الأخوة الكرام
لقدسية القضية الفلسطينية ومركزيتها بالنسبة للتطور الذي حدث للأمة العربية خلال ما يقارب قرناً من الزمان، وما سيؤثر على مساره المستقبلي، لكل ذلك، فإن موضوع الاشتراك بالتحليل لوقائع إحداثيات الخلافات بين الأشقاء الفلسطينيين، والميل مع فصيل ضد آخر، لا يقدم للقضية الفلسطينية شيئاً.
لا يجوز النظر من قبل العرب لما يحصل بين الأشقاء الفلسطينيين، على أنه صراع ديوك أو سباق يتم الرهان عليه، ففداحة الاحتلال وقسوته تصنع ما لا يتوقعه مراقب عن بُعد. كما لا يجوز تخوين فصيل ومحاكمته من خلال سلوكيات تفرضها الظلال الثقيلة للاحتلال.
فتح، حركة سياسية وعسكرية قدمت تضحيات هائلة في تاريخ نضالها، ولها في المعتقلات من الأسرى، وقد عانى أتباعها ما عانوا من قسوة تبعيات نضالهم.
وحماس حركة سياسية وعسكرية قدمت وتقدم تضحيات لا تقل عما قدمته فتح وتعترف قياداتها بجلال تضحيات كوادر فتح وأنصارها.
وكون كل من فتح وحماس، قد تم تصنيفه من قبل مؤسسيه على أنه حركة وليس حزبا، فإن التطورات التي تمر بها الحركات السياسية والعسكرية في كل العالم لا تعطي استثناءا لهاتين الحركتين.
وبنفس الوقت، فإن الرصيد النضالي لكل حركة كفيل بأن يجعلها قادرة على تصويب وضعها مستعينة بجهاز المناعة الذي تكون لديها على طول تاريخها النضالي.
ومن ناحية أخرى، فإن من يحق له النقد أو التعليق هو من يساهم بدمه وماله ومؤازرته المعنوية والثقافية للقضية الفلسطينية، فلنسأل أنفسنا هل كانت مساهماتنا ترتقي لأن نوجه أسئلة وانتقادات؟ وإن كانت المفاجأة أن تكون مساهماتنا السلبية هي ما أوصلت القضية الفلسطينية الى ما أصبحت عليه، عندها سنتراجع خجلين من أنفسنا، مكتفين بالدعاء لأخوتنا في الأرض المحتلة أن يهدي الله بصيرتهم ويوفق فيما بينهم ويثبت أقدام المجاهدين منهم ويفك سجن أسراهم، ويحمي أعراضهم من كل مس، ويبعث لهم من يؤمن لهم صمودهم.
__________________
ابن حوران
|