إســلام........................ وإسلام
لم يكن الإسلام بالنسبة للمسلم الحق رهبانية أو زهدا أو اعتكافا، أو تكفيرا وإكثارا للعنات في حق كل المخالفين أو المختلفين، ولكنه" اعملوا فسيرى الله عملكم" و"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ولآخرتك كأنك تموت غدا"، لذلك كان يعمل صباح مساء، ينام الليل أقله ويجاهد ويتعب النهار كله، كان الإسلام بالنسبة له دين العزة وكان السؤال الذي يقض عليه مضجعه هو كيف نحقق العزة مع هياكل التخلف ، كيف نطلق إرادة وعقل وطاقة هذه الأمة ؟..
وكان الحاكم والسلطان، يرى في هذه المعركة خطرا على منزلته وتعرية له من تعاويذه وتمائمه، وقناع الدين الذي يستر عورة تحالفاته وانبطاحاته، لذلك كان يجند أتباعه مستنجدا بالتطرف وهراواته مذكرا إياه بأن المعركة واحدة ، والعدو واحد، وكما الله واحد ، فالعدو واحد، والشيطان واحد..
وكان االمسلم الحق، والمجاهد الشاب، في ألفيتنا هذه، يرى الدين علاقة مخلوق مع خالقه ، ورسالة روحية وأخلاقية للعالم أجمع، ومصدر إلـهام واجتهاد وعمل، وبرنامج سياسة وحياة، وسبيل تجاوز الإنحطاط، وكان يرى أن أقبح جريمة ترتكب في حق الدين لهي وضعه في خدمة السياسيين المتسلطين يهرشون به ويهرفون لمصلحة الكرسي الوثير. مثلما الجريمة أيضا، وضعه في الهامش، وإقصاؤه من الحياة السياسية..
وكان الحاكم المتجبر، المتسلط على الناس، يرى في الدين ورقة لدفع أعدائه وقتل منافسيه في السلطة والمصلحة الآنية والآتية، مثلما هو بركة تتوارث خلفا سلفا، وأورادا أزلية لا تدرك إلا منه ومن أهل حظوته فقهاء السلطان، القارئين ما باللوح المحفوظ من أسرار تجنب الغي والزيغ..
كان الحاكم المتجبر يضيف أن التمرد عن طاعة أهل الأمر زلة وخروج عن الملة، سلطان غشوم خير من فتنة تدوم، ومن خلع عن عنقه ربقة البيعة يبعث أمام الله قردا، فالسلطان ظل الله في الأرض، والعامة الغوغاء عليها أن تحني رأسها ولو كانت حراب أولي الأمر في أكتافها.
هذان هما طرفا المعادلة.
فلك أن تكون مسلما حقا، مجاهدا ثائرا ومجاهرا.. أو أن تكون من غوغاء فقهاء السلطان، وخادما من خدام الحاكم المتجبر السيد.
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
آخر تعديل بواسطة سيدي حرازم يطرونس ، 02-05-2009 الساعة 02:28 PM.
|