في رأيي المتواضع كمراقب بعيد عن الساحة اللبنانية ولكن مهتم بما يجري فيها طبعاً (كما أنا مهتم بكل ما يجري في دنيا العرب) الطرف الوحيد الذي لم يمارس إعلامياً التحريض الطائفي هو حزب الله.
جميع الأطراف الأخرى بما فيها عون لم تقصر في الطرح الطائفي المحض.
ولا يعني ذلك تصحيح تكتيكات حزب الله الداخلية، ولا يعني الشهادة لقواعده الشعبية بأنها غير طائفية، فالتجربة تدلنا على أن القيادة مهما كانت شعبية ومحبوبة قد يظل هناك فرق بين مستواها العقلي ومستوى وعيها من جهة ومستوى وعي جماهيرها من جهة أخرى، ولن تجد أفضل على ذلك من حركة حماس، حيث كل الوقائع تشير إلى وجود فرق كبير في الوعي بين خالد مشعل مثلاً والكوادر المتوسطة والصغرى، بل وبعض الكبرى أيضا.
وبظل الوضع الطائفي الموضوعي لحزب الله نقطة ضعفه الكبيرة التي تحول دون اتخاذه وضعا مجمعا عليه وطنيا، ويحول دون مشاركة الوطنيين اللبنانيين من خارج أيديولوجيته في معاركه ذات الطابع الوطني العام. وإن كان هذا الوضع من جهة أخرى يعطيه قوة ضمن منطق التوازن الطائفي اللبناني. ولكن المطلوب إن كان يريد فعلا تحويل المعركة مع العدو الصهيوني إلى معركة قومية شاملة أن يجد الطريق للتحول إلى وضع قومي بالتدريج بعيد عن الانتساب الطائفي الضيق. إن هذا التحول لا توجد للأسف أي مؤشرات على البدء به أو حتى التخطيط له.
والله أعلم.
|
النمط المتطور