرير وتشكيل العقل النقدي:

إذا كان العبيد لا يقاتلون، والمقهورون لا يفكرون، فإنه لا أمل كبير في مخرجات النظم التعليمية المنتجة في مظلة التعليم التلقيني، والعقل المجتر، وثقافة الإيداع لا الإبداع، والحوار (( إن التحصين الداخلي للمتعلم من خلال إشاعة التفكير الناقد في مختلف مؤسسات التعليم، يستطيع كشف الواقع والفكر، مع تسييد ثقافة السؤال في العملية التعليمية. وهو بمثابة التحصين الداخلي الذي يجعل الهوية العربية منفتحة ومتعايشة مع الآخرين دون الخوف من أن تقتلع عن الآخرين))*2

ثانيا: المسئولية التربوية تجاه إحياء التراث، وتجديد نشره

أي غرس القيم والمبادئ الثقافية التي يحملها تراث أمة من الأمم لدى أبناء هذه الأمة تحقيقا لأهداف التنمية الفاعلة والمتجددة من خلال ذاته، وإحياء القيم الإنسانية في ذلك التراث وخاصة قيم احترام العمل والعدل وتكافؤ الفرص والتعاون والتضامن*3

ثالثا: تنمية مشاعر واتجاهات الولاء القطري والقومي، وتعظيم الوعي الوحدوي

كشفت العولمة هشاشة الكيان القطري المكتفي بذاته، ومنحازة للكيانات الاقتصادية والسياسية، وهو ما يعني أن السعي الوحدوي أمام الأقطار العربية أقرب الى خيار المصير، لا الخيار الترفي الاحتمالي. يجب أن يصب الانتماء القطري لكل دولة عربية في انتماء أكبر هو: القومي الذي تجسده الهوية الثقافية العربية وآدابها.

رابعا: مواجهة الانشطارية التعليمية

وهو يعني، المضي نحو توحيد البنى التعليمية في الأقطار العربية، والتحرر من ثقافة الخوف والإغواء الثقافي بإقرار تعريب التعليم الجامعي كخيار حضاري وسياسي، والإعداد لهذا التحول إعدادا علميا وثقافيا لازما قبل تنفيذه.

خامسا: بناء الهوية الإنسانية

أفضل تحصين للهوية الثقافية من الوقوع في أسر الشوفينية والتعصب المقيت والقطيعة مع الآخر، هو التوجه للمدى الإنساني لصب الجهود فيه كشركاء كاملين طامحين في عمومية إنسانيتنا.



هوامش (من تهميش المؤلف)
*1ـ عبلة محمود إبراهيم/ هيراركية الانتماءات لدى عينة من المثقفين/ رسالة دكتوراه غير منشورة/ جامعة عين شمس 1997 صفحة 145.
*2ـ طلعت عبد الحميد وآخرون/ تربية العولمة: وتحديث المجتمع/ دار فرحة/ القاهرة 2004 صفحات 27 و 54
*3ـ عبد الله عبد الدائم/ الآفاق المستقبلية للتربية في البلاد العربية/ دار العلم للملايين: بيروت 2000 ص 62و63.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .